محاضرة بعنوان:
اللاشعور حقيقة علمية في فهم السلوك الإنساني
١. المقدمة
الحياة النفسية للإنسان ظاهرة معقدة تتوزع بين ما هو ظاهر يدركه الوعي والشعور، وبين ما هو خفي لا يدركه الإنسان مباشرة لكنه يوجه سلوكه وتصرفاته. وقد اعتقد الكثيرون، منذ الفلسفة القديمة وحتى العصر الحديث، أن الشعور هو الأساس الذي تقوم عليه الحياة النفسية. غير أنّ الفلسفة الحديثة وعلم النفس التحليلي كشفا عن بُعد آخر أكثر عمقًا، وهو اللاشعور. ومن هنا تبرز الإشكالية: هل اللاشعور مجرد فرض فلسفي أم أنه حقيقة علمية يمكن البرهنة عليها؟
٢. عرض الأطروحة (مفهوم اللاشعور)
أ. إن الأطروحة القائلة بأن “اللاشعور حقيقة علمية” أطروحة فلسفية وعلمية في آن واحد.
ب. الفيلسوف شوبنهاور من أوائل من أشاروا إلى أن وراء الشعور الواعي قوى خفية تسيّر الإنسان.
ج. أسس الطبيب النمساوي سيغموند فرويد مدرسة التحليل النفسي، التي جعلت من اللاشعور حجر الزاوية في فهم السلوك الإنساني.
د. تتكون النفس الإنسانية، حسب فرويد، من:
أ. الأدلة الطبية
أولاً: الأحلام، وهي الطريق الملكي إلى اللاشعور، حيث تُعبّر عن الرغبات المكبوتة بطريقة رمزية.
ثانيًا: فلتات اللسان وزلات القلم، تكشف عن رغبات لاشعورية دفينة.
ثالثًا: النسيان، مثل نسيان موعد مهم أو اسم شخص، وهو في حقيقته تعبير عن رفض داخلي غير واعٍ.
ج. الأدلة الواقعية
أ. يرى أنصار الشعور أن الإنسان يدرك ذاته من خلال الوعي فقط.
أولاً: علم النفس الحديث أثبت أن كثيرًا من السلوكات تنشأ من دوافع لا واعية.
ثانيًا: الأحلام والأعراض المرضية والنسيان لا يمكن تفسيرها عبر الوعي فقط.
ثالثًا: القول بانحصار الحياة النفسية في الشعور يتجاهل واقع التجربة السريرية والعيادية.
٥. الخاتمة
يتضح من مجمل العرض أن الحياة النفسية ليست مجرد سطح شعوري، بل تمتد إلى أعماق لاشعورية غنية بالدوافع والرغبات والعقد. فاللاشعور لم يعد فرضية فلسفية مجردة، بل حقيقة علمية أكدتها التجارب الطبية والتحليل النفسي. وبذلك يمكن القول إن: اللاشعور أساس مهم في تفسير السلوك الإنساني، وفهمه ضرورة لفهم طبيعة الإنسان وحل مشكلاته النفسية
بقلم محمد الخضيري الجميلي
اللاشعور حقيقة علمية في فهم السلوك الإنساني
١. المقدمة
الحياة النفسية للإنسان ظاهرة معقدة تتوزع بين ما هو ظاهر يدركه الوعي والشعور، وبين ما هو خفي لا يدركه الإنسان مباشرة لكنه يوجه سلوكه وتصرفاته. وقد اعتقد الكثيرون، منذ الفلسفة القديمة وحتى العصر الحديث، أن الشعور هو الأساس الذي تقوم عليه الحياة النفسية. غير أنّ الفلسفة الحديثة وعلم النفس التحليلي كشفا عن بُعد آخر أكثر عمقًا، وهو اللاشعور. ومن هنا تبرز الإشكالية: هل اللاشعور مجرد فرض فلسفي أم أنه حقيقة علمية يمكن البرهنة عليها؟
٢. عرض الأطروحة (مفهوم اللاشعور)
أ. إن الأطروحة القائلة بأن “اللاشعور حقيقة علمية” أطروحة فلسفية وعلمية في آن واحد.
ب. الفيلسوف شوبنهاور من أوائل من أشاروا إلى أن وراء الشعور الواعي قوى خفية تسيّر الإنسان.
ج. أسس الطبيب النمساوي سيغموند فرويد مدرسة التحليل النفسي، التي جعلت من اللاشعور حجر الزاوية في فهم السلوك الإنساني.
د. تتكون النفس الإنسانية، حسب فرويد، من:
- الهو: مستودع الغرائز والدوافع الفطرية.
- الأنا: وسيط يوازن بين متطلبات الهو وضغوط الواقع.
- الأنا الأعلى: ممثل القيم والضمير والأخلاق.
هـ. نتيجة الصراع بين هذه القوى، تُكبت بعض الرغبات وتُدفن في اللاشعور، لتبقى مؤثرة في السلوك بشكل غير مباشر.
أ. الأدلة الطبية
- تجارب أطباء الأعصاب مثل شاركو مع مرضى الهستيريا بينت أن بعض الأعراض الجسدية (شلل، فقدان النطق…) لا تعود إلى أسباب عضوية، بل إلى دوافع نفسية مكبوتة.
- بالتنويم المغناطيسي ظهرت ذكريات وتجارب دفينة، مما يدل على وجود مستوى نفسي خفي.
أولاً: الأحلام، وهي الطريق الملكي إلى اللاشعور، حيث تُعبّر عن الرغبات المكبوتة بطريقة رمزية.
ثانيًا: فلتات اللسان وزلات القلم، تكشف عن رغبات لاشعورية دفينة.
ثالثًا: النسيان، مثل نسيان موعد مهم أو اسم شخص، وهو في حقيقته تعبير عن رفض داخلي غير واعٍ.
ج. الأدلة الواقعية
- وجود أمراض نفسية كالفوبيا والوسواس القهري التي لا يفسرها الشعور الواعي.
- ظواهر مثل الحدس والإبداع الفني التي تأتي من أعماق لا يسيطر عليها الوعي
أ. يرى أنصار الشعور أن الإنسان يدرك ذاته من خلال الوعي فقط.
- ديكارت قال: “أنا أفكر إذن أنا موجود”، جاعلاً التفكير الواعي أساس الوجود الإنساني.
- سارتر اعتبر أن السلوك الإنساني يتم في مجرى الشعور، ورفض فكرة وجود دوافع لاشعورية لأنها تنقص من حرية الفرد.
أولاً: علم النفس الحديث أثبت أن كثيرًا من السلوكات تنشأ من دوافع لا واعية.
ثانيًا: الأحلام والأعراض المرضية والنسيان لا يمكن تفسيرها عبر الوعي فقط.
ثالثًا: القول بانحصار الحياة النفسية في الشعور يتجاهل واقع التجربة السريرية والعيادية.
٥. الخاتمة
يتضح من مجمل العرض أن الحياة النفسية ليست مجرد سطح شعوري، بل تمتد إلى أعماق لاشعورية غنية بالدوافع والرغبات والعقد. فاللاشعور لم يعد فرضية فلسفية مجردة، بل حقيقة علمية أكدتها التجارب الطبية والتحليل النفسي. وبذلك يمكن القول إن: اللاشعور أساس مهم في تفسير السلوك الإنساني، وفهمه ضرورة لفهم طبيعة الإنسان وحل مشكلاته النفسية
بقلم محمد الخضيري الجميلي