ألسنة الإفك والبهتان / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
27,711
التفاعل
23,553 406 0
ألسنة الإفك والبهتان

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي​



إلى الذين لا يزالون يخوضون في الإفك النفاقي والبهتان السَّلولي، حتى في زماننا هذا، فليحذروا ولينتبهوا جيِّدًا إلى أن اللَّه عزّ وجلّ لم يعظّم أمرًا في القرآن أكثر من تعظيمه لحادثة الإفك! خمس من جملة الآيات التي تحدثت عن حادثة الإفك تنتهي بلفظ { عَظِيْم }! وفي ذلك تعظيم لحرمة المسلم عند اللَّه وحرمة التعدّي عليه في عرضه وماله ونفسه. وإن الذين يخوضون في حادثة الإفك هم في حقيقة أمرهم يكذّبون بالقرآن، ويرمون المحصنات العفيفات الطاهرات، ويؤذون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم، وهذه الأمور الثلاثة من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر!
وليس هناك أسوأ من أن يُقذف الرجل في عرضه، وما بالك إن كان ذلك العرض هو عرض مُحمَّد صلى الله عليه الذي بعفافه يتزيّن العفاف، وبطهره يتجمّل الطهر. فيا للدهشة ويا للعجب! هذا الذي بعثه اللَّه عزّ وجلّ لتعظيم الحرمات، تُقصد حرمته، وهذا الذي أرسله اللَّه عزّ وجلّ لصيانة الأعراض، يُقالُ في عرضه، وهذا البيت، بيت النبوّة والطهر والعفاف، الذي أذهب عنه اللَّه كل رجس وطهّره تطهيرًا، يُرمى في عزَّته وعفَّته!

تأمّل هذه الآية من سورة النُّور:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوْهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (11)}

في القرآن الكريم هناك 85 آية تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ }.
من بين هذه الآيات التي تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ } هناك 5 منها تتحدث عن حادثة الإفك،
ومجموع كلماتها 85 كلمة!
إذا تتبَّعت الآيات التي تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ } من بداية المصحف ستجد أن الآية رقم 11 من سورة النُّور ترتيبها بين هذه الآيات رقم 43
وإذا تتبَّعت هذه الآيات التي تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ } من نهاية المصحف فستجد أن الآية رقم 11 من سورة النُّور ترتيبها بين هذه الآيات رقم 43 أيضًا!!
آخر حرف من حروف هذه الآية نفسها، وهو حرف الميم في كلمة { عَظِيْمٌ }، هو الحرف رقم 727 من بداية سورة النور.
727 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 129، وهذا الأخير = 43 + 43 + 43
هذه الآية تقسِّم آيات القرآن التي تنتهي بكلمة عظيم نصفين متساويين تمامًا!
42 آية قبلها، و42 آية بعدها!

عدد النقاط على حروف آية الإفك الأولى 42 نقطة!
تكرّرت أحرف كلمة { بِالْإِفْك } في هذه الآية 42 مرّة!
وفي جميع الأحوال فإن العدد 42 يساوي 14 + 14 + 14
عدد كلمات هذه الآية نفسها 28 كلمة، وهذا العدد يساوي 14 + 14
أن كلمة { بِالْإِفْك } هي الكلمة رقم 142 من بداية سورة النور، وهذا العدد = 114 + 14 + 14
العدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14
قم بعدّ 42 كلمة ابتداءً من كلمة { عَظِيْمٌ } في الآية رقم 11 ستجد أن الكلمة رقم 42 هي كلمة { عَظِيْمٌ } أيضًا، ولكن في الآية رقم 14

{ إِنَّ الَّذِيْنَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوْهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوْهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُوْنَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِيْنٌ (12) لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُوْنَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (14)} [النور].

النسيج الرقمي القرآني على درجة من التشابك لا يتصوّرها العقل!
إذا قمنا بإحصاء الحروف من بداية كلمة { عَظِيْمٌ } الأولى فسنجد أن آخر حرف في كلمة { عَظِيْمٌ } الثانية ترتيبه رقم 191
العدد 191 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 43
العدد 43 نفسه أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14، وهذا هو رقم الآية الثانية!
43 هو ترتيب الآية رقم 11 من سورة النُّور بين هذه الآيات التي تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ } من بداية المصحف ومن نهاية المصحف أيضًا!
آخر حرف من حروف هذه الآية نفسها، وهو حرف الميم في كلمة { عَظِيمٌ }، هو الحرف رقم 727 من بداية سورة النور.
727 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 129، وهذا الأخير = 43 + 43 + 43
هذه الحقائق تشد انتباهنا إلى عدد كلمات سورة النور وهو 1319 كلمة.
هذا العدد أوّليّ، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 215، وهذا الأخير = 43 × 5
تأمّل كيف يتعامل القرآن العظيم مع الأعداد الأوّليّة التي لا تزال لغزًا يحيّر العالم!!
ولكن ما شأن الرقم 5 يتجلّى هنا؟!

تأمّل هذه الخُماسية العجيبة..
تكرّرت كل كلمة من الكلمات التالية 5 مرّات في القرآن الكريم!
{ إِفْكٌ ، كَذَّاب ، صَدَّق ، مُصَدِّق ، صَدَقُوْا }
لم ترد كلمة { عَظِيْم } في القرآن كلّه في ثلاث آيات متتالية إلا في آيات الإفك من سورة النُّور:

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُوْلُوْنَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُوْنَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيْمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوْهُ قُلْتُمْ مَا يَكُوْنُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيْمٌ (16)}

تأمّل جيّدًا عدد كلمات هذه الآيات الثلاث = 45 كلمة!
والعجيب أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 45 أيضًا!
بل إنك إذا تتبَّعت آيات القرآن الكريم التي تنتهي بكلمة عظيم من بداية المصحف فسوف تجد أن هذه الآيات الثلاث ترتيبها 44 و45 و46 على التوالي، ومجموع هذه الأعداد الثلاثة 135، ويساوي 45 × 3 .. فتأمّل!
هذه حقائق ومعطيات يقينية ثابتة لا يستطيع أحد أيًّا كان أن ينكرها!
ولا يستطيع أحد أيًّا كان أن يدّعي الجهل بمدلولها!

{ خَيْرٌ لَكُمْ }..
تأمّل ماذا يقول القرآن العظيم في سورة النور عن حادثة الإفك..

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)} .

تأمّل آخر كلمتين { خَيْرٌ لَكُم }..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمتي { خَيْرٌ لَكُم } = 114
إنه عدد سور القرآن الكريم.. الخير كله!!

تأمّل (بِالْإِفْكِ)..
النقاط على حروف الكلمات من بداية سورة النور حتى نهاية كلمة { بِالْإِفْكِ } عددها 307 نقطة!
307 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 63
63 هو عمر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها!
63 هو عمر زوجها مُحمد صلى الله عليه وسلّم!
63 هو عمر أبوها أبوبكر الصديق رضي الله عنه!
كلمة { بِالْإِفْكِ } هي الكلمة رقم 142 من بداية سورة النور!
كبير المنافقين اسمه (عبد الله بن أبيّ بن سلول) وهو الذي جاء بالإفك..
مجموع الترتيب الهجائي لحروف اسم كبير المنافقين (عبد الله بن سلول) من دون تكرار = 142
إنه ترتيب كلمة (بِالْإِفْكِ) نفسها من بداية سورة النور!
تأمّل هذا النظم الرقمي المبهر.. هل يستطيعه البشر؟!
هذا يعزز قاعدة عامة في النسيج الرقمي القرآني مفادها أن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام بوضوح!
تأمّل كيف أشار القرآن إلى المنافقين الذين جاؤوا بالإفك:
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ }!
لقد أشار إليهم بكلمة { مِنْكُمْ }، وترتيبها من بداية سورة النور رقم 144
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { منافقين } = 144
تأمّل كيف وصف القرآن هذا الإفك: { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ }!
لقد وصفه بكلمة { الْإِثْمِ }، ولكن هل تعلم ترتيب هذه الكلمة من بداية سورة النور؟!
كلمة { الْإِثْمِ } ترتيبها من بداية سورة النور رقم 159، وهذا العدد = 53 + 53 + 53
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { الْإِثْمِ } = 53!
آخر كلمة في هذه الآية هي الكلمة رقم 166 من بداية سورة النور..
تأمّل ما تحمله الآية من وعيد لكبير المنافقين: { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }!
تأمّل حروف الكلمات { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }..
مجموع الترتيب الهجائي لحروف آخر ثلاث كلمات في الآية { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } = 166
إنه ترتيب الكلمة الأخيرة من بداية سورة النور!

خصائص الأرقام
عليك أن تنتبه إلى أن أرقام الآيات الثلاث أعلاه لا يوجد بينها عدد أوّليّ، ولذلك جاء ترتيبها من بين الآيات التي تنتهي بكلمة عظيم من بداية المصحف أعداد مركَّبة أيضًا.
آخر آية في سورة النُّور انتهت بكلمة { عَظِيْمٌ } هي هذه الآية:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (23)}.

ويرى ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- وغيره أن هذه الآية نزلت في عائشة - رضي الله عنها - خاصة .
هذه الآية رقمها 23، وهذا عدد أوّليّ ، 23 هو عدد أعوام الوحي
ترتيبها بين الآيات التي تنتهي بكلمة عظيم من بداية المصحف هو 47، وهذا عدد أوّليّ!
هذه الآية نفسها عدد كلماتها 13 كلمة، وهذا عدد أوّليّ!
عجيب! أتعلم لماذا جاءت متغيرات الآية أعدادًا أوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد!
هنا تتجلّى عظمة النسيج الرقمي القرآني!
فلما كان الحديث عن العفّة والطهارة جاءت الأعداد كتلًا رقمية صماء لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد فقط، وبما ينسجم تمامًا مع معنى العفّة والطهارة!
نقف عند عتبة سورة النور لنرى من خلال منظار رقمي دقيق موقع كلمة { الْمُحْصَنَاتِ }! إذا أحصيت كلمات سورة النور من بدايتها فسوف تجد أن كلمة { الْمُحْصَنَاتِ } في هذه الآية ترتيبها رقم 347 من بداية السورة!
347 عدد أوّليّ أصمّ لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم واحد!
العدد 347 أوّليّ، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 69، وهذا الأخير = 23 × 3 (لاحظ رقم الآية)!
تدّبر الآية جيِّدًا لماذا تقدّمت صفة الغافلات على المؤمنات { الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ }!

إن كنت تؤمن بأن القرآن حرف ورقم.. كلمة وعدد فسوف تجد الإجابة عن هذا السؤال. أما إن كنت غير ذلك فلا تهدر وقتك في البحث في كتب تفسير القرآن أو إعرابه، لأنك لن تجد إجابة عن هذا السؤال أبدًا!
بما أن ترتيب كلمة { الْمُحْصَنَاتِ } من بداية السورة جاء عددًا أوّليًا، كان لابد لترتيب كلمة { الْمُؤْمِنَاتِ } أن يأتي هو الآخر عددًا أوّليًّا حتى يستقيم المدلول الرقمي كما استقام المعنى اللَّغوي!
وبالفعل.. فإن كلمة { الْمُؤْمِنَاتِ } ترتيبها من بداية سورة النور رقم 349، وهذا عدد أوّلي!
نعود مرّة أخرى إلى أوّل آية من سورة النور:

{ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيْهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ (1)}

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 2792، وهذا العدد = 8 × 349
تأمّل العدد 349 .. إنه يتجلّى من جديد، وتأمّل الرقم 8 فهو عدد حروف كلمة { الْمُؤْمِنَاتِ }!
نعود إلى آخر آية في سورة النُّور تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ }:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (23)}.

أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها من بداية سورة النور رقم 344، وهذا العدد = 43 × 8
عد إلى بداية المشهد، وتأمّل إلى ماذا يشير العدد 43!
هذه الآية رقمها 23، وهذا العدد أوّليّ.
ترتيبها بين الآيات التي تنتهي بكلمة { عَظِيْمٌ } من بداية المصحف هو 47، وهذا العدد أوّليّ أيضًا!
ترتيب العدد 23 في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 9
وترتيب العدد 47 في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 15
مجموع ترتيب العددين في قائمة الأعداد الأوّليّة = 24 وهذا هو ترتيب سورة النُّور في المصحف!
فتأمّل كيف يتعامل القرآن مع خصائص الأعداد!
تأمّل: { الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ }.. ثلاث كلمات كّل منها يتشكّل من 8 أحرف!
مجموع حروف هذه الكلمات الثلاث 24، وهذا هو ترتيب سورة النُّور في المصحف!
لفظ { نُوْر } تكرّر في القرآن 24 مرّة!
والآن يمكنك أن تستوعب معنى الآية التالية بمفهوم أشمل:

{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُوْنَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيْهِ اخْتِلَافًا كَثِيْرًا (82)} [النساء]

فتأمّل..
ترتيب سورة النور في المصحف رقم 24، وهذا العدد 24 = 8 × 3
عدد آيات سورة النور 64 آية، وهذا العدد = 8 × 8
ورد اسم { اللَّه } في سورة النور 80 مرّة، وهذا العدد = 8 × 10
ورد اسم { اللَّه } من بداية المصحف حتى نهاية سورة النور 1792 مرّة، وهذا العدد = 8 × 8 × 28
ورد اسم { اللَّه } من نهاية المصحف حتى نهاية سورة النور 912 مرّة، وهذا العدد = 8 × 114
مجموع ترتيب السورة وآياتها = 88
الحرف رقم 8 في قائمة الحرف الهجائية هو حرف الدال، تكرّر في سورة النور 88 مرّة!
هناك آية واحدة في سورة النور عدد كلماتها 8 كلمات، وهي هذه الآية:

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56)}

هذه الآية عدد كلماتها 8 كلمات، وجاءت قبل 8 آيات من نهاية السورة!
هذه الآية رقمها 56، وهذا العدد = 8 × 8 - 8
تأمّل مدلول علامة السالب هنا وهي تشير إلى أن الآية تأتي قبل 8 آيات من نهاية السورة! والله أعلم
هذه الآية عدد حروفها 48 حرفًا، وهذا العدد = 8 × 6
مجموع رقم الآية وعدد كلماتها = 64 وهذا هو عدد آيات سورة النور!
عدد حروف الآية = 24 + 24 وهذا هو ترتيب سورة النور في المصحف!
عجيب! ما هي علاقة سورة النور بالرقم 8؟!
هذا ما سوف نجيب عنه في مشهد آخر مستقل بإذن اللَّه.

من خلف الستار..
نعود إلى الآية لنلقي عليها نظرة أخيرة:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (23)} .

سيدة نساء العالمين مريم العذراء تتجلى من خلال النسيج الرقمي لهذه الآية!
تأمّل عدد حروف هذه الآية فهو 68 حرفًا، وهذا العدد يساوي 34 + 34
34 هو تكرار اسم { مَريَم } في القرآن العظيم! ومريم هي المرأة الوحيدة التي ورد ذكرها باسمها في القرآن!ْ
َوالأذى الذي نالته أم المؤمنين عائشة - رضي اللَّه عنها- من المنافقين هو نفسه الذي نالته مريم - عليها السلام - من قومها عندما ولدت عيسى - عليه السلام - من غير أب. فتأمّل كيف يصوّر القرآن هذا المشهد:

{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُوْنَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)} [مريم]

تأمّل.. لم يرد اسم عيسى صريحًا في هذه الآيات! ولكن للأرقام شأن آخر!
وكقاعدة عامة في النظام الرقمي القرآني أن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام!
عدد كلمات هذه الآيات الثلاث هو 33 كلمة!
33 هو عدد السنوات التي عاشها عيسى - عليه السلام-، وهذا متفق عليه بين المسلمين والنصارى!
تأمّل آية الإفك رقم 23 مرّة أخرى:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (23)}

عدد النقاط على حروف هذه الآية 33 نقطة! الدلالة الرقمية ذاتها!
وكأن الأرقام هنا تحمل عزاءً خاصًا للسيدة عائشة - رضي اللَّه عنها-!
وكأني بها تقول لها: ما أصابك من أذى المنافقين قد أصاب قبلك سيدة نساء العالمين مريم - عليها السلام -!
ورد اسم مريم صريحًا في القرآن 34 مرّة ولم يرد اسم عائشة!
ولذلك جاء عدد حروف الآية العