وثيقة سرية تكشف طبيعة العلاقة الخاصة الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة التاسعة.
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة التاسعة.
لن تنقضى سنوات طويلة .... ليزال الستار عن أسرار حرب أكتوبر ...
وستمتلىء صفحات وسائل الأعلام المختلفة ... بسطور تبهر حقائقها كل قارىء ، وخاصة القارىء العربى ...
وسيتقضى الليل وظلامه ... وستسطع شمس الحقيقة ... بنورها ... وسنستعيد ثقتنا فى نفسنا ...
وسنبقى ... لوطننا أوفياء وخلصين
يحى الشاعر
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=2852
اقتباس:
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة التاسعة.
كيسنجر ودينيتز يتكلمان على المكشوف صباح 7 أكتوبر 1973. برغم تأكيدات القيادة الإسرائيلية أنهم يستعيدون توازنهم وأنهم أوقعوا خسارات فادحة للمصريين وأنهم سيشنون هجوما مضادا يوقع الهزيمة الكاملة بالعرب ، إلا أنهم يتقدمون بطلبات طويلة لمساعدات عسكرية ويريدونها أن تصل إسرائيل في نفس اليوم !. ونلاحظ أن إسرائيل تقدم هذه الطلبات وكأنهم يطلبون فنجانا من القهوة. منتهى الثقة بإجابة طلباتهم ( أو أوامرهم ؟). وكيسنجر يوافق على بعضها حتى قبل الرجوع للرئيس.
ومن طبيعة هذه العلاقة الخاصة أن السفير الإسرائيلي في واشنطن "سمحا دينيتز" يحكي لكيسنجر تفاصيل اجتماع الوزارة الإسرائيلية صباح 6 أكتوبر وبأدق التفاصيل ، وكأن كيسنجر واحدا منهم. يظهر أيضا من الوثيقة حجم التلاعب والتحكم في الأمم المتحدة الذي تمارسه الخارجية الأمريكية ، وكان هذا وقت الحرب الباردة ، فكيف يكون الوضع الآن مع انفراد الولايات المتحدة بأمور كثيرة في العالم ؟
صورة الوثيقة :
ترجمة الوثيقة :
ترجمة / ريم رمضان
ترجمة / ريم رمضان
ســــري للغاية – وثيقة حساسة – للمشاهدة بالعين فقط
ثم نقل دينتـــز في بداية الاجتماع طلب حكومته العاجل بمساعدات عسكرية فورية تشمل:
• صواريخ جو-جو (سايد وايندر Sidewinder ).
• قاذفات قنابل.
• طائرات.
• قطع غيار.
دينتـــز: لقد قمنا اليوم بالعمليات التالية: تم تدمير تسعة جسور للعدو من إجمالي عشرة أو أحد عشرة جسرا مقامة على طول قناة السويس.
كيسنجر: اخبرني، هل وفينا بما هو واجب علينا نحو المعركة؟
دينتـــز: لقد قمنا بتدمير تسعة جسور من إجمالي عشر أو أحد عشر جسرا ، بالإضافة الى تفجير تسعة مطارات حربية مصرية ، وتفجير مدرعة مصرية في الجانب الشرقي من القناة، هناك ما يقرب من 400 دبابة متمركزة على الجانب الشرقي منها، هذا وقد صدر بيان لنا يوضح أننا قد حققنا نتائج جيدة على جميع المستويات، ولم يكن هناك خسائر فادحة.
اضطررنا اليوم الى نقل بعض الطائرات الى الجبهة الشرقية نظرا لصعوبة الموقف هناك ، و لكننا لدينا شعور بالتفاؤل فيما يتعلق بالجبهة المصرية التي سنشن عليها هجوما مضادا واسع النطاق.
أما بخصوص الجبهة الشمالية السورية ، فقد كان الموقف هناك في غاية الشدة ، حيث نجحت القوات السورية في اقتحام مواقعنا في عدة أماكن مثل القنيطرة . و في تمام الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي ، كنا ما زلنا صامدين ، كان القتال في غاية الشدة.
موردخاي: و لماذا لا تخبرون السفارة بما تحتاجون من معدات؟
(ذهب الملحق الإسرائيلي شاليف ليخبر السفارة بما يحتاجون من ذخيرة ثم عاد مرة أخرى)
شاليف: لقد طلبنا 200 صاروخ سايد وندر، و إني راضٍ بالحصول على 80 منها هذا المساء. وأرجو الحصول على بقية العدد المطلوب غداً.
دينتــز: أتستطيع تنفيذ ذلك؟
كيسنجر: ربما.
دينتــز: دعني أقرأ جزء من البيان الذي صدر على مرتفعات الجولان. معك البرقية يا موردخاي.
شاليف (يقرأ البرقية) "لقد تسببنا في خسائر فادحة تكبدها الجيش السوري أثناء خوض المعركة برا و جوا ، و على كلتا الجبهتين ، تزداد قواتنا صلابة و قوة ، وبعد يوم كامل من قتال عنيف بالدبابات، ركز الجيش المصري المئات من الدبابات شرقي القناة كما قام بإقامة جسوره الرئيسية عبر وسط و جنوب القناة .
لذا فقد قامت قواتنا بإقامة خطوط دفاع في مواجهة تلك الجسور واستمر الهجوم بالطائرات منذ ذلك الحين".
دينتز : أي طوال الليل.
شاليف : ( مستمر في القراءة ) .... "هذا وقد قمنا بتدمير تسعة جسور كما تسببت قواتنا الجوية والدبابات في تلف بالغ للمدرعات المصرية . إن جيوشنا تزداد قوة بمرور الوقت في سيناء ، بما في ذلك الوحدات التي تم استدعاؤها للالتحاق بالجيش خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية" .
[ وهنا استدعي شاليف لاستقبال مكالمة تليفونية من الملحق الإسرائيلي ]
دينتز : ( يستمر في القراءة ) " تم تقسيم قواتنا الجوية إلى أربع مهام : أولها لضرب المطارات داخل مصر ، وأخرى لضرب صواريخ جو أرض في سوريا ، والثالثة لضرب الجسور القائمة على القناة ، والرابعة للمساندة الجوية لقوات الهجوم الأرضي ، وقد ورد إلينا نتائج جيدة على كل هذه المستويات .
وبحلول ظهر الغد سوف نكون بكامل قدراتنا الحربية ، لذا فنحن نحتاج إلي يومين أو ثلاثة من القتال العنيف .
كيسنجر : لقد رأيتم ما فعلنا
( عاد شاليف )
شاليف : هناك خطأ ما ، لقد طلبنا مائة صاروخ سايدوندر فقط، ولذا عدد 80 يكفي ، أما إذا استطعنا الحصول على أكثر من ذلك فسيكون أفضل .
كيسنجر : إني أنصح بالحصول على ما تستطيعون منها هذا المساء .
دينتز : اتصلت بي رئيسة الوزراء عند عودتي من لندن كي أخبرك أنها تقدر كل مجهوداتك ، أما على الصعيد العسكري فإنها وضعت أولوية الحاجة القصوى للطائرات .
كيسنجر : سيكون ذلك صعبا أثناء استمرار القتال.
دينتز : إذا كان يمكنك إرسالها إلى إحدى قواعدكم في إيطاليا فسوف نستقبلها هناك، هذا إن كنتم لا تريدون الذهاب إلى أرض المعركة .
كيسنجر : دعني أفكر فسيكون ذلك صعبا .
دينتز : ومن الأشياء التي نحتاجها للحرب أيضا بعض المدفعيات والذخيرة الحربية والمزيد من الطائرات والقذائف ، فإن كانت هناك صعوبة فيمكنكم الإشارة إلى أن تلك المعدات مختلفة حيث أنها جديدة وتختلف عن التي نمتلكها بالفعل . إن هذه المعدات هامة جدا بالنسبة لنا كما نحتاج إلى بعض الذخيرة الحربية المضادة للدبابات ونحن نحارب الآن الآلاف منها ، فكل ما لدينا من دبابات تستعمل بالفعل وليس هناك احتياطي منها .
كيسنجر : أريد أن أعرف بالضبط ما هي إحتياجاتكم الأولية .
دينتز : نعم إحتياجاتنا الأولية هي المعدات الإليكترونية .
كيسنجر : سوف أنظر في الأمر ، هل سيمكنني الإتيان بها غدا .
دينتز : أما على الصعيد السياسي ، فإن رئيسة الوزراء تقدر كل ما تفعله .
كيسنجر : دعني أخبرك عن موقف الأمم المتحدة ، فقد تحدثت إلى الأمين العام فالدهايم ، ومن المقرر عقد اجتماع معه الساعة 3.30 بعد ظهر الغد ، كما أنني بيان أبا إيبان أن يستغرق ست ساعات (لتأجيل أي إجراء في مجلس الأمن).
دينتز : لقد قلت له أن يستغرق ثلاث عشرة ساعة .
كيسنجر : لقد أخبرت بريطانيا أنها لا بد أن تشجع تأجيل أي إجراء في مجلس الأمن ، فهم يفضلون وقف إطلاق النار ونحن نفضل العودة إلى الحدود ، كما أخبرتهم أن هذا الخلاف يجب ألا يعوق مسيرتنا وأعتقد أننا سنتفق على ذلك غدا قبل التصويت مما سيمد لنا الفرصة إلى يوم الثلاثاء ، فأنا أفهم خطتكم ، لذا ينبغي عليكم التحرك بأسرع ما يمكن .
دينتز : دعني أخبرك عن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد صباح يوم السبت 6 أكتوبر حيث حضرت ذلك الاجتماع ، فقبل انعقاده كنت في اجتماع مع رئيسة الوزراء ووزير الدفاع حيث وصلتنا مذكرة من رئيس أركان حرب الذي صرح بأن هناك إشارة عاجلة تفيد أن الجيش العربي سيقوم بشن هجوم في تمام الساعة السادسة صباحا ، كما طلب تصريحا بالمبادرة بالضرب . فقالت رئيسة الوزراء " لا ، لا أريد أخذ المبادرة بالضربة الأولى لأنني سأقضي عمري في توضيح لماذا قامت إسرائيل بتلك المبادرة " ثم طلبت من ديان التصريح برأيه فقال " إنه يشعر بانفصام في الشخصية ، لأنه كلواء في الجيش فهو يرى أنه يجب عليهم المبادرة بالضرب ، ولكنه كعضو من أعضاء الوزارة يرى عدم المبادءة .
وفي تمام الساعة 10.30 اجتمعت مائير مع سفيركم كيتنج ولكني لم أعرف ماذا ستقول له لأن الوزارة لم تكن قد اجتمعت بعد ، غير أنها أخبرته مباشرة أنها لن تبدأ بالهجوم ثم قالت لي " ماذا قلت ؟ " فأجبتها : " يمكنك أن تدافعي عن ذلك أمام مجلس الوزراء ؟" فقالت : " نعم ولكنها مسئولية كبرى ".
ثم بدأت جولدا مائير في طرح الموضوع على مجلس الوزراء قائلة : " لقد أخبرت السفير الأمريكي أني لن أبادر بالهجوم" - ثم ساد هدوء . وهنا قال أحد الوزراء : "إن هناك أشخاص مهددون بالخطر في حياتهم ، إن عدم المبادرة بالضرب قرار غير حكيم " ، فغضبت مائير وقالت : " لا تتحدث هكذا ، نحن نحارب من أجل حريتنا واستقلالنا ولكن هذا لا يعني الحرب من أجل الحدود ، ثم يجب علينا أن نساند أصدقاءنا " .... تعني صديقا واحدا (الولايات المتحدة).
وهنا غادرت المكان على الفور متوجها إلى مطار اللد ، لأن المطارات كانت ستغلق بعد قليل .
كيسنجر : هل كان ذلك بسبب عطلة ييوم الغفران (كيبور)؟.
دينتز : نعم وعلى الرغم من هذا ، فقد شعرت بالاستياء لمغادرة اجتماع الوزارة في ذلك الوقت الحساس ، وفي طريقي إلى المطار شاهدت مجموعة من الغلمان يُخرجون من المعابد اليهودية وفي أيديهم أسلحة نارية ، كان هذا المشهد مؤثرا للغاية. لقد سمعت بعدها صفارات الإنذار الحقيقية تدوي الساعة الثانية بعد الظهر.
كيسنجر : لقد قضيتَ أسبوعا شاقا ( إشارة إلى أن السفير دينتز قد عاد إلى إسرائيل في الثاني من أكتوبر نظرا إلى وفاة والده ) .
دينتز : نعم كان شاقا جدا ، لقد كان قرارا صعبا
كيسنجر : لكنه قرار صحيح ، فكنتم ستقتلون إذا بدأتم بالضرب .
