- إنضم
- 27 يونيو 2019
- المشاركات
- 25,015
- التفاعل
- الدولة
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية كان لوزارة الخارجية دور محوري في تحقيق أهداف المملكة الاستراتيجية على الساحة الدولية
ومع مرور الزمن اصبح وزراء الخارجية السعوديون رموزًا دبلوماسية تملك الذكاء السياسي والقدرة على التأثير في الأحداث الكبرى
هؤلاء الوزراء لم يكونوا مجرد موظفين في الدولة بل كانوا دهاة السياسة وقادة الدبلوماسية الذين استشرفوا التحديات
وواجهوا الأحداث العالمية بخطط استراتيجية مدروسة.
من بين هؤلاء القادة تبرز ثلاث شخصيات بارزة في التاريخ الدبلوماسي السعودي
الأمير سعود الفيصل ، عادل الجبير ، والأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
الأمير سعود الفيصل الذي شغل منصب وزير الخارجية لمدة أربعة عقود (1975 - 2015) يعتبر أحد أذكى وأبرع الدبلوماسيين
في تاريخ المملكة بصبره وحنكته السياسية استطاع الأمير سعود أن يقود السياسة الخارجية للمملكة خلال العديد من الأزمات
الدولية والإقليمية.
من أبرز هذه الأزمات كان غزو العراق للكويت في 1990 حيث كان للأمير سعود الفيصل دور بارز في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية
لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت بل كان هو أحد العقول المدبرة وراء تشكيل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت
-
لكن الأمير سعود الفيصل لم يتوقف عند الأزمات العسكرية فحسب بل كان له دور مهم في ثورات الربيع العربي بما في ذلك أحداث مصر
والتدخل في البحرين حيث كان له موقف قوي في دعم الاستقرار في البحرين من خلال قوات درع الجزيرة بالإضافة إلى دعمه المستمر للحريات الفلسطينية والحفاظ على امن مصر ضد مطامع ادارة اوباما.
عادل الجبير الذي تولى منصب وزير الخارجية في 2015 بعد الأمير سعود الفيصل كان هو الآخر يتمتع بقدرات دبلوماسية استثنائية
حيث استطاع أن يُكمل إرث سابقيه بحنكة وذكاء وكان له قدرة فريدة على التفاعل مع الأحداث والمواقف المستجدة بسرعة بديهة
إحدى اللحظات التي برز فيها عادل الجبير كانت مواقفه تجاه الأزمة السورية في وقت كان فيه الأسد مستمرًا في حكم سوريا
وسط تصاعد القتال والدمار
أدلى الجبير بتصريح شهير في عام 2015 قال فيه إن بشار الأسد راحل مُعبرًا عن الرؤية الثاقبة التي تميزت بها سياسته الخارجية
مشيرًا إلى أن نظام الأسد المجرم لن يستمر في حكم سوريا بهذه الطريقة رغم تزايد الدعم الدولي له في تلك الفترة
لكن الجبير كان يرى أن المستقبل لا يحمل مكانًا للرئيس السوري
وأن الشعب السوري الحر يستحق حكمًا ديمقراطيًا بعيدًا عن الاستبداد.
هذا التصريح لم يكن مجرد رأي سياسي بل كان استشرافًا للحدث حيث تم تحقيق هذا التغيير بالفعل عندما تم الإطاحة بنظام الأسد
بعد سنوات من الحرب الأهلية التي كانت لها تداعيات إقليمية وعالمية ضخمة عادل الجبير في تلك اللحظة وبرؤيته الثاقبة
جعل المملكة في طليعة الدول التي دعت إلى دعم الشعب السوري في تحقيق حريته
دور الجبير في السياسة السورية كان أيضًا مُركزا حول تأكيد موقف السعودية الثابت والواضح
في دعم الشعب السوري مُؤكدًا أن مستقبل سوريا يجب أن يكون خاليًا من نظام الأسد
الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية الحالي قد تابع إرث وزراء الخارجية السعوديين بحنكة وذكاء منذ توليه المنصب في 2019
أصبح الأمير فيصل الصوت الدبلوماسي للمملكة في القضايا الإقليمية والدولية الكبرى بفضل رؤيته المتجددة لحفظ امن المملكة
والحفاظ على استقرار المنطقة وقضايا الدول العربية والاسلامية
أحد أبرز الملفات التي لعب فيها الأمير فيصل دورًا بارزًا كان القضية الفلسطينية حيث قاد المملكة في محافل الدبلوماسية الدولية
للدعوة الصريحة إلى حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية كحل نهائي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تاجر به الكثير
-
هذا الموقف السعودي الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية خصوصًا في ظل التحولات الإقليمية الأخيرة
يثبت قدرة المملكة على لعب دور الموازن الاستراتيجي في المنطقة.
الذكاء الدبلوماسي السعودي - مزيج من الفطنة والخبرة
السعودية لطالما كانت تتمتع بقدرة استثنائية وفارقة على تحريك الأوراق في السياسة الإقليمية والدولية
من خلال الذكاء الدبلوماسي الذي يتمتع به وزراء الخارجية السعوديون خاصة الأمير سعود الفيصل
أظهرت المملكة أنها تستطيع التكيف مع المتغيرات وتوظيف الفرص الدولية لصالحها.
على الرغم من التهديدات والتحديات المتزايدة في المنطقة حافظت السعودية على دور محوري في الحفاظ على الأمن الإقليمي
وحماية مصالحها الوطنية سواء كان ذلك في دعم الشرعية في اليمن او حماية استقرار البحرين ومصر وسوريا ولبنان
او دعم القضية الفلسطينية والمستمر حتى الأن بجهود لا تتوقف.
الدبلوماسية السعودية برغم التحديات العالمية تظل ركيزة أساسية في السياسة الدولية
تحية.
التعديل الأخير:
