الفضاء العربى المفتوحة للتجسس

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan

الفضاء العربى المفتوحة للتجسس



المقدمة.
أصبح الفضاء العربي مجالاً للتجسس على الدول العربية وقدراتها المختلفة - السياسية، والاقتصادية، والعسكرية - من كافة دول الجوار، حتى الإسلامية منها، مثل: إيران وتركيا، وبالأساس إسرائيل.

في الأسبوع الأخير من يناير 2006م، تناقلت وكالات الأنباء أخبار عن أن إيران وتركيا دشنت مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، فقد تم الكشف عن قمرين اصطناعيين للتجسس يجري إطلاقهما في سماء المنطقة:

الأول:تمتلكه إيران بمساعدة فريق إيطالي عمل على تصنيع القمر والإعداد لعملية الإطلاق العام الحالي 2006م.

الثاني: فسوف تمتلكة تركيا من خلال طرح مناقصة دولية بعد فشل صفقة مع فرنسا، وتهدف تركيا إلى سد الاحتياجات الأمنية والمعلوماتية عبر قمر اصطناعي للتجسس، بعد إلغاء المشروع عدة مرات على مدى السنوات الماضية.

وفي غضون ثلاثة أسابيع، وتحديداً في العشرين من فبراير، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إسرائيل قررت الرد على إطلاق إيران في أكتوبر 2005م الماضي قمر اصطناعياً إلى الفضاء للتجسس على إسرائيل، وذلك بإطلاق قمر اصطناعي جديد بصفة عاجلة وحتى أواخر أبريل 2006م، يحمل اسم "أروس -2" سيمكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من التجسس بطريقة أفضل على ما يحدث في إيران، خصوصاً ما يتعلق بمنشآتها النووية.

وثمة ملاحظات تتعلق بتوقيت الإعلان التركي والإيراني، بعضها مشترك، والبعض الآخر يخص كل دولة على حدة:

أما ما يجمعهما من دوافع، فإنه يتعلق بالحرص على مزيد من الاعتماد على الذات - في الاحتياجات الأمنية الاستراتيجية - والحد من محاولات الهيمنة على المنطقة، ومقدرات القوى الإقليمية، بالإضافة إلى الوضع الجيوبولوتيكي المعقد لكلتا الدولتين.
وبعيداً عن القواسم المشتركة، فإن إيران - في ظل حكم الرئيس نجاد - تواجه تهديدات وتحديات متصاعدة، تنامت خلال العامين الماضيين 2004، 2005م، مما دفعها إلى مواصلة الحرص على تعظيم القدرات الدفاعية في مواجهة القوى المعادية، وفي هذا السياق، فإن ما يتم تسريبه حول خطط أمريكية - إسرائيلية - تركية لاستهداف القدرات النووية الإيرانية ليس إلا نموذجاً لتلك الاستهدافات؛ وتعد خطوة الإعداد لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسس نقلة نوعية لعملية التحديث العسكري الإيراني، وقوة دفع إضافية على طريق بناء قوة عسكرية إقليمية تفرض مصالحها في الديناميات والتوازنات التي تحكم أوضاع المنطقة.

والمثير فيما يتعلق بسيناريو إعلان المبادرة الإيرانية، أن التليفزيون الإسرائيلي هو الذي كشف النقاب عنها، ثم نقل التليفزيون الصيني النبأ، وكان ثمة حرص في الحالتين على الإشارة إلى أن "جميع الوثائق المتعلقة بالقمر الإيراني لم تصل بعد إلى أجهزة المخابرات الأمريكية أو الروسية".

ولا يمكن فصل هذه الخطوة عن الجهود الإيرانية المتعلقة بإنتاج وامتلاك قدرة صاروخية باليستية، وتطوير مداها وقوتها، إذ إن أحدث طرازات الصاروخ شهاب يمكن - بإدخال بعض التعديلات عليه - أن يكون قادراً على حمل الأقمار الاصطناعية في مرحلة تالية، وربما كانت هذه المهمة على رأس أولويات هيئة الصناعات الجوية والفضائية في المرحلة القريبة القادمة.