دينتز : قلت لها بعد أن غادر كيتنج المكان : " لقد نصحني كيسنجر مرارا أنه مهما حدث لا تبدأوا بالضرب ، كما قال ذلك لرابين أيضا " فقالت مائير : "أتعتقد أنني نسيت ؟؟ " .
كيسنجر : سيكون ذلك سهلا غدا حيث سنسعى جميعا لتأجيل أي تصويت في مجلس الأمن ، فقد وجهتُ جون سكالي (المندوب الأمريكي الدائم في الأمم المتحدة) بالتطويل في المحادثات فلن نتفاوض حول أي شئ وسوف نتحدث عن العودة إلى الأوضاع قبل اندلاع القتال، وإذا اقترح أحد مشروع قرار فسنقتترح نحن أيضا.
دينتز : وماذا عن الجمعية العامة ؟
كيسنجر : بالنسبة للجمعية العامة فقد تحدثت إلى الأمين العام والزيات وإيبان وستقوم سوريا بتقديم تقارير توضيحية .
هذا ، وقد وافق فالدهايم على عدم وجود متحدث رسمي آخر ، غير أننا وافقنا الجمعية العامة في قرارها لأننا نحتاج إلى أشخاص رئيسيين للتحدث مما قد يؤجل انعقاد مجلس الأمن حتى بعد الظهر .
وإني أفترض بأنه بحلول مساء يوم الأربعاء ستكونون في أفضل حال .
دينتز : لقد قمنا بتعبئة مائة ألف جندي خلال يوم كيبور فقط.
شاليف : هناك ثلاثة أشخاص من أسرتي – ولدايّ وزوج ابنتي – جميعهم في الجيش المحارب .
كيسنجر : خذ هذه المعلومة فقط بالنسبة لرئيس الوزراء ، لقد تلقيت رسالة من إسماعيل فهمي يقول فيها أنهم لم يدَّعوا أنكم أنتم الذين بدأتم الحرب... كما قال : إنهم فعلوا ذلك فقط كي يمنعوا أية استفزازات مستقبلية وأنهم لن يعمقوا جسورهم أكثر مما هي عليه الآن .
دينتز : لن يستطيعوا ذلك على أي حال.
كيسنجر : ثم إنكم إذا وافقتم على الانسحاب من المنطقة ، سيوافقون هم على إجراء المفاوضات تحت رعاية مجلس الأمن أو الأعضاء الدائمين لديه وتدويل قنوات المياه لديهم .
كما تلقيت رسالة من روسيا تفيد أنهم سوف يسحبون خبراءهم دون مشاورة الدول المستضيفة .
دينتز : هذا ما لاحظناه يوم الخميس .
كيسنجر : لقد حاولنا أن نجعلهم كفيلين لقرار العودة لوقف إطلاق النار ، ومع هذا لم يستطيعوا الموافقة على ذلك .
دينتز : أتظن أنهم عرفوا مسبقا ؟ وحاولوا منع وقوع الحرب ؟
كيسنجر : أظن بالفعل أنهم حاولوا أن يمنعوها حيث كانوا يتسمون بالاعتدال في تعاملهم معنا وقد نقلوا أساطيلهم بعيدا عن الشاطئ ، فهم يلعبون لعبكم ولم يقدموا أية حلول ، وإن كانوا يلعبون لعبة مصرية فسيقدمون اقتراحا لوقف إطلاق النار .
( ظل كيسنجر ودينتز يتباحثان على انفراد في المكتب الداخلي لوزارة الخارجية من الساعة 8.10 حتى الساعة 8.20 مساء ) .
كيسنجر: اخبرني، هل وفينا بما هو واجب علينا نحو المعركة؟
دينتـــز: لقد قمنا بتدمير تسعة جسور من إجمالي عشر أو أحد عشر جسرا ، بالإضافة الى تفجير تسعة مطارات حربية مصرية ، وتفجير مدرعة مصرية في الجانب الشرقي من القناة، هناك ما يقرب من 400 دبابة متمركزة على الجانب الشرقي منها، هذا وقد صدر بيان لنا يوضح أننا قد حققنا نتائج جيدة على جميع المستويات، ولم يكن هناك خسائر فادحة.
