تشهد العاصمة الإيرانية طهران تطورات اقتصادية وميدانية متسارعة منذ الأحد الماضي (28 ديسمبر 2025)، حيث أدى الانهيار التاريخي في قيمة العملة الوطنية (التومان) إلى موجة إغلاقات واسعة في الأسواق الكبرى وتجدد الاحتجاجات الشعبية.
إليك ملخص وتحليل لأبرز ما جاء في التقارير الميدانية والاقتصادية الحالية:
1. الانهيار القياسي للعملة (ديسمبر 2025)
سجلت العملة الإيرانية تراجعاً غير مسبوق أمام العملات الأجنبية في السوق الحرة، مما تسبب في شلل تجاري تام:- الدولار الأمريكي: تجاوز حاجز 144 ألف تومان (ما يعادل 1.44 مليون ريال إيراني).
- اليورو: تخطى 169 ألف تومان.
- الجنيه الإسترليني: وصل إلى نحو 194 ألف تومان.
2. شلل في الأسواق الكبرى وإضرابات
اتسعت رقعة الإضراب التجاري لتشمل مراكز الثقل الاقتصادي في طهران، ومن أبرز المناطق المتأثرة:- سوق طهران الكبير (البازار): إغلاق واسع للمحال، خاصة في "سراي الحدادين".
- قطاع التكنولوجيا: توقف الأنشطة في "مجمع علاء الدين" و"مجمع جارسو" (أكبر مراكز الهواتف والإلكترونيات).
- حي جراق برق وسوق الحديد: توقف شبه كامل للأنشطة التجارية نتيجة عدم القدرة على تسعير البضائع في ظل تقلب الصرف.
3. المؤشرات الاقتصادية الصادمة
تعكس البيانات الرسمية وغير الرسمية عمق الأزمة التي تعصف بالبلاد:- التضخم السنوي: أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم لشهر ديسمبر تجاوز 52%.
- تضخم الغذاء: تشير تقارير إلى أن أسعار بعض السلع الأساسية (مثل الحبوب والمكسرات) شهدت تضخماً تجاوز 100%.
- النمو الاقتصادي: سجل الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنسبة 0.6% في النصف الأول من عام 2025 رغم مبيعات النفط.
4. الأسباب الدافعة للاحتجاجات
يرى المحللون أن هذا "الهياج" في السوق يعود إلى تضافر عدة عوامل:- عجز الموازنة: ضغوط مالية هائلة على الحكومة.
- العقوبات الدولية: استمرار الجمود في المفاوضات النووية وتأثير العقوبات على تدفق العملة الصعبة.
- فقدان الثقة بوعود البنك المركزي: فشل الوعود بالتدخل "الثقيل" في كبح جماح الأسعار، مما دفع التجار والمواطنين لتحويل مدخراتهم إلى ذهب وعملات صعبة.
- نقص المعروض: شح في العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد السلع الأساسية.
5. الشعارات والمطالب
تطورت الشعارات من المطالب المعيشية إلى انتقادات مباشرة لإدارة الأزمة، حيث ردد المحتجون في شارع "جمهوري" ومناطق أخرى شعارات تدعو للتضامن بين التجار والمواطنين لمواجهة الغلاء الفاحش.ملاحظة: تترقب الأوساط الاقتصادية رد فعل الحكومة والبنك المركزي خلال الساعات القادمة، وسط تحذيرات من أن استمرار هذا الانهيار قد يؤدي إلى اتساع الاحتجاجات لتشمل مدناً إيرانية أخرى خارج العاصمة.