بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن واجهت الصين الغزو الياباني في ثلاثينيات القرن الماضي، كان السلاح الفردي للجندي الصيني رمزًا لمعركة البقاء. يومها، اعتمدت القوات الصينية على مزيج غير متجانس من البنادق المستوردة مثل الماوزر و G98 الألمانية والآرسكا اليابانية وحتى بنادق روسية قديمة و الامريكيه M1A1 Thompson ، وهو ما جعل الحاجة ملحّة إلى سلاح وطني موحّد. ومع قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949، بدأ جيش التحرير الشعبي مسيرته في بناء عقيدته التسليحية، مستندًا أول الأمر إلى الكلاشينكوف السوفيتي (AK-47) الذي أصبح أساسًا للبندقية الصينية الشهيرة Type-56.جنديين صينيين مع a M1A1 Thompson and Arisaka 38
جنود صينيين بخوذ المانيه و G98
ومع تطور الحروب الحديثة وانتقالها من حروب الجيوش التقليدية إلى النزاعات السريعة والمركّزة، طوّرت الصين في التسعينيات مشروعًا طموحًا لتصميم سلاح وطني جديد بالكامل، فظهر نظام QBZ-95 بتصميم الـ Bullpup، مستخدمًا ذخيرة محلية من عيار 5.8×42 مم. ورغم أنه كان نقلة نوعية في حينه، إلا أن صعوبات الاستخدام الميداني وصيانة السلاح ومشكلات الراحة والمرونة أظهرت الحاجة إلى جيل جديد أكثر توافقًا مع معايير القتال الحديثة.
وهكذا، في الأول من أكتوبر 2019، كشفت الصين لأول مرة عن بندقيتها الجديدة QBZ-191 خلال الاستعراض العسكري المهيب بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الجمهورية. وقد شكّل ظهوره مفاجأة للمتابعين العسكريين، ليس فقط باعتباره السلاح الذي سيستبدل الجيل السابق، بل لأنه مثّل عودة الصين إلى التصميم التقليدي بعيدًا عن فلسفة البولدباب التي سادت لعقود.
اول ظهور للسلاح في 2019
ومنذ ذلك الحين، أخذ السلاح مكانه تدريجيًا كسلاح الخدمة الأساسي لجنود المشاة، حتى جاء العرض العسكري الأضخم في أغسطس 2025 ليؤكد أن QBZ-191 لم يعد مجرد مشروع جديد، بل أصبح رمزًا رئيسيًا للقوة النارية الصينية ورسالة سياسية وعسكرية إلى العالم بأن بكين تمضي بثقة في تحديث جيشها وبناء عقيدته القتالية الحديثة.
التعديل الأخير:
