رحلة الماك بوك من برشلونة الى الجزائر فالدمام

الحاج سليمان 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
7,808
التفاعل
21,715 300 38
الدولة
Algeria
سرقتي في برشلونة ..لو ما كنت أنا صاحب القصة… ما صدّقتها !

ونحن بانتظار التاكسي أمام محطة قطار برشلونة، أحدهم يفتح معك حديثًا لطيفًا… وفي حين غفلة ينتزع شريكه حقيبتك راكبا الدراجة الكهربائية (السكوتر)، وكأنه يتدرب على مشهد في فيلم.
سرقة نظيفة، مدروسة، ومؤلمة.
ذهبت الحقيبة… وذهب معها هدوء الرحلة.
الملفات، الأبحاث، الجواز، المحفظة وبطاقاتها .. كل شيء ضاع والله المستعان

...

ذهبت الى أكثر من قسم شرطة في برشلونة .. كانت تعجّ بالضحايا ، هذه تبكي لسرقة مجوهراتها، وهذا تم نشل جواله، وهذا وهذا ..
ورغم أنني أملك موقع اللص في برشلونة من خلال تطبيق التتبع في أجهزة أبل Find My إلا أن ردهم كان محبطا .. "لا نستطيع دخول أي مبنى دون اذن تفتيش من المحكمة وهذا يتطلب شهور وسنين!"
ليلة عصيبة لم أذق فيها طعم النوم وكان مشهد السرقة يتكرر في مخيلتي دون توقف
وبعد أقل من 48 ساعة…
قفزت النقطة الخضراء في برنامج التتبع إلى... الجزائر. نعم وصل جهازي الى قارة أخرى
وقتها فهمت إنّي دخلت قصة مختلفة… ومن أكثر القصص جنونًا في مسيرتي على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 2007…
...
كنت من السعوديين القلائل النشطين على شبكة الفيس بوك بهدف التواصل المعرفي والعلمي في تخصصي، وكنت أملك عددا لا بأس به من الأصدقاء الجزائريين حيث استضافوني سابقا مشكورين للمشاركة في ندوات تخصصية أو محاضرات علمية
لذلك ورغم ترددي قررت كتابة منشور بسيط أطلب فيه النصح…
وفوجئت أن الجزائر كلها – أو هكذا شعرت – فتحت لي قلبها.
انهالت عليّ رسائل مشحونة بالنخوة والتعاطف، والدعم، والمحبة من إخوة لا أعرفهم.

...

ثم دخل المشهد… أبطال القصة فريق 1001 night Tech
وهم مجموعة من المؤثرين في وسائل التواصل في مجال التقنية .. قاموا بالتواصل معي رغم عدم وجود سابق معرفة ومدّوا يد العون وتصرفوا كأن اللابتوب يخصّهم، وكأن القصة قصتهم.
زودتهم باخر تحديثات تحركات الجهاز الذي بدأ يتنقل بين الأسواق المستعملة: (القبة، بلفور.. آلخ)
حرّكوا علاقاتهم، مجموعاتهم، ومعرفتهم بسوق الأجهزة المستعملة…
ورصدوا دخول ماك بوك برو "غريب" قادم من إسبانيا إلى السوق السوداء.
ومن شخص لآخر… ومن وسيط لوسيط… وبحكمة وهدوء استطاعوا استرداد الجهاز بفضل الله
لم أصدق الخبر !! الا أن هناك كسرا مميزا في الشاشة جعلني أصدق هذه المفاجأة
وصل الجهاز
سافر أولًا من برشلونة إلى الجزائر، ثم إلى جدة مع حملة عمرة، ثم وصل الى الدمام برفقة أصدقاء.
ثلاث قارات… في أقل من أسبوع.

...

ممتنّ جدا لفريق 1001 night Tech على هذه الشهامة والنخوة…
وممتنّ لأهل الجزائر على الاحتواء والمعدن النظيف.
وممتن لله قبل كل شيء… على لطفٍ يمشي معنا ولا ننتبه له إلا إذا وقعنا.

...

أهم الدروس
— تفعيل التتبع والتشفير… ضرووري
— السوشال ميديا قوة جبارة.. خصوصا اذا عرفت تستخدم خوارزميات كل منصة
— الحقائب الكثيرة = احتمالات سرقة أكبر.
— لا تعطِ أي شخص فرصة يشغلك في الأماكن العامة.
— لا تسافر ومعك لابتوب
— ولا تضع محفظتك وجوازك ومفاتيحك في نفس الشنطة… مصيبة واحدة تكفي.
— ارفع لياقتك… بعض اللحظات تحتاج فيها تركض قبل ما تفكّر.
— لا تيأس في المطالبة بحقك… الحق يرجع ولو دار نصف الكرة الأرضية.
— ملفاتك المهمة مكانها السحابة أو نسخة احتياطية…
— الخير موجود في كل أرض… وهذه التجربة أكدت لي أن أهل الجزائر معدنهم أصيل.
— وأعلن هنا رسميًا انحيازي لريال مدريد !!
— وأظلّ – رغماً عن كل شيء – مناصراً ومهتماً للمدن المؤنسنة… ومهتم بتناقضاتها أكثر، حتى لو خانتني بسكوتر في محطة القطار.
وأهم ما اكتشفته… أن اللطف الإلهي كان حاضر، وأن الدعاء والصدقة لا يغيّرون الحدث، لكن يغيّرون النهاية

وَكَمْ أَمْرٍ تُسَاءُ بِهِ صَبَاحًا
وَتَأْتِيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشِيِّ

إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الأَحْوَالُ يَوْمًا
فَثِقْ بِالوَاحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ

من حساب عبد الرحمن السيال على الفيسبوك
 
IMG_1666.jpeg
IMG_1665.jpeg
 
عودة
أعلى