نسور مصريون فوق الجولان -
يوم الواقعة
(جزء 2)
بقلم: لواء طيار أركان حرب / محمد فكري الجندي
ماذا تريدون معرفته ....
إنه الجزء الثاني .... يوم وتفاصيل الواقعة
أليس هؤلاء هم .... مصرنا ... أبطالنا .... رجالنا .... ؟؟؟؟؟؟؟؟
إسلمي يا مصر
د. يحي الشاعر
المصدر
نسور مصريون فوق الجولان - يوم الواقعة
اقتباس:
محمد فكرى الجندي
أحداث السرب المصري في سوريا
في حرب أكتوبر المجيدة 1973
يوم الواقعة
في حرب أكتوبر المجيدة 1973
يوم الواقعة
في يوم 6 أكتوبر 1973 استيقظ السرب بأجمعه مع أول ضوء للفجر وكانت روحنا المعنوية عالية.
عند أذان الظهر استدعيت إلى قيادة اللواء واستقبلنا قائد اللواء وذكر أن اليوم هو يوم معركة الشرف والكرامة ثم واصل تلقينه محدداً أهداف كل سرب والبدائل إذا حدث فى الأمر جديد، وفى النهاية أعلن ساعة (س) وهي ساعة الصفر وهى ساعة 1445 وكان هدف السرب المصري ردار البنى يوشع فى الأراضي الاسرائيلية بعد بلدة صفد في الجليل الأعلى، كانت درجة حرارتى تزيد عن 37.5درجة وكان العرق بادياً بوضوح فوق جبيني حتى أن رئيس أركان اللواء صور له عقله أنني أمر بموقف عصيب فوجه لي سؤال غريب يسألني هل أنا خائف فشرحت له حالتي المرضية بلهجة لا تتصف بالود وهنا طلب منى عدم الطيران، وكان ردى "أنا لست الذي أتقاعس في هذا اليوم" ، هذا أولاً ثم ثانياً: لن يفسر هذا الامتناع بالواقع الذي أمر به، وأنا بأي حال لن أسمح أن يظن أحداً أني متردد، وثالثا:سوف تهتز الروح المعنوية للطيارين ثم رابعاً:أكثر من 6 سنوات وأنا أنتظر هذه اللحظة ياسيادة العقيد، وانصرفت من قيادة اللواء إلى الرف وأعطيت التعليمات الأخيرة للطيارين وأعلنت لهم ساعة (س).
وكان الرف الأول بقيادتى والرف الثاني بقيادة بدوى ويتم الإقلاع من المطار على الإرتفاع المنخفض جداً على بلدة زحلة بلبنان ثم تتجه جنوباً إلى سهل البقاع إلى بلدة مرحبيونه ثم بلدة رشيه فخار في جنوب لبنان ثم إلى بلدة صفد في الجليل الأعلى إلى الهدف مباشرة في قيادة المنطقة الشمالية بإسرائيل واتجهنا إلى المطعم لتناول غداءنا وكانت الساعة الواحدة ظهراً، وكانت عيني على الطيارين ألاحظ ردود الفعل وكان كما توقعت كل الجدية، فالموقف غير عادى والإقبال على القتال ليس نزهة وله رهبة فنحن ذاهبون إلى القتال سيعود البعض ولن يعود البعض الآخر وهى المرة الأولى التي نقتحم فيها أرض العدو فكان هو الذي يأتي دائماً وكنا نقاومه وهذه المرة نحن الذين نهاجمه أو بمعنى أدق أول مرة نتبادل الأدوار....وهنا مسئولية قائد السرب في هذه اللحظة العظيمة لأن روح قائد السرب تنعكس على باقي الطيارين، ثم غادرنا المطعم إلى السرب ومن هناك تحركنا إلى مهمتنا المقدسة وكان الوداع مؤثراً وقد تجمع الضباط والعاملون في السرب لوداع الطيارين الوداع الأخير وأمرت أن نتجمع في عربة واحدة.
الساعة الثالثة إلا الربع يوم السادس من أكتوبر
اتجهنا إلى الدشم ونظرت إلى وجوه الطيارين وقد ران الصمت علينا وبدون إعداد مسبق أو تلقين من قيادة أعلى صرخت بأعلى صوتي ((وراية يا أولاد ((الله اكبر الله اكبر))لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك )) وظلنا نردد النداء المقدس ويردده من خارج العربة مواقع المدفعية م ط واقتربنا من الدشم وازدادت حماستنا اشتعالاً واستقبلنا رجال الصيانة والنداء المقدس ينطلق من حناجرهم وعم التكبير في القاعدة بأكملها وكأننا في يوم عرفة.
نزل الطيارون من العربة يتصارعون للوثوب داخل طائراتهم وسط هذه المظاهرة الدينية العظيمة، الذي فتح الله بها علينا وقفزنا داخل الطائرات وأصدرت الأمر بالإدارة بين التهليل والتكبير الذي انتشر في المطار حتى تخيلت أن ميادين دمشق نفسها تسمعه وتحركنا إلى الممر وكان لنا الشرف بأننا أول تشكيل أقلع من المطار مشتركاً في حرب أكتوبر المجيدة ووصلنا إلى الهدف وصدرت لنا الأوامر من غرف العمليات بقذف تجمعات العدو عند بحيرة مسعده وقذفناها واشتعلت بها نيران عظيمه، وعادت التشكيلات مستقرة إلى القاعدة الجوية ، مرددين تمام الله أكبر وكان يوم عيد فبعد نزولنا فوق أرض المطار متجهين إلى الدشم كان النداء المقدس يهز جنبات المطار وكان رجال المدفعية م ط يلوحون لنا بأيديهم فقد فرحنا فرحة لم نفرح مثلها من قبل (هل تعرف حجم الفرحة التي لم يفرحها الإنسان من قبل؟) لقد عرفها فقط هؤلاء الطيارون الذين شاركوا في هذا العمل.
إنها فرحة النصر الذي لم نذقه من قبل، إنها فرحه الحلم الذي تحقق، وحضر قائد اللواء/العميد صبحي إلى الدوشمة وعانقني وهنا سألته متى نقوم بالضربة الثانية فإن العدو ينزف ولابد من الإجهاز عليه، وقال نحن ننتظر الأوامر فلا تقلق وانتهى اليوم العظيم والحمد لله رب العالمين وكتبت تقرير النجاح وبعد التعليق على مهمة اليوم العظيم وأمرت الطيارين إلى الذهاب للراحة والاستعداد لباكر فان باكر سوف يكون يوماً مشهوداً وتوقعنا رداً عنيفاً من العدو، واجتمعنا نحن قادة الأسراب مع قيادة اللواء لدراسة عمل اليوم العظيم والتحضير ليوم غد واتجهنا إلى المطعم لتناول الطعام وكان كله من طراز المنسف وهى أغلى الأطعمة ثم اتجهنا إلى المنامة وقمت بتدوين يومياتي ثم أديت صلاة العشاء وقرأت سورة يس واستغرقت في النوم راض تماماً عن نفسي وعن سربي وهيأت نفسي إلى غد غليظ مشتعل.
ضربة العدو الجوية
فى اليوم السابع من أكتوبر توجهنا بكامل قوتنا إلى السرب قبل أول ضوء للفجر، وقمت ببعض الإجراءات الوثائقية واتجه الطيارون إلى الدوشم لتولى حالات الاستعداد، وبدأ تجهيز الطيارات بالقنابل والصواريخ لأعمال المعونة الجوية وانطلق أول رف من سربنا بقيادة الرائد بدوي لتقديم أول طلعة معونة جوية في حرب أكتوبر، وفى ذلك التوقيت كانت طيارات العدو الميراج تندفع بكثافة في سماء المطار ومدينة دمشق، وكانت صواريخ الدفاع الجوى قد أعدت استقبالا حافلاً للعدو الجوى، بالإضافة إلى اشتراك مقاتلات ميج 21 في هذا الاستقبال الحافل، وبدأت الطيارات الميراج تتساقط بكثافة وكنا نرى ذلك رؤية العين وتلقى الرائد/ بدوى أمرا بالعودة إلى القاعدة وكان القدر ينتظر هذا التشكيل ويدخل له مأساة محزنة.
كان جحيماً فوق المطار، صواريخ الدفاع الجوى تنطلق بكثافة لاستقبال طيارات العدو، التي كانت تحاول الإفلات بشكل مذعور، في الوقت الذي كانت تطارد به من الميج 21، وكانت الانتحارات الجوية تتوالى فوق المطار، وأخذ أوضاعه استعداداً للهبوط، وهنا بدات الكارثة انطلق صاروخ جوى وأسقط طائرة الملازم/ شريف واستطاع أن يقفز من طائرته في آخر لحظة، ثم انطلق صاروخ ثاني أفلتت منه الطائرات الثلاث بصعوبة وانطلق صاروخ ثالث أصاب قائد التشكيل النقيب بدوى وهو على وشك الهبوط فانفجرت طائرته في الحال وهو بداخلها وهبط الطياران الباقيان كنا نشاهد هذه المأساة في دائرة المطار وكنا في ذهول، كانت مصيبة كبيرة للسرب، فقد السرب نصف قيادته فلم يكن لدينا من قادة التشكيلات سوى أنا والرائد بدوى والثالث في مصر وكان هو العميد/المغربي الذي كان في أجازه ولم يعد وهكذا منذ البداية تلقى السرب ضربه قاسيه أصابته في مقتل، بالإضافة إلى الطيار الجريح الذي سقط (شريف) وأصبح السرب ثمانية طيارين فقط.
منذ البداية لم نكلف هذا اليوم بواجبات أخرى وخسر العدو كثيرا من طائراته وبعد الحادثة التي ذكرتها، أصبح كل الطيارين يخشون وسائل الدفاع الجوى فهي كالصديق الجاهل الذي لم تجني من وراءه سوى المتاعب، بل وأزيد على ذلك ضربنا بعرض الحائط كل الخطط التي تحدد الارتفاعات التي نلتزم بها في المناطق التي تنشط بها وسائل الدفاع الجوى الصديق، وألزمنا أنفسنا بالطيران المنخفض جداً سواء فوق أراضينا أو أراضي العدو، بعد انتهاء اليوم قابلت قائد اللواء واحتججت بغضب كبير على هذا الخطأ البشع وحاول قائد اللواء مواساتي على أن الأخطاء في الحروب أمر وارد ووعدني بأنه لن يتكرر، وبالفعل لم يتكرر واعتبرنا أن وسائل الدفاع الجوى عدو علينا تجنبه,وفى اليوم الثالث عمليات لم نكلف بأي طلعات عمليات، وقابلت قائد اللواء معبراً عن احتجاجي بغضب شديد لعدم تكليفنا بأي عمليات وسألته هل أخطانا في احتجاجنا أمس على الحادث الأليم، وسألته هل لسنا على مستوى الشجاعة اللازمة، كان هدفي أن يعلم الجميع أننا نحتج على الأخطاء القاتلة التي يمكن تفاديها ولكننا نرفض أن نكتفي بمقعد المتفرجين. ونفى قائد اللواء بشدة أن يكون قد تبادر إلى ذهنه شيء مما ذكرت ولكنه فضل أن يريح سربنا هذا اليوم نظراً لما حدث أمس، تميز هذا اليوم بكثرة الخسائر في الأسراب السورية فقد فقدوا قائدي رفوف وجرح أخر بواسطة دفاعنا الجوى أيضا ًوفي اليوم الرابع عمليات قمنا بتنفيذ 2 طلعه عمليات في تقديم المعونة للقوات البرية وتصدينا لـ 12 دبابة للعدو، دمرنا منها 4 دبابات ثم اكتشفنا موقع صواريخ روك معادي قمنا بتدميره بدون أي أوامر وهذا راجع لتقديري أنا للموقف، لتأكدي من جنسية هذا الصيد الثمين الذي كنا قد تعرفنا عليه خلال حرب الاستنزاف، وانتهى هذا اليوم العظيم النتائج وقبل كل يوم أتجه للسرب الخامس للاجتماع مع قادة الأسراب وهيئة قيادة اللواء للمناقشة والتحليل وتلقي نتائج الاستطلاع، وانصرفنا لتناول طعام العشاء ثم الاتجاه إلى ميس النوم راضين تماماً عن أنفسنا، ها نحن نتعامل مع العدو ونصليه ناراً حامية. إنها الحقيقة وجذبت الانتصارات خيالا بعيدا ... ( .... تحرير أراضينا ... تأديب إسرائيل ... حل القضية الفلسطينية).
اليوم الخامس قتال: قمت بقيادة تشكيل أربع طيارات وتعاملت مع ثماني دبابات في موقع أظنه كان مركز قيادة وسيطرة حيث كان مدافعاً عنه بمدفعيه م ط بكثافة، أصابت طائرتنا أصابات غير خطيرة وتلقينا أمر بتنفيذ الطلعة دفاع جوى فوق المطار للتصدي لمحاولة العدو الجوي مهاجمة المطار وانتهت الطلعة بدون أي قتال وكانت بقيادتي، وتلقينا أمراً ثالثاً بتجهيز رف لحماية طيارات هليكوبتر أثناء تنفيذها طلعة فوق مرصد جبل الشيخ، و تحركت الطائرات إلى أول الممر ، ولكن صدرت الأوامر للعودة إلى الدوشم وإلغاء الطلعة، ثم صدرت أوامر بطلعة رابعة بأقلاع رف فوراً لتقديم الدعم الجوي للقوات البرية على محور خسفين – فيق وأقلعت الطيارات بقيادتي وتم تدمير ما لم يقل عن ثلاث دبابات وعدنا إلى القاعدة سالمين وقد أنتهى هذا اليوم الذي تميز بكثافة طلعاته ولاحظنا أننا لأول مرة لا نتلقى معلومات تحدد خط الجبهة، ولاحظنا أن نشاط العدو البري يتزايد وبدأت مقاتلاته تنشط وتحتل مناطق مظلات وبدأ مركز القيادة والسيطرة للرئيس السوري يصدر تحذيراته للمقاتلات القاذفة من العدو الجوي، كما لاحظنا النشاط المكثف من دفاعات العدو الأرضية... حتى الآن كل الطلعات بقيادتي.
انتقال مركز الثقل
اليوم السادس قتال - الحادي عشر من أكتوبر 73 الساعه 700 بعد إقلاع رف من السرب السوري حوالي ثلاثين دقيقة، تعرض المطار لأول غاره جوية بقوة ثلاث طائرات فانتوم وألقيت الطائرات حمولتها تسعى للنيل من مواقعنا 222وأخطأتنا وأصابت موقع مدفع م ط بالقرب منا محدثه دوياً هائلاً وتساقطت فوقنا كميات كبيره من الرمال والحصى.
وصدرت الأوامر بنقل مركز قيادة السرب من الدوشم التي أصبحت معرضة مكانها القديم خلف مباني السرب، واستمرت الغارات طوال اليوم على المطار وكان عددها 3 بهدف شل المطار أو تدميره، وكان المطار مدافعاً بكثافة غير عادية من المدفعية م ط عاقت الطائرات المهاجمة من الاقتراب بالحد الذي يوفر لها أصابة المطار بدقة وسقطت معظم حمولاتها خارج القاعدة وبالرغم من ذلك فقد استطاع العدو تدمير 3 دوشم تخفي السرب السوري وقد لاحظنا استخدام العدو قنابل جديدة يخرج منها عدد كبير من البلي يصيب كل شي أجسام الطائرات والمحركات والإنسان.
في الساعة 1500 أنطلق رف بقيادتي لعمل مظلة دفاع جوي فوق المطار للحماية، ساعة 1700 اشتبكت مدفعيتنا م ط مع طائرات ميراج للعدو فوق المطار وكادت تحدث كارثة أخرى أثناء هبوط تشكيل سوري على المطار، انتهى هذا اليوم وقد تعرض المطار لإصابات عديدة وتدمير بعض الدوشم بطائراتها، وأصبح واضحاً أن مركز الثقل بدأ ينتقل لصالح العدو، وأصبح قيامنا بدعم قواتنا البرية يتراجع. كنا في المقدمة، وأصبحنا نتجه إلى حدودنا القديمة في اليوم السادس أكتوبر وبدأنا نتساءل ماذا يحدث في الجبهة، وتوقف تدفق ما تحتاجه من معلومات وأصبح مؤكداً أن قواتنا تتعرض لمتاعب في الجبهة وكان اللقاء اليومي، كان لقاء عاصفاً فلم تعد قيادة اللواء تمدنا بمعلومات وأصبح واضحاً فقد السيطرة الحيوية على الجبهة وأصبح تقديم المعونة بدون توفر غطاء جوى وأصبح العدو الجوى يعترض كل طلعاتنا، وأصبح خط الجبهة غير واضحاً، وأصبح خطأ تعرضنا لقواتنا وارداً، حتى أن قائد اللواء اتهمنا في ذلك اليوم بأننا أصبنا تشكيلاً برياً لنا بطريقة الخطأ، ولكنه أعتذر بعد ذلك، وفى اللقاء اليومي في المساء اعتذرت قيادة اللواء لنا.
قواتنا تتعرض لهجمات مضادة مكثفة من العدو البرى كما أن العدو الجوى أصبح أكثر نشاطاً، وتغير أسلوب القتال وأصبح الطيارون مرتبطين في الطائرة بطريقة دائمة.
