بسم الله الرحمن الرحيم
بينما إثيوبيا تبني السدَّ على مهلٍ، كمن يربط وثاق أسيرٍ لا يخشى هروبه.
ومصر واقفة على ضفة النيل، تُحصي بيانات الشجب كما تُحصي الأرملة تعازي الناس.
كانوا يقولون: “مصر هبة النيل”، فإذا بالنيل اليوم هبة إثيوبيا، تمنحه ساعة تشاء، وتحبسه ساعة تشاء.
كلما ارتفع جدار السدّ حجراً، انخفضت هيبة مصر قدراً، حتى غدت دولةً تتسوّل قطرة من ماضيها.
إثيوبيا تتصرّف كإمبراطورية تُصدر الأوامر، ومصر تتصرّف كموظفٍ صغير ينتظر إذن الشرب.
أما لغة القاهرة فصارت مجرّد أناشيد عن “القلق البالغ” و”الموقف الراسخ” و”الخطوط الحمراء” التي لا يراها أحد إلا في نشرات الأخبار.
النيل لم يعد نهراً يجري، بل صار إشعاراً إلكترونياً من أديس أبابا: “تم تحديث مستوى المياه.. برجاء المتابعة”
بينما إثيوبيا تبني السدَّ على مهلٍ، كمن يربط وثاق أسيرٍ لا يخشى هروبه.
ومصر واقفة على ضفة النيل، تُحصي بيانات الشجب كما تُحصي الأرملة تعازي الناس.
كانوا يقولون: “مصر هبة النيل”، فإذا بالنيل اليوم هبة إثيوبيا، تمنحه ساعة تشاء، وتحبسه ساعة تشاء.
كلما ارتفع جدار السدّ حجراً، انخفضت هيبة مصر قدراً، حتى غدت دولةً تتسوّل قطرة من ماضيها.
إثيوبيا تتصرّف كإمبراطورية تُصدر الأوامر، ومصر تتصرّف كموظفٍ صغير ينتظر إذن الشرب.
أما لغة القاهرة فصارت مجرّد أناشيد عن “القلق البالغ” و”الموقف الراسخ” و”الخطوط الحمراء” التي لا يراها أحد إلا في نشرات الأخبار.
النيل لم يعد نهراً يجري، بل صار إشعاراً إلكترونياً من أديس أبابا: “تم تحديث مستوى المياه.. برجاء المتابعة”