اضطررنا اليوم الى نقل بعض الطائرات الى الجبهة الشرقية نظرا لصعوبة الموقف هناك ، و لكننا لدينا شعور بالتفاؤل فيما يتعلق بالجبهة المصرية التي سنشن عليها هجوما مضادا واسع النطاق.
أما بخصوص الجبهة الشمالية السورية ، فقد كان الموقف هناك في غاية الشدة ، حيث نجحت القوات السورية في اقتحام مواقعنا في عدة أماكن مثل القنيطرة . و في تمام الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي ، كنا ما زلنا صامدين ، كان القتال في غاية الشدة.
موردخاي: و لماذا لا تخبرون السفارة بما تحتاجون من معدات؟
(ذهب الملحق الإسرائيلي شاليف ليخبر السفارة بما يحتاجون من ذخيرة ثم عاد مرة أخرى)
شاليف: لقد طلبنا 200 صاروخ سايد وندر، و إني راضٍ بالحصول على 80 منها هذا المساء. وأرجو الحصول على بقية العدد المطلوب غداً.
دينتــز: أتستطيع تنفيذ ذلك؟
كيسنجر: ربما.
دينتــز: دعني أقرأ جزء من البيان الذي صدر على مرتفعات الجولان. معك البرقية يا موردخاي.
شاليف (يقرأ البرقية) "لقد تسببنا في خسائر فادحة تكبدها الجيش السوري أثناء خوض المعركة برا و جوا ، و على كلتا الجبهتين ، تزداد قواتنا صلابة و قوة ، وبعد يوم كامل من قتال عنيف بالدبابات، ركز الجيش المصري المئات من الدبابات شرقي القناة كما قام بإقامة جسوره الرئيسية عبر وسط و جنوب القناة .
لذا فقد قامت قواتنا بإقامة خطوط دفاع في مواجهة تلك الجسور واستمر الهجوم بالطائرات منذ ذلك الحين".
دينتز : أي طوال الليل.
شاليف : ( مستمر في القراءة ) .... "هذا وقد قمنا بتدمير تسعة جسور كما تسببت قواتنا الجوية والدبابات في تلف بالغ للمدرعات المصرية . إن جيوشنا تزداد قوة بمرور الوقت في سيناء ، بما في ذلك الوحدات التي تم استدعاؤها للالتحاق بالجيش خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية" .
[ وهنا استدعي شاليف لاستقبال مكالمة تليفونية من الملحق الإسرائيلي ]
دينتز : ( يستمر في القراءة ) " تم تقسيم قواتنا الجوية إلى أربع مهام : أولها لضرب المطارات داخل مصر ، وأخرى لضرب صواريخ جو أرض في سوريا ، والثالثة لضرب الجسور القائمة على القناة ، والرابعة للمساندة الجوية لقوات الهجوم الأرضي ، وقد ورد إلينا نتائج جيدة على كل هذه المستويات .
وبحلول ظهر الغد سوف نكون بكامل قدراتنا الحربية ، لذا فنحن نحتاج إلي يومين أو ثلاثة من القتال العنيف .
كيسنجر : لقد رأيتم ما فعلنا
( عاد شاليف )
شاليف : هناك خطأ ما ، لقد طلبنا مائة صاروخ سايدوندر فقط، ولذا عدد 80 يكفي ، أما إذا استطعنا الحصول على أكثر من ذلك فسيكون أفضل .
كيسنجر : إني أنصح بالحصول على ما تستطيعون منها هذا المساء .
دينتز : اتصلت بي رئيسة الوزراء عند عودتي من لندن كي أخبرك أنها تقدر كل مجهوداتك ، أما على الصعيد العسكري فإنها وضعت أولوية الحاجة القصوى للطائرات .
كيسنجر : سيكون ذلك صعبا أثناء استمرار القتال.
دينتز : إذا كان يمكنك إرسالها إلى إحدى قواعدكم في إيطاليا فسوف نستقبلها هناك، هذا إن كنتم لا تريدون الذهاب إلى أرض المعركة .
كيسنجر : دعني أفكر فسيكون ذلك صعبا .
دينتز : ومن الأشياء التي نحتاجها للحرب أيضا بعض المدفعيات والذخيرة الحربية والمزيد من الطائرات والقذائف ، فإن كانت هناك صعوبة فيمكنكم الإشارة إلى أن تلك المعدات مختلفة حيث أنها جديدة وتختلف عن التي نمتلكها بالفعل . إن هذه المعدات هامة جدا بالنسبة لنا كما نحتاج إلى بعض الذخيرة الحربية المضادة للدبابات ونحن نحارب الآن الآلاف منها ، فكل ما لدينا من دبابات تستعمل بالفعل وليس هناك احتياطي منها .
