لم تعد الحروب الحديثة تعتمد فقط على الدبابات والطائرات المقاتلة، بل أصبحت المعارك تُحسم خلف الشاشات ومن خلال طائرات صغيرة بلا طيار.
في السنوات الأخيرة، شاهدنا كيف غيّرت الطائرات المسيّرة مجريات الحروب في ليبيا، ناغورنو كاراباخ، أوكرانيا وغزة، وكيف أصبحت الهجمات السيبرانية قادرة على شلّ وزارات الدفاع، تعطيل البنوك، أو حتى ضرب شبكات الكهرباء في لحظات.
السؤال المطروح: هل الدول العربية مستعدة لمواجهة هذه التهديدات الجديدة؟
أولاً: التهديدات السيبرانية (Cyber Warfare)
الحرب السيبرانية تعني استخدام الهجمات الإلكترونية لاختراق أنظمة العدو العسكرية والاقتصادية.
إسرائيل وتركيا قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، بينما ما زالت أغلب الدول العربية في بداية الطريق.
الأخطر أن العدو قد يسيطر على أنظمة دفاع جوي أو قواعد عسكرية عبر الاختراق.
بعض الدول العربية بدأت تأسيس قيادات حرب إلكترونية خاصة، مثل السعودية والإمارات ومصر.
ثانياً: الطائرات المسيّرة (Drones)
أثبتت المسيّرات أنها سلاح رخيص وفعّال، حيث تستطيع تدمير دبابات بملايين الدولارات بصاروخ بسيط. تركيا وإيران استثمرتا بشكل كبير في تطوير المسيّرات، بينما دول عربية مثل الإمارات والسعودية والمغرب بدأت برامج تصنيع محلي.
مصر والجزائر كذلك دخلتا المجال بتطوير وإنتاج نماذج محلية أو بالتعاون مع دول أخرى.
التحدي الأكبر هو امتلاك أنظمة دفاعية مضادة للمسيّرات (تشويش – ليزر – صواريخ قصيرة المدى).
ثالثاً: كيف يمكن للدول العربية الاستعداد؟
بناء وحدات سيبرانية متخصصة في جيوشها لحماية البنى التحتية والدفاع عن الفضاء الإلكتروني.
تطوير صناعات عسكرية محلية للمسيّرات بدل الاعتماد فقط على الاستيراد.
تعزيز التعاون العربي المشترك في تبادل المعلومات حول الهجمات السيبرانية.
الاستثمار في أنظمة الحرب الإلكترونية والتشويش لمواجهة الطائرات بدون طيار.
تدريب جيل جديد من الضباط والمهندسين المتخصصين في الحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
رابعاً: ماذا لو كانت المواجهة مع إسرائيل؟
إذا افترضنا أن المواجهة المقبلة ستكون مع إسرائيل، فإن سلاح السيبرانية والطائرات المسيّرة سيكون في قلب المعركة.
على مستوى الحرب السيبرانية:
إسرائيل تُعد من أقوى خمس دول في العالم في مجال الأمن السيبراني، وتمتلك وحدات متخصصة مثل وحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي.
أي مواجهة عربية – إسرائيلية ستشهد محاولات اختراق متبادلة تستهدف أنظمة الدفاع الجوي، شبكات الاتصالات، وحتى البنوك والطاقة.
التحدي العربي سيكون في بناء درع سيبراني مشترك يحمي البنية التحتية من هجمات مفاجئة.
على مستوى الطائرات المسيّرة:
إسرائيل طورت مسيّرات هجومية واستطلاعية متقدمة تُستخدم في غزة ولبنان وسوريا.
في المقابل، الدول العربية تمتلك اليوم فرصة لمعادلة الكفة عبر التوسع في إنتاج المسيّرات الرخيصة وذات المدى الطويل، مثلما فعلت إيران وتركيا.
نقطة ضعف إسرائيل هي صعوبة التصدي لعدد ضخم من المسيّرات الانتحارية في وقت واحد، وهو ما ظهر في تجارب حديثة.
المعادلة المحتملة:
إذا تمكّنت الجيوش العربية من الجمع بين قدرات سيبرانية دفاعية وهجومية + أسراب من المسيّرات، فإن ذلك سيُربك العقيدة الإسرائيلية المعتمدة على التفوق التكنولوجي والجوي. المواجهة لن تكون فقط في الجو أو البر، بل أيضاً في الفضاء الإلكتروني والسماء المسيّرة.
خامساً: المواجهة بين إسرائيل ومصر
منذ حرب أكتوبر 1973، لم تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين المصري والإسرائيلي، لكن سيناريوهات المستقبل لا تستبعد إمكانية تصعيد ما في حال تغيّر المعادلات السياسية أو الأمنية في المنطقة.
في حال المواجهة، سيكون ميزان القوى الحديثة هو الفيصل:
في الحرب السيبرانية
إسرائيل تمتلك خبرة متقدمة جدًا (وحدة 8200)، وتستطيع شنّ هجمات إلكترونية تستهدف أنظمة القيادة والسيطرة.
مصر من جهتها طوّرت مؤخرًا قدرات في الأمن السيبراني العسكري، لكن ما زالت بحاجة لتعزيز وحدات متخصصة قادرة على حماية البنى التحتية العسكرية والمدنية في وقت الحرب.
في الطائرات المسيّرة
إسرائيل تمتلك أسطولًا متنوعًا من المسيّرات الهجومية والاستطلاعية، بعضها قادر على العمل لساعات طويلة فوق مسارح العمليات.
مصر بدورها دخلت مجال تطوير المسيّرات محليًا، بالتوازي مع شراء نماذج متقدمة، وتسعى لتعزيز هذا السلاح ليكون أداة ردع في سيناء والحدود الشرقية.
في سلاح الجو والدفاع الجوي
إسرائيل تعتمد على مقاتلات F-35 الأمريكية المتطورة.
مصر تعتمد على الرافال الفرنسية وMiG-29 الروسية، إلى جانب شبكة دفاع جوي قوية تُعتبر من الأضخم في الشرق الأوسط.
أي مواجهة ستُحسم بقدرة مصر على تحييد التفوق الجوي الإسرائيلي عبر أنظمة الدفاع الجوي والتشويش الإلكتروني.
السيناريو المحتمل إذا اندلعت مواجهة، فإن إسرائيل ستسعى للضرب أولاً عبر الهجمات السيبرانية والمسيّرات لإرباك مصر.
بالمقابل، مصر قد تراهن على شبكة دفاعها الجوي الكثيفة، وقدرتها على استنزاف سلاح الجو الإسرائيلي.
نقطة القوة المصرية الكبرى تكمن في التعداد البشري الضخم والقدرة على الصمود طويلًا، بينما نقطة ضعف إسرائيل تكمن في خوفها من حرب استنزاف طويلة.
سادساً: في حالة قرار إسرائيل غزو جنوب لبنان وجنوب غرب سوريا
السيناريو الأخطر في المنطقة يتمثل في احتمال اتخاذ إسرائيل قرارًا بشنّ عملية عسكرية واسعة لغزو جنوب لبنان أو التمدد نحو جنوب غرب سوريا (الجولان وما حوله).
هذه المواجهة ستكون مختلفة عن أي حرب تقليدية:
طبيعة الأرض
جنوب لبنان منطقة جبلية وعرة، تجعل الآليات والدبابات الإسرائيلية أهدافًا سهلة للمقاومة والمسيّرات الانتحارية.
جنوب غرب سوريا (الجولان) منطقة مفتوحة أكثر، لكنها تبقى تحت أنظار الدفاعات السورية وحلفائها.
المسيّرات والصواريخ حزب الله
يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة (تقدَّر بمئات الآلاف)، إضافة إلى مسيّرات هجومية واستطلاعية أثبتت فعاليتها.
إسرائيل ستعتمد على القبة الحديدية ومقلاع داوود وحيتس لاعتراض هذه الصواريخ، لكن كثافة النيران قد تُغرق هذه الأنظمة.
الحرب السيبرانية
المواجهة لن تكون ميدانية فقط، بل ستشمل هجمات سيبرانية متبادلة:
إسرائيل قد تستهدف شبكات الكهرباء والاتصالات في لبنان وسوريا.
بالمقابل، هناك إمكانية لاختراق الأنظمة الإسرائيلية عبر حلفاء إقليميين لإرباك جبهتها الداخلية. التدخلات الإقليمية أي غزو قد يفتح الباب أمام دخول إيران أو تركيا بشكل مباشر عبر دعم لوجستي أو هجمات سيبرانية.
كما أن دولاً عربية قد تجد نفسها مضطرة للتحرك سياسيًا أو عسكريًا (ولو بشكل غير مباشر) لمنع انهيار التوازن في المنطقة.
السيناريو المحتمل
إسرائيل قد تُحقق تقدماً ميدانياً في البداية بفضل تفوقها الجوي.
لكن حرب العصابات والمسيّرات في الجنوب اللبناني ستُحوّل التوغل إلى حرب استنزاف طويلة، كما حدث عام 2006 وربما أشد.
في سوريا، أي توغل سيضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه، مما يفتح جبهة إقليمية أوسع.
سابعاً: في حالة قرار إسرائيل غزو الأردن كاملة
رغم أن العلاقات بين الأردن وإسرائيل قائمة رسميًا منذ معاهدة وادي عربة (1994)، إلا أن سيناريو غزو إسرائيل للأردن يبقى فرضية خطيرة تطرحها بعض التحليلات الاستراتيجية، خصوصًا في ظل الطموحات التوسعية الإسرائيلية وفكرة "الوطن البديل".
الأهمية الجغرافية
الأردن يمثل العمق الشرقي لفلسطين التاريخية، والسيطرة عليه تمنح إسرائيل مجالاً استراتيجيًا واسعًا يصل حتى الحدود العراقية والسعودية.
غزو الأردن يعني تطويق الضفة الغربية تمامًا، وفرض واقع جيوسياسي جديد في المنطقة.
الوضع العسكري الأردني
الجيش الأردني يتمتع بخبرة عالية في الحرب البرية وحرب العصابات بحكم التضاريس الجبلية والصحراوية.
يمتلك دفاعات جوية وصاروخية متوسطة، لكن ليس في مستوى الترسانة الإسرائيلية.
نقطة القوة الكبرى للأردن تكمن في العامل البشري والشعبي، حيث أن أي غزو سيحوّل البلاد إلى ساحة مقاومة واسعة النطاق.
إستراتيجية إسرائيل في حال الغزو ستعتمد إسرائيل على التفوق الجوي والسيبراني لتدمير مراكز القيادة الأردنية وشلّ الاتصالات.
التوغل البري سيكون عبر وادي الأردن والمناطق الحدودية، لكن التضاريس الوعرة ستجعل التقدم بطيئًا ومكلفًا.
ردود الفعل الإقليمية
غزو الأردن سيُعتبر كسرًا لكل الخطوط الحمراء في المنطقة، لأنه يعني تهديد مباشر للسعودية والعراق وسوريا.
من المرجح أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، حيث لا يمكن لدول عربية أساسية أن تقف متفرجة على سقوط الأردن.
السيناريو المحتمل
قد تحقق إسرائيل تفوقًا عسكريًا سريعًا في الأيام الأولى عبر قصف جوي مكثف.
لكن حرب العصابات والمقاومة الشعبية ستجعل الاحتلال مكلفًا جدًا على المدى الطويل. أي غزو للأردن قد يُحوّل الصراع من نزاع حدودي إلى مواجهة عربية شاملة تهدد وجود إسرائيل ذاته.
ثامناً: سيناريوهات نجاح إسرائيل في غزو سيناء والانتصار على مصر
رغم أن مصر وإسرائيل مرتبطتان باتفاقية سلام منذ 1979، إلا أن احتمال عودة المواجهة في سيناء يبقى فرضية قائمة في التحليلات العسكرية.
فما هي السيناريوهات التي قد تمكّن إسرائيل من النجاح في غزو سيناء؟
السيطرة الجوية والسيبرانية
إسرائيل ستسعى أولاً إلى شلّ الدفاع الجوي المصري عبر ضربات إلكترونية وهجمات سيبرانية تستهدف أنظمة الرادار والاتصالات.
استخدام مقاتلات F-35 الشبحية قد يمنح إسرائيل قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة في العمق المصري مع تقليل الخسائر.
استخدام قوات خاصة وإنزالات جوية قد تعتمد إسرائيل على وحدات النخبة للسيطرة على نقاط استراتيجية في سيناء مثل الممرات الجبلية أو المطارات.
السيطرة السريعة على هذه النقاط قد تُربك الجيش المصري وتفتح الطريق أمام التوغل البري.
التفوق في المسيّرات والصواريخ
إسرائيل قد تستخدم أسرابًا ضخمة من المسيّرات الانتحارية لتدمير الدبابات المصرية ومراكز القيادة.
في الوقت نفسه، تُطلق صواريخ دقيقة لضرب الجسور والبنية التحتية التي تربط سيناء بالدلتا لتعطيل الإمدادات.
الحرب الإعلامية والنفسية
جزء من أي خطة إسرائيلية سيكون إضعاف الروح المعنوية عبر نشر الشائعات وحرب نفسية تستهدف المدنيين والعسكريين.
الهدف هو خلق حالة ارتباك تمنع الجيش المصري من التنظيم والرد الفعال.
العامل الدولي
نجاح إسرائيل يعتمد بدرجة كبيرة على الدعم الأمريكي والغربي، سواء عبر الغطاء السياسي في مجلس الأمن أو عبر إمداد عاجل بالذخائر والاستخبارات.
أي ضغط دولي لوقف الحرب مبكرًا قد يجمد الموقف بعد أن تكون إسرائيل قد سيطرت على أجزاء من سيناء.
تاسعاً: سيناريوهات ضم الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل
منذ سنوات طويلة، يُطرح في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية مشروع ضم الأراضي الفلسطينية، سواء تدريجيًا أو عبر خطوات مفاجئة.
هذا السيناريو سيكون بمثابة تغيير جذري لمعادلة الصراع في المنطقة. ضم الضفة الغربية إسرائيل تعمل بالفعل على فرض أمر واقع عبر الاستيطان، حيث أصبحت مساحات واسعة من الضفة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة.
السيناريو الأول يتمثل في إعلان رسمي بضم الضفة الغربية مع منح سكانها الفلسطينيين "إقامة دائمة" دون حقوق سياسية كاملة.
السيناريو الثاني أكثر خطورة، وهو تهجير تدريجي أو قسري للسكان نحو الأردن بحجة الأمن أو "الوطن البديل".
ضم قطاع غزة هذا السيناريو أعقد بكثير، لأن غزة منطقة مكتظة بالسكان (أكثر من مليوني نسمة) وتخضع لسيطرة قوى مقاومة مسلحة.
إذا قررت إسرائيل ضم غزة، فستحتاج إما إلى اجتياح شامل ينتهي باحتلال كامل، أو إلى فرض إدارة عسكرية صارمة مع محاولات تهجير واسعة.