وقد ذكرت مصادر المخابرات الأمريكية - في فبراير 2005م - أن إيران سوف تطلق قمرين: الأول يسمى "سفير Safir" وهو قمر تجريبي يزن 44 رطلاً، وسوف يحمل جهاز إرسال فقط ليرسل إلى أجهزة المراقبة الأرضية المعلومات التي تفيد بأن القمر قد وصل إلى مداره المحدد. أما القمر الثاني فيسمى "مصباح Mesbah"، وأعلن عن التخطيط لإطلاقه منذ 2 سبتمبر 2004م، على أن يوضع في مدار على ارتفاع 900كم، ويزن 132 رطلاً، وهو على شكل مكعب طول ضلعه قدمان، وسوف يحمل أجهزة تصوير ومعدات اتصال؛ ومهمته اكتشاف الموارد الطبيعية، ونقل الأوامر إلى شبكات الكهرباء والطاقة وإنتاج البترول والغاز، وسوف يتم إطلاق هذه الأقمار بواسطة طراز متطور من الصاروخ شهاب 3 بعد زيادة مداه، وتركيب مرحلة عليا للصاروخ لتحتوى على القمر الاصطناعي، بدلاً من الرأس الحربي، ويتراوح مدى الصاروخ شهاب من 1300كم إلى 1500كم، ولكن المخابرات الأمريكية تعتقد أن التطوير الذي أدخلته إيران على الصاروخ، لكي يتمكن من إطلاق الأقمار الاصطناعية، سوف يصل بمداه إلى 2000كم؛ وتستطرد المخابرات الأمريكية قائلة إن حجة تطوير الصاروخ لإطلاق الأقمار الاصطناعية، هي بمثابة حصان طروادة (Trojan Horse)، وأن الهدف الحقيقي هو تطوير الصاروخ شهاب لأغراض عسكرية. ويرى المحللون أن البرنامج الفضائي الإيراني سوف يساعد إيران كثيراً في تطوير برنامجها النووي. وتعتقد المخابرات الأمريكية أن إيران تعمل حالياً في إنتاج قمر اصطناعي ثالث، يزن 374 رطلاً، سوف تطلقه من قاعدة روسية بواسطة صاروخ روسي؛ وربما تصبح إيران العضو العاشر في الفضاء. وقد تكون طهران غيرت تعاقدها لتصبح الشركة الإيطالية بدلاً من الروسية بخصوص إنتاج قمرها الاصطناعي المقبل.

أهداف التجسس الإيرانية.

تتطلع إيران إلى التجسس على دول الجوار، سواء الدول العربية عامة أو الخليجية، وخصوصاً العراق؛ ومن دول الجوار أيضاً تركيا وإسرائيل، التي تتربص بإيران وتهدد بين الحين والآخر بتدمير منشآتها النووية، هذا بخلاف مراقبة التواجد الأمريكي في المنطقة، خصوصاً في كل من العراق وأفغانستان والقواعد الأمريكية الأخرى في المنطقة، والتي قد تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في حال عدوانها على إيران، والتي أعلنت إيران أنها ستصبح هدفاً لها في حال تعرضها لأي عدوان خارجي أمريكي أو إسرائيلي.

على الجانب الآخر، فإن تركيا تمتلك برنامجاً لأبحاث الفضاء، تقوم على تنفيذه وكالة الفضاء، وكان إطلاق أقمار اصطناعية لأغراض عسكرية ومدنية هدفها الأساسي، وبالفعل فإنها قطعت شوطاً في هذا الاتجاه، بدعم من علماء سوفييت سابقين كانوا يعملون بمحطه فضائية ضخمة بكازاخستان، قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، ثم وضعوا خبرتهم تحت تصرف الجيش التركي.

ورغم أن أول محاولة لإطلاق قمر اصطناعي منيت بالفشل في عام 1994م، إثر انفجار الصاروخ الذي حمله، فإن الجهود التركية لم تتوقف، سواء على مستوى التصنيع والبحث محلياً، أو السعي للتعاقد مع إحدى الدول الأجنبية لبناء قمر اصطناعي يلبي حاجة تركيا المتزايدة لجمع معلومات تتجاوز دول الجوار لتغطي منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، وصولاً إلى البلقان والقوقاز، حيث نطاق التماس مع الأراضي أو المصالح التركية.

وليس غياب الاستقرار، وانتشار القلاقل حول تركيا، وطموحها لدور القوة الإقليمية الكبرى، هي فقط كل الدوافع لهذه الخطوة، ولكنها - رغم روابطها الأطلسية وعلاقاتها مع واشنطن وتل أبيب - تطمح إلى امتلاك استراتيجية أمنية مستقلة، بدعم قوتها الذاتية، وبما يتوافق مع سيناريوهات حروب المستقبل، ومسارحها المحددة والمحتملة.

أهداف التجسس التركية.

تهدف تركيا من امتلاك أقمار التجسس إلى مراقبة الأوضاع العربية - وبخاصة سوريا والعراق اللتين تتنافسان معاً على موارد المياه من نهري دجلة والفرات - وعلى الدول العربية بعامة؛ هذا بخلاف تجسسها على إيران إحد القوى الكبرى ذات التأثير في المنطقة، وإسرائيل التي تتنامي قدراتها العسكرية بصفة مستمرة منذ زمن، وتتنافس مع تركيا في الهيمنة على المنطقة، كما تسعى تركيا إلى مراقبة القوى العسكرية للدول كافة.

هناك أيضاً ما يضع كلاً من تركيا وإيران في موقف المواجهة، وربما تصنيف العدو المحتمل، في ظل رؤيتين متباينتين للعبة التوازنات الإقليمية والدولية، وبالتحديد ما يتعلق بالرقمين الإسرائيلي والأمريكي في المعادلات الحاكمة لديناميات الأوضاع في المنطقة.
يؤكد ذلك تزامن إعلان طهران وأنقرة - في الأسبوع الأخير من يناير 2006م - اقتحام نادي الفضاء الدولي عسكرياً، الأمر الذي يعني نقله نوعية في مستويات تكنولوجيا التسليح شديدة التطور. لقد أصبح متاحاً الحصول - وفق أسس تجارية - على المعلومات العسكرية بواسطة التصوير التجاري الفضائي، غير أن ثمة قيود يفرضها البائع، سواء للحفاظ على مصالحة أولاً، أو لضغوط يخضع لها من أطراف تستطيع ممارسة الضغط عليه، من هنا كانت أهمية المبادرتين الإيرانية والتركية لامتلاك أقمار اصطناعية للتجسس العسكري، ودعم قدراتها التجسسية الفضائية، دون الوقوع تحت رحمة قوانين السوق ومزاجيته (في حالة إيران) أو الأخ الأكبر (في حالة تركيا) إذ إن عضوية الناتو لا تشفع دائماً في تلبية رغبات الحلفاء الصغار.

أما إسرائيل:
فإن القمر الجديد هو نموذج متطور للقمر "أروس - 1" الموجود في الفضاء، وهو مزود بآلة تصوير لتشخيص أجسام على الأرض بحجم 70 سنتيمتراً، فيما كان القمر "أفق 5" - الذي أرسل إلى الفضاء للتجسس على العراق في مايو 2002م - قادراً على تشخيص جسم بحجم متر واحد، ونقلت الصحيفة عن خبير إسرائيلي قوله: إن "ما يميز القمر الجديد عن سابقيه، تزوده بعين حادة قادرة على رصد كل شيء بمنتهى الدقة"، على نحو يمكّن الاستخبارات الإسرائيلية من تلقي صورة أوضح عما يدور في دول عربية وإيران على وجه التحديد".وزادت الصحيفة: "إن شركة إسرائيلية تابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية - بالتعاون مع مستثمرين أمريكيين وأوروبيين - ستشرف على إطلاق القمر من منصة إطلاق روسية".

وكان قد أعلن في 23 فبراير 2005م أن إسرائيل تعد لإطلاق "أفق - 7" بعد فشل "أفق - 6" في غضون 18 شهراً، ويرجح أنها اختصرت مدة إطلاقه، ومخطط له رؤية أهداف على بعد 400 ، 600 كم ليلاً ونهاراً.

وتابعت الصحيفة - نقلاً عن خبراء إسرائيليين "إن إسرائيل لن تكتفي بإطلاق "أروس -2" إنما ستعمل على إطلاق قمر اصطناعي يكون مزوداً بأجهزة للإنذار المبكر في غاية التطور قادرة على التجسس في ساعات الليل أيضاً وفي ظروف طقس جوي صعب".

تسعى إسرائيل دائماً إلى امتلاك كل ما هو حديث ومتطور على مستوى العالم، وذلك لضمان تفوقها النوعي على دول منطقة الشرق الأوسط مجتمعة، وخصوصاً في المجال العسكري، أو ما يمكن أن يستخدم في المجال المساعد لذلك، كما أن إسرائيل تحاول أن تشن حملة على أي دولة في المنطقة تعمل على تطوير وتحديث قدراتها، وتدَّعي دائماً وأبداً أنها تتعرض لتحديات وتهديدات خطيرة داخل المنطقة، وآخر عمليات التصعيد هو ما يحدث مع إيران في الوقت الحالي، وباعتبارها قوة لا يستهان بها في منطقة الشرق الأوسط.

وإذا نظرنا إلى إسرائيل وعلاقتها بالفضاء، سنجد أنها تمتلك برنامجاً فضائياً ضخماً تستغله في عمليات التجسس، لضمان تفوقها في المنطقة، وجاءت فكرة غزو الفضاء بعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر اصطناعي إلى الفضاء في أكتوبر 1954م، حيث أدرك (ديفيد بن جوريون) - رئيس وزراء إسرائيل وقتها - أهمية هذا المجال، ومن ثم قام في عام 1960م بإنشاء اللجنة القومية لأبحاث الفضاء، داخل الأكاديمية القومية للعلوم، وكان الهدف من إنشائها، هو تهيئة جو عام يؤدي بعد ذلك إلى وضع البنية الأساسية لبرنامج فضائي، وهو ما يعني خلق فكرة غزو الفضاء في أذهان المثقفين، وحث العلماء على القيام بأبحاث في هذا المجال.

وفي 5 يوليو 1961م، أطلقت إسرائيل صاروخاً بدائياً يحمل بعض المعدات للأرصاد الجوية، ووصل إلى ارتفاع 80 كيلومتراً، وفي عام 1964م طلبت من الولايات المتحدة وفرنسا مساعدتها في إقامة محطة لرصد الأقمار الاصطناعية. وفي عام 1966م أنشأت إسرائيل معهد أبحاث الفضاء، وفي عام 1970م تم تشكيل فريق من العلماء لمساندة الأبحاث التي تجريها هيئة تطوير وسائل القتال والمؤسسة العسكرية، وفي عام 1983م تقرر تركيز جميع الأنشطة الفضائية تحت قيادة واحدة، في مؤسسة حكومية لها ميزانية ثانية، ولذا قام الدكتور "يوفال نئمان" - وزير البحث العلمي - بإنشاء وكالة الفضاء الإسرائيلية (سالا)، وتولى رئاستها بنفسه، وتم تشكيل مجلس الإدارة من 24 عضواً من كبار العلماء والمهندسين، وكلفت هذه الوكالة بوضع البرنامج الفضائي الإسرائيلي، والإشراف على تنفيذه، وحددت لها العديد من المهام، مثل دعم الأبحاث النظرية في كل المؤسسات العلمية، وتحقيق تعاون وثيق مع الهيئات الفضائية الأجنبية، ومنذ ذلك الوقت بدأ العمل المنهجي لإنتاج القمر الاصطناعي الأول، حيث شُكِّلت مجموعتان من العلماء في مجال الفضاء، توجهت الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأخذت في العمل هناك، متعاونة مع المجموعة الثانية في إسرائيل، وتم إنشاء أقسام لأبحاث الفضاء، في المصانع التابعة لمؤسسات الصناعات الجوية، ومن أهمها مصنع (مابات)، وهو المصنع الرئيس الذي يقوم بإنتاج الأقمار الاصطناعية حالياً.

