نجاح الرئيس الجزائري هواري بومدين في تأميم المحروقات في الجزائر بعد الإستقلال

إنضم
18 أغسطس 2025
المشاركات
1,117
التفاعل
1,585 20 0
الدولة
Algeria
لم يكن استقلال الجزائر سنة 1962 سوى الفصل الأول من ملحمة طويلة لاسترجاع السيادة الكاملة.

فبعد أن إنتزع الشعب الجزائري حريته السياسية بسلاح الثورة وجيش التحرير، وبعد نجاح الرئيس الجزائري أحمد بن بلة ديبلوماسيا وسياسيا في طرد القوات الفرنسية العاملة في البلاد بإسم التعاون والنجاح في وقف التجارب النووية الفرنسية وتحقيق سيادة كاملة غير منقوصة بقيت ثروات الجزائر الحيوية فيما بعد رهينة السيطرة الأجنبية، خاصة النفط والغاز، اللذين بقيا تحت قبضة الشركات الفرنسية.

وفي لحظة تاريخية حاسمة، جاء الرئيس الجزائري الجديد هواري بومدين بعد الرئيس الجزائري أحمد بن بلة ليخوض معركة جديدة، لا تقل شرفًا عن معركة التحرير ووقف التجارب النووية الفرنسية.

4-71.jpg


معركة إسترجاع القرار الإقتصادي الجزائري الكامل وتأميم المحروقات بعد الإستقلال.

من الإستقلال السياسي الكامل إلى معركة الإستقلال الإقتصادي الكامل:




بعد الجلاء العسكري الفرنسي سنة 1966، ظلت الجزائر تواجه تحديًا خطيرًا وهي الثروة الوطنية – قلب الدولة الحديثة – كانت ما تزال تُستغل من طرف الشركات الفرنسية والأجنبية، بينما لم تكن الجزائر تتحكم إلا في جزء يسير من العائدات.

كان بومدين يرى أن الإستقلال الناقص في الاقتصاد يُبقي البلاد رهينة للنفوذ الإستعماري، فأطلق عبارته الشهيرة:

“السيادة لا تتجزأ، ومن لا يملك قراره الاقتصادي لا يملك استقلاله.”

من هنا بدأت المعركة الثانية للإستقلال، ولكن هذه المرة من داخل مكاتب الإقتصاد والدبلوماسية، لا في ساحات القتال.



قرار التأميم الجزائري:

maxresdefault (1).jpg


رصاصة في قلب التبعية في 24 فيفري 1971، في الذكرى العاشرة لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين، وقف بومدين أمام الأمة ليعلن القرار الذي غيّر مجرى التاريخ:

“من هذا اليوم، تصبح المحروقات ملكًا للشعب الجزائري.”



بهذا القرار، أعلن تأميم كل موارد النفط والغاز، ونقل السيطرة الكاملة إلى شركة سوناطراك الوطنية، لتتحول من مجرد شريك صغير إلى العمود الفقري للإقتصاد الوطني.

كان القرار جريئًا ومخاطرة محسوبة، ففرنسا هدّدت، والشركات الأجنبية حاولت الضغط، لكن بومدين ردّ بقوة الدولة وسيادة القرار، مؤكدًا أن “الجزائر لا تبيع كرامتها مقابل برميل نفط”.





المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية:

51385358_2335886156695186_3677259211089117184_n.png


لم تكن معركة التأميم مجرد قرار إقتصادي، بل حرب سياسية ودبلوماسية صامتة.

فقد قادت فرنسا حملة في أروقة السياسة الدولية لتجريم الخطوة الجزائرية، لكن الجزائر واجهت ذلك بالحكمة والصرامة، وإعتمدت على شبكة تحالفاتها في العالم الثالث وحركة عدم الانحياز.

51066724_2335886043361864_8680108761819381760_n.png

8-15-730x438.jpg


وسرعان ما تحوّل القرار الجزائري إلى نموذج عالمي للتحرر الإقتصادي، اقتدت به دول عربية وإفريقية عديدة، مثل ليبيا والعراق وفنزويلا.

