- إنضم
- 17 مارس 2025
- المشاركات
- 34
- التفاعل
- الدولة
بسم الله الرحمن الرحيم
تُعد مشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة، والشرطة العسكرية البحرية من المكونات الرئيسة للقوة البحرية، وقد شهدت تطورًا ملحوظًا منذ تأسيسها حتى أصبحت تشكيلات منظمة تعمل ضمن منظومة عسكرية حديثة. ويتناول هذا الموضوع نشأة هذه الوحدات ومراحل تطورها وأبرز محطاتها التنظيمية
مشاة البحرية:
تتمتع المملكة العربية السعودية بسواحل بحرية طويلة وعشرات الجزر والخلجان المأهولة وغير المأهولة، إضافة إلى الموارد الاقتصادية المتمثلة في آبار النفط والغاز والمنشآت الاقتصادية ومحطات التحلية وتوليد الكهرباء، التي تقع على هذه السواحل وفي هذه الجزر، ومن أجل ذلك ولأسباب أخرى كثيرة دعت الحاجة إلى إنشاء كتائب مشاة البحرية وسرايا الوحدات الخاصة والضفادع البشرية فيما بعد من أجل المشاركة في حماية هذه السواحل وحراسة هذه المنشآت والجزر المنتشرة، إضافة إلى القواعد العسكرية والشخصيات المهمة.
وقد وجه سمو وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في أوائل العام (1401هـ) بتطوير سرية وحدات الأمن البحرية الخاصة، التي كان دورها يقتصر على حراسة كبار الشخصيات وبعض المنشآت الخاصة لتكون نواة الكتائب المشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
ومن أجل ذلك وفي العام نفسه بدئ بإنشاء مركز التدريب البحري بقاعدة الملك فيصل البحرية بجدة؛ ليكون مركزا لتدريب الأفراد المستجدين غير الفنيين، إضافة إلى سرايا مشاة البحرية الناشئة في (1401/07/01هـ)، وقد شكلت داخل المركز أولى سرايا وحدات الأمن البحرية الخاصة.
وتزامن مع ذلك تأسيس سرية مشاة وفصيل قوات خاصة في ميناء رأس الغار العسكري، وكان ذلك في العام (1402هـ) ولم تكن هناك تخصصات المشاة البحرية؛ ولذلك كان يتم اختيار بعض الضباط والأفراد ممن تتوافر فيهم القدرات البدنية والصحية، ويتم تأهيلهم عبر دورات خارجية أو في أفرع القوات المسلحة الأخرى قبل تأسيس مدرسة المشاة والخاصة برأس الغار.
وفي العام (1406 هـ) كانت قد شكلت أول سرية من مشاة البحرية بقاعدة الملك فيصل البحرية، وفي (1407/08/01هـ) تم اعتماد تنظيم المرحلة الأولى من تشكيلات مشاة البحرية ووحدات الأمن الخاصة برأس الغار ، وفي العام (1408هـ) شكلت أول كتيبتي مشاة بحرية إحداهما بالمنطقة الشرقية، والأخرى بالغربية.
ثم توسعت وتطورت هذه القوة الناشئة حتى أصبحت اليوم قوة ضاربة في القوات البحرية.
ومشاة البحرية هي قوات وحدات قتالية سريعة الحركة، ويخضع أفرادها لتدريبات بدنية وعسكرية شاقة تجعلهم قادرين على العمل في البر والبحر وعبر الإنزال المظلي، إضافة إلى عملهم وسط أشد الظروف والقدرة على العمل منفردين أو تحت قيادة مركزية، إضافة إلى العمل مع وحدات القوات الأخرى بحرية وغير بحرية.
ظلت هذه القوة الناشئة ترتبط بقيادات القواعد في كل من قاعدة الملك عبد العزيز البحرية، وقاعدة الملك فيصل البحرية.
ولتزايد وحداتها، وتعدد مهامها، فقد صدر الأمر باعتمادها قيادة مستقلة ترتبط مباشرة بقائد القوات البحرية وتحت مسمى (إدارة مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة) وكان ذلك في (1412/02/01هـ) (2).