وقد وضعت الوكالة برنامجاً ينفذ على ثلاث مراحل:-

المرحلة الأولى: يتم فيها إنتاج قمر اصطناعي تجريبي، ويوضع في مدار قريب من الأرض، ويحمل معدات أساسية بسيطة، ويكون قادراً على البقاء في الفضاء لفترات تتراوح بين شهرين أو ثلاثة، وكان الهدف من هذه المرحلة هو التأكد من قدرة الوكالة على إنتاج قمر اصطناعي، وتوفير صاروخ لإطلاقه، واختبار قدرة القمر على الالتزام بمداره لفترة زمنية محددة، والتأكد من كفاءة محطة المتابعة الأرضية، وقد تم تنفيذ هذه المرحلة بإطلاق الأقمار الاصطناعية: (أفق - 1) و (أفق - 2).

أما المرحلة الثانية: ويتم فيها إنتاج وإطلاق قمر استطلاع أكثر تطوراً وأطول عمراً، يستطيع البقاء في مداره لمدة تتراوح بين عامين و 10 أعوام، ويحتوى على أجهزة تجارب علمية مختلفة، ويستغرق العمل في هذه المرحلة عامين أو ثلاثة، لإنتاج الأجهزة الكهربائية التي تمد القمر بالطاقة، وأجهزة التوجيه والمراقبة والاتصال، سواء في القمر أو في محطة، وتحتاج هذه المرحلة لاعتمادات مالية كبيرة، وإلى صواريخ إطلاق أكثر تطوراً، وقد وضع في الاعتبار أن يوفر التصميم الجديد للقمر منظومة أتزان حول 3 محاور بدلاً من الاتزان حول محور واحد، كما اتبع في أقمار الجيل الأول، وكذا القدرة على التحكم في القمر في محطة المتابعة الأرضية، وكان إطلاق القمر (أفق - 3) في 5 أبريل 1995م بمثابة إعلان عن نجاح العمل في المرحلة الثانية.

والمرحلة الثالثة: تتصف بقدر بالغ من الطموح، إذ تحتوى على 11 برنامجاً لإطلاق أقمار اصطناعية متنوعة، أطول عمراً وأكبر حجماً من الأقمار السابقة، وتستخدم في إنتاجها معدات إلكترونية أكثر تطوراً.

وقد استطاعت وكالة الفضاء الإسرائيلية - بدعم من الحكومة واليهود المنتشرين في العالم - أن تضع الأساس الذي ينطلق منه برنامجها الفضائي، كالمؤسسات الصناعية ومراكز البحث العلمي، وأقامت علاقة وثيقة مع الهيئات الفضائية الأجنبية، ووقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية للاشتراك في مبادرة الدفاع الاستراتيجي، واشترت مساحات من قاعدة الإطلاق الروسية في (بايكونوا بكازخستان)، وأحسنت استغلال العلماء اليهود، الذين قدموا إليها من الاتحاد السوفيتي، وبذلك أمكنها إنتاج وإطلاق الأقمار الاصطناعية بمعرفتها، كما أقامت قاعدة للإطلاق، ومحطات أرضية للمتابعة والتحكم، وأطلقت أقمار ("أفق -3" و "أفق - 4" و "أفق - 5" و"تكسات" و"عاموس").

وقد تركزت الجهود منذ البداية على إنتاج صواريخ الإطلاق، ويمكن استخدامها كسلاح (أرض - أرض)، والواقع أنه لا توجد فروق جوهرية بين صواريخ الإطلاق، والصواريخ الباليستية، فالصاروخ الذي يحمل قمراً اصطناعياً، يمكنه - ببعض التعديلات - أن يحمل رأساً حربياً تقليدياً أو نووياً.

