سنغافورة تطلق "سفينة النصر".. رسالة قوة تؤجج سباق التسلح في بحر الصين الجنوبي

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,869
التفاعل
2,876 88 8
الدولة
Tunisia
1761631658501.png

في خطوة تعكس تصاعد الرهانات الجيوسياسية في بحر الصين الجنوبي، دشّنت سنغافورة، الحليف الاستراتيجي الأوثق للولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا، أكبر وأحدث سفينة حربية في تاريخها، تحمل اسم «النصر».

وبحسب صحيفة "نيوزويك"، تمثل السفينة التي بُنيت بالكامل في حوض بناء السفن المحلي لشركة ST Engineering نقلة نوعية في القدرات الدفاعية للبلاد، إذ تم تصميمها لتكون منصة قيادة ذكية للطائرات والمركبات غير المأهولة، ما يجعلها أداة مثالية لحماية خطوط الاتصال البحرية (SLOCs) في أكثر الممرات المائية حساسية في العالم.

رهانات أمنية

تقع سنغافورة على طرف مضيق ملقا، أحد أهم شرايين التجارة العالمية الذي يربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي، وهذا الموقع جعلها لاعبًا محوريًا في أمن الملاحة الدولية، لكنه أيضًا جعلها عرضة للتوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين.

يقول وزير الدفاع تشان تشون سينغ إن بلاده "ستواصل العمل مع شركاء متشابهين في التفكير لضمان بقاء طرق التجارة البحرية مفتوحة ومتاحة للجميع"، في إشارة واضحة إلى تحالفها الدفاعي مع الولايات المتحدة.


ويُذكر أن سنغافورة تحتضن وحدات تدريب عسكرية أمريكية وتشارك بانتظام في مناورات مشتركة مع البحرية الأمريكية، مما يجعلها نقطة ارتكاز استراتيجية لواشنطن في جنوب شرق آسيا، لا سيما في مواجهة النفوذ البحري الصيني المتنامي.

تمتد السفينة الجديدة على 492 قدمًا وتزن 8800 طن، وهي قادرة على الإبحار لمسافة أكثر من 8000 ميل بحري دون توقف؛ إلا أن تفوقها الحقيقي لا يكمن في حجمها فحسب، بل في أتمتتها العالية وقدرتها على تشغيل أسطول من الطائرات والمركبات غير المأهولة، جوًا، سطحًا وتحت الماء، لتوسيع نطاق المراقبة والعمليات بشكل غير مسبوق.

ويُتوقع أن تحلّ هذه الفئة، المسماة «فئة النصر» (MRCV)، محل السفن الصاروخية القديمة بحلول عام 2028، لتشكل العمود الفقري للبحرية السنغافورية لعقدين مقبلين على الأقل.

ويقول الوزير تشان إن قدرات السفينة الجديدة ليست فقط لحماية السواحل، بل "لضمان ألا يتمكن أي طرف ذو نوايا سيئة من تعطيل حياتنا اليومية أو اقتصادنا"، في تلميح إلى هشاشة موقع سنغافورة المعتمد على الاستيراد البحري بنسبة 90% من احتياجاته الغذائية.

رسالة استراتيجية

إطلاق «النصر» لم يكن مجرد حدث عسكري، بل إشارة سياسية مدروسة في وقت تتصاعد فيه المنافسة البحرية في بحر الصين الجنوبي.


فبينما تواصل الصين تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تعمل سنغافورة على ترسيخ نفسها كـ ضامن للاستقرار وحرية الملاحة، بالتعاون مع حلفائها الغربيين.

وجاء في بيان وزارة الدفاع السنغافورية أن السفن القتالية الجديدة ستعزز من "قدرة سنغافورة على حماية خطوط الاتصال البحرية والمساهمة في أمن المنطقة والجهود الدولية لضمان بقاء البحر مفتوحًا للجميع".

أما بالنسبة لواشنطن، فإن تطوير القدرات الدفاعية لسنغافورة يمثل استثمارًا في تحالف طويل الأمد؛ فالدولة المدينة أعلنت مؤخرًا شراء أربع طائرات بوينغ P-8 المتخصصة في الدورية البحرية، في خطوة إضافية لتعزيز الوعي بالوضع البحري في محيطها الإقليمي.

بإطلاق هذه السفينة العملاقة، تبعث سنغافورة برسالة مزدوجة؛ وهي أنها قوة صغيرة بمكانة استراتيجية كبيرة، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحولات العسكرية في جوارها.

ففي عالم تتزايد فيه التهديدات السيبرانية والبحرية، لم تعد حماية الممرات التجارية مجرد شأن لوجستي، بل معركة وجودية لدولة تقوم حياتها اليومية واقتصادها على حرية الملاحة.

كما قال وزير الدفاع في كلمته الختامية: "ما لم يتغير هو حاجتنا للدفاع عن خطوط اتصالاتنا الاستراتيجية وتأمينها، في الجو، والبحر، والفضاء الإلكتروني".

موقع إرم نيوز: https://www.eremnews.com/news/world/uycwh4g
 
عودة
أعلى