طائرات مقاتلة من نوع "توجاس" بدون محركات

J.10

عضو مميز
إنضم
9 مايو 2025
المشاركات
1,053
التفاعل
1,993 252 0
الدولة
Saudi Arabia
**تستضيف "هال" أعضاء البرلمان الهندي مع عدة طائرات مقاتلة من نوع "توجاس" بدون محركات**

**بقلم ريكاردو مير**
**22 أغسطس 2025**]]]



1757795802241.jpeg



زارت لجنة دفاعية شركة تصنيع مملوكة لل الدولة اصطفت فيها ثماني طائرات مقاتلة، اثنتان منها فقط تم تركيب محركات توربوفان GE F404 فيها بشكل مرئي.

[صورة: مقاتلات تيجاس Mk 1A المعروضة أمام أعضاء البرلمان الهندي (HAL)]

استضافت شركة "هندوستان للملاحة الجوية المحدودة" (HAL) لجنة الدفاع البرلمانية يوم الجمعة في منشآتها في مدينة بنغالورو جنوب الهند، حيث تم عرض طائراتها المختلفة.

بين جولات خطوط التجميع وعروض الطيران للمقاتلات، والطائرة التدريبية Turbo Trainer 40، والطائرة التدريبية النفاثة، والطائرة التدريبية Hawk 1، وكذلك مروحيتي Dhruv و LUH، اصطفت "هال" ثماني طائرات من نوع "توجاس"، حيث تم التقاط صورة مع الوفد.


باكستان تنجح في تأمين محركات الـJF-17 رغم اعتراضات الهند.. بينما الهند تتعثر في تصنيع الـTejas بسبب أمريكا!​


في مشهد يُجسّد الفارق بين الشراكة الاستراتيجية والارتهان السياسي، أثبتت باكستان قدرتها على تطوير وتحديث مقاتلتها متعددة المهام JF-17 Thunder بالتعاون مع الصين، رغم كل المحاولات الهندية لعرقلة المشروع. على الجهة المقابلة، وجدت الهند نفسها عاجزة عن تصنيع مقاتلتها الخفيفة Tejas نتيجة التأخير الأمريكي في توريد محركات GE، وهو ما كشف ضعف نيودلهي في بناء قدرة مستقلة في هذا المجال.


الهند حاولت، لكن باكستان نجحت​


منذ انطلاق مشروع JF-17 في بداية الألفينات، كانت الهند تراقب المشروع بقلق، خصوصًا مع اعتماد المقاتلة على محرك RD-93 الروسي، وهو نسخة معدّلة من محرك RD-33 المستخدم في مقاتلات MiG-29. سعت نيودلهي إلى الضغط على موسكو لوقف تصدير هذه المحركات أو على الأقل الحدّ من إمداد الصين بها، بحجة أن المحركات الروسية لا يجب أن تُستخدم في مقاتلات تُصدّر لدولة “عدوّة” مثل باكستان.


لكن رغم كل الضغوط الدبلوماسية ومحاولات العرقلة، فشلت الهند في إقناع روسيا بوقف التوريد، كما أن الصين، التي تقود خط الإنتاج وتتحكم في شبكة الإمداد، استطاعت تأمين المحركات بكميات كافية لإنتاج أكثر من 180 طائرة JF-17 حتى اليوم، تخدم في سلاح الجو الباكستاني. كما أن العمل جارٍ على إدخال المحرك الصيني WS-13 في النسخ الأحدث (بلوك 3)، لتقليل الاعتماد على روسيا مستقبلاً.


بينما الهند تقع في فخ التبعية الأمريكية​


في المقابل، وقعت الهند في أزمة حقيقية بعد أن قررت الاعتماد على المحرك الأمريكي GE F404-IN20 لتشغيل طائراتها Tejas Mk-1A. ورغم توقيع اتفاق رسمي مع شركة جنرال إلكتريك لتوريد 99 محركًا، فإن الأمور لم تسر كما خُطط لها. بدأت التأخيرات في التسليم تظهر بشكل واضح منذ 2024، حيث عجزت الشركة الأمريكية عن الالتزام بالمواعيد، مشيرة إلى مشاكل في سلسلة التوريد ومصانع الشركاء في دول ثالثة مثل كوريا الجنوبية.


النتيجة كانت كارثية على مشروع Tejas. فقد أعلنت وسائل إعلام هندية رسمية أن سلاح الجو كان يخطط لاستلام 16 طائرة خلال السنة المالية 2024–2025، لكن بسبب تأخير المحركات، لن يتم تسليم سوى 2 أو 3 طائرات فقط! الهند، بدورها، حاولت امتصاص الغضب المحلي، فأعلنت عن فرض "غرامات مالية" على الشركة الأمريكية، لكن الضرر الحقيقي وقع: شلل كامل في إنتاج الطائرة المفترض أنها "محلية الصنع".


فارق الشريك: الصين أم أمريكا؟​


التجربتان، الباكستانية والهندية، تضعان المقارنة في أوضح صورها. الصين، كشريك استراتيجي لباكستان، وفّرت كل ما يلزم لإنجاح المشروع، من نقل التكنولوجيا إلى تأمين سلسلة الإمداد إلى التطوير المشترك. أما أمريكا، ورغم كل علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع الهند، أثبتت أنها شريك غير موثوق عندما يتعلّق الأمر بصناعات الدفاع الحساسة.


الصين دعمت باكستان في كل خطوة من خطوات تطوير JF-17، وحرصت على تمكين إسلام آباد من امتلاك طائرة مقاتلة متطورة تعتمد عليها في الدفاع الجوي والضربات الدقيقة. أما الولايات المتحدة، فحتى مع توقيع العقود، لم تلتزم بالتسليم، وفرضت شروطًا وعراقيل تأخير لم تستطع الهند تجاوزها.

ما حدث يكشف حقيقة واضحة: من يعتمد على أمريكا في التسليح، يضع أمنه الوطني في يد الآخرين. بينما من يسعى لشراكات نزيهة ومتوازنة كما فعلت باكستان مع الصين، يستطيع بناء قاعدة دفاعية حقيقية على المدى الطويل.


اليوم، باكستان تُشغّل أكثر من 180 طائرة JF-17، وتصدّرها لدول أخرى، وتعمل على نسخ أكثر تطورًا. في المقابل، الهند لا تزال تنتظر وصول المحرك لتُكمل طائرتها الأولى من النسخة الجديدة. هذه ليست مجرد تفاصيل فنية، بل تعكس فارق الرؤية، والاعتماد، والقدرة على تنفيذ المشاريع الدفاعية بشكل مستقل.

في الوقت الذي نجحت فيه باكستان في إنتاج مقاتلة متطورة بالاعتماد على شراكة استراتيجية حقيقية، تتخبط الهند بين العقود الأمريكية المتأخرة والقيود التكنولوجية. وهذا يطرح تساؤلًا جوهريًا:
هل تستحق الولايات المتحدة أن تكون شريكًا استراتيجيًا لدولة تتطلع للاستقلال الدفاعي؟
أم أن النموذج الباكستاني–الصيني هو السبيل لمن يريد أن يصنع مستقبله بيده؟


الهند قدمت طلبًا رسميًا إلى روسيا لوقف تزويد باكستان بقطع غيار محركات RD-93.إنه الطلب الهندي رقم 100 تقريبًا منذ عام 2003.

 
عودة
أعلى