قرب نهاية معاهدة الحد من الأسلحة النووية وتداعياتها المستقبلية
في 5 فبراير 2026، ستنتهي رسمياً معاهدة نيو ستارت (New START) – آخر اتفاقية ملزمة قانوناً بين الولايات المتحدة وروسيا للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية. هذه المعاهدة، التي وقّعها أوباما وميدفيديف في 2010 ومُددت في 2021، تحدّ من عدد الرؤوس النووية المنشورة إلى 1,550 لكل جانب، والمنصات الإطلاق إلى 700. لكن منذ تعليق روسيا مشاركتها في فبراير 2023، ورفضها استئناف التفتيش المتبادل، أصبحت المعاهدة شكلية فقط، وتنتهي دون بديل واضح حتى الآن.
هذا الانهيار ليس مجرد حدث دبلوماسي، بل نقطة تحول في توازن القوى النووية العالمي. فمنذ انهيار معاهدة INF (Intermediate-Range Nuclear Forces Treaty) في 2019، و Open Skies في 2020، وتعليق CFE (Conventional Armed Forces in Europe Treaty)، تتآكل منظومة الحد من التسلح التي بنيت بعد الحرب الباردة. والأخطر: لا توجد معاهدة جديدة مطروحة، وسط تصعيد عسكري في أوكرانيا، تايوان، والشرق الأوسط.
النتيجة: عودة إلى "الردع غير المنظم" – حيث لا قواعد، لا حدود، ولا ثقة.
تعتمد كل من الولايات المتحدة الامريكية و روسيا و الصين و تقريبا كل دول النادي النووي على ما يطلق عليه الثالوث النووي فماهو هذا الثالوث
الثالوث النووي (أمريكا، روسيا، الصين)
الثالوث النووي – الأرضي (ICBM)، البحري (SSBN)، الجوي (Bombers) – هو العمود الفقري للردع الاستراتيجي. في غياب المعاهدات، يصبح التوسع في الثالوث هو السبيل الوحيد لضمان "الضربة الثانية المضمونة".
هذه الدول الثلاث تمثل 95% من الترسانة النووية العالمية، وتتحكم في مستقبل الردع.الدول الأخرى (بريطانيا، فرنسا، الهند، باكستان، إسرائيل، كوريا الشمالية) لديها ثالوث جزئي أو محدود، ولا تشكل تهديداً استراتيجياً عالمياً.
نهاية نيو ستارت ليست نهاية العالم، لكنها بداية عصر نووي جديد: أكثر خطورة، أقل تنظيماً، وأكثر اعتماداً على الثالوث النووي كأداة ردع مطلقة.
ولهذا السبب، عندما نتحدث عن الثالوث النووي، نركز على أمريكا، روسيا، والصين – لأنهم اللاعبون الوحيدون القادرون على إشعال الحرب النووية... أو منعها.
في هذا الموضوع سنتطرق الى الثالوث النووي امريكا روسيا و الصين.
التعديل الأخير:

