- هو الفريق أول محمد فوزي حاخوا من قبيلة الشابسوغ الشركسية .
- - وُلد في عام 1915م في مدينة المنوفية في مصر ونشأ وتربى فيها . وهو من اصول شركسية حيث استوطن اجداده في المنوفية وكان والده ضابطا كبيرا في الجيش المصري ومديرا لسلاح المدفعية وكان جده ياوراللخديوي حاكم مصر .
- - تدرّج في الرتب العسكرية في القوات المسلحة المصرية وعمل فترة طويلة كبيرا للمعلمين بالكلية الحربية المصرية ثم أصبح مديرا للكلية وكان له رأي خاص في حرب اليمن التي خاضتها مصر ولكن لم يؤخذ برأيه.
- - كان رئيساً للأركان في الجيش المصري أثناء حرب حزيران 1967م.
- - تولّى قيادة الجيش المصري خلفا للمشير عبد الحكيم عامر القائد العام للجيش المصري بعد نكسة حزيران (يونيو) 1967م ،حيث عينه الرئيس جمال عبد الناصر قائدا أعلى للجيش المصري ثم عينه وزيرا للحربية في عام 1968م .
- - يُعتبر الفريق أول محمد فوزي مهندس وقائد حرب الاستنزاف ضد الإسرائيليين بعد نكسة حزيران 1967م . ويعزى اليه الفضل في إعادة تنظيم صفوف الجيش المصري بعد النكسة وبناء حاجز (حائط) الصواريخ المصرية ضد إسرائيل والذي استُعمل بكفاءة في ايقاع خسائر جسيمة في صفوف العدو الإسرائيلي في الحرب التي سُمّيت بحرب الاستنزاف في الفترة 1967م-1973م .
- - عُزل الفريق أول محمد فوزي عن منصبه بعد وصول الرئيس السادات للحكم خلفا للرئيس جمال عبد الناصر ثم جرى اعتقاله مع عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بتهمة التآمر ضد الرئيس السادات فيما عُرف بانقلاب مايو 1971م وتمّت محاكمته امام محكمة عسكرية ورغم ان الرئيس السادات كان قد اصدر قرارا بإعدامه الا انّ المحكمة العسكرية رفضت الحكم عليه بالاعدام على أساس ان قائد الجيش لا يُعدم الا بتهمة خيانة الوطن والاتصال بالعدو أثناء الحرب وقد تم إطلاق سراحه بعد فترة من الوقت .
- - كان منضبطا إلى حد كبير مما جعله شخصية غير محبوبة من الجيش ولكنه كان في الوقت ذاته شخصية محترمة تستأهل التقدير والاحترام .
- - أمر الرئيس حسني مبارك بعلاجه في الخارج على نفقة الدولة إثر مرضه ثم نُقل إلى مستشفى المعادي حتى اسلم الروح في يوم الاربعاء 16 شباط 2000م عن عمر يناهز 85 عاما .
- - كان الرئيس المصري حسني مبارك في مقدمة المشيّعين في جنازته تكريما لانجازاته وتقديرا لاخلاصه وخدماته المتميزة كأحد القادة الكبار والابطال العظام في تاريخ مصر
شهادة احد معاصريه
إنه ذلك الجندى الوطنى المحترف، الذى لم يتحمس للانضمام لجماعة «الضباط الأحرار»، وآثر البقاء إلى جانب الشرعية حتى آخر لحظة، إيماناً منه بضرورة احترام «قَسَم الولاء» الذى التزم به أمام «الملك»، القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل ١٩٥٢..
وهو أيضاً ذلك الضابط الصارم الذى تخرج على يديه الآلاف من ضباط الجيش المصرى عندما كان مديراً للكلية الحربية، حيث أرسى التقاليد الجادة وجعل من ذلك المعهد العسكرى العريق معملاً لتفريخ المقاتلين البواسل من أبناء الجيش المصرى..
وعندما ترك موقعه فى الكلية الحربية ليتولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة بدا الرجل مختلفاً عن كثير من أقرانه، فالصرامة والجهامة ساعدتاه على أن يكون قادراً على الاهتمام بالانضباط العسكرى واحترام التقاليد المرعيّة فى الجيش المصرى الذى يعتبر (أكبر جيوش المنطقة على الإطلاق وأكثرها مهنية)، كما قال وزير الدفاع الأمريكى فى حديث تليفزيونى عام ٢٠٠٧..
وعندما حدثت النكسة لم يجد الرئيس «عبدالناصر»، فى ظل الفوضى التى جرت فى خطوط القتال، مَنْ يجمع شتات الجيش ويجعله قادراً على الوقوف على قدميه إلا الفريق أول «محمد فوزى»، حيث حارب الضباط والجنود المصريون فى معركة «رأس العش» بعد أسبوعين فقط من الهزيمة العسكرية التى كانت تبدو خطأً سياسياً أكثر منها فشلاً عسكرياً، ويومها وقف الفريق أول «فوزى» مع الشرعية مرة أخرى ولم ينضم إلى مجموعة «المشير عامر»،
بل اتخذ منه موقفاً رافضاً حتى جرى حادث انتحاره الغامض، ولقد كان الفريق أول «فوزى»، بشهادة كل من عرفه ضابطاً حاسم القرار قوى الشكيمة حتى إن القائد العام للقوات المسلحة حالياً هو واحد من مساعديه فى هيئة تدريس الكلية الحربية، عندما كان هو مديراً لها،
كما كان شقيقه عميداً لكلية العلوم وهو الأستاذ الدكتور «حسين فوزى» الذى كان مستشاراً ثقافياً فى «لندن» ثم مستشاراً للجامعة الأمريكية بالقاهرة لعدة سنوات بعد ذلك، وقد ربطتنى بالفريق أول «محمد فوزى» صلة متأخرة بدأت بعد انتهاء مشكلته مع الرئيس الراحل «السادات» واتهامه بالتورط مع مجموعة ١٥ مايو ١٩٧١، ولقد أبدى الرئيس «السادات» وقتها أسفه لذلك،
وقال بالنص «إنه يحدد إقامته وهو حزين»، اعترافاً منه بأن للرجل أيادى بيضاء على القوات المسلحة المصرية سواء أثناء إدارته لمصنع الأبطال أو قيادته للجيش بعد النكسة، وأذكر أننا كنا نجلس معاً متجاورين- الفريق أول وأنا- فى ضريح الرئيس «عبدالناصر» نحتفل بذكرى أربعين رحيل قرينة صاحب الضريح السيدة «تحية كاظم»،
ويومها أخبرت الفريق أول «فوزى» أن الفريق أول «محمد أحمد صادق» قد رحل عن عالمنا منذ ساعات وهو قائد الجيش الذى تحمل المسؤولية بعد إقصاء الفريق أول «محمد فوزى» ولقد كان الود بينهما مفقوداً ويومها قال لى الفريق «فوزى»: (إن صادق ليس صغيراً فقد عاش كثيراً!) عندئذ كتمت الضحك بداخلى لأننى كنت أعلم أن الفريق أول «فوزى» يكبر الفريق أول «صادق» بعدة سنوات!
ولقد شرفنى الفريق أول «محمد فوزى» أكثر من مرة بحضور بعض محاضراتى العامة وأذكر منها حواره معى فى لقاء مفتوح باللجنة المصرية للتضامن تحت رعاية مناضل مصرى له مكانته، وهو الأستاذ «أحمد حمروش».
ولقد كان الفريق أول «فوزى» فى سنوات عمره الأخيرة يتبنى أطروحات «ناصرية» أقرب إلى اليسار منها إلى الواقع القائم، وجدير بالذكر أن الرئيس «مبارك» قد رد الاعتبار لذلك الجندى الجسور ودعاه لحضور احتفالات الكلية الحربية والمناسبات المهمة للجيش المصرى كوزير سابق «للحربية»، وهو أمر لقى استحساناً وارتياحاً لدى ضباط القوات المسلحة وجماهير الشعب العادية، شعوراً منهم بالوفاء وأهميته وتقديراً للرجل ومكانته..
إنه الفريق أول «محمد فوزى»، الذى كنت أسمع من أخى الأكبر الذى كان طالباً فى الكلية الحربية فى مطلع ستينيات القرن الماضى عن رهبتهم من هذا المدير، واحترامهم لذلك القائد المغرم بتوقيع الجزاءات المتشدد فى الإجراءات، الذى يبدو مُهاب الكلمة مرهوب الجانب، لذلك كنت عندما ألتقى الفريق أول «فوزى» فى سنوات التقاعد أقول فى نفسى «إن دورة الزمان قاسية، ولا دوام لسلطة، فالأبدية لله وحده» وأردد فى أعماقى «لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار».. إنها دورة الزمن وحال الدنيا ومآل البشر.