اليوم السابع للقتال: كلفت بقيادة رف لتقديم المعونة عند مزرعة بيت جن وهى منطقة كانت في حدودنا القديمة قبل السادس من أكتوبر وكان التشكيل فكري + سيف + بكر + يحيى وأقلعنا وبعد الإقلاع مباشرة تلقيت تعليمات بالاتجاه إلى منطقة المظلة رقم 17 وهى فوق دير صيدنايه وكان يناديني برقم الكودي وهو (مغامراً) وأبلغت مركز العمليات (مارد) بتوجهنا إلى منطقة مظلة 17 وهناك اكتشفت طائرتين فانتوم كانتا قادمتين متوجهتين إلى دمشق، وأصدرت التعليمات بتشكيل بإسقاط القنابل مؤمنه وأبلغت ((مارد)) بما رأيته وطلبت منه إرسال ميج 21 بالتعامل مع الفانتوم فإن الميج 17 وهى طائراتنا ليست مجهزه أو ملائمة للاشتباك مع الفانتوم ولكن لم يلبى مركز العمليات ندائي وأصبح يجيب (مو سمعان – مو فهمان ) وبدا واضحاً أنني سأقوم بمهمة اعتراض هذه الطائرات مستخدماً مدافع الطائرة بحجم ذخيرتها المحدودة جداً وفى هذه اللحظة التي بدأت أقترب منها من التشكيل الفانتوم ظهرت لي طائرتان أخريتان خلفهما، فأبلغت رقم 3 وهو بكر بالاتصال معه رقم 3 يحيى للتعامل مع هذا التشكيل الجديد.
أخذت أرجو من الله تعالى أن يمنحنا التثبيت في هذا إذ زاد اقترابي ، أصبحت على بعد 1000 متر وكنت في مكان مناسب لإطلاق النيران، كنت في عجلة من أمري خشية أن تفلت هذه الطائرات. اقتربت أكثر وتملكني شعور بضرورة إسقاط هذه الطائرة وتوقعت أننا لن نخرج أحياء من هذه المعركة، فعلى الأقل أن يذهب أحدهم معنا مع إدراكي أنهم سوف يكونون في الجحيم، اقتربت لمسافة 300 م وفتحت كل نيراني الثلاثة فأصبت الطائرة وكانت تتعقبني طائرة أخرى لاحظتها في البيروسكوب وقمت بمناورة حادة أصبحت وراءها وأطلقت كل نيراني لتحقيق أصابة من غير شك وخرجت من الهجوم وأختفت الطائرة ، وأصبحت في وضع طائرة أمام أو طائرة خلفي والمدافع لا تنطق فقد نفذت الذخيرة كدت أصاب بالجنون وأختفت الطائرات المعادية وهبط التشكيل السريع في المطار.
أنت قد سبقت إلى المطار: لقد أفشلنا العدو
نُزع الأفلام من الطائرات وحضر الملازم أول حسام من الدشم مهنئا (يافندم سيادتك وقعت طائرتين) عند ذلك حضر قائد اللواء العميد صبحي حداد بنفسه إلى الدوشم فهنأني على هذه النتيجة الباهرة التي أوجدت بعدد جديد في التكتيك الجوى وادخل مفهوما جديدا للمعارك الجوية حتى لم تعد الفانتوم هي الطائرة التي تتمتع بمهامها التي كانت تتغنى بها دائما. وانتهت تطويرات الفانتوم بعد ذلك.
تم تكليفي بعد ذلك بإقلاع رف بتقديم المعونة الجوية في منطقة ت جن وتم تدمير أربع دبابات وعادت الطائرة سليمة إلا من إصابات بسيطة نتيجة التعرض لنار م.ط. تلقيت أمرا بطلعة أخرى إلى بيت جن وأصبنا فيها أربع دبابات على عجل وصدرت تعليمات بإلغاء الطلعة فقمت بالعودة إلى الدشم وفى اليوم التالي اشتركنا مع الميراج واستشهد فيها الطيار الملازم بكر وأصبح عدد الطيارات اللائقة سبعة فقط. وأصبحت جميع الطلعات معرضة للاشتباك الجوى وازدادت الإصابات في ميدان القتال وتأثرت روحنا المعنوية بعد أن أًصبح وأضحا أن قواتنا تتقهقر إلى شمال دمشق واستمر الحال من سئ إلى أسوا إلى أن أصبت في إحدى الطلعات وهبطت بالمظلة فوق أرض المعركة مصابا واستطاعت القوات السورية إخلائى وتوصيلي إلى مستشفى المواساة وفى نفس الوقت في أداء أهم العمليات إلى أن توقف القتال.