الاقمار الاصطناعية للبلدان الصغيرة
يصور الاستعمال العسكري للفضاء غالبا كنشاط مقصور على القوى العسكرية الرئيسية، مثل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين واليابان. ولكن التقدم في التكنولوجيا في العشرين السنة الفائتة حول هذه الحالة من الشؤون الى شيء من الماضي، وتستطيع حاليا حتى بلدان بميزانيات عسكرية صغيرة ان تتمتع بالوصول الى النظم القائمة في الفضاء للقيام بادوار مختلفة.
ان الاستعمالات الرئيسية للفضاء من قبل القوى العسكرية الصغرى هي للملاحة والاتصالات ومراقبة الارض.
الملاحة
هناك نواح قليلة من النشاط العسكري لا تستخدم فيها تكنولوجيا الملاحة القائمة في الفضاء. فالنظام الاكثر استعمالا على نطاق واسع هو نظام التموضع العالمي الاميركي (GPS)، الا ان نظام (GLONASS) الذي تستخدمه روسيا، فهو متوفر ايضا. ويستخدم هذان النظامان مجموعة من الاقمار الاصطناعية التي تبث اشارات في اوقات محددة تكتشفها ادوات الملاحة على الارض. وهذه الادوات تقيس عندئذ وقت تلقي الاشارات، وهي قادرة بالتالي على احتساب معلومات التموضع بدقة بخطأ يصل حتى الى جزء من المتر احيانا.
على مدى العشرين السنة الفائتة، انخفض حجم وتكاليف ادوات استقبال اشارات نظم (GPS) كثيرا الى حد انه يمكن حاليا تركيبها في الهواتف الخليوية او الجوالة. وتصنع هذه الادوات حاليا في بلدان عديدة حول العالم. وكانت الولايات المتحدة وروسيا حتى مؤخرا هما البلدان الوحيدان اللذان يمكنهما اقامة مجموعة اقمار اصطناعية خاصة بهما، وهذا كان يمنحهما دعما كبيرا مقارنة بالبلدان الاخرى لجهة قدراتهما على الغاء اشارات الاقمار الاصطناعية العائدة لهما.
في محاولة لكسر هذا الاحتكار، يبني الاتحاد الاوروبي (EU) ووكالة الفضاء الاوروبية (ESA) حاليا نظام القمر الاصطناعي للملاحة العالمية (Galileo). وسوف يكون المشروع، الذي ستبلغ تكاليفه ٤،٣ بليون يورو، بديلا ومكملا لنظام (GPS) الاميركي ونظام (GLONASS) الروسي. ففي ٣٠ تشرين الثاني"نوفمبر عام ٢٠٠٧، توصل ٢٧ وزيرا من وزراء النقل في الاتحاد الاوروبي الى اتفاقية توضع موضع التنفيذ بحلول العام ٢٠١٣.
الهدف من القمر (Galileo) هو تأمين قياسات اكثر دقة من الاقمار المتاحة حاليا من خلال نظام (GPS) او (GLONASS). اذ سوف يكون القمر (Galileo) دقيقا حتى مدى متر، بما فيه الارتفاع فوق مستوى البحر، ويقدم افضل خدمات تموضع على ارتفاعات شاهقة. والهدف السياسي من ذلك هو تأمين نظام تموضع مستقل يمكن ان تعتمد عليه البلدان الاوروبية حتى في اوقات الحرب او الاختلاف السياسي، لان روسيا او الولايات المتحدة يمكنهما ان يعطلا افادة الاخرين من انظمتهما من خلال التشفير.
سوف يكون استعمال خدمات (Galileo) الاساسية او الحرة، مثل القمر الاميركي (GPS)، بلا مقابل للجميع. وسوف تكون الخدمات النوعية او المحددة سهل الوصول اليها بقيود مالية او عسكرية. وبعد اطلاق القمر (Galileo) الى الفضاء وتشغيله، من المتوقع ان تنشأ صناعة كبيرة في انتاج ادوات استقبال الاشارات.
الاتصالات
رغم ان عددا متزايدا من البلدان قادر حاليا على التمكن من شراء اقمار اصطناعية خاصة بالاتصالات، فلا تزال تكاليفها تمنع معظم البلدان من شرائها. وعلى هذه البلدان ان تعتمد على تأجير او استئجار طاقة على اقمار اتصالات تجارية تفي بمتطلباتها.