ثم تغير المسمى من (إدارة) إلى (قيادة) وتحت المسمى نفسه (قيادة مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة) وذلك ضمن تنظيم قيادة القوات البحرية، وكان ذلك بتاريخ (1420/01/05هـ
ظلت مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة مواكبة التطور القوات البحرية وللمتطلبات الدفاعية والتهديدات المحلية والخارجية، وقد برز الإرهاب بوصفه تهديدًا جديدًا يتطلب تدريبات وأسلحة وعقيدة عسكرية مختلفة، ومن أجل ذلك صدرت الموافقة بتاريخ 1427/09/01هـ) على فصل وحدات الأمن البحرية الخاصة بوصفها وحدة مستقلة عن قيادة مشاة البحرية واستحداث تنظيم بمسمى (قيادة وحدات الأمن البحرية الخاصة)).
واستمر التوسع والتنظيم في نطاق قوات مشاة الوحدات البحرية ووحدات الأمن الخاصة حتى صدرت موافقة رئيس هيئة الأركان العامة في (1435/03/25هـ) بتنظيم هذه الكتائب والوحدات وتحويلها إلى ألوية مشاة بحرية تتمركز في قطاع المسؤولية.
وتتكون اليوم مشاة البحرية من لوائين وهما:
لواء مشاة البحرية الاول بالأسطول الشرقي
لواء مشاة البحرية الثاني بالأسطول الغربي
وحدات الأمن البحرية الخاصة:
تعد الوحدات الخاصة في أي فرع من أفرع القوات المسلحة هي القوة الأكثر تأهيلا وتدريبا، ويتم اختيار منسوبيها بمواصفات بدنية ونفسية عالية جداء ليكونوا قادرين على العمل تحت أقسى الظروف بوصفهم مجموعات أو أفرادا في البرء والبحر، والجو من خلال قدرتهم على الإنزال المظلي وتدريبات الغوص.
وتعمل القوات الخاصة دائما في المواقع الأكثر خطورة كخطوط القتال الأمامية، وخلف خطوط العدو، وزراعة الألغام وإبطالها، وإزالة الحواجز والسواتر، والتهيئة العمليات الإنزال البحري وعمليات البحث عن الجرحى وسط خطوط القتال وإنقاذهم، إضافة إلى التعامل مع الخلايا الإرهابية.
كل هذا يتطلب قدرًا عاليا من التحمل، إضافة إلى التدريبات المستمرة على القنص وإطلاق النيران والدقة في التصويب ومن جميع الأوضاع، وتحتاج إلى نوعيات خاصة من التسليح والرشاشات المقاومة للصدأ والملوحة والغبار.
ولوحدات الأمن البحرية الخاصة خصوصيتها، ويلاحظ مثلا أن الدورات تكاد تكون ذات الدورات للضباط والأفراد؛ ذلك أن الكل يعمل تحت ذات الظروف القاسية، ويتشاطرون ذات المصير ).
وقد كان لوحدات الأمن البحرية الخاصة في البحرية الملكية السعودية الأسبقية في الإنشاء كوحدات ذات مهام خاصة تختص بالغوص وعمليات الضفادع البشرية.
وقد بدئ بإنشائها بوصفها قسما بمركز التدريب البحري في العام (1400هـ) ثم جرى ابتعاث عدد من الضباط إلى جمهورية الباكستان والولايات المتحدة للتأهيل والتدريب قبل أن تعقد الدورات داخل المملكة، وفي عام (1402هـ) عقدت أول دورة ضفادع بشرية بجدة ).
والطبيعة هذه الوحدات وخصوصيتها، فقد افتتح الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله مدرسة الغوص في رأس الغار بتاريخ (10) شوال 1423هـ) الموافق (14) ديسمبر 2002م) لتلبية احتياجات القوة.
ظلت وحدات الأمن البحرية الخاصة تحت مظلة مشاة البحرية، على الرغم من اختلاف المهام والتدريب والسلاح، وحرصا من القيادة الحكيمة على تطوير وحدات الأمن البحرية الخاصة، وبعد تنامي ظاهرة الإرهاب بوصفها ظاهرة جديدة صدر الأمر بفصل الوحدات البحرية الخاصة بتاريخ (01/ 09/ 1427هـ) بوصفها وحدة مستقلة بمسمى (قيادة وحدات الأمن البحرية الخاصة) وترتبط بقائد القوات البحرية ).