لقد نجح بومدين في تحويل الجزائر من بلد تابع إلى بلدٍ يفرض شروطه في سوق الطاقة العالمية.


نتائج القرار:

الجزائر الجديدة بفضل تأميم المحروقات:


تضاعفت مداخيل الجزائر أكثر من خمس مرات خلال السبعينيات.

أطلقت الحكومة مشاريع ضخمة في الصناعة، التعليم، والبنية التحتية.

أصبحت سوناطراك من أكبر شركات النفط والغاز في العالم.

وإرتفعت مكانة الجزائر في المنظمات الدولية كصوتٍ قويٍّ للعدالة الاقتصادية.

لقد شكّل هذا القرار تحولًا استراتيجيًا جعل الجزائر تقف على قدميها بمواردها، لا بوصاية أحد.

B_vpfi-VAAII0as.jpg



إرث بومدين:

إستكمال الاستقلال الحقيقي إذا كانت ثورة أول نوفمبر 1954 قد منحت الجزائر استقلالها السياسي ومعارك أحمد بن بلة كأول رئيس للبلاد بعد الإستقلال حقق إنتصار ديبولماسي في تحقيق السيادة الكاملة الغير منقوصة في نجاح وقف التجارب النووية الفرنسية، فإن تأميم المحروقات سنة 1971 منحها استقلالها الاقتصادي بهذا المعنى، كان هواري بومدين القائد الذي أكمل مسار التحرير الوطني، فنقل الجزائر من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، ومن شعار “الاستقلال أو الموت” إلى شعار “السيادة أو لا شيء”.

boumediene_947291668.jpg


نصر السيادة على كل الجبهات هكذا رسّخ هواري بومدين معنى أن الاستقلال لا يكتمل إلا حين تكون الثروة بيد أصحابها.

لقد خاض معركةً بلا دماء، لكنها كانت معركة الكرامة الوطنية وبقراره التاريخي في تأميم المحروقات، ثبت أن الجزائر قادرة على فرض إرادتها في مواجهة القوى الكبرى، تمامًا كما فعلت يوم حملت البندقية لتحرير الأرض، ثم حملت الإرادة لتحرير الثروة.​
 
إغراق المنتدى بمواضيع غير عسكرية لا يجعل منك عضو نشيط بضرورة...

اي اراء او مواضيع يطرحها الاعضاء حق لهم حسب انظمة المنتدى بما انها لاتخالف القوانين وموضوع الاخ في مكانه الصحيح منتدى التاريخ العسكري العام
 
تاميم المحروقات كان يوما من ايام المجد في الجزائر استعدنا به السيادة الاقتصادية

تم فرض شبه حصار من فرنسا وبعض الدول لإبقاء الجزائر تحت النفوذ الإقتصادي الفرنسي وتم إرسال نخب جزائرية كبيرة من عمال وخبراء ومهندسين وتقنيين إلى الإتحاد السوفياتي للتكوين وتحضيرهم وتجنيدهم لإدارة قطاع المحروقات في الجزائر بعد إتخاذ قرار التأميم ولحظة إعلان قرار التأميم أعلنت فرنسا كما كان متوقعا من طرف هواري بومدين والحكومة الجزائرية أنه فرنسا وبعض الدول ستمارس ضغط على الجزائر ويغضبها القرار وبعد الإعلان الرسمي فرضت فرنسا شبه حصار على الجزائر إقتصاديا مع تضامن من بعض الدول والشركات الأوربية مع فرنسا وكان خوف كبير داخل الرأي الجزائري ولكن تم إستبدال فرنسا بشركة سونطراك الجزائرية وبعمال ومهندسيين وخبراء جزائريين جاؤوا من الإتحاد السوفياتي وفاجأت الجزائر فرنسا بالخطوة والمخطط الذي قامت به ورضخت الشركات الدولية لأمر الواقع الجزائري وقامت فرنسا بسحب شركاتها وعمالها من الجزائر رسميا وأصبحت المحروقات رسميا في يد الدولة الجزائرية والمداخيل كلها لصالح الخزينة الجزائرية.