وتهدف إسرائيل من برنامجها الفضائي إلى تحقيق العديد من الأهداف ، وبخاصة في المجال العسكري، حيث يعتمد النجاح في الحرب على عدة عوامل، أهمها: المعلومات، والقيادة والسيطرة، وتوافر الأقمار الاستطلاعية الإسرائيلية، ومعلومات استراتيجية كاملة عن مساحات شاسعة؛ وبذلك يمكن معرفة مواقع الأهداف العسكرية والصناعية، ومراكز القيادة، ومناطق الحشود والتجمع، والقواعد الجوية والبحرية، ومواقع إطلاق الصواريخ أرض - أرض، وتجمعات الدفاع الجوي، ورصد أي تغيير يحدث بها، ومراقبة تحركات القوات. ومن تحليل الصور التي تحصل عليها، يمكن أيضاً معرفة النيات، وتوفير إنذار مبكر عن أي هجوم محتمل. ومع بدء أعمال القتال، تقوم أقمار الاستطلاع بتصوير ما يحدث في مسرح العمليات وفي عمق القوات، وتضع أمام القادة صورة متكاملة عن الموقف القتالي، وفي الوقت نفسه تقوم أقمار الاتصالات بنقل المعلومات والأوامر، وبلاغات القتال بين القيادات والوحدات. والواقع أن أقمار الاستطلاع والاتصالات، هي أحدث وأسرع وأشمل الوسائل التي توفر المعلومات وتحقق القيادة والسيطرة على العمليات الحربية، ومن ثم فلها دور كبير في سير أعمال القتال.

أهداف التجسس الإسرائيلية.

التجسس على الدول العربية بالأساس، للوقوف على قدراتها وتسليحها باعتبارها خط المواجهة الأول لإسرائيل كما أنها تتجسس على أي دولة تستطيع الوصول إليها، حتى الحليف الاستراتيجي لها الولايات المتحدة.

يضاف إلى ذلك إيران، والتي تتمثل الأهداف الأساسية من التجسس عليها في:

تقويض نظام حكم الملالي القائم في طهران، وتدمير وتخريب المنشآت النووية والصاروخية والعسكرية و الأهمية الاستراتيجية، وبخاصة أسلحة الدمار الشامل، وأماكن تمركز وحدات الصواريخ وطرق تحركها إلى مواقعها، وأماكن هذه المواقع المجهزة هندسياً.
وإذا كانت إسرائيل تعتمد بنسبة كبيرة على جواسيسها وعملائها الإسرائيليين، أو المنتحلين جنسيات أخرى ويتخفون وراء جوازات سفر وهويات أخرى، إلا أن المعلومات المتحصل عليها عن طريق الأقمار الاصطناعية تعتبر دقيقة وحديثة، وأفضل من أي وسيلة أخرى، وأكثر أمناً.

الخلاصة.
وهكذا يتضح الحرص من دول الجوار على امتلاك عيون في السماء بهدف تحقيق أكبر قدرة على الردع، وتجنب المفاجأت العسكرية، وأن هذه الدول قطعت شوطاً كبيراً للسيطرة على الفضاء العربي، وخصوصاً إسرائيل التي بدأت برنامجها منذ الستينيات.
ولعل ذلك يدعونا للتساؤل: أين الدول العربية مما يحدث حولنا واستهداف أمننا القومي؟ وهنا نود أن نذكر أنه كان من أهم دروس حرب أكتوبر 1973م هو المتابعة الدقيقة للمعلومات عن العدو، والتي كانت الأساس الذي بنيت عليه خطط العمليات للنصر في المعركة، والتي كان يجب المحافظة عليها. وقد كانت دول مجلس التعاون الخليجي سباقة منذ سنوات في بحث أمر إطلاق قمر للاستطلاع والإنذار، ولعل ذلك يعتبر خطوة على الطريق، نرجو أن تكلل بالنجاح ويتحقق الحلم العربي في امتلاك قمر للتجسس لحماية الأجواء العربية من الاختراق ومراقبة الدول التي تتربص بالدول العربية




 
رد: الفضاء العربى المفتوحة للتجسس

الدول العربيه موجوده ولكن تنقصها وحده
 
عودة
أعلى