
كشفت مصادر عسكرية وإعلامية عن توصل الحكومة المصرية ونظيرتها الإسبانية إلى اتفاق شبه نهائي يقضي بحصول مصر على فرقاطة بحرية إسبانية متطورة من طراز F-110، في صفقة تعد الأكبر من نوعها بين البلدين خلال العقد الأخير
. تأتي هذه الخطوة ضمن سياق استراتيجية مصرية لتحديث أسطولها البحري وتعزيز قدراتها الدفاعية في البحرين المتوسط والأحمر، بالتزامن مع تصاعد المنافسة الإقليمية في المجال البحري.
الفرقاطة الجديدة التي حصلت عليها مصر – حسب التسريبات – يبلغ طولها 145 متراً وعرضها 18 متراً وبإزاحة تتجاوز 6000 طن
. الفرقاطة تنتمي لفئة Bonifaz (F-110) المصنّعة بأحدث تقنيات الرصد والقتال متعددة المهام: قادرة على مواجهة تهديدات الطائرات والسفن الحربية والغواصات مع إمكانية تحميل منظومات صواريخ دفاع جوي وهجوم بحري متقدمة، وسرعة تصل إلى 25 عقدة بحرية
كما تملك قدرة تشغيل مروحيات وزوارق انزال وصواريخ كروز بحرية متطورة، مع نظام قيادة وتحكم متكامل واتصالات إلكترونية محصنة ضد التشويش والاختراق الإلكتروني.الأهم أن الصفقة تتضمن نقل جزء من تكنولوجيا بناء السفن الحربية إلى ترسانة الإسكندرية المصرية، ما يعزز خطط القاهرة لتوطين صناعة التسليح وإكساب الكوادر الوطنية خبرات أوروبية متقدمة في مجال بناء السفن الحربية
. ويشير مراقبون عسكريون إلى إمكانية أن يكون الاتفاق مدخلاً لتوريد 2 إلى 4 فرقاطات من نفس الفئة مستقبلاً، ما يرفّع كفاءة الأسطول البحري المصري ويغير موازين القوى في المنطقة.الخلفيات الاستراتيجية وأبعاد الصفقةجاء الاتفاق في ظل موجة تحديث كبرى للقوات البحرية المصرية تزامناً مع توقيع اتفاقيات شراكة تنموية شاملة بين مصر وإسبانيا تغطي قطاعات الأمن، التنمية الخضراء، التعاون التقني والدفاعي
. وكانت الفرقاطة F-110 الإسبانية محور مفاوضات موسعة منذ عام 2024 تزامناً مع مشاركة شركات إسبانية رائدة في الصناعات البحرية بمعرض إيديكس الدفاعي بالقاهرة، وطرح عروض مدمجة تتيح لمصر خيار نقل التكنولوجيا والصيانة محلياً، خلافاً للعقود التقليدية الأكثر تحفظاً
.عامل آخر بالغ الأهمية ظهر في قرار إسبانيا دعم ترسانة الإسكندرية ببرامج التدريب المتخصصة، مع برامج صيانة طويلة الأجل وتمكين الخبراء المصريين من العمل جنباً إلى جنب مع المهندسين والمصممين الإسبان داخل الترسانات المصرية لصيانة الفرقاطات الحالية والمستقبلية
.ردود الفعل والتحليلات
وقد تناولت التحليلات الإقليمية للمشهد محاولة بعض الدول المجاروة التأثير على الصفقة أو التشويش عليها لأهميتها البالغة في معادلة القوى، كما حذر بعض المراقبين من أن إدخال تكنولوجيا متقدمة بهذا المستوى سيحمل تداعيات استراتيجية لموازين القوة البحرية في المنطقة، خصوصاً في شرق المتوسط
. في المقابل، أشادت الصحافة الإسبانية والمصرية بصفقة القرن البحرية الجديدة واعتبرتها تتويجاً لمسار ثقة بين البلدين دفعه تطابق الرؤى الإستراتيجية في عدة ملفات تتعلق بالأمن الإقليمي والهجرة ومكافحة الإرهاب
.هذه الصفقة تفتح أمام مصر أفقاً جديداً في مجال تطوير الصناعات البحرية ونقل التكنولوجيا، وتمنحها قوة ردع فاعلة تحافظ على أمنها البحري وتؤهلها للعب أدوار جديدة في المنطقة، وسط ترقب واسع لموجة توسعات جديدة في التعاون البحري المصري-الأوروبي
فرقاطة إسبانية تغيّر قواعد اللعبة في البحر الأبيض: القاهرة تدخل عصر البحرية الذكية
كشفت مصادر عسكرية وإعلامية عن توصل الحكومة المصرية ونظيرتها الإسبانية إلى اتفاق شبه نهائي يقضي بحصول مصر على فرقاطة بحرية إسبانية متطورة من طراز F-110، في
elmanshar.com


