السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزائر.. دولة تصنع الفشل وتتبناه
من يتأمل سياسة الجزائر يكتشف سريعًا أنها لا تبحث عن الاستقرار، بل عن ورقة فوضى تعيش عليها. كل تحالفاتها الخارجية تكشف نمطًا واحدًا: الميل إلى دعم الخاسرين والفاشلين بدلًا من الشراكة مع الدول القوية.
في المغرب العربي، اختارت الجزائر أن تضع كل بيضها في سلة جبهة البوليساريو، حركة بلا أفق سياسي ولا قدرة عسكرية حقيقية، مجرد مليشيا تعيش على المعونات وتُدار بالريموت الجزائري. النتيجة نزاع مجمد منذ عقود، أضاع فرص التنمية وأبقى المنطقة رهينة.
في الساحل الأفريقي، تعاطفها مع الأزواد ليس حبًا في الشعوب، بل بحثًا عن ورقة ضغط تُستخدم عند الحاجة. لكنها في النهاية مليشيات قبلية متناثرة، لا مشروع دولة عندها ولا حتى قدرة على إدارة قرية.
في المشرق، حين راهنت دول كثيرة على دعم الحلول السياسية، اختارت الجزائر أن تُظهر تعاطفها مع نظام بشار الأسد، نظام أنهك بلده وشرد شعبه. لا غرابة، فالمنهزمون يجذبون بعضهم.
أما إيران ومليشياتها، فالموقف الجزائري كان دائمًا أقرب إلى المهادنة والتعاطف، وكأن الإرهاب المذهبي عندهم يُصنف “مقاومة” إذا كان ضد خصوم الجزائر.
المفارقة أن الجزائر، وهي تملك جيشًا كبيرًا وتسليحًا متطورًا، لم تُترجم قوتها إلى مشروع إقليمي ناجح، بل اختارت أن تربط نفسها بقوى ميتة سياسيًا وعسكريًا.
الخلاصة: بين البوليساريو والأزواد وبشار والمليشيات الإيرانية، نجد خطًا واحدًا: الجزائر تراهن على الفشل وتتبناه. وفي السياسة، من يضع نفسه دائمًا في صف الخاسرين، لا ينتظر منه إلا أن يشاركهم نفس المصير
أتمنى يكون المقال أعجبكم، والموضوع للنقاش الهادئ بعيد عن إثارة الفتن في الموضوع