احدى الشركات الرائدة التي تقدم خدمة الاقمار الاصطناعية للاتصالات التجارية في الشرق الاوسط هي شبكة الثريا (Thuraya)، التي تتمتع مجموعة اقمارها بتغطية تصل الى اكثر من ١١٠ بلدان في اوروبا وشمال افريقيا ووسطها والى قسم كبير من افريقيا الجنوبية والشرق الاوسط وآسيا الوسطى وجنوبها: وهي كتلة ارضية يقدر عدد سكانها بنحو ٣،٢ بليون نسمة.
تزود شبكة الثريا (Thuraya) خدمات خليوية (GSM) عبر الاقمار الاصطناعية ونظام تحديد المواقع (GPS) بجهاز يدوي بأسلوب مزدوج واحد يقدم خدمات صوتية وبيانية وفاكس ويبعث برسائل قصيرة.
تأسست شبكة الثريا (Thuraya) في الامارات العربية المتحدة في عام ١٩٩٧ من كونسورتيوم من المتعهدين وبيوت الاستثمار الدولية الرائدة في الاتصالات البعيدة المدى الوطنية. وقد بنى المشروع الجاهز التصميم شركة (Boeing S.S.) المصنعة للأقمار الاصطناعية الاميركية، كانت الشركة سابقاً باسم (Hughes).
المنفذ الأول (Primary Gateway) في الشارقة (Sharjah)، في الامارات العربية المتحدة، يخدم المنطقة التي تغطيهها شبكة الثريا برمتها، ويجري وضع خطط لانشاء منافذ (gateways) وطنية اضافية في مواقع اخرى حسب الضرورة.
ان خدمات الاقمار الاصطناعية الجوالة التي تقدمها شبكة الثريا (Thuraya) التي صممت لاستكمال شبكات (GSM) القائمة وتوسيع استعمالها الى ابعد من مناطق التغطية للشبكة التقليدية، تقدم سلسلة واسعة من الخدمات التي تشمل الصوت والبيانات والفاكس وارسال الرسائل القصيرة ونظام تحديد الموقع (GPS) عبر اجهزتها اليدوية بأسلوب مزدوج وبسرعات تبلغ نحو ٤٤٤ كيلوبايت بالثانية (Kbps) وتسهل بروتوكولات الانترنت في شبكة الثريا (ThurayaIP) خدمات الانترنت للمشتركين في شبكة الثريا في اي وقت واي مكان في المنطقة التي تغطيها الشبكة المعنية.
مراقبة الارض
للتصوير بالأقمار الاصطناعية فوائد عسكرية جلية، تتيح للبلدان مراقبة الاقطار المجاورة والتهديدات العسكرية المحتملة وقد حافظت القوى العسكرية الرئيسية منذ سنين عديدة على رقابة صارمة على انتشار الاقمار الاصطناعية التي تراقب الارض، لا سيما تلك البلدان التي تتمتع بقدرة على التقاط صور بدقة تقل عن متر واحد لاظهار تفاصيل الصورة. وتعتبر هذه الدقة هي ادنى حد يسمح بتصويب الذخيرة الموجهة بدقة او الذخيرة الذكية.
يمكن ان يعهد للأقمار الاصطناعية التي تدور في مدار يومي حول الكرة الارضية بمهمة التصوير وجمع الصور وتوزيعها في الوقت الذي تبقى تحافظ فيه تلك الأقمار على اهميتها للزبائن والمستفيدين.
فالبيانات المرئية التي تؤمنها صور الاقمار الاصطناعية تعالج بسهولة وتحول الى معلومات قيّمة تدعو الحاجة اليها لاتخاذ قرار دعم لنظم الزبائن. ويتم التصوير بالأقمار الاصطناعية رقمياً، ولذلك يمكن تلقيمه في نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ومعالجة الصور او نظم تصميم الخرائط.
ان التصوير بالأقمار الاصطناعية ليس محدداً بقيود سياسية او اقليمية، مثل معاهدة هلسنكي للأجواء المفتوحة (Helsinki Open Skies) لعام ١٩٩٢، التي الغت الحدود الفضائية. لذلك، يمكن ان تستكشف الاقمار الاصطناعية اي منطقة على وجه الارض دون طلب اي موافقة مسبقة.
شهد العقد الماضي تطور سوق عالمية في منتوجات مراقبة الارض. ويتمتع احد اللاعبين الرئيسيين في هذه السوق بتواجد قوي في الشرق الاوسط، الذي يتخذ من دبي مقراً رئيسياً له. وتقدم الشركة (Space Imaging M.E. (SIME)) تصويراً جوياً بالأقمار الاصطناعية عالي الجودة والدقة للمنطقة الجغرافية التي تغطي الشرق الاوسط وافريقيا الشرقية والخليج وآسيا الوسطى. وقد تأسست الشركة في تشرين الثاني"نوفمبر عام ١٩٩٧ باسم (Dubai Space Imaging (DSI - LLC)) نتيجة مشروع مشترك بين شركة (Space Imaging Inc.) في مدينة دنفر بولاية كولورادو ومجموعة من المستثمرين في الامارات العربية المتحدة. وبدأت الشركة تعمل من محطات ارضية تديرها الحكومة في المملكة العربية السعودية وباكستان لتزويد السوق بتصوير من القمر (Landsat) وفي كانون الثاني"يناير عام ١٩٩٨، اسست شركة (DSI) محطتها الارضية الخاصة بها في دبي لتعهد للقمر (Landsat) بمهمة استشعار وجمع الصور من بعيد. وفي تشرين الثاني"نوفمبر عام ١٩٩٩، غيرت الشركة اسمها وشعارها الى (Space Imaging M.E. (LLC)) وتقدم شريكتها الاقليمية (Space Imaging Inc. SIME) سلسلة كاملة من المنتوجات والخدمات، انطلاقاً من التصوير والمسح ورسم الخرائط (GIS) بنماذج ثلاثية الابعاد وتحليل الصور وبرمجية ارسال التقارير ومتابعة المركبات والاستشارات والتدريب بين اشياء اخرى. وان شركة (SIME) هي شركة التصوير التجارية الأولى بالاقمار الاصطناعية في المنطقة التي تتمتع بالوصول الى تكنولوجيا المستشعرات المتعددة. القمر الرئيسي (IKONOS) الذي تملكه الشركة هو اول قمر تجاري في العالم يلتقط صورا عالية الدقة ويستشعر من بعيد. ويجمع القمر (IKONOS)، الذي يدور فوق الارض بمعدل ٧ كيلومترات بالثانية تقريبا، بيانات عن مساحة اكثر من ٢٠٠٠ كيلومتر مربع بالدقيقة. وتستعمل الشركة (SIME) محطة ارضية في الامارات العربية المتحدة لاستنساخ التصوير. ويملك القمر(IKONOS)، الذي اطلق في ايلول"سبتمبر عام ١٩٩٩، شركة (Space Imaging) وتشغله. ويتمتع القمر (IKONOS) بالقدرة على التقاط صور متعددة الاطياف تظهر دقة التفاصيل وكأنها التقطت على مسافة اربعة امتار، ويستطيع ايضا ان يسجل اشياء صغيرة لا يزيد طولها على متر واحد بالاسود والابيض. ويجمع خصائص الصور المتعددة الاطياف من التصوير على بعد اربعة امتار مع التفاصيل من البيانات على بعد متر واحد، يعالج التصوير من القمر (IKONOS) للحصول على صور ملونة وكأنها التقطت على بعد متر واحد لجهة دقة التفاصيل.