تاريخ سياسي وعسكري وإقتصادي عظيم كاد أن يفتح صراع عسكري مباشر بين الجزائر وفرنسا.

تقارير استخباراتية في تلك الفترة أشارت إلى أن فرنسا درست yحتمال التدخل العسكري المحدود لحماية مصالحها في الصحراء خصوصًا في مناطق آبار النفط، لكنها تراجعت بسبب:

الخوف من ردّ فعل الاتحاد السوفياتي (حليف الجزائر آنذاك).
الموقف الحازم للجزائر ودعم الدول العربية لها.
الموجة العالمية لتأميم الموارد في العالم الثالث (ليبيا، العراق، المكسيك...).

فرنسا إضطرت لاحقًا إلى توقيع اتفاقيات جديدة مع الجزائر بشروط جزائرية هذا الانتصار جعل الجزائر رمزًا عالميًا للتحرر الاقتصادي وألهم دولًا أخرى لتأميم مواردها.

منذ ذلك الإنتصار الكبير أصبح تأميم المحروقات في الجزائر عيدا وطنيا يحتفل به الجزائريين وراسخا في الذاكرة الجزائرية.

كان للدول العربية دور كبير أيظا في دعم تأميم المحروقات في الجزائر وهي ليبيا والعراق والسعودية والكويت ومصر وسوريا وتونس والسودان واليمن.

كانت ليبيا في نفس الفترة قد اتخذت خطوات لتأميم النفط وأعلنت دعمها الكامل للجزائر.

العراق كان من أوائل الدول التي أيّدت الجزائر رسميًا في الأمم المتحدة ومؤتمرات منظمة الأوبك.

السعودية والكويت بعد إعلان الجزائر التأميم حاولت فرنسا وبعض الدول الغربية الضغط داخل منظمة الأوبك لإدانة القرار الجزائري بحجة أنه "يضر بالاستقرار النفطي العالمي" لكن السعودية والكويت رفضت ذلك بوضوح وأكدت أن: "لكل دولة منتجة الحق في السيادة على مواردها الطبيعية."

مصر في سنة 1971 كانت مصر قد خرجت حديثًا من مرحلة عبد الناصر ودخلت مرحلة أنور السادات (بعد وفاة ناصر في سبتمبر 1970) فور إعلان الجزائر تأميم المحروقات يوم 24 فبراير 1971 أصدرت القاهرة بيانًا رسميًا يؤيد الخطوة الجزائرية مؤكدة أن القرار يمثل: "ممارسة مشروعة للسيادة الوطنية وحق الشعوب في السيطرة على مواردها الطبيعية." والصحافة المصرية (الأهرام – الجمهورية – الأخبار) خصصت افتتاحيات تمجّد القرار الجزائري وتصفه بأنه: "ضربة للاستعمار الاقتصادي ودرس للعالم الثالث في استعادة الكرامة."

في الجامعة العربية كان الوفد المصري من أبرز المدافعين عن الموقف الجزائري وساهم في تمرير بيان عربي موحد يؤيد حق الجزائر في تأميم ثرواتها وفي الأمم المتحدة دعمت مصر موقف الجزائر في لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مؤكدة أن "التأميم لا يخالف القانون الدولي ما دام يتضمن تعويضًا عادلًا."

وزارة الخارجية السورية أصدرت بيانًا في مارس 1971 جاء فيه أن: "سوريا تؤيد تأميم الجزائر لمحروقاتها باعتباره ممارسة شرعية للسيادة الوطنية وخطوة في طريق تحرر الأمة العربية من السيطرة الأجنبية." كما أذاعت وكالة الأنباء السورية (سانا) تغطيات إيجابية موسّعة للقرار.

وزارة الخارجية التونسية صرّحت أن تونس تحترم تمامًا حق الجزائر في إدارة ثرواتها وهو تعبير دبلوماسي يُفهم منه التأييد للجزائر.

السودان كان من أوائل الدول العربية التي أعلنت تأييدها الصريح لقرار تأميم المحروقات في الجزائر وأصدر مجلس قيادة الثورة السوداني بيانًا عبّر فيه عن تأييد السودان الكامل للجزائر معتبرًا أن القرار الجزائري هو: "حق مشروع لكل دولة عربية في استعادة سيادتها على مواردها الطبيعية التي نهبها الاستعمار." ونشرت الصحف السودانية الرسمية مثل الأيام والثورة وأشادت بالخطوة الجزائرية ووصفتها بأنها صفعة قوية للاستعمار الفرنسي، وقالت إن الجزائر "لم تكتفِ بالاستقلال السياسي بل انتزعت استقلالها الاقتصادي."


للأسف الدول الوحيدة التي لم تدعم الجزائر في تأميم المحروقات هي المغرب ولبنان.
 
إغراق المنتدى بمواضيع غير عسكرية لا يجعل منك عضو نشيط بضرورة...

كلامك هذا هل هو خوفك على المنتدى مع أن موضوعي هو عسكري تاريخي عام ضد فرنسا بعد إستقلال الجزائر ويرتبط بإسترجاع السيادة الإقتصادية الكاملة للجزائر ضد فرنسا الإستعمارية أم الخوف من الموضوع لأن المغرب لم يدعم الجزائر في قرارها حول تأميم المحروقات وكانت تؤيد فرنسا؟

الحقيقة👇

بعد إعلان الجزائر تأميم المحروقات في 24 فبراير 1971 عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعًا طارئًا في القاهرة بطلب من الجزائر لمناقشة الضغوط الفرنسية على الجزائر ومحاولة صياغة بيان تضامن عربي مشترك.


الجزائر ومصر وليبيا والعراق وسوريا والسودان واليمن وتونس والكويت والسعودية والأردن صوتوا بنعم لصالح القرار الجزائري في تأميم المحروقات.

المغرب ولبنان إمتنعوا عن التصويت لصالح القرار الجزائري خوفا من فرنسا🙄.

باقي الدول العربية لم تكن مستقلة بعد ولم تنظم رسميا للجامعة العربية.
 
الدولة​
الموقف​
الجزائر​
نعم​
مصر​
نعم​
ليبيا​
نعم​
سوريا​
نعم​
العراق​
نعم​
السودان​
نعم​
تونس​
نعم​
اليمن (الجنوبي)​
نعم​
اليمن (الشمالي)​
نعم​
الكويت​
نعم​
الإمارات (قبل الاتحاد عبر ممثليها في الخليج)​
نعم​
البحرين​
نعم​
قطر​
نعم​
السعودية​
نعم​
الصومال​
نعم​


الدولة​
الموقف​
المغرب​
(دعم فرنسا)امتناع​
الأردن​
(الحياد بسبب حرب أيلول) امتناع​
لبنان​
(دعم فرنسا)امتناع​


الأردن إستشار الجزائر قبل التصويت حتى لا يقع مفهوم خاطيء للجزائريين بعد قرار إمتناع الأردن للتصويت لإسباب داخلية خوفا من الضغوطات الغربية في تأميم المحروقات لأن الأردن كانت تمر بفترة حساسة بعد أحداث أيلول الأسود (1970) وكانت تنوي الحياد في أي مواقف عربية ضد الغرب وفي الجامعة العربية لا يوجد حق الحياد وبعد تفاهم بين الجزائر والأردن وتفهم الجزائري للموقف الأردني أعتبر الموقف الأردني في الجامعة العربية إمتناع.
 
القرار الذي اعتقد الفرنسيون انه مستحيل ولن يحدث
لكن الثائر بومدين كان له راي اخر
الله يرحم الزعيم

 
عودة
أعلى