الأمير فون بسمارك
حازم ناظم فاضل
حازم ناظم فاضل
هو أوتو إدوارد ليوبولد(Otto von Bismarck)، الأمير فون بسمارك، دوق لونبرج ، أحد أشهر الساسة الأوروبيين بالقرن التاسع عشر. عن طريق منصبه كرئيس وزراء بروسيا ووزير خارجيتها، كانت له يد كبيرة في تأسيس القيصرية الألمانية الثانية إبان الحرب الألمانية الفرنسية و قد أصبح أول مستشار لها.
ولد أوتو إدوارد ليوبولد فون بسمارك، عام 1815 م(1)، في شونهاوزن، في مقاطعة ماجدبورج. ودرس القانون. وفي عام 1859 م عمل بالمحاماة.
خلال دورة المجلس التشريعي الألماني المنعقد في فرانكفورت (1851 ـ 1859م) قدم بسمارك للمجلس خطط لمستقبل الإمبراطورية الألمانية. باعتباره ممثلاً لبروسيا، ومثل بلاده لدى روسيا وفرنسا(2).
وفي عام 1862 م، استدعي إلي بروسيا ليتقلد منصب رئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية. فاصبح بسمارك كبير الوزراء في بروسيا (3)وحقق مكانة كبرى في السياسة الأوربية لبروسيا ثم فيما بعد لألمانيا الموحدة، وقد خاض بسمارك ثلاثة حروب ناجحة من أجل توحيد ألمانيا، وكانت هذه الحروب ضد الدانمارك عام 1864 م، و النمسا عام 1866م ، و فرنسا عام (1870 ـ 1871 م)(4).
عقد الحلف الثلاثي مع النمسا و هنغاريا (المجر) و إيطاليا ، الذي استمر حتى الحرب العالمية الأولى. كما وضع بعض التشريعات الاشتراكية.
حقق بسمارك كل هذا النجاح معتمداً على مهارته الدبلوماسية والحكمة، والسياسة العسكرية الصارمة، مع براعة التنفيذ ، ويعتبر احد عباقرة السياسة في التاريخ الحديث (5). وأصبح بسمارك مستشار للرايخ الثاني للإمبراطورية الألمانية الجديدة. ونال بسمارك شهرة كبيرة مما دفع ولهام الثاني (غليوم الثاني) إمبراطور ألمانيا إلى التخلص منه. وبعد ان تقاعد بسمارك أشرف على ممتلكاته في فريدريك زرو، وتوفى في 30 يوليو1898م(6).
ويعتبر بسمارك من أشهر رجال الفكر في تاريخ اوروبا الحديث(7). ويقول هذا الفيلسوف عن القرآن الكريم وعن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم):
"لقد درست الكتب السماوية بإمعان، فلم اجد فيها الحكمة الحقيقية التي تكفل سعادة البشرية، وذلك للتحريف الذي حصل فيها. ولكني وجدت قرآن محمد صلى الله عليه وسلم يعلو على سائر الكتب. وقد وجدت في كل كلمة منه حكمة. وليس هناك كتاب يحقق سعادة البشرية مثله. ولا يمكن أن يكون كتابٌ كهذا من كلام البشر. فالذين يدّعون ان هذه الاقوال اقوال محمد (صلى الله عليه وسلم) يكابرون الحق وينكرون الضرورات العلمية، أي أن كون القرآن كلام الله امرٌ بديهي".
وهكذا تنتج حقول الذكاء في امريكا واوروبا محاصيل رائعة من امثال مستر كارلايل وبسمارك من جهابذة المحققين(8).
ويتحدث السلطان عبدالحميد الثاني في مذكراته عن بسمارك :
يقال عن بسمارك انه لا يخفي أفكاره خلف الكلمات التي يتفوه بها كما هي حال كل سياسي بل تكون كلماته تعبيرا عما يجول في نفسه من أفكار فان صح ما قيل فإن قوله ان الجيش البروسي أسمى وأغلى من أن يضحى به في سبيل الشرق لا يمكن أن يعبر عن فكره الصحيح والا فيعتبر رجل دولة قصير النظر وضيق الأفق ويحتمل أنه قاله في وقت كان فيه الانشغال بأمور الشرق سابقا لأوانه (9).
ويقول ديورانت :
كما أصبح بسمارك فيما بعد بطل فلسفة أخلاقية فوق الخير والشر، ونموذجاً للإنسان الأسمى(10).
الهوامش :
__________
(1) محمد فريد وجدي :دائرة معارف القرن العشرين ج2، دار المعرفة ، بيروت 1971 ، ص191
(2) علي شعيب : بسمارك ، دار الفكر اللبناني ، بيروت 1992 ، ص 54 .
(3) بك ، محمد فريد : تاريخ الدولة العلية العثمانية ، دار النفائس ،بيروت 1988 ، ص678 .
(4) البدري ، جمال عيسى : تاريخ اوروبا الحديث ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1988 ، ص445
(5) البعلبكي ، منير : معجم اعلام المورد ، دار العلم للملايين ، بيروت 1992 ، ص 106 .
(6) البدري ،مصدر سابق ، ص 447 .
(7) النورسي ، سعيد : كليات رسائل النور ج8 ،ترجمة : احسان الصالحي ، دار سوزلر – القاهرة 1999 ، ص 498
(8) المصدر نفسه ، ج8 ص 498
(9) السلطان عبدالحميد الثاني : مذكراتي السياسية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1986، ص137
(10) ديورانت ، ول: قصة الحضارة ، ترجمة محمد بدران ، مطابع الدجوى ، القاهرة 1975 ، ص 7275 .
منقول