طور نظام القمر الاصطناعي (IRS) في الثمانينات ليكون مورد معلومات ادارية قيّمة. وبعد اطلاق القمر (IRS-1A) والقمر (IRS-IB) اطلقت الحكومة الهندية القمر (IRS-1C) في عام ١٩٩٥ والقمر (IRS-1D) في عام ١٩٩٧. وان التصوير الحساس الدقيق وكأنه تم على بعد خمسة امتار، الذي يجمعه القمر (IRS-1C) والقمر (1D)، هو تصوير مثالي للتخطيط المدني، وادارة الكوارث ورسم الخرائط والتطبيقات الاخرى التي تقتضي جمع الصور الفريدة ذات الدقة العالية وتكرار التردد العالي وتغطية منطقة واسعة. وتتمتع هذه الاقمار بقدرة على التصوير المجسم (Stereo) وبقدرة على التصوير قابلة للتعديل ومتابعة اهداف متعددة استكمالا للتصوير باقمار (IRS-1C/1D)، فان التصوير بقمر (RESOURCESAT-1) يتمتع بدقة فضائية محسنة، وهو مثالي للتطبيقات التي تقتضي دقة عالية وتغطية منطقة واسعة وتكرار التردد العالي، ومع القدرة على جمع البيانات نفسها كل خمسة ايام، فالقمر صالح تماما للمراقبة الارضية وخاصة المياه والتطبيقات الزراعية. وباستعمال نقطة تحكم على الارض، فان دقة توجيه التصوير الموضعي تبلغ زائد او ناقص ٥٠ متر. ومن دون التحكم من الارض، تبلغ دقة توجيه جهاز التصوير افضل من ٥٠٠ متر.
تستعمل شركة (SIME) المحطة الارضية العالمية لمركز استطلاع الفضاء التابع لسلاح الجو الاماراتي للقيام بمهمة التصوير واستنساخ الصور. وتقوم المحطة الارضية العالمية في قاعدة الظفرة (Dhafra) الجوية بالقرب من ابوظبي، وهي نظام استشعار من بعيد جاهز تماما وقادر على القيام بمهمته فهو يتلقى ويعالج ويحلل ويوزع البيانات المصورة من المنصات الجوية ومن الاقمار الاصطناعية. ويمنح الوصول الى المحطة الارضية العالمية شركة (SIME) القدرة على ان تتمتع بالرد الدقيق وفي الوقت المحدد لتلبي حاجات الزبائن الملحة.
المستقبل التجاري
ان توفر الخدمات الفضائية التجارية المنتشرة على نطاق واسع تعني ان البلدان الصغيرة لديها حاليا مزيد من الخيارات للوصول الى تكنولوجيا الفضاء ونظمه. ويرجح نمو هذه السوق العالمية بمعدل سريع جدا، فيما لم يعد الفضاء حكرا على القوى العظمى.
يصور الاستعمال العسكري للفضاء غالبا كنشاط مقصور على القوى العسكرية الرئيسية، مثل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين واليابان. ولكن التقدم في التكنولوجيا في العشرين السنة الفائتة حول هذه الحالة من الشؤون الى شيء من الماضي، وتستطيع حاليا حتى بلدان بميزانيات عسكرية صغيرة ان تتمتع بالوصول الى النظم القائمة في الفضاء للقيام بادوار مختلفة.
ان الاستعمالات الرئيسية للفضاء من قبل القوى العسكرية الصغرى هي للملاحة والاتصالات ومراقبة الارض.
الملاحة
هناك نواح قليلة من النشاط العسكري لا تستخدم فيها تكنولوجيا الملاحة القائمة في الفضاء. فالنظام الاكثر استعمالا على نطاق واسع هو نظام التموضع العالمي الاميركي (GPS)، الا ان نظام (GLONASS) الذي تستخدمه روسيا، فهو متوفر ايضا. ويستخدم هذان النظامان مجموعة من الاقمار الاصطناعية التي تبث اشارات في اوقات محددة تكتشفها ادوات الملاحة على الارض. وهذه الادوات تقيس عندئذ وقت تلقي الاشارات، وهي قادرة بالتالي على احتساب معلومات التموضع بدقة بخطأ يصل حتى الى جزء من المتر احيانا.
على مدى العشرين السنة الفائتة، انخفض حجم وتكاليف ادوات استقبال اشارات نظم (GPS) كثيرا الى حد انه يمكن حاليا تركيبها في الهواتف الخليوية او الجوالة. وتصنع هذه الادوات حاليا في بلدان عديدة حول العالم. وكانت الولايات المتحدة وروسيا حتى مؤخرا هما البلدان الوحيدان اللذان يمكنهما اقامة مجموعة اقمار اصطناعية خاصة بهما، وهذا كان يمنحهما دعما كبيرا مقارنة بالبلدان الاخرى لجهة قدراتهما على الغاء اشارات الاقمار الاصطناعية العائدة لهما.
في محاولة لكسر هذا الاحتكار، يبني الاتحاد الاوروبي (EU) ووكالة الفضاء الاوروبية (ESA) حاليا نظام القمر الاصطناعي للملاحة العالمية (Galileo). وسوف يكون المشروع، الذي ستبلغ تكاليفه ٤،٣ بليون يورو، بديلا ومكملا لنظام (GPS) الاميركي ونظام (GLONASS) الروسي. ففي ٣٠ تشرين الثاني"نوفمبر عام ٢٠٠٧، توصل ٢٧ وزيرا من وزراء النقل في الاتحاد الاوروبي الى اتفاقية توضع موضع التنفيذ بحلول العام ٢٠١٣.
الهدف من القمر (Galileo) هو تأمين قياسات اكثر دقة من الاقمار المتاحة حاليا من خلال نظام (GPS) او (GLONASS). اذ سوف يكون القمر (Galileo) دقيقا حتى مدى متر، بما فيه الارتفاع فوق مستوى البحر، ويقدم افضل خدمات تموضع على ارتفاعات شاهقة. والهدف السياسي من ذلك هو تأمين نظام تموضع مستقل يمكن ان تعتمد عليه البلدان الاوروبية حتى في اوقات الحرب او الاختلاف السياسي، لان روسيا او الولايات المتحدة يمكنهما ان يعطلا افادة الاخرين من انظمتهما من خلال التشفير.
سوف يكون استعمال خدمات (Galileo) الاساسية او الحرة، مثل القمر الاميركي (GPS)، بلا مقابل للجميع. وسوف تكون الخدمات النوعية او المحددة سهل الوصول اليها بقيود مالية او عسكرية. وبعد اطلاق القمر (Galileo) الى الفضاء وتشغيله، من المتوقع ان تنشأ صناعة كبيرة في انتاج ادوات استقبال الاشارات.
الاتصالات
رغم ان عددا متزايدا من البلدان قادر حاليا على التمكن من شراء اقمار اصطناعية خاصة بالاتصالات، فلا تزال تكاليفها تمنع معظم البلدان من شرائها. وعلى هذه البلدان ان تعتمد على تأجير او استئجار طاقة على اقمار اتصالات تجارية تفي بمتطلباتها.
احدى الشركات الرائدة التي تقدم خدمة الاقمار الاصطناعية للاتصالات التجارية في الشرق الاوسط هي شبكة الثريا (Thuraya)، التي تتمتع مجموعة اقمارها بتغطية تصل الى اكثر من ١١٠ بلدان في اوروبا وشمال افريقيا ووسطها والى قسم كبير من افريقيا الجنوبية والشرق الاوسط وآسيا الوسطى وجنوبها: وهي كتلة ارضية يقدر عدد سكانها بنحو ٣،٢ بليون نسمة.
تزود شبكة الثريا (Thuraya) خدمات خليوية (GSM) عبر الاقمار الاصطناعية ونظام تحديد المواقع (GPS) بجهاز يدوي بأسلوب مزدوج واحد يقدم خدمات صوتية وبيانية وفاكس ويبعث برسائل قصيرة.
تأسست شبكة الثريا (Thuraya) في الامارات العربية المتحدة في عام ١٩٩٧ من كونسورتيوم من المتعهدين وبيوت الاستثمار الدولية الرائدة في الاتصالات البعيدة المدى الوطنية. وقد بنى المشروع الجاهز التصميم شركة (Boeing S.S.) المصنعة للأقمار الاصطناعية الاميركية، كانت الشركة سابقاً باسم (Hughes).
المنفذ الأول (Primary Gateway) في الشارقة (Sharjah)، في الامارات العربية المتحدة، يخدم المنطقة التي تغطيهها شبكة الثريا برمتها، ويجري وضع خطط لانشاء منافذ (gateways) وطنية اضافية في مواقع اخرى حسب الضرورة.
ان خدمات الاقمار الاصطناعية الجوالة التي تقدمها شبكة الثريا (Thuraya) التي صممت لاستكمال شبكات (GSM) القائمة وتوسيع استعمالها الى ابعد من مناطق التغطية للشبكة التقليدية، تقدم سلسلة واسعة من الخدمات التي تشمل الصوت والبيانات والفاكس وارسال الرسائل القصيرة ونظام تحديد الموقع (GPS) عبر اجهزتها اليدوية بأسلوب مزدوج وبسرعات تبلغ نحو ٤٤٤ كيلوبايت بالثانية (Kbps) وتسهل بروتوكولات الانترنت في شبكة الثريا (ThurayaIP) خدمات الانترنت للمشتركين في شبكة الثريا في اي وقت واي مكان في المنطقة التي تغطيها الشبكة المعنية.
مراقبة الارض
للتصوير بالأقمار الاصطناعية فوائد عسكرية جلية، تتيح للبلدان مراقبة الاقطار المجاورة والتهديدات العسكرية المحتملة وقد حافظت القوى العسكرية الرئيسية منذ سنين عديدة على رقابة صارمة على انتشار الاقمار الاصطناعية التي تراقب الارض، لا سيما تلك البلدان التي تتمتع بقدرة على التقاط صور بدقة تقل عن متر واحد لاظهار تفاصيل الصورة. وتعتبر هذه الدقة هي ادنى حد يسمح بتصويب الذخيرة الموجهة بدقة او الذخيرة الذكية.
يمكن ان يعهد للأقمار الاصطناعية التي تدور في مدار يومي حول الكرة الارضية بمهمة التصوير وجمع الصور وتوزيعها في الوقت الذي تبقى تحافظ فيه تلك الأقمار على اهميتها للزبائن والمستفيدين.
فالبيانات المرئية التي تؤمنها صور الاقمار الاصطناعية تعالج بسهولة وتحول الى معلومات قيّمة تدعو الحاجة اليها لاتخاذ قرار دعم لنظم الزبائن. ويتم التصوير بالأقمار الاصطناعية رقمياً، ولذلك يمكن تلقيمه في نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ومعالجة الصور او نظم تصميم الخرائط.
ان التصوير بالأقمار الاصطناعية ليس محدداً بقيود سياسية او اقليمية، مثل معاهدة هلسنكي للأجواء المفتوحة (Helsinki Open Skies) لعام ١٩٩٢، التي الغت الحدود الفضائية. لذلك، يمكن ان تستكشف الاقمار الاصطناعية اي منطقة على وجه الارض دون طلب اي موافقة مسبقة.
شهد العقد الماضي تطور سوق عالمية في منتوجات مراقبة الارض. ويتمتع احد اللاعبين الرئيسيين في هذه السوق بتواجد قوي في الشرق الاوسط، الذي يتخذ من دبي مقراً رئيسياً له. وتقدم الشركة (Space Imaging M.E. (SIME)) تصويراً جوياً بالأقمار الاصطناعية عالي الجودة والدقة للمنطقة الجغرافية التي تغطي الشرق الاوسط وافريقيا الشرقية والخليج وآسيا الوسطى. وقد تأسست الشركة في تشرين الثاني"نوفمبر عام ١٩٩٧ باسم (Dubai Space Imaging (DSI - LLC)) نتيجة مشروع مشترك بين شركة (Space Imaging Inc.) في مدينة دنفر بولاية كولورادو ومجموعة من المستثمرين في الامارات العربية المتحدة. وبدأت الشركة تعمل من محطات ارضية تديرها الحكومة في المملكة العربية السعودية وباكستان لتزويد السوق بتصوير من القمر (Landsat) وفي كانون الثاني"يناير عام ١٩٩٨، اسست شركة (DSI) محطتها الارضية الخاصة بها في دبي لتعهد للقمر (Landsat) بمهمة استشعار وجمع الصور من بعيد. وفي تشرين الثاني"نوفمبر عام ١٩٩٩، غيرت الشركة اسمها وشعارها الى (Space Imaging M.E. (LLC)) وتقدم شريكتها الاقليمية (Space Imaging Inc. SIME) سلسلة كاملة من المنتوجات والخدمات، انطلاقاً من التصوير والمسح ورسم الخرائط (GIS) بنماذج ثلاثية الابعاد وتحليل الصور وبرمجية ارسال التقارير ومتابعة المركبات والاستشارات والتدريب بين اشياء اخرى. وان شركة (SIME) هي شركة التصوير التجارية الأولى بالاقمار الاصطناعية في المنطقة التي تتمتع بالوصول الى تكنولوجيا المستشعرات المتعددة. القمر الرئيسي (IKONOS) الذي تملكه الشركة هو اول قمر تجاري في العالم يلتقط صورا عالية الدقة ويستشعر من بعيد. ويجمع القمر (IKONOS)، الذي يدور فوق الارض بمعدل ٧ كيلومترات بالثانية تقريبا، بيانات عن مساحة اكثر من ٢٠٠٠ كيلومتر مربع بالدقيقة. وتستعمل الشركة (SIME) محطة ارضية في الامارات العربية المتحدة لاستنساخ التصوير. ويملك القمر(IKONOS)، الذي اطلق في ايلول"سبتمبر عام ١٩٩٩، شركة (Space Imaging) وتشغله. ويتمتع القمر (IKONOS) بالقدرة على التقاط صور متعددة الاطياف تظهر دقة التفاصيل وكأنها التقطت على مسافة اربعة امتار، ويستطيع ايضا ان يسجل اشياء صغيرة لا يزيد طولها على متر واحد بالاسود والابيض. ويجمع خصائص الصور المتعددة الاطياف من التصوير على بعد اربعة امتار مع التفاصيل من البيانات على بعد متر واحد، يعالج التصوير من القمر (IKONOS) للحصول على صور ملونة وكأنها التقطت على بعد متر واحد لجهة دقة التفاصيل.
طور نظام القمر الاصطناعي (IRS) في الثمانينات ليكون مورد معلومات ادارية قيّمة. وبعد اطلاق القمر (IRS-1A) والقمر (IRS-IB) اطلقت الحكومة الهندية القمر (IRS-1C) في عام ١٩٩٥ والقمر (IRS-1D) في عام ١٩٩٧. وان التصوير الحساس الدقيق وكأنه تم على بعد خمسة امتار، الذي يجمعه القمر (IRS-1C) والقمر (1D)، هو تصوير مثالي للتخطيط المدني، وادارة الكوارث ورسم الخرائط والتطبيقات الاخرى التي تقتضي جمع الصور الفريدة ذات الدقة العالية وتكرار التردد العالي وتغطية منطقة واسعة. وتتمتع هذه الاقمار بقدرة على التصوير المجسم (Stereo) وبقدرة على التصوير قابلة للتعديل ومتابعة اهداف متعددة استكمالا للتصوير باقمار (IRS-1C/1D)، فان التصوير بقمر (RESOURCESAT-1) يتمتع بدقة فضائية محسنة، وهو مثالي للتطبيقات التي تقتضي دقة عالية وتغطية منطقة واسعة وتكرار التردد العالي، ومع القدرة على جمع البيانات نفسها كل خمسة ايام، فالقمر صالح تماما للمراقبة الارضية وخاصة المياه والتطبيقات الزراعية. وباستعمال نقطة تحكم على الارض، فان دقة توجيه التصوير الموضعي تبلغ زائد او ناقص ٥٠ متر. ومن دون التحكم من الارض، تبلغ دقة توجيه جهاز التصوير افضل من ٥٠٠ متر.
تستعمل شركة (SIME) المحطة الارضية العالمية لمركز استطلاع الفضاء التابع لسلاح الجو الاماراتي للقيام بمهمة التصوير واستنساخ الصور. وتقوم المحطة الارضية العالمية في قاعدة الظفرة (Dhafra) الجوية بالقرب من ابوظبي، وهي نظام استشعار من بعيد جاهز تماما وقادر على القيام بمهمته فهو يتلقى ويعالج ويحلل ويوزع البيانات المصورة من المنصات الجوية ومن الاقمار الاصطناعية. ويمنح الوصول الى المحطة الارضية العالمية شركة (SIME) القدرة على ان تتمتع بالرد الدقيق وفي الوقت المحدد لتلبي حاجات الزبائن الملحة.
المستقبل التجاري
ان توفر الخدمات الفضائية التجارية المنتشرة على نطاق واسع تعني ان البلدان الصغيرة لديها حاليا مزيد من الخيارات للوصول الى تكنولوجيا الفضاء ونظمه. ويرجح نمو هذه السوق العالمية بمعدل سريع جدا، فيما لم يعد الفضاء حكرا على القوى العظمى.