وقامت بدور كبير في الدفاع عن حدود المملكة في معركة الحد الجنوبي (درع الجنوب) في العام (1430هـ) وشاركت في تحرير كثير من الجبال والتباب في تلك المنطقة، وتشارك الآن في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وتقوم بدور كبير أيضا في مكافحة الإرهاب وفي حراسة منشآت النفط، ومن أجل ذلك شكلت وحدات الواجب 33 و 66 و 88.
وتتكون اليوم وحدات الأمن البحرية الخاصة من مجموعتين وهي:
مجموعة الأمن البحرية الخاصة الأولى بالأسطول الشرقي
مجموعة الأمن البحرية الخاصة الثانية بالأسطول الغربي.
الشرطة العسكرية البحرية:
كان من يقوم بدور الشرطة العسكرية لمرافق المدرسة البحرية والقاعدة البحرية هو البوليس الحربي التابع لقيادة منطقة الدمام؛ لقلة الطاقة البشرية، ولعدم وجود مقر خاص ومستقر السلاح البحرية الناشئ.
وتم استحداث شرطة عسكرية بحرية في العام (1388هـ) حينما أمر رئيس هيئة أركان حرب الجيش بتشكيل (فصيل بوليس بحري) يقوم بواجبات البوليس للقاعدة البحرية بالدمام، ويرتبط قائده بقائد القاعدة البحرية، وكان ذلك بتاريخ (1388/12/01هـ)، وتكون الفصيل من (قيادة) و (حضيرة بوليس بحري) بإجمالي (38) ضابطا وفردا ، وتم تعيين الملازم أول بحري (فهد عبد الرحمن العمران) أول قائد له، وتم تأهيل ضباط وأفراد سلاح البحرية بدورات شرطة عسكرية بالطائف ابتداء من (1389/07/09هـ).
وبالحديث عن الشرطة العسكرية بقيادة القوات البحرية بالرياض، فيعود ذلك إلى تاريخ (1404/03/25هـ) حينما تم تحوير مسمى (إدارة الخدمات والإسناد) إلى (إدارة الشرطة البحرية) وإعادة تنظيمها ورفع ملاكها إلى مستوى (سرية))، ومن ثم تغير المسمى إلى (قيادة الشرطة العسكرية بالقوات البحرية) بتاريخ (1421/06/14هـ)، ويرتبط قائدها بقيادة القوات البحرية .
وتطورت الشرطة العسكرية البحرية، وتعددت مستوياتها، فمن فصائل في (1401/03/29هـ) ارتفعت إلى سرايا بتاريخ (03) 1411/05هـ) وإلى كتائب ) )) في (1414/06/10هـ وأخيرًا إلى مجموعات في (1437/02/15هـ
وتتكون الشرطة العسكرية البحرية اليوم من ثلاث مجموعات وهي:
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الأولى (قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري الرياض)
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الثانية (بالأسطول الغربي)
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الثالثة (بالأسطول الشرقي)
ترتبط فنيا بقائد الشرطة العسكرية بقيادة القوات البحرية، وترتبط إداريا بقيادة الأساطيل وقائد قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري، إضافة إلى سرايا منفصلة ضمنها سريتان في كل من كلية الملك فهد البحرية ومعهد الدراسات الفنية للقوات البحرية.
ومهمة الشرطة العسكرية بالقوات البحرية هي إعداد الخطط والدراسات اللازمة لبناء وحدات الشرطة العسكرية بالقوات البحرية ومساندة قوى الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب» ورسالتها تأمين وحماية منشآت ومرافق القوات البحرية من أي تهديد أو اختراق».
ختامًا، أتمنى أن يكون الموضوع نال على رضاكم، وأعتذر إن وُجد أي خطأ في المعلومات أو الإملاء، فكلنا بشر نخطئ ونصيب، وشكرًا لكم على المتابعة.