لكن أي غزو شامل لغزة سيكلف إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية ضخمة، كما سيشعل انتفاضة شاملة داخل فلسطين وربما في المنطقة كلها.
ردود الفعل الفلسطينية
الضفة الغربية قد تتحول إلى مركز انتفاضة مسلحة جديدة في حال فرض الضم بالقوة.
غزة ستبقى الجبهة الأكثر اشتعالًا، حيث ستستخدم فصائل المقاومة كل ما لديها من صواريخ ومسيّرات لإفشال أي محاولة ضم.
الأبعاد الإقليمية
ضم الضفة وغزة لن يكون مجرد خطوة إسرائيلية داخلية، بل سيعني تفجير الوضع الإقليمي مع الأردن ومصر وربما أطراف أخرى.
أي تحرك في هذا الاتجاه قد يُدخل المنطقة في دوامة صراع شاملة، وربما حرب إقليمية، خاصة إذا ارتبط بالتهجير القسري للفلسطينيين.
السيناريو الواقعي الاحتمال الأكبر هو أن إسرائيل ستواصل سياسة الضم التدريجي للضفة الغربية عبر الاستيطان والقوانين، بينما تبقي غزة محاصرة ومعزولة لإضعافها على المدى الطويل.
لكن إعلان ضم كامل لغزة والضفة في وقت واحد قد يفتح الباب أمام انتفاضة فلسطينية كبرى ويدفع الصراع إلى مستوى غير مسبوق.
عاشراً: سيناريوهات المواجهة السيبرانية والطائرات المسيّرة بين الدول العربية وإيران
المواجهة بين بعض الدول العربية وإيران لم تعد تقتصر على الخطاب السياسي أو الحروب بالوكالة، بل بدأت تدخل في مستويات جديدة من الصراع غير التقليدي، أهمها:
الحرب السيبرانية وحرب الطائرات المسيّرة.
الحرب السيبرانية (Cyber Warfare)
إيران تمتلك وحدات سيبرانية متقدمة، سبق لها استهداف بنوك ومؤسسات نفطية في الخليج العربي.
في المقابل، بعض الدول العربية طورت قدراتها الدفاعية والهجومية بالتعاون مع قوى عالمية، ما جعلها قادرة على شنّ هجمات مضادة تستهدف البنية التحتية الإيرانية (الكهرباء، الاتصالات، المصانع).
السيناريو المتوقع:
هجمات متبادلة على شركات النفط والموانئ والمطارات لتعطيل الاقتصاد وفرض ضغط سياسي.
حرب الطائرات المسيّرة (Drone Warfare) إيران تُعتبر من أبرز منتجي المسيّرات في المنطقة، وقد استخدمتها في هجمات على منشآت نفطية في الخليج واليمن والعراق.
الدول العربية استثمرت في الدفاعات الجوية الحديثة، وبدأت بتطوير أو شراء مسيّرات متقدمة للردع.
السيناريو المحتمل:
ضربات إيرانية بطائرات انتحارية تستهدف البنية النفطية أو القواعد العسكرية. رد عربي عبر ضربات مسيّرات دقيقة على منشآت عسكرية وصاروخية إيرانية داخل أراضيها أو على أذرعها في العراق وسوريا واليمن.
تأثير الصراع على الأمن الإقليمي حرب المسيّرات والسيبرانية قد تتحول إلى حرب استنزاف صامتة دون إعلان مواجهة شاملة.
هذا النمط من الصراع يجعل المدن والموانئ والمطارات في الخليج العربي والخليج الفارسي في حالة تهديد دائم.
السيناريو الأخطر إذا تصاعدت الحرب السيبرانية لتشمل تعطيل شبكات الكهرباء والمياه والمستشفيات، فإنها ستؤثر مباشرة على حياة المدنيين.
أما في مجال المسيّرات، فقد تتحول المواجهة إلى سباق تسلح مفتوح، يغير ميزان القوى التقليدي ويجعل التفوق الجوي ليس حكرًا على الطائرات الحربية فقط.
الحادي عشر: سيناريو الحرب السيبرانية والمسيّرات بين دول المغرب العربي والدول الأوروبية أو بين دول المغرب العربي نفسها
لم تعد المواجهات العسكرية مرتبطة فقط بالحدود والجيوش التقليدية، بل أصبحت الحروب السيبرانية والطائرات المسيّرة أدوات ضغط ونفوذ حتى بين دول الجوار أو بين ضفتي البحر المتوسط.
1. الجزائر وفرنسا
السيناريو السيبراني:
الجزائر قد تطوّر قدرات سيبرانية هجومية تستهدف شبكات الطيران أو الطاقة في فرنسا كرد فعل على ضغوط سياسية.
بالمقابل، فرنسا تمتلك إمكانات متقدمة جدًا قادرة على شلّ الاتصالات أو البنوك الجزائرية.
المسيّرات:
رغم تفوق فرنسا، إلا أن الجزائر قد تستخدم مسيّرات هجومية أو استطلاعية لإثبات الردع في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.
2. المغرب وإسبانيا
السيناريو السيبراني:
تصاعد التوتر حول سبتة ومليلية قد يقود إلى هجمات سيبرانية مغربية تستهدف الموانئ الإسبانية أو شبكات المراقبة البحرية، بينما قد ترد إسبانيا بهجمات على البنية الرقمية المغربية.
المسيّرات:
المغرب يمتلك طائرات مسيّرة متطورة (تركية وإسرائيلية الصنع) قد تُستخدم كأداة ردع. في المقابل، إسبانيا تملك دفاعات جوية قادرة على التصدي لكنها قد تجد صعوبة في مواجهة هجمات مسيّرات مكثفة ومنخفضة التكلفة.
3. ليبيا ودول أوروبية (إيطاليا/اليونان/مالطا)
السيناريو السيبراني:
الميليشيات المسلحة أو الحكومة الليبية قد تلجأ إلى استهداف شبكات أوروبية عبر مجموعات هاكرز مدعومة خارجيًا.
المسيّرات:
ليبيا أصبحت ساحة تجريب للمسيّرات التركية والروسية، مما قد يجعلها مصدر تهديد محتمل لمصالح أوروبية إذا خرج الصراع عن السيطرة.
4. المغرب والجزائر (صراع داخلي مغاربي)
السيناريو السيبراني:
حرب إلكترونية متبادلة تشمل اختراق المواقع الحكومية والبنوك والإعلام. المسيّرات: قد تتحول الحدود الطويلة إلى ساحة مناوشات بطائرات استطلاع أو هجومية، خصوصًا مع السباق بين البلدين لاقتناء المسيّرات المتقدمة.
الثاني عشر: سيناريوهات الحرب السيبرانية وحرب المسيّرات في النزاعات الإقليمية العربية والإرهاب
1. دول الساحل والإرهاب ضد دول المغرب العربي
السيبرانية:
الجماعات الإرهابية قد تلجأ لاستخدام تقنيات الاختراق لضرب البنوك، المطارات، أو شبكات الاتصالات في الجزائر والمغرب وتونس لخلق فوضى.
المسيّرات:
الإرهاب المسلح في مالي والنيجر قد يحصل على مسيّرات رخيصة (تجارية أو معدلة) لضرب قواعد عسكرية أو حقول نفط وغاز في الجزائر وليبيا.
التحدي:
الجيوش المغاربية بحاجة لمنظومات مضادة للمسيّرات وخبرات سيبرانية عالية لتفادي "حروب غير متناظرة".