كيسنجر : أريد أن أعرف بالضبط ما هي إحتياجاتكم الأولية .
دينتز : نعم إحتياجاتنا الأولية هي المعدات الإليكترونية .
كيسنجر : سوف أنظر في الأمر ، هل سيمكنني الإتيان بها غدا .
دينتز : أما على الصعيد السياسي ، فإن رئيسة الوزراء تقدر كل ما تفعله .
كيسنجر : دعني أخبرك عن موقف الأمم المتحدة ، فقد تحدثت إلى الأمين العام فالدهايم ، ومن المقرر عقد اجتماع معه الساعة 3.30 بعد ظهر الغد ، كما أنني بيان أبا إيبان أن يستغرق ست ساعات (لتأجيل أي إجراء في مجلس الأمن).
دينتز : لقد قلت له أن يستغرق ثلاث عشرة ساعة .
كيسنجر : لقد أخبرت بريطانيا أنها لا بد أن تشجع تأجيل أي إجراء في مجلس الأمن ، فهم يفضلون وقف إطلاق النار ونحن نفضل العودة إلى الحدود ، كما أخبرتهم أن هذا الخلاف يجب ألا يعوق مسيرتنا وأعتقد أننا سنتفق على ذلك غدا قبل التصويت مما سيمد لنا الفرصة إلى يوم الثلاثاء ، فأنا أفهم خطتكم ، لذا ينبغي عليكم التحرك بأسرع ما يمكن .
دينتز : دعني أخبرك عن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد صباح يوم السبت 6 أكتوبر حيث حضرت ذلك الاجتماع ، فقبل انعقاده كنت في اجتماع مع رئيسة الوزراء ووزير الدفاع حيث وصلتنا مذكرة من رئيس أركان حرب الذي صرح بأن هناك إشارة عاجلة تفيد أن الجيش العربي سيقوم بشن هجوم في تمام الساعة السادسة صباحا ، كما طلب تصريحا بالمبادرة بالضرب . فقالت رئيسة الوزراء " لا ، لا أريد أخذ المبادرة بالضربة الأولى لأنني سأقضي عمري في توضيح لماذا قامت إسرائيل بتلك المبادرة " ثم طلبت من ديان التصريح برأيه فقال " إنه يشعر بانفصام في الشخصية ، لأنه كلواء في الجيش فهو يرى أنه يجب عليهم المبادرة بالضرب ، ولكنه كعضو من أعضاء الوزارة يرى عدم المبادءة .
وفي تمام الساعة 10.30 اجتمعت مائير مع سفيركم كيتنج ولكني لم أعرف ماذا ستقول له لأن الوزارة لم تكن قد اجتمعت بعد ، غير أنها أخبرته مباشرة أنها لن تبدأ بالهجوم ثم قالت لي " ماذا قلت ؟ " فأجبتها : " يمكنك أن تدافعي عن ذلك أمام مجلس الوزراء ؟" فقالت : " نعم ولكنها مسئولية كبرى ".
ثم بدأت جولدا مائير في طرح الموضوع على مجلس الوزراء قائلة : " لقد أخبرت السفير الأمريكي أني لن أبادر بالهجوم" - ثم ساد هدوء . وهنا قال أحد الوزراء : "إن هناك أشخاص مهددون بالخطر في حياتهم ، إن عدم المبادرة بالضرب قرار غير حكيم " ، فغضبت مائير وقالت : " لا تتحدث هكذا ، نحن نحارب من أجل حريتنا واستقلالنا ولكن هذا لا يعني الحرب من أجل الحدود ، ثم يجب علينا أن نساند أصدقاءنا " .... تعني صديقا واحدا (الولايات المتحدة).
وهنا غادرت المكان على الفور متوجها إلى مطار اللد ، لأن المطارات كانت ستغلق بعد قليل .
كيسنجر : هل كان ذلك بسبب عطلة ييوم الغفران (كيبور)؟.
دينتز : نعم وعلى الرغم من هذا ، فقد شعرت بالاستياء لمغادرة اجتماع الوزارة في ذلك الوقت الحساس ، وفي طريقي إلى المطار شاهدت مجموعة من الغلمان يُخرجون من المعابد اليهودية وفي أيديهم أسلحة نارية ، كان هذا المشهد مؤثرا للغاية. لقد سمعت بعدها صفارات الإنذار الحقيقية تدوي الساعة الثانية بعد الظهر.
كيسنجر : لقد قضيتَ أسبوعا شاقا ( إشارة إلى أن السفير دينتز قد عاد إلى إسرائيل في الثاني من أكتوبر نظرا إلى وفاة والده ) .
دينتز : نعم كان شاقا جدا ، لقد كان قرارا صعبا
كيسنجر : لكنه قرار صحيح ، فكنتم ستقتلون إذا بدأتم بالضرب .
دينتز : قلت لها بعد أن غادر كيتنج المكان : " لقد نصحني كيسنجر مرارا أنه مهما حدث لا تبدأوا بالضرب ، كما قال ذلك لرابين أيضا " فقالت مائير : "أتعتقد أنني نسيت ؟؟ " .
كيسنجر : سيكون ذلك سهلا غدا حيث سنسعى جميعا لتأجيل أي تصويت في مجلس الأمن ، فقد وجهتُ جون سكالي (المندوب الأمريكي الدائم في الأمم المتحدة) بالتطويل في المحادثات فلن نتفاوض حول أي شئ وسوف نتحدث عن العودة إلى الأوضاع قبل اندلاع القتال، وإذا اقترح أحد مشروع قرار فسنقتترح نحن أيضا.
دينتز : وماذا عن الجمعية العامة ؟
كيسنجر : بالنسبة للجمعية العامة فقد تحدثت إلى الأمين العام والزيات وإيبان وستقوم سوريا بتقديم تقارير توضيحية .
هذا ، وقد وافق فالدهايم على عدم وجود متحدث رسمي آخر ، غير أننا وافقنا الجمعية العامة في قرارها لأننا نحتاج إلى أشخاص رئيسيين للتحدث مما قد يؤجل انعقاد مجلس الأمن حتى بعد الظهر .
وإني أفترض بأنه بحلول مساء يوم الأربعاء ستكونون في أفضل حال .
دينتز : لقد قمنا بتعبئة مائة ألف جندي خلال يوم كيبور فقط.
شاليف : هناك ثلاثة أشخاص من أسرتي – ولدايّ وزوج ابنتي – جميعهم في الجيش المحارب .
كيسنجر : خذ هذه المعلومة فقط بالنسبة لرئيس الوزراء ، لقد تلقيت رسالة من إسماعيل فهمي يقول فيها أنهم لم يدَّعوا أنكم أنتم الذين بدأتم الحرب... كما قال : إنهم فعلوا ذلك فقط كي يمنعوا أية استفزازات مستقبلية وأنهم لن يعمقوا جسورهم أكثر مما هي عليه الآن .
دينتز : لن يستطيعوا ذلك على أي حال.
كيسنجر : ثم إنكم إذا وافقتم على الانسحاب من المنطقة ، سيوافقون هم على إجراء المفاوضات تحت رعاية مجلس الأمن أو الأعضاء الدائمين لديه وتدويل قنوات المياه لديهم .
كما تلقيت رسالة من روسيا تفيد أنهم سوف يسحبون خبراءهم دون مشاورة الدول المستضيفة .
دينتز : هذا ما لاحظناه يوم الخميس .
كيسنجر : لقد حاولنا أن نجعلهم كفيلين لقرار العودة لوقف إطلاق النار ، ومع هذا لم يستطيعوا الموافقة على ذلك .
دينتز : أتظن أنهم عرفوا مسبقا ؟ وحاولوا منع وقوع الحرب ؟
كيسنجر : أظن بالفعل أنهم حاولوا أن يمنعوها حيث كانوا يتسمون بالاعتدال في تعاملهم معنا وقد نقلوا أساطيلهم بعيدا عن الشاطئ ، فهم يلعبون لعبكم ولم يقدموا أية حلول ، وإن كانوا يلعبون لعبة مصرية فسيقدمون اقتراحا لوقف إطلاق النار .
( ظل كيسنجر ودينتز يتباحثان على انفراد في المكتب الداخلي لوزارة الخارجية من الساعة 8.10 حتى الساعة 8.20 مساء ) .