رد: المدينة المنورة 2015 باذن الله...!!
هذي اظافات من عندي عن مشاريه المدينه المنوره
مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة .. صرح مهم لمستقبل المملكة العربية السعودية
من بين المدن الاقتصادية الست التي أعلن خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تأسيسها في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، تعد مدينة المعرفة الاقتصادية المزمع إنشاؤها في المدينة المنورة الأكثر أهمية بالنسبة إلى العالم الإسلامي. وهذا المشروع عالي التقنية الذي تبلغ كلفة إنشائه 7 مليارات دولار أمريكي، يهدف إلى تحويل منطقة المدينة المنورة إلى مركز للنشاطات القائمة على المعرفة، حيث يمكن لأصحاب المشاريع من الشباب السعودي الحصول على النشاطات التدريبية المطلوبة للارتقاء بمهاراتهم وخبراتهم ومعارفهم إلى المستويات العالمية المنافسة.
ويرمي هذا المشروع أيضاً إلى اجتذاب أفضل المواهب المسلمة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جميع أنحاء العالم إلى هذه المدينة التي تعد ثاني أقدس مدينة في العالم الإسلامي.
وخلافاً لما عليه الحال في الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تعاني من شيخوخة السكان، فإن دولاً كثيرة من منطقة الشرق الأوسط ومنها المملكة العربية السعودية بصفة خاصة، تواجه ظرفاً مختلفاً تماماً، وهي أن غالبية السكان في المملكة العربية السعودية البالغ عددهم 20 مليون نسمة هم دون سن العشرين عاماً، لذا فإنه عن طريق بناء المدن الاقتصادية في مناطق إقليمية من المملكة، تكون الحكومة قد اتخذت خطوة إيجابية نحو توفير فرص العمل للشباب.
وفي نفس الوقت فإن مبادرة من هذا القبيل من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه أمام المستثمرين الأجانب للمشاركة في المشروعات المشتركة أو نشاطات التطوير الفرعية أو استثمار رؤوس الأموال أو اجتذاب المستثمرين بشكل مباشر.
وكشفت دراسة حديثة بين مجموعة من الشركات الرائدة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، عن أن رجال الأعمال يتطلعون إلى المملكة العربية السعودية أكثر من الدول الأخرى للاستثمار فيها، بيد أن ما يحول دون قيامهم بذلك هو أن الفرص المتوافرة فيها حتى الآن لا تزال محدودة للغاية. ويبدو أن هذا الوضع سيتغير تماماً في المستقبل القريب، لأن المشروعات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في المملكة، مثل مدينة المعرفة الاقتصادية، باتت توفر في الوقت الحالي الكثير من الفرص التي كان يتطلع إليها المستثمرون. ومن المنظور العقاري البحت، تستوفي مدينة المعرفة الاقتصادية ثلاثة مبادئ رئيسية للاستثمار الجيد، وهي الموقع والموقع ثم الموقع.
وتقع منطقة المدينة المنورة في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية، وتكتسب هذه المنطقة أهمية خاصة للمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي بصورة عامة، وخلال موسمين في العام الواحد لأداء فريضة الحج وسنّة العمرة، يمرّ ما يقرب من عشرة ملايين حاج عبر هذه المنطقة في طريقهم إلى أداء تلك الشعائر المقدسة.
وفضلاً عن ذلك، فإن المدينة المنورة هي موطن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وسلم)، وهو المكان الذي تشرّف باحتضان جثمانه الطاهر، وهي المدينة التي جمع فيها القرآن الكريم. كما أن المدينة المنورة في العصر الحديث، باتت مقراً لبعض المؤسسات التعليمية الطليعية في المملكة العربية السعودية، كما يوجد فيها قاعدة متنامية لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتمت فيها تجربة برنامج الحكومة الإلكترونية الجديد في المملكة. لذلك فإن اختيار المدينة المنورة لإنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية في ضواحيها وعلى بعد سبعة كيلومترات من المطار، يتناسب أيضاً مع الصناعات والنشاطات الأخرى القائمة فيها حالياً.
ومن المتوقع بالنسبة إلى مدينة المعرفة الاقتصادية أن توفر ما يقرب من عشرين ألف فرصة عمل جديدة، وفي الوقت نفسه فإنها ستوفر عائدات قوية للمستثمرين. وتشير الدراسات الأولية إلى أن العائد الذي يمكن للمستثمرين الحصول عليه يصل إلى 15 في المئة، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا التقدير متحفظاً جداً، إذا تم قياسه ومقارنته مع العائدات التي تحققها مشاريع رئيسية أخرى في منطقة الخليج ، مثل تلك الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة.
لقد تمكنت مدينة المعرفة الاقتصادية بالفعل حتى الآن من استقطاب ائتلاف قوي من الشركات السعودية التي اتحدت فيما بينها للدخول في هذا المشروع، بما في ذلك مجموعة "صافولا" وشركة طيبة للاستثمارات والعقارات وشركة إدارة وتنمية المشاريع والشركة الرباعية الدولية للتنمية العقارية. ومنذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تمكنت مدينة المعرفة الاقتصادية من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات مع العديد من الشركات الماليزية والكندية.
ويرى الماليزيون على وجه التحديد وجود إمكانات هائلة للصناعة التكنولوجية العالية في هذه المنطقة، كما يمتلكون الكثير من الخبرات التي اكتسبوها عن طريق قيامهم بتطوير المركز الخاص بهم للوسائط المتعددة الفائقة MSC، وبذلك فإنهم مؤهلون لإصدار حكم على الإمكانات المحتملة. وفي شباط/ فبراير الماضي، قام وفد تجاري ماليزي برئاسة نائب رئيس الوزراء معالي نجيب تون رزاق بزيارة إلى المدينة، ووقع العديد من الاتفاقيات التي ستعود بالنفع الوفير على مدينة المعرفة الاقتصادية من خلال خبرات المركز الماليزي الفائق للوسائط المتعددة.
ويعتبر مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة الوحيد بين المدن الاقتصادية الست التي ترتبط بعلاقة مباشرة من مؤسسة الملك عبد الله، وهي المؤسسة التي قامت بتوفير الأرض لهذا المشروع. وحتى تكون هذه المدينة أكثر قدرة على جذب المستثمرين الأجانب إلى مدينة المعرفة الاقتصادية، فقد تم الإعلان عن إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في إطار التشريعات التنظيمية الخاصة بالهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
وقام ائتلاف الشركات الذي يقود هذا المشروع بإنشاء شركة للإدارة، وهي شركة السيرة للتطوير العقاري التي تحمل على كاهلها مسؤولية جذب الاستثمارات وإقامة علاقات التعاون والتنسيق مع الأطراف المشاركة بالمشروع. وخلال الأشهر المقبلة، ستتولى هذه الشركة الترويج للمشروع على المستوى العالمي من خلال سلسلة من المعارض المتنقلة والمعارض التجارية والاتصالات المباشرة مع الشركاء المحتملين.
ويقول الشيخ إبراهيم العيسى رئيس شركة السيرة للتطوير العقاري إن هذه المدينة ستجمع بين مفاهيم المدينة الرقمية التي أرستها شركة "إنتل" و "المدينة الذكية" لشركة "سيسكو" و "جبهة الإنترنت" لشركة "مايكروسوفت"، ومن المتوقع لها أن تسهم في توفير 20 ألف فرصة عمل واستقطاب سكان يتوقع أن يصل عددهم إلى 200 ألف نسمة، واستيعاب ما يقرب من 30 ألف زائر في مساكن عالمية المستوى، مع توفير مناطق مخصصة لنشاطات التجزئة تشتمل على 1200 محل تجاري، وتطوير 30 ألف وحدة سكنية، وستغطي هذه المدينة مساحة من الأرض تصل إلى 4.8 مليون متر مربع، فيما يصل إجمالي مساحة البناء إلى 9 ملايين متر مربع.
وسيشتمل هذا المشروع على مركز للعلوم الطبية والتكنولوجيا البيولوجية، وحديقة للتكنولوجيا المتقدمة للصناعات القائمة على المعرفة ومراكز الأبحاث والتطوير العلمي، وحديقة تعليمية وترفيهية تقوم على سيرة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، ومركز لدراسات وأبحاث الحضارة الإسلامية، ومركز للنقل متعدد الوسائل، إلى جانب إنشاء منطقة تجارية جديدة بمستوى عالمي لخدمة منطقة المدينة، ومجمع كبير لنشاطات التجزئة يحاكي الأسواق القديمة في المدينة المنورة.
ويضيف الشيخ إبراهيم: "إننا نتطلع إلى إنشاء مشروعات مشتركة مع شركاء إستراتيجيين من أجل تطوير وتشغيل المكونات الأساسية في هذا المشروع، مثل حديقة التكنولوجيا المتقدمة والمتنزه الترفيهي والخدمات الطبية والمؤسسات التعليمية وخدمات البنية التحتية والحاضنات ومركز النقل. كما نرغب في التعاون سوياً مع المؤسسات العالمية الرائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناديق الاستثمارية لرؤوس الأموال التي تركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناديق البنية التحتية.
ويبدي الدكتور سامي باروم العضو المنتدب في شركة السيرة للتطوير العقاري درجة عالية من الحماسة المبررة إزاء مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية. ويقول: "إن هذا المشروع سيعمل على جذب مجموعة من أبرز الخبراء الذين يعملون في المدن الذكية والصناعات القائمة على المعرفة من أنحاء مختلفة من العالم، وذلك انطلاقاً من استيعابهم لقيمة المشروع في الجوانب المتعلقة بالتعليم والتدريب وتنمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعات، فضلاً عن فهمهم لأهمية المدينة المنورة وما تمثله من قيمة رمزية مقدسة في العالم الإسلامي".
ويضيف باروم: "إن هذا المشروع طموح للغاية، كما أنه مفعم بالتحديات، إلى جانب ما يتسم به من طبيعة إبداعية مثيرة وأهمية فائقة، لاسيما وأنه يخاطب الناس من جميع الخلفيات والثقافات في أنحاء العالم. وهو بمثابة معلم ثقافي يخدم المقيمين والزائرين إلى المدينة المنورة، كما بات يمثل رمزاً وطنياً للتطور الصناعي القائم على المعرفة".
ويختتم الدكتور سامي باروم حديثه بالقول: "لقد سجلنا انطلاقة جيدة، ولا يزال أمامنا مشوار طويل ومهام جسام ينبغي علينا إنجازها، لكن وجود هذا المشروع في المدينة المنورة يعد بركة بحد ذاته، وأنا واثق تماماً من ذلك سيساعدنا على تحقيق النجاح".