2. مصر – إثيوبيا – السودان (صراع سد النهضة) السيبرانية:
مصر قد تستخدم قدراتها لاختراق أنظمة التحكم في سد النهضة أو تعطيل مشاريع إثيوبية، بينما قد ترد أديس أبابا بمحاولة استهداف البنية التحتية المصرية.
المسيّرات:
قد تستخدم مصر مسيّرات هجومية لضرب منشآت محددة في السد، بينما قد تعتمد إثيوبيا على مسيّرات إيرانية أو تركية لحماية المنشآت.
السيناريو:
حرب سيبرانية–مسيّرات قد تكون "البديل عن الحرب الشاملة" بين الأطراف.
3. المغرب – البوليساريو
السيبرانية:
جبهة البوليساريو قد تستعين بدعم خارجي لشن هجمات على مواقع حكومية وإعلامية مغربية.
المسيّرات:
المغرب يمتلك أسطولًا متقدمًا من المسيّرات التركية والإسرائيلية يمكنه حسم المعركة ميدانيًا عبر مراقبة وضرب تحركات البوليساريو في الصحراء.
التوقع:
المواجهة ستكون غير متكافئة، حيث تتفوق المغرب تكنولوجيًا بشكل كبير.
4. تونس – ليبيا
السيبرانية:
صراع سياسي أو أمني بين البلدين قد يقود لاستخدام الهجمات الإلكترونية على الموانئ أو شبكات النفط.
المسيّرات:
ليبيا، بفضل خبرة الميليشيات ودعم خارجي (تركيا وروسيا)، تمتلك خبرة في المسيّرات، ما قد يشكل تهديدًا أمنيًا لتونس إذا انفلت الوضع.
السيناريو:
تونس قد تُجبر على تطوير دفاعات سيبرانية ومضادة للمسيّرات بشكل سريع.
الثالث عشر: سيناريو مواجهة تركية – عربية في العراق وسوريا وليبيا (الحرب السيبرانية والمسيّرات)
1. في العراق
الوضع:
تركيا تنفذ عمليات عسكرية شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني، وتوسع نفوذها عبر قواعد عسكرية.
السيبرانية:
أي مواجهة عربية–تركية قد تشمل محاولات عربية لاختراق منظومات الاتصالات العسكرية التركية أو تعطيل عملياتها الإلكترونية.
بالمقابل، تمتلك أنقرة قدرات قوية في الحرب الإلكترونية، قد تستهدف البنى التحتية العراقية أو الإعلام العربي المعارض.
المسيّرات:
تركيا تعتمد بكثافة على المسيّرات لضرب أهداف في كردستان العراق.
لو دخلت أطراف عربية داعمة لبغداد، قد يتم استهداف المسيّرات التركية عبر أنظمة دفاع روسية أو صينية الصنع تُزوَّد للعراق.
2. في سوريا
الوضع:
التواجد التركي في شمال سوريا يضعه مباشرة في مواجهة محتملة مع الجيش السوري وحلفائه.
السيبرانية:
تركيا قد تعطل أنظمة القيادة والسيطرة السورية، بينما سوريا وحلفاؤها قد يلجؤون لهجمات سيبرانية على البنوك والشركات التركية.
المسيّرات:
المسيّرات التركية أثبتت تفوقها في إدلب وعفرين، لكن في حالة دعم عربي–سوري مشترك بأسلحة مضادة للمسيّرات، قد تتغير المعادلة.
3. في ليبيا
الوضع:
تركيا رسخت وجودها عبر اتفاقيات عسكرية مع حكومة طرابلس، ونشرت مسيّرات بيرقدار في المعارك ضد قوات شرق ليبيا.
السيبرانية:
الصراع قد يشمل تعطيل أنظمة الاتصالات الليبية أو التشويش على الطائرات المسيّرة.
المسيّرات:
إذا دعمت دول عربية قوات شرق ليبيا بمسيّرات صينية أو روسية، فالمعركة الجوية بين "بيرقدار التركية" و"وينغ لونغ الصينية" ستعيد توازن القوى.
التقييم العام القوة التركية:
تمتلك خبرة قتالية عملية في استخدام المسيّرات والحرب الإلكترونية، ما يمنحها تفوقًا تكتيكيًا.
القوة العربية:
تعتمد على القدرات المالية + شراء مسيّرات متطورة + أنظمة دفاع جوي + تعاون سيبراني عربي.
السيناريو المحتمل:
المواجهة ستكون "حرب ظل" (Proxy War) أكثر من مواجهة مباشرة، عبر دعم أطراف محلية في العراق وسوريا وليبيا، مع استخدام مكثف للمسيّرات والتشويش الإلكتروني.
الرابع عشر والاخير: سيناريو المواجهة بين دول الخليج والحوثيين وميليشيات إيران في العراق واليمن
1. اليمن (الحوثيون – السعودية والإمارات)
الوضع الحالي:
الحوثيون يملكون قدرات صاروخية ومسيّرات إيرانية الصنع مثل شاهد-136، تستهدف العمق السعودي والإماراتي.
الحرب السيبرانية:
الحوثيون (بدعم إيراني) قد ينفذون هجمات سيبرانية لتعطيل أنظمة البنوك أو المطارات في السعودية والإمارات.
في المقابل، تمتلك دول الخليج (خصوصًا السعودية والإمارات) بنية قوية في الأمن السيبراني، قادرة على تعطيل شبكات الحوثيين ومراقبة اتصالاتهم.
المسيّرات:
المواجهة ستكون مسيّرات هجومية حوثية مقابل أنظمة دفاع جوي خليجية (باتريوت، ثاد، وNASAMS).
الإمارات قد تعتمد أيضًا على مسيّرات صينية وروسية للقيام بعمليات هجومية دقيقة.
2. العراق (الميليشيات الموالية لإيران – دول الخليج)
الوضع:
الميليشيات العراقية الموالية لإيران قد تستخدم المسيّرات لضرب أهداف نفطية أو عسكرية في السعودية والكويت.
السيبرانية:
الميليشيات، بدعم الحرس الثوري، قد تستهدف البنية التحتية النفطية والاتصالات في الخليج.
دول الخليج قادرة على الرد عبر هجمات مضادة لتعطيل شبكات الميليشيات في بغداد والبصرة.
المسيّرات:
المسيّرات الإيرانية (مثل مهاجر وشاهد) قد تُستخدم من الأراضي العراقية ضد الخليج. الدفاعات الخليجية المتقدمة قد تقلل من فعاليتها، لكن الهجمات ستبقى مصدر قلق استراتيجي.
3. البحرين والكويت كجبهة خلفية
أي تصعيد مع الميليشيات المدعومة من إيران قد يجعل البحرين والكويت أهدافًا سهلة لصواريخ أو مسيّرات انطلاقًا من العراق أو اليمن.
التقييم العام قوة إيران ووكلائها:
تعتمد على الهجمات غير المتناظرة (مسيّرات رخيصة، صواريخ بالستية، هجمات سيبرانية).
قوة الخليج:
التفوق المالي والتكنولوجي، أنظمة دفاع جوي متقدمة، تعاون استخباراتي مع الغرب، وقدرات سيبرانية متطورة.
السيناريو المحتمل:
حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث تستمر الميليشيات في ضرب أهداف خليجية، بينما ترد دول الخليج بضربات دقيقة في اليمن وربما داخل العراق، مع تصاعد دور الحرب السيبرانية والتشويش على المسيّرات.
بهذا يكون لدينا 14 سيناريو عسكري–استراتيجي كامل، كل واحد مثير للنقاش وهناك إحتمالات أخرى مثل الحرب اللبنانية السورية أو الحرب العراقية السورية.
في السنوات الأخيرة، شاهدنا كيف غيّرت الطائرات المسيّرة مجريات الحروب في ليبيا، ناغورنو كاراباخ، أوكرانيا وغزة، وكيف أصبحت الهجمات السيبرانية قادرة على شلّ وزارات الدفاع، تعطيل البنوك، أو حتى ضرب شبكات الكهرباء في لحظات.
السؤال المطروح: هل الدول العربية مستعدة لمواجهة هذه التهديدات الجديدة؟
أولاً: التهديدات السيبرانية (Cyber Warfare)
الحرب السيبرانية تعني استخدام الهجمات الإلكترونية لاختراق أنظمة العدو العسكرية والاقتصادية.
إسرائيل وتركيا قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، بينما ما زالت أغلب الدول العربية في بداية الطريق.
الأخطر أن العدو قد يسيطر على أنظمة دفاع جوي أو قواعد عسكرية عبر الاختراق.
بعض الدول العربية بدأت تأسيس قيادات حرب إلكترونية خاصة، مثل السعودية والإمارات ومصر.
ثانياً: الطائرات المسيّرة (Drones)
أثبتت المسيّرات أنها سلاح رخيص وفعّال، حيث تستطيع تدمير دبابات بملايين الدولارات بصاروخ بسيط. تركيا وإيران استثمرتا بشكل كبير في تطوير المسيّرات، بينما دول عربية مثل الإمارات والسعودية والمغرب بدأت برامج تصنيع محلي.
مصر والجزائر كذلك دخلتا المجال بتطوير وإنتاج نماذج محلية أو بالتعاون مع دول أخرى.
التحدي الأكبر هو امتلاك أنظمة دفاعية مضادة للمسيّرات (تشويش – ليزر – صواريخ قصيرة المدى).
ثالثاً: كيف يمكن للدول العربية الاستعداد؟
بناء وحدات سيبرانية متخصصة في جيوشها لحماية البنى التحتية والدفاع عن الفضاء الإلكتروني.
تطوير صناعات عسكرية محلية للمسيّرات بدل الاعتماد فقط على الاستيراد.
تعزيز التعاون العربي المشترك في تبادل المعلومات حول الهجمات السيبرانية.
الاستثمار في أنظمة الحرب الإلكترونية والتشويش لمواجهة الطائرات بدون طيار.
تدريب جيل جديد من الضباط والمهندسين المتخصصين في الحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
رابعاً: ماذا لو كانت المواجهة مع إسرائيل؟
إذا افترضنا أن المواجهة المقبلة ستكون مع إسرائيل، فإن سلاح السيبرانية والطائرات المسيّرة سيكون في قلب المعركة.
على مستوى الحرب السيبرانية:
إسرائيل تُعد من أقوى خمس دول في العالم في مجال الأمن السيبراني، وتمتلك وحدات متخصصة مثل وحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي.
أي مواجهة عربية – إسرائيلية ستشهد محاولات اختراق متبادلة تستهدف أنظمة الدفاع الجوي، شبكات الاتصالات، وحتى البنوك والطاقة.
التحدي العربي سيكون في بناء درع سيبراني مشترك يحمي البنية التحتية من هجمات مفاجئة.
على مستوى الطائرات المسيّرة:
إسرائيل طورت مسيّرات هجومية واستطلاعية متقدمة تُستخدم في غزة ولبنان وسوريا.
في المقابل، الدول العربية تمتلك اليوم فرصة لمعادلة الكفة عبر التوسع في إنتاج المسيّرات الرخيصة وذات المدى الطويل، مثلما فعلت إيران وتركيا.
نقطة ضعف إسرائيل هي صعوبة التصدي لعدد ضخم من المسيّرات الانتحارية في وقت واحد، وهو ما ظهر في تجارب حديثة.
المعادلة المحتملة:
إذا تمكّنت الجيوش العربية من الجمع بين قدرات سيبرانية دفاعية وهجومية + أسراب من المسيّرات، فإن ذلك سيُربك العقيدة الإسرائيلية المعتمدة على التفوق التكنولوجي والجوي. المواجهة لن تكون فقط في الجو أو البر، بل أيضاً في الفضاء الإلكتروني والسماء المسيّرة.
خامساً: المواجهة بين إسرائيل ومصر
منذ حرب أكتوبر 1973، لم تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين المصري والإسرائيلي، لكن سيناريوهات المستقبل لا تستبعد إمكانية تصعيد ما في حال تغيّر المعادلات السياسية أو الأمنية في المنطقة.
في حال المواجهة، سيكون ميزان القوى الحديثة هو الفيصل:
في الحرب السيبرانية
إسرائيل تمتلك خبرة متقدمة جدًا (وحدة 8200)، وتستطيع شنّ هجمات إلكترونية تستهدف أنظمة القيادة والسيطرة.
مصر من جهتها طوّرت مؤخرًا قدرات في الأمن السيبراني العسكري، لكن ما زالت بحاجة لتعزيز وحدات متخصصة قادرة على حماية البنى التحتية العسكرية والمدنية في وقت الحرب.
في الطائرات المسيّرة
إسرائيل تمتلك أسطولًا متنوعًا من المسيّرات الهجومية والاستطلاعية، بعضها قادر على العمل لساعات طويلة فوق مسارح العمليات.
مصر بدورها دخلت مجال تطوير المسيّرات محليًا، بالتوازي مع شراء نماذج متقدمة، وتسعى لتعزيز هذا السلاح ليكون أداة ردع في سيناء والحدود الشرقية.
في سلاح الجو والدفاع الجوي
إسرائيل تعتمد على مقاتلات F-35 الأمريكية المتطورة.
مصر تعتمد على الرافال الفرنسية وMiG-29 الروسية، إلى جانب شبكة دفاع جوي قوية تُعتبر من الأضخم في الشرق الأوسط.
أي مواجهة ستُحسم بقدرة مصر على تحييد التفوق الجوي الإسرائيلي عبر أنظمة الدفاع الجوي والتشويش الإلكتروني.
السيناريو المحتمل إذا اندلعت مواجهة، فإن إسرائيل ستسعى للضرب أولاً عبر الهجمات السيبرانية والمسيّرات لإرباك مصر.
بالمقابل، مصر قد تراهن على شبكة دفاعها الجوي الكثيفة، وقدرتها على استنزاف سلاح الجو الإسرائيلي.
نقطة القوة المصرية الكبرى تكمن في التعداد البشري الضخم والقدرة على الصمود طويلًا، بينما نقطة ضعف إسرائيل تكمن في خوفها من حرب استنزاف طويلة.
سادساً: في حالة قرار إسرائيل غزو جنوب لبنان وجنوب غرب سوريا
السيناريو الأخطر في المنطقة يتمثل في احتمال اتخاذ إسرائيل قرارًا بشنّ عملية عسكرية واسعة لغزو جنوب لبنان أو التمدد نحو جنوب غرب سوريا (الجولان وما حوله).
هذه المواجهة ستكون مختلفة عن أي حرب تقليدية:
طبيعة الأرض
جنوب لبنان منطقة جبلية وعرة، تجعل الآليات والدبابات الإسرائيلية أهدافًا سهلة للمقاومة والمسيّرات الانتحارية.
جنوب غرب سوريا (الجولان) منطقة مفتوحة أكثر، لكنها تبقى تحت أنظار الدفاعات السورية وحلفائها.
المسيّرات والصواريخ حزب الله
يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة (تقدَّر بمئات الآلاف)، إضافة إلى مسيّرات هجومية واستطلاعية أثبتت فعاليتها.
إسرائيل ستعتمد على القبة الحديدية ومقلاع داوود وحيتس لاعتراض هذه الصواريخ، لكن كثافة النيران قد تُغرق هذه الأنظمة.
الحرب السيبرانية
المواجهة لن تكون ميدانية فقط، بل ستشمل هجمات سيبرانية متبادلة:
إسرائيل قد تستهدف شبكات الكهرباء والاتصالات في لبنان وسوريا.
بالمقابل، هناك إمكانية لاختراق الأنظمة الإسرائيلية عبر حلفاء إقليميين لإرباك جبهتها الداخلية. التدخلات الإقليمية أي غزو قد يفتح الباب أمام دخول إيران أو تركيا بشكل مباشر عبر دعم لوجستي أو هجمات سيبرانية.
كما أن دولاً عربية قد تجد نفسها مضطرة للتحرك سياسيًا أو عسكريًا (ولو بشكل غير مباشر) لمنع انهيار التوازن في المنطقة.
السيناريو المحتمل
إسرائيل قد تُحقق تقدماً ميدانياً في البداية بفضل تفوقها الجوي.
لكن حرب العصابات والمسيّرات في الجنوب اللبناني ستُحوّل التوغل إلى حرب استنزاف طويلة، كما حدث عام 2006 وربما أشد.
في سوريا، أي توغل سيضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه، مما يفتح جبهة إقليمية أوسع.
سابعاً: في حالة قرار إسرائيل غزو الأردن كاملة
رغم أن العلاقات بين الأردن وإسرائيل قائمة رسميًا منذ معاهدة وادي عربة (1994)، إلا أن سيناريو غزو إسرائيل للأردن يبقى فرضية خطيرة تطرحها بعض التحليلات الاستراتيجية، خصوصًا في ظل الطموحات التوسعية الإسرائيلية وفكرة "الوطن البديل".
الأهمية الجغرافية
الأردن يمثل العمق الشرقي لفلسطين التاريخية، والسيطرة عليه تمنح إسرائيل مجالاً استراتيجيًا واسعًا يصل حتى الحدود العراقية والسعودية.
غزو الأردن يعني تطويق الضفة الغربية تمامًا، وفرض واقع جيوسياسي جديد في المنطقة.
الوضع العسكري الأردني
الجيش الأردني يتمتع بخبرة عالية في الحرب البرية وحرب العصابات بحكم التضاريس الجبلية والصحراوية.
يمتلك دفاعات جوية وصاروخية متوسطة، لكن ليس في مستوى الترسانة الإسرائيلية.
نقطة القوة الكبرى للأردن تكمن في العامل البشري والشعبي، حيث أن أي غزو سيحوّل البلاد إلى ساحة مقاومة واسعة النطاق.
إستراتيجية إسرائيل في حال الغزو ستعتمد إسرائيل على التفوق الجوي والسيبراني لتدمير مراكز القيادة الأردنية وشلّ الاتصالات.
التوغل البري سيكون عبر وادي الأردن والمناطق الحدودية، لكن التضاريس الوعرة ستجعل التقدم بطيئًا ومكلفًا.
ردود الفعل الإقليمية
غزو الأردن سيُعتبر كسرًا لكل الخطوط الحمراء في المنطقة، لأنه يعني تهديد مباشر للسعودية والعراق وسوريا.
من المرجح أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، حيث لا يمكن لدول عربية أساسية أن تقف متفرجة على سقوط الأردن.
السيناريو المحتمل
قد تحقق إسرائيل تفوقًا عسكريًا سريعًا في الأيام الأولى عبر قصف جوي مكثف.
لكن حرب العصابات والمقاومة الشعبية ستجعل الاحتلال مكلفًا جدًا على المدى الطويل. أي غزو للأردن قد يُحوّل الصراع من نزاع حدودي إلى مواجهة عربية شاملة تهدد وجود إسرائيل ذاته.
ثامناً: سيناريوهات نجاح إسرائيل في غزو سيناء والانتصار على مصر
رغم أن مصر وإسرائيل مرتبطتان باتفاقية سلام منذ 1979، إلا أن احتمال عودة المواجهة في سيناء يبقى فرضية قائمة في التحليلات العسكرية.
فما هي السيناريوهات التي قد تمكّن إسرائيل من النجاح في غزو سيناء؟
السيطرة الجوية والسيبرانية
إسرائيل ستسعى أولاً إلى شلّ الدفاع الجوي المصري عبر ضربات إلكترونية وهجمات سيبرانية تستهدف أنظمة الرادار والاتصالات.
استخدام مقاتلات F-35 الشبحية قد يمنح إسرائيل قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة في العمق المصري مع تقليل الخسائر.
استخدام قوات خاصة وإنزالات جوية قد تعتمد إسرائيل على وحدات النخبة للسيطرة على نقاط استراتيجية في سيناء مثل الممرات الجبلية أو المطارات.
السيطرة السريعة على هذه النقاط قد تُربك الجيش المصري وتفتح الطريق أمام التوغل البري.
التفوق في المسيّرات والصواريخ
إسرائيل قد تستخدم أسرابًا ضخمة من المسيّرات الانتحارية لتدمير الدبابات المصرية ومراكز القيادة.
في الوقت نفسه، تُطلق صواريخ دقيقة لضرب الجسور والبنية التحتية التي تربط سيناء بالدلتا لتعطيل الإمدادات.
الحرب الإعلامية والنفسية
جزء من أي خطة إسرائيلية سيكون إضعاف الروح المعنوية عبر نشر الشائعات وحرب نفسية تستهدف المدنيين والعسكريين.
الهدف هو خلق حالة ارتباك تمنع الجيش المصري من التنظيم والرد الفعال.
العامل الدولي
نجاح إسرائيل يعتمد بدرجة كبيرة على الدعم الأمريكي والغربي، سواء عبر الغطاء السياسي في مجلس الأمن أو عبر إمداد عاجل بالذخائر والاستخبارات.
أي ضغط دولي لوقف الحرب مبكرًا قد يجمد الموقف بعد أن تكون إسرائيل قد سيطرت على أجزاء من سيناء.
تاسعاً: سيناريوهات ضم الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل
منذ سنوات طويلة، يُطرح في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية مشروع ضم الأراضي الفلسطينية، سواء تدريجيًا أو عبر خطوات مفاجئة.
هذا السيناريو سيكون بمثابة تغيير جذري لمعادلة الصراع في المنطقة. ضم الضفة الغربية إسرائيل تعمل بالفعل على فرض أمر واقع عبر الاستيطان، حيث أصبحت مساحات واسعة من الضفة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة.
السيناريو الأول يتمثل في إعلان رسمي بضم الضفة الغربية مع منح سكانها الفلسطينيين "إقامة دائمة" دون حقوق سياسية كاملة.
السيناريو الثاني أكثر خطورة، وهو تهجير تدريجي أو قسري للسكان نحو الأردن بحجة الأمن أو "الوطن البديل".
ضم قطاع غزة هذا السيناريو أعقد بكثير، لأن غزة منطقة مكتظة بالسكان (أكثر من مليوني نسمة) وتخضع لسيطرة قوى مقاومة مسلحة.
إذا قررت إسرائيل ضم غزة، فستحتاج إما إلى اجتياح شامل ينتهي باحتلال كامل، أو إلى فرض إدارة عسكرية صارمة مع محاولات تهجير واسعة.
لكن أي غزو شامل لغزة سيكلف إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية ضخمة، كما سيشعل انتفاضة شاملة داخل فلسطين وربما في المنطقة كلها.
ردود الفعل الفلسطينية
الضفة الغربية قد تتحول إلى مركز انتفاضة مسلحة جديدة في حال فرض الضم بالقوة.
غزة ستبقى الجبهة الأكثر اشتعالًا، حيث ستستخدم فصائل المقاومة كل ما لديها من صواريخ ومسيّرات لإفشال أي محاولة ضم.
الأبعاد الإقليمية
ضم الضفة وغزة لن يكون مجرد خطوة إسرائيلية داخلية، بل سيعني تفجير الوضع الإقليمي مع الأردن ومصر وربما أطراف أخرى.
أي تحرك في هذا الاتجاه قد يُدخل المنطقة في دوامة صراع شاملة، وربما حرب إقليمية، خاصة إذا ارتبط بالتهجير القسري للفلسطينيين.
السيناريو الواقعي الاحتمال الأكبر هو أن إسرائيل ستواصل سياسة الضم التدريجي للضفة الغربية عبر الاستيطان والقوانين، بينما تبقي غزة محاصرة ومعزولة لإضعافها على المدى الطويل.
لكن إعلان ضم كامل لغزة والضفة في وقت واحد قد يفتح الباب أمام انتفاضة فلسطينية كبرى ويدفع الصراع إلى مستوى غير مسبوق.
عاشراً: سيناريوهات المواجهة السيبرانية والطائرات المسيّرة بين الدول العربية وإيران
المواجهة بين بعض الدول العربية وإيران لم تعد تقتصر على الخطاب السياسي أو الحروب بالوكالة، بل بدأت تدخل في مستويات جديدة من الصراع غير التقليدي، أهمها:
الحرب السيبرانية وحرب الطائرات المسيّرة.
الحرب السيبرانية (Cyber Warfare)
إيران تمتلك وحدات سيبرانية متقدمة، سبق لها استهداف بنوك ومؤسسات نفطية في الخليج العربي.
في المقابل، بعض الدول العربية طورت قدراتها الدفاعية والهجومية بالتعاون مع قوى عالمية، ما جعلها قادرة على شنّ هجمات مضادة تستهدف البنية التحتية الإيرانية (الكهرباء، الاتصالات، المصانع).
السيناريو المتوقع:
هجمات متبادلة على شركات النفط والموانئ والمطارات لتعطيل الاقتصاد وفرض ضغط سياسي.
حرب الطائرات المسيّرة (Drone Warfare) إيران تُعتبر من أبرز منتجي المسيّرات في المنطقة، وقد استخدمتها في هجمات على منشآت نفطية في الخليج واليمن والعراق.
الدول العربية استثمرت في الدفاعات الجوية الحديثة، وبدأت بتطوير أو شراء مسيّرات متقدمة للردع.
السيناريو المحتمل:
ضربات إيرانية بطائرات انتحارية تستهدف البنية النفطية أو القواعد العسكرية. رد عربي عبر ضربات مسيّرات دقيقة على منشآت عسكرية وصاروخية إيرانية داخل أراضيها أو على أذرعها في العراق وسوريا واليمن.
تأثير الصراع على الأمن الإقليمي حرب المسيّرات والسيبرانية قد تتحول إلى حرب استنزاف صامتة دون إعلان مواجهة شاملة.
هذا النمط من الصراع يجعل المدن والموانئ والمطارات في الخليج العربي والخليج الفارسي في حالة تهديد دائم.
السيناريو الأخطر إذا تصاعدت الحرب السيبرانية لتشمل تعطيل شبكات الكهرباء والمياه والمستشفيات، فإنها ستؤثر مباشرة على حياة المدنيين.
أما في مجال المسيّرات، فقد تتحول المواجهة إلى سباق تسلح مفتوح، يغير ميزان القوى التقليدي ويجعل التفوق الجوي ليس حكرًا على الطائرات الحربية فقط.
الحادي عشر: سيناريو الحرب السيبرانية والمسيّرات بين دول المغرب العربي والدول الأوروبية أو بين دول المغرب العربي نفسها
لم تعد المواجهات العسكرية مرتبطة فقط بالحدود والجيوش التقليدية، بل أصبحت الحروب السيبرانية والطائرات المسيّرة أدوات ضغط ونفوذ حتى بين دول الجوار أو بين ضفتي البحر المتوسط.
1. الجزائر وفرنسا
السيناريو السيبراني:
الجزائر قد تطوّر قدرات سيبرانية هجومية تستهدف شبكات الطيران أو الطاقة في فرنسا كرد فعل على ضغوط سياسية.
بالمقابل، فرنسا تمتلك إمكانات متقدمة جدًا قادرة على شلّ الاتصالات أو البنوك الجزائرية.
المسيّرات:
رغم تفوق فرنسا، إلا أن الجزائر قد تستخدم مسيّرات هجومية أو استطلاعية لإثبات الردع في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.
2. المغرب وإسبانيا
السيناريو السيبراني:
تصاعد التوتر حول سبتة ومليلية قد يقود إلى هجمات سيبرانية مغربية تستهدف الموانئ الإسبانية أو شبكات المراقبة البحرية، بينما قد ترد إسبانيا بهجمات على البنية الرقمية المغربية.
المسيّرات:
المغرب يمتلك طائرات مسيّرة متطورة (تركية وإسرائيلية الصنع) قد تُستخدم كأداة ردع. في المقابل، إسبانيا تملك دفاعات جوية قادرة على التصدي لكنها قد تجد صعوبة في مواجهة هجمات مسيّرات مكثفة ومنخفضة التكلفة.
3. ليبيا ودول أوروبية (إيطاليا/اليونان/مالطا)
السيناريو السيبراني:
الميليشيات المسلحة أو الحكومة الليبية قد تلجأ إلى استهداف شبكات أوروبية عبر مجموعات هاكرز مدعومة خارجيًا.
المسيّرات:
ليبيا أصبحت ساحة تجريب للمسيّرات التركية والروسية، مما قد يجعلها مصدر تهديد محتمل لمصالح أوروبية إذا خرج الصراع عن السيطرة.
4. المغرب والجزائر (صراع داخلي مغاربي)
السيناريو السيبراني:
حرب إلكترونية متبادلة تشمل اختراق المواقع الحكومية والبنوك والإعلام. المسيّرات: قد تتحول الحدود الطويلة إلى ساحة مناوشات بطائرات استطلاع أو هجومية، خصوصًا مع السباق بين البلدين لاقتناء المسيّرات المتقدمة.
الثاني عشر: سيناريوهات الحرب السيبرانية وحرب المسيّرات في النزاعات الإقليمية العربية والإرهاب
1. دول الساحل والإرهاب ضد دول المغرب العربي
السيبرانية:
الجماعات الإرهابية قد تلجأ لاستخدام تقنيات الاختراق لضرب البنوك، المطارات، أو شبكات الاتصالات في الجزائر والمغرب وتونس لخلق فوضى.
المسيّرات:
الإرهاب المسلح في مالي والنيجر قد يحصل على مسيّرات رخيصة (تجارية أو معدلة) لضرب قواعد عسكرية أو حقول نفط وغاز في الجزائر وليبيا.
التحدي:
الجيوش المغاربية بحاجة لمنظومات مضادة للمسيّرات وخبرات سيبرانية عالية لتفادي "حروب غير متناظرة".
2. مصر – إثيوبيا – السودان (صراع سد النهضة) السيبرانية:
مصر قد تستخدم قدراتها لاختراق أنظمة التحكم في سد النهضة أو تعطيل مشاريع إثيوبية، بينما قد ترد أديس أبابا بمحاولة استهداف البنية التحتية المصرية.
المسيّرات:
قد تستخدم مصر مسيّرات هجومية لضرب منشآت محددة في السد، بينما قد تعتمد إثيوبيا على مسيّرات إيرانية أو تركية لحماية المنشآت.
السيناريو:
حرب سيبرانية–مسيّرات قد تكون "البديل عن الحرب الشاملة" بين الأطراف.
3. المغرب – البوليساريو
السيبرانية:
جبهة البوليساريو قد تستعين بدعم خارجي لشن هجمات على مواقع حكومية وإعلامية مغربية.
المسيّرات:
المغرب يمتلك أسطولًا متقدمًا من المسيّرات التركية والإسرائيلية يمكنه حسم المعركة ميدانيًا عبر مراقبة وضرب تحركات البوليساريو في الصحراء.
التوقع:
المواجهة ستكون غير متكافئة، حيث تتفوق المغرب تكنولوجيًا بشكل كبير.
4. تونس – ليبيا
السيبرانية:
صراع سياسي أو أمني بين البلدين قد يقود لاستخدام الهجمات الإلكترونية على الموانئ أو شبكات النفط.
المسيّرات:
ليبيا، بفضل خبرة الميليشيات ودعم خارجي (تركيا وروسيا)، تمتلك خبرة في المسيّرات، ما قد يشكل تهديدًا أمنيًا لتونس إذا انفلت الوضع.
السيناريو:
تونس قد تُجبر على تطوير دفاعات سيبرانية ومضادة للمسيّرات بشكل سريع.
الثالث عشر: سيناريو مواجهة تركية – عربية في العراق وسوريا وليبيا (الحرب السيبرانية والمسيّرات)
1. في العراق
الوضع:
تركيا تنفذ عمليات عسكرية شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني، وتوسع نفوذها عبر قواعد عسكرية.
السيبرانية:
أي مواجهة عربية–تركية قد تشمل محاولات عربية لاختراق منظومات الاتصالات العسكرية التركية أو تعطيل عملياتها الإلكترونية.
بالمقابل، تمتلك أنقرة قدرات قوية في الحرب الإلكترونية، قد تستهدف البنى التحتية العراقية أو الإعلام العربي المعارض.
المسيّرات:
تركيا تعتمد بكثافة على المسيّرات لضرب أهداف في كردستان العراق.
لو دخلت أطراف عربية داعمة لبغداد، قد يتم استهداف المسيّرات التركية عبر أنظمة دفاع روسية أو صينية الصنع تُزوَّد للعراق.
2. في سوريا
الوضع:
التواجد التركي في شمال سوريا يضعه مباشرة في مواجهة محتملة مع الجيش السوري وحلفائه.
السيبرانية:
تركيا قد تعطل أنظمة القيادة والسيطرة السورية، بينما سوريا وحلفاؤها قد يلجؤون لهجمات سيبرانية على البنوك والشركات التركية.
المسيّرات:
المسيّرات التركية أثبتت تفوقها في إدلب وعفرين، لكن في حالة دعم عربي–سوري مشترك بأسلحة مضادة للمسيّرات، قد تتغير المعادلة.
3. في ليبيا
الوضع:
تركيا رسخت وجودها عبر اتفاقيات عسكرية مع حكومة طرابلس، ونشرت مسيّرات بيرقدار في المعارك ضد قوات شرق ليبيا.
السيبرانية:
الصراع قد يشمل تعطيل أنظمة الاتصالات الليبية أو التشويش على الطائرات المسيّرة.
المسيّرات:
إذا دعمت دول عربية قوات شرق ليبيا بمسيّرات صينية أو روسية، فالمعركة الجوية بين "بيرقدار التركية" و"وينغ لونغ الصينية" ستعيد توازن القوى.
التقييم العام القوة التركية:
تمتلك خبرة قتالية عملية في استخدام المسيّرات والحرب الإلكترونية، ما يمنحها تفوقًا تكتيكيًا.
القوة العربية:
تعتمد على القدرات المالية + شراء مسيّرات متطورة + أنظمة دفاع جوي + تعاون سيبراني عربي.
السيناريو المحتمل:
المواجهة ستكون "حرب ظل" (Proxy War) أكثر من مواجهة مباشرة، عبر دعم أطراف محلية في العراق وسوريا وليبيا، مع استخدام مكثف للمسيّرات والتشويش الإلكتروني.
الرابع عشر والاخير: سيناريو المواجهة بين دول الخليج والحوثيين وميليشيات إيران في العراق واليمن
1. اليمن (الحوثيون – السعودية والإمارات)
الوضع الحالي:
الحوثيون يملكون قدرات صاروخية ومسيّرات إيرانية الصنع مثل شاهد-136، تستهدف العمق السعودي والإماراتي.
الحرب السيبرانية:
الحوثيون (بدعم إيراني) قد ينفذون هجمات سيبرانية لتعطيل أنظمة البنوك أو المطارات في السعودية والإمارات.
في المقابل، تمتلك دول الخليج (خصوصًا السعودية والإمارات) بنية قوية في الأمن السيبراني، قادرة على تعطيل شبكات الحوثيين ومراقبة اتصالاتهم.
المسيّرات:
المواجهة ستكون مسيّرات هجومية حوثية مقابل أنظمة دفاع جوي خليجية (باتريوت، ثاد، وNASAMS).
الإمارات قد تعتمد أيضًا على مسيّرات صينية وروسية للقيام بعمليات هجومية دقيقة.
2. العراق (الميليشيات الموالية لإيران – دول الخليج)
الوضع:
الميليشيات العراقية الموالية لإيران قد تستخدم المسيّرات لضرب أهداف نفطية أو عسكرية في السعودية والكويت.
السيبرانية:
الميليشيات، بدعم الحرس الثوري، قد تستهدف البنية التحتية النفطية والاتصالات في الخليج.
دول الخليج قادرة على الرد عبر هجمات مضادة لتعطيل شبكات الميليشيات في بغداد والبصرة.
المسيّرات:
المسيّرات الإيرانية (مثل مهاجر وشاهد) قد تُستخدم من الأراضي العراقية ضد الخليج. الدفاعات الخليجية المتقدمة قد تقلل من فعاليتها، لكن الهجمات ستبقى مصدر قلق استراتيجي.
3. البحرين والكويت كجبهة خلفية
أي تصعيد مع الميليشيات المدعومة من إيران قد يجعل البحرين والكويت أهدافًا سهلة لصواريخ أو مسيّرات انطلاقًا من العراق أو اليمن.
التقييم العام قوة إيران ووكلائها:
تعتمد على الهجمات غير المتناظرة (مسيّرات رخيصة، صواريخ بالستية، هجمات سيبرانية).
قوة الخليج:
التفوق المالي والتكنولوجي، أنظمة دفاع جوي متقدمة، تعاون استخباراتي مع الغرب، وقدرات سيبرانية متطورة.
السيناريو المحتمل:
حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث تستمر الميليشيات في ضرب أهداف خليجية، بينما ترد دول الخليج بضربات دقيقة في اليمن وربما داخل العراق، مع تصاعد دور الحرب السيبرانية والتشويش على المسيّرات.
بهذا يكون لدينا 14 سيناريو عسكري–استراتيجي كامل، كل واحد مثير للنقاش وهناك إحتمالات أخرى مثل الحرب اللبنانية السورية أو الحرب العراقية السورية.