- إنضم
- 5 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 7,443
- التفاعل
- الدولة
شهادتي على حسني مبارك في حصار غزة ٢٠٠٨
هذا المقال سوف يراه البعض غريبا إلى حد ما
بل قد يكون صادما لعدد كبير من المتابعين
لكن قبل أن أخوض في التفاصيل فأنا من اللذين ثاروا ضد مبارك ونظامه وإستمر في ميدان التحرير طوال أيام الثورة منذ البداية وحتى يوم تخلي مبارك عن رئاسته للجمهورية ،وأنا أفتخر بكل ما قدمته من مواقف في العمل العام منذ بداية ثورة ٢٥ يناير وحتى اليوم .
وفي عام ٢٠٠٨ كنت رئيسا لمحكمة شمال سيناء( العريش ) وكنت شاهدا على تلك الأحداث بنفسي من أرض الواقع ،وحينها كان الرئيس الراحل حسني مبارك هو رئيس الجمهورية ،وفي غضون هذا العام قررت إسر١ئيل فرض الحصار الكامل على قطاع غزö ومنع دخول أي سلع غذائية أو أدوية أو .. أو ... أو ... وبمرور الوقت ومع شدة الحصار بدأ صوت الشعب المحاصر يعلو بطلب إدخال السلع اللازمة والمساعدات لتدبير شؤون حياتهم حينها لم تكن الحدود بين رفح المصرية ورفح الفLسطينية كما هي اليوم الأمر كان - في أغلب الحدود - عبارة عن سلك شائك يتحدث من خلاله المصريون والفLسطينيون ويرى بعضهم بعضا والعائلات الواحدة بين هنا وهناك تتزاور من خلال ضفتي ذلك السلك .
بدأت الأزمة تتفاقم - وبالقطع لا يمكن مقارنتها بالأزمة الحاصلة الأن - وفي أحد الأيام حاول مجموعة من النساء الفLسطينيات إقتحام الحدود المصرية للحصول من رفح المصرية على حاجاتهن الأساسية لهن ولأبنائهن فتم منعهن من قوات الشرطة المصرية وإعادتهن معززات مكرمات مرة أخرى إلى موطنهن ثم فوجئنا في صباح اليوم التالي بعدة üفجير١ت على المعبر وعلى السلك الشائك من الجانب الفLسطيني أدت إلى تسوية الحدود بالأرض وتدفق آلاف الفLسطينيين إلى شمال سيناء بمختلف مدنها رفح والعريش والشيخ زويد .
ظننت حينها أن مبارك سيأمر قواته بإجراءات عنيفة ضد من إقتحموا الحدود وأن الألاف من الفLسطينيين سيكونوا خلال ساعات قليلة داخل السجون وسيتم عرض أعداد كبيرة منهم أمامي في المحكمة بتهمة إقتحام الحدود .
لكن في الحقيقة خاب ظني
مئات السيارات تدفقت من شمال سيناء لنقل أهالي فLسطين إلى الأماكن التي أرادوها سواء لشراء متسلزماتهم ونقلها إلى غزö أو المبيت في أي مكان داخل محافظة شمال سيناء .
صدرت التعليمات لقوات الشرطة والجيش - المتواجد بقلة حينها - بعدم التعرض لأي فلسطيني داخل مصر حتى الذين لايحملون بطاقات هوية .
تدفقت شاحنات البضائع بمختلف أنواعها من جميع محافظات مصر إلى داخل مدينة العريش لتغطية كل الطلبات التي يريدها أهالي الشعب المحاصر .
تم السماح لسيارات النقل بتحميل ونقل كل كميات البضائع المطلوبة إلى الشريط الحدودي - بعد أن تم تسويته بالأرض - لكي يتمكن أهالي غزö من نقل كل الكميات التي يحتاجون اليها من البضائع عبر الشريط الحدودي سيرا على الأقدام .
بل إن مبارك قد أصدر تعليماته للهلال الأحمر المصري بتقديم كل الرعاية الطبية اللازمة التي قد يحتاج إليها أي مصاب فلسطيني في شمال سيناء دون النظر إلى كيفية عبوره للحدود أو السؤال عن بطاقة هويته .
وإسمح لي عزيزي القارئ أن أنقل لك " حرفيا " بعضا من تصريحات مبارك حينها خلال تلك الأزمة وبعد إقتحام أهالي غزö للحدود المصرية فكان من بين ما قاله .
* إن اقتحام المعبر وتدفق الفLسطينيين هو نتيجة مباشرة للحصار وإجراءات العقاب الجماعي الإسر١ئيلية، وإنني أتمني حل هذه المشكلة فورا، وفك الحصار المفروض علي الشعب الفLسطيني لأن مصر لا يمكنها أن تسمح أبدا بتجويع الشعب الفLسطيني، هذا أمر لا نقبل به، لأن ما يجري هو عقاب للشعب بأكمله، وهذه مسئولية تاريخية لمصر باعتبارها الشقيقة الكبري للعرب وللفLسطينيين .
كما صرح أيضا
* هذا الأمر بالقطع نتجت عنه معاناة إنسانية شديدة لحوالي مليون ونصف المليون فلسطيني يسكنون القطاع، ومع ازدياد حدة الحصار بمضي الأيام، وازدياد التدهور الاقتصادي بسبب اغلاق المعابر أمام مستلزمات إنتاج المصانع والورش، مما أدي إلي انهاء نشاط ١٦٠٠ مصنع وورشة داخل غزö ، وكذلك توقف صادرات المزارعين الفLسطينيين، فضلا عن منع العمالة الفLسطينية من العمل داخل 'إسر١ئيل' كان طبيعيا أن يبحث سكان القطاع عن وسيلة للحصول علي الطعام وعلي الدواء .
كما صرح أيضا
على الذين يحتجون على فتح معبر رفح أن يبحثوا أولا عن حل لمعاناة شعب فLسطين .
والحقيقة التي أقولها الأن أن الرئيس الراحل حسني مبارك تعامل بقدر كبير من الحكمة في تلك الأزمة وأثبت للمصريين وللعالم أن مصر - بالرغم من مشكلاتها وأزماتها - هي صاحبة القرار وفي الوقت الذي تراه مناسبا ستفعل ما ينتظره منها شعوب العالم الحر وشعوب العالم العربي والإسلامي .
كثير من الناس يستحون من ذكر مواقف جيدة للرئيس الراحل مبارك أو تناول أفعالا مشهودة في تاريخه .
لكن المأساة التي يعيشها شعب فLسطين اليوم والتآمر الواقع على شعبها من سلطة الإنقلاب العسكري أري - من وجهة نظري - أنها تدفعني إلى أن أكون حياديا في تقيمي للسلطة وللأنظمة والأشخاص حتى وإن كنت قد ثرت ضدهم في يوم من الأيام .
القاضي المصري #وليد_شرابي
هذا المقال سوف يراه البعض غريبا إلى حد ما
بل قد يكون صادما لعدد كبير من المتابعين
لكن قبل أن أخوض في التفاصيل فأنا من اللذين ثاروا ضد مبارك ونظامه وإستمر في ميدان التحرير طوال أيام الثورة منذ البداية وحتى يوم تخلي مبارك عن رئاسته للجمهورية ،وأنا أفتخر بكل ما قدمته من مواقف في العمل العام منذ بداية ثورة ٢٥ يناير وحتى اليوم .
وفي عام ٢٠٠٨ كنت رئيسا لمحكمة شمال سيناء( العريش ) وكنت شاهدا على تلك الأحداث بنفسي من أرض الواقع ،وحينها كان الرئيس الراحل حسني مبارك هو رئيس الجمهورية ،وفي غضون هذا العام قررت إسر١ئيل فرض الحصار الكامل على قطاع غزö ومنع دخول أي سلع غذائية أو أدوية أو .. أو ... أو ... وبمرور الوقت ومع شدة الحصار بدأ صوت الشعب المحاصر يعلو بطلب إدخال السلع اللازمة والمساعدات لتدبير شؤون حياتهم حينها لم تكن الحدود بين رفح المصرية ورفح الفLسطينية كما هي اليوم الأمر كان - في أغلب الحدود - عبارة عن سلك شائك يتحدث من خلاله المصريون والفLسطينيون ويرى بعضهم بعضا والعائلات الواحدة بين هنا وهناك تتزاور من خلال ضفتي ذلك السلك .
بدأت الأزمة تتفاقم - وبالقطع لا يمكن مقارنتها بالأزمة الحاصلة الأن - وفي أحد الأيام حاول مجموعة من النساء الفLسطينيات إقتحام الحدود المصرية للحصول من رفح المصرية على حاجاتهن الأساسية لهن ولأبنائهن فتم منعهن من قوات الشرطة المصرية وإعادتهن معززات مكرمات مرة أخرى إلى موطنهن ثم فوجئنا في صباح اليوم التالي بعدة üفجير١ت على المعبر وعلى السلك الشائك من الجانب الفLسطيني أدت إلى تسوية الحدود بالأرض وتدفق آلاف الفLسطينيين إلى شمال سيناء بمختلف مدنها رفح والعريش والشيخ زويد .
ظننت حينها أن مبارك سيأمر قواته بإجراءات عنيفة ضد من إقتحموا الحدود وأن الألاف من الفLسطينيين سيكونوا خلال ساعات قليلة داخل السجون وسيتم عرض أعداد كبيرة منهم أمامي في المحكمة بتهمة إقتحام الحدود .
لكن في الحقيقة خاب ظني
مئات السيارات تدفقت من شمال سيناء لنقل أهالي فLسطين إلى الأماكن التي أرادوها سواء لشراء متسلزماتهم ونقلها إلى غزö أو المبيت في أي مكان داخل محافظة شمال سيناء .
صدرت التعليمات لقوات الشرطة والجيش - المتواجد بقلة حينها - بعدم التعرض لأي فلسطيني داخل مصر حتى الذين لايحملون بطاقات هوية .
تدفقت شاحنات البضائع بمختلف أنواعها من جميع محافظات مصر إلى داخل مدينة العريش لتغطية كل الطلبات التي يريدها أهالي الشعب المحاصر .
تم السماح لسيارات النقل بتحميل ونقل كل كميات البضائع المطلوبة إلى الشريط الحدودي - بعد أن تم تسويته بالأرض - لكي يتمكن أهالي غزö من نقل كل الكميات التي يحتاجون اليها من البضائع عبر الشريط الحدودي سيرا على الأقدام .
بل إن مبارك قد أصدر تعليماته للهلال الأحمر المصري بتقديم كل الرعاية الطبية اللازمة التي قد يحتاج إليها أي مصاب فلسطيني في شمال سيناء دون النظر إلى كيفية عبوره للحدود أو السؤال عن بطاقة هويته .
وإسمح لي عزيزي القارئ أن أنقل لك " حرفيا " بعضا من تصريحات مبارك حينها خلال تلك الأزمة وبعد إقتحام أهالي غزö للحدود المصرية فكان من بين ما قاله .
* إن اقتحام المعبر وتدفق الفLسطينيين هو نتيجة مباشرة للحصار وإجراءات العقاب الجماعي الإسر١ئيلية، وإنني أتمني حل هذه المشكلة فورا، وفك الحصار المفروض علي الشعب الفLسطيني لأن مصر لا يمكنها أن تسمح أبدا بتجويع الشعب الفLسطيني، هذا أمر لا نقبل به، لأن ما يجري هو عقاب للشعب بأكمله، وهذه مسئولية تاريخية لمصر باعتبارها الشقيقة الكبري للعرب وللفLسطينيين .
كما صرح أيضا
* هذا الأمر بالقطع نتجت عنه معاناة إنسانية شديدة لحوالي مليون ونصف المليون فلسطيني يسكنون القطاع، ومع ازدياد حدة الحصار بمضي الأيام، وازدياد التدهور الاقتصادي بسبب اغلاق المعابر أمام مستلزمات إنتاج المصانع والورش، مما أدي إلي انهاء نشاط ١٦٠٠ مصنع وورشة داخل غزö ، وكذلك توقف صادرات المزارعين الفLسطينيين، فضلا عن منع العمالة الفLسطينية من العمل داخل 'إسر١ئيل' كان طبيعيا أن يبحث سكان القطاع عن وسيلة للحصول علي الطعام وعلي الدواء .
كما صرح أيضا
على الذين يحتجون على فتح معبر رفح أن يبحثوا أولا عن حل لمعاناة شعب فLسطين .
والحقيقة التي أقولها الأن أن الرئيس الراحل حسني مبارك تعامل بقدر كبير من الحكمة في تلك الأزمة وأثبت للمصريين وللعالم أن مصر - بالرغم من مشكلاتها وأزماتها - هي صاحبة القرار وفي الوقت الذي تراه مناسبا ستفعل ما ينتظره منها شعوب العالم الحر وشعوب العالم العربي والإسلامي .
كثير من الناس يستحون من ذكر مواقف جيدة للرئيس الراحل مبارك أو تناول أفعالا مشهودة في تاريخه .
لكن المأساة التي يعيشها شعب فLسطين اليوم والتآمر الواقع على شعبها من سلطة الإنقلاب العسكري أري - من وجهة نظري - أنها تدفعني إلى أن أكون حياديا في تقيمي للسلطة وللأنظمة والأشخاص حتى وإن كنت قد ثرت ضدهم في يوم من الأيام .
القاضي المصري #وليد_شرابي
