الذهب الأبيض السعودي يُغذي الأسواق المحلية والعالمية بــــــ 3.7 مليار ريال

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
23,945
التفاعل
81,847 2,346 6
الدولة
Saudi Arabia
1753813549252.png




برزت صناعة الملح كأحد المسارات الواعدة ضمن منظومة التعدين الوطني، ويحظى هذا القطاع باهتمام متزايد من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، التي أطلقت فرصًا استثمارية متنوعة شملت رخصًا للكشف الجيولوجي يتشغيل المصانع، بهدف تطوير صناعة “الذهب الأبيض” وتعزيز حضورها محليًا ودوليًا، جاء ذلك في ظل توجه المملكة نحو تنمية القطاعات الصناعية وتعظيم الاستفادة من ثرواتها الطبيعية،

وأسهمت 27 منشأة وطنية متخصصة في إنتاج الملح “الذهب الأبيض” حتى منتصف عام 2025، في تغذية الأسواق المحلية والعالمية بمنتجات، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.7 مليارات ريال. حيث تم تصدير الملح السعودي المستخدم في الصناعات الغذائية إلى كلا من الأردن و الإمارات، والبحرين، والسودان، و الصومال، والكويت، واليمن، واليونان، وجيبوتي، وسلطنة عمان، وقطر، وليبيا، وماليزيا، وموريتانيا، وإندونيسيا, بإجمالي صادرات تجاوز 18 مليون ريال خلال الفترة من 2024 حتى منتصف 2025.(واس)

وتتركز أهم المخزونات الطبيعية للملح في “السبخات الملحية” الواقعة بمحاذاة ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية، والممتدة بطول يزيد عن 1200 كيلومتر، من شمال محافظة الخفجي حتى ميناء العقير في محافظة الأحساء. وتُعد سبخة “رأس القرية” بمحافظة بقيق من أقدم وأبرز مواقع الإنتاج، حيث تقع على بُعد نحو 4 كيلومترات من البحر، وتتميز بإنتاج ملح طبيعي عالي النقاء يطفو على سطح الأرض ويمتد إلى عمق 5 أمتار في باطنها.

وتُستخرج كميات كبيرة من الملح البحري خلال فصل الصيف، عبر تبخير مياه الأمطار والبحر في السبخات بأشعة الشمس، كما يُستخرج الملح من صخور غنية بكلوريد الصوديوم مثل “الهاليت”، إضافة إلى مناجم طبيعية وبرك ملحية.

وتُعد هذه الصناعة ركيزة استراتيجية لدعم العديد من الصناعات التحويلية والبتروكيميائية، إلى جانب إنتاج ملح الطعام عالي النقاء، الذي يُستخدم في الصناعات الغذائية. ويُحوّل الملح الخام المستخرج من سبخة رأس القرية إلى ملح صناعي بنسبة نقاء تفوق 99% من كلوريد الصوديوم.

من جانبه، أكد فهد القحطاني، المدير العام لشركة “مسفر للتعدين والخدمات اللوجستية”، أن المملكة تزخر بثروات طبيعية ضخمة، وتمتلك مخزونًا إستراتيجيًا كبيرًا في قطاع التعدين، ومنه صناعة الملح، التي تُعد من القطاعات الواعدة لدعم الاقتصاد الوطني، لا سيما في ظل رؤية المملكة 2030 التي وضعت التعدين ضمن أولوياتها الاستراتيجية.

وأشار القحطاني إلى أن سبخة “رأس القرية” تُعد من أقدم المواقع الغنية بالملح في المملكة، إذ ساعد موقعها الجغرافي المطل على الخليج العربي في تكوّن الملح البحري والصخري على مدار آلاف السنين، نتيجة تسرب مياه البحر إلى السبخات الرملية المنخفضة، ثم تبخرها بفعل حرارة الشمس، ليعاد جمع الترسبات، وتنقيتها وغسلها، تمهيدًا لتكريرها حسب الاستخدام المطلوب.

وفي السياق ذاته، أوضح المهندس أحمد العوض، المتخصص في مجال التعدين، أن أنواع الملح في المملكة تنقسم إلى نوعين رئيسيين: الملح الصخري، الذي يتمتع بنقاء عالٍ وإنتاج وفير ويُستخدم في التطبيقات الصناعية والغذائية، والملح الناتج عن تبخير المياه الجوفية، والذي يتميز بجودة وكميات أقل.

وأضاف أن اختيار مواقع مناجم الملح، وخصوصًا في المنطقة الشرقية، يخضع لمسوح جيولوجية دقيقة لتقدير حجم المخزون، مشيرًا إلى أن بعض مناطق سبخة “رأس القرية” تحتوي على مخزون يتجاوز 5 ملايين طن من الملح الخام المتجدد، كما استعرض طريقة الاستخراج، التي تتم عبر حفر خنادق بعمق يصل إلى 4 أمتار، مع الالتزام بالمعايير البيئية وحماية الموارد الطبيعية.


 
عودة
أعلى