تُعد مشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة، والشرطة العسكرية البحرية من المكونات الرئيسة للقوة البحرية، وقد شهدت تطورًا ملحوظًا منذ تأسيسها حتى أصبحت تشكيلات منظمة تعمل ضمن منظومة عسكرية حديثة. ويتناول هذا الموضوع نشأة هذه الوحدات ومراحل تطورها وأبرز محطاتها التنظيمية
مشاة البحرية:
تتمتع المملكة العربية السعودية بسواحل بحرية طويلة وعشرات الجزر والخلجان المأهولة وغير المأهولة، إضافة إلى الموارد الاقتصادية المتمثلة في آبار النفط والغاز والمنشآت الاقتصادية ومحطات التحلية وتوليد الكهرباء، التي تقع على هذه السواحل وفي هذه الجزر، ومن أجل ذلك ولأسباب أخرى كثيرة دعت الحاجة إلى إنشاء كتائب مشاة البحرية وسرايا الوحدات الخاصة والضفادع البشرية فيما بعد من أجل المشاركة في حماية هذه السواحل وحراسة هذه المنشآت والجزر المنتشرة، إضافة إلى القواعد العسكرية والشخصيات المهمة.
وقد وجه سمو وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في أوائل العام (1401هـ) بتطوير سرية وحدات الأمن البحرية الخاصة، التي كان دورها يقتصر على حراسة كبار الشخصيات وبعض المنشآت الخاصة لتكون نواة الكتائب المشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
ومن أجل ذلك وفي العام نفسه بدئ بإنشاء مركز التدريب البحري بقاعدة الملك فيصل البحرية بجدة؛ ليكون مركزا لتدريب الأفراد المستجدين غير الفنيين، إضافة إلى سرايا مشاة البحرية الناشئة في (1401/07/01هـ)، وقد شكلت داخل المركز أولى سرايا وحدات الأمن البحرية الخاصة.
وتزامن مع ذلك تأسيس سرية مشاة وفصيل قوات خاصة في ميناء رأس الغار العسكري، وكان ذلك في العام (1402هـ) ولم تكن هناك تخصصات المشاة البحرية؛ ولذلك كان يتم اختيار بعض الضباط والأفراد ممن تتوافر فيهم القدرات البدنية والصحية، ويتم تأهيلهم عبر دورات خارجية أو في أفرع القوات المسلحة الأخرى قبل تأسيس مدرسة المشاة والخاصة برأس الغار.
وفي العام (1406 هـ) كانت قد شكلت أول سرية من مشاة البحرية بقاعدة الملك فيصل البحرية، وفي (1407/08/01هـ) تم اعتماد تنظيم المرحلة الأولى من تشكيلات مشاة البحرية ووحدات الأمن الخاصة برأس الغار ، وفي العام (1408هـ) شكلت أول كتيبتي مشاة بحرية إحداهما بالمنطقة الشرقية، والأخرى بالغربية.
ثم توسعت وتطورت هذه القوة الناشئة حتى أصبحت اليوم قوة ضاربة في القوات البحرية.
ومشاة البحرية هي قوات وحدات قتالية سريعة الحركة، ويخضع أفرادها لتدريبات بدنية وعسكرية شاقة تجعلهم قادرين على العمل في البر والبحر وعبر الإنزال المظلي، إضافة إلى عملهم وسط أشد الظروف والقدرة على العمل منفردين أو تحت قيادة مركزية، إضافة إلى العمل مع وحدات القوات الأخرى بحرية وغير بحرية.
ظلت هذه القوة الناشئة ترتبط بقيادات القواعد في كل من قاعدة الملك عبد العزيز البحرية، وقاعدة الملك فيصل البحرية.
ولتزايد وحداتها، وتعدد مهامها، فقد صدر الأمر باعتمادها قيادة مستقلة ترتبط مباشرة بقائد القوات البحرية وتحت مسمى (إدارة مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة) وكان ذلك في (1412/02/01هـ) (2).
ثم تغير المسمى من (إدارة) إلى (قيادة) وتحت المسمى نفسه (قيادة مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة) وذلك ضمن تنظيم قيادة القوات البحرية، وكان ذلك بتاريخ (1420/01/05هـ
ظلت مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة مواكبة التطور القوات البحرية وللمتطلبات الدفاعية والتهديدات المحلية والخارجية، وقد برز الإرهاب بوصفه تهديدًا جديدًا يتطلب تدريبات وأسلحة وعقيدة عسكرية مختلفة، ومن أجل ذلك صدرت الموافقة بتاريخ 1427/09/01هـ) على فصل وحدات الأمن البحرية الخاصة بوصفها وحدة مستقلة عن قيادة مشاة البحرية واستحداث تنظيم بمسمى (قيادة وحدات الأمن البحرية الخاصة)).
واستمر التوسع والتنظيم في نطاق قوات مشاة الوحدات البحرية ووحدات الأمن الخاصة حتى صدرت موافقة رئيس هيئة الأركان العامة في (1435/03/25هـ) بتنظيم هذه الكتائب والوحدات وتحويلها إلى ألوية مشاة بحرية تتمركز في قطاع المسؤولية.
وتتكون اليوم مشاة البحرية من لوائين وهما:
لواء مشاة البحرية الاول بالأسطول الشرقي
لواء مشاة البحرية الثاني بالأسطول الغربي
وحدات الأمن البحرية الخاصة:
تعد الوحدات الخاصة في أي فرع من أفرع القوات المسلحة هي القوة الأكثر تأهيلا وتدريبا، ويتم اختيار منسوبيها بمواصفات بدنية ونفسية عالية جداء ليكونوا قادرين على العمل تحت أقسى الظروف بوصفهم مجموعات أو أفرادا في البرء والبحر، والجو من خلال قدرتهم على الإنزال المظلي وتدريبات الغوص.
وتعمل القوات الخاصة دائما في المواقع الأكثر خطورة كخطوط القتال الأمامية، وخلف خطوط العدو، وزراعة الألغام وإبطالها، وإزالة الحواجز والسواتر، والتهيئة العمليات الإنزال البحري وعمليات البحث عن الجرحى وسط خطوط القتال وإنقاذهم، إضافة إلى التعامل مع الخلايا الإرهابية.
كل هذا يتطلب قدرًا عاليا من التحمل، إضافة إلى التدريبات المستمرة على القنص وإطلاق النيران والدقة في التصويب ومن جميع الأوضاع، وتحتاج إلى نوعيات خاصة من التسليح والرشاشات المقاومة للصدأ والملوحة والغبار.
ولوحدات الأمن البحرية الخاصة خصوصيتها، ويلاحظ مثلا أن الدورات تكاد تكون ذات الدورات للضباط والأفراد؛ ذلك أن الكل يعمل تحت ذات الظروف القاسية، ويتشاطرون ذات المصير ).
وقد كان لوحدات الأمن البحرية الخاصة في البحرية الملكية السعودية الأسبقية في الإنشاء كوحدات ذات مهام خاصة تختص بالغوص وعمليات الضفادع البشرية.
وقد بدئ بإنشائها بوصفها قسما بمركز التدريب البحري في العام (1400هـ) ثم جرى ابتعاث عدد من الضباط إلى جمهورية الباكستان والولايات المتحدة للتأهيل والتدريب قبل أن تعقد الدورات داخل المملكة، وفي عام (1402هـ) عقدت أول دورة ضفادع بشرية بجدة ).
والطبيعة هذه الوحدات وخصوصيتها، فقد افتتح الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله مدرسة الغوص في رأس الغار بتاريخ (10) شوال 1423هـ) الموافق (14) ديسمبر 2002م) لتلبية احتياجات القوة.
ظلت وحدات الأمن البحرية الخاصة تحت مظلة مشاة البحرية، على الرغم من اختلاف المهام والتدريب والسلاح، وحرصا من القيادة الحكيمة على تطوير وحدات الأمن البحرية الخاصة، وبعد تنامي ظاهرة الإرهاب بوصفها ظاهرة جديدة صدر الأمر بفصل الوحدات البحرية الخاصة بتاريخ (01/ 09/ 1427هـ) بوصفها وحدة مستقلة بمسمى (قيادة وحدات الأمن البحرية الخاصة) وترتبط بقائد القوات البحرية ).
وقامت بدور كبير في الدفاع عن حدود المملكة في معركة الحد الجنوبي (درع الجنوب) في العام (1430هـ) وشاركت في تحرير كثير من الجبال والتباب في تلك المنطقة، وتشارك الآن في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وتقوم بدور كبير أيضا في مكافحة الإرهاب وفي حراسة منشآت النفط، ومن أجل ذلك شكلت وحدات الواجب 33 و 66 و 88.
وتتكون اليوم وحدات الأمن البحرية الخاصة من مجموعتين وهي:
مجموعة الأمن البحرية الخاصة الأولى بالأسطول الشرقي
مجموعة الأمن البحرية الخاصة الثانية بالأسطول الغربي.
الشرطة العسكرية البحرية:
كان من يقوم بدور الشرطة العسكرية لمرافق المدرسة البحرية والقاعدة البحرية هو البوليس الحربي التابع لقيادة منطقة الدمام؛ لقلة الطاقة البشرية، ولعدم وجود مقر خاص ومستقر السلاح البحرية الناشئ.
وتم استحداث شرطة عسكرية بحرية في العام (1388هـ) حينما أمر رئيس هيئة أركان حرب الجيش بتشكيل (فصيل بوليس بحري) يقوم بواجبات البوليس للقاعدة البحرية بالدمام، ويرتبط قائده بقائد القاعدة البحرية، وكان ذلك بتاريخ (1388/12/01هـ)، وتكون الفصيل من (قيادة) و (حضيرة بوليس بحري) بإجمالي (38) ضابطا وفردا ، وتم تعيين الملازم أول بحري (فهد عبد الرحمن العمران) أول قائد له، وتم تأهيل ضباط وأفراد سلاح البحرية بدورات شرطة عسكرية بالطائف ابتداء من (1389/07/09هـ).
وبالحديث عن الشرطة العسكرية بقيادة القوات البحرية بالرياض، فيعود ذلك إلى تاريخ (1404/03/25هـ) حينما تم تحوير مسمى (إدارة الخدمات والإسناد) إلى (إدارة الشرطة البحرية) وإعادة تنظيمها ورفع ملاكها إلى مستوى (سرية))، ومن ثم تغير المسمى إلى (قيادة الشرطة العسكرية بالقوات البحرية) بتاريخ (1421/06/14هـ)، ويرتبط قائدها بقيادة القوات البحرية .
وتطورت الشرطة العسكرية البحرية، وتعددت مستوياتها، فمن فصائل في (1401/03/29هـ) ارتفعت إلى سرايا بتاريخ (03) 1411/05هـ) وإلى كتائب ) )) في (1414/06/10هـ وأخيرًا إلى مجموعات في (1437/02/15هـ
وتتكون الشرطة العسكرية البحرية اليوم من ثلاث مجموعات وهي:
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الأولى (قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري الرياض)
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الثانية (بالأسطول الغربي)
مجموعة الشرطة العسكرية البحرية الثالثة (بالأسطول الشرقي)
ترتبط فنيا بقائد الشرطة العسكرية بقيادة القوات البحرية، وترتبط إداريا بقيادة الأساطيل وقائد قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري، إضافة إلى سرايا منفصلة ضمنها سريتان في كل من كلية الملك فهد البحرية ومعهد الدراسات الفنية للقوات البحرية.
ومهمة الشرطة العسكرية بالقوات البحرية هي إعداد الخطط والدراسات اللازمة لبناء وحدات الشرطة العسكرية بالقوات البحرية ومساندة قوى الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب» ورسالتها تأمين وحماية منشآت ومرافق القوات البحرية من أي تهديد أو اختراق».
ختامًا، أتمنى أن يكون الموضوع نال على رضاكم، وأعتذر إن وُجد أي خطأ في المعلومات أو الإملاء، فكلنا بشر نخطئ ونصيب، وشكرًا لكم على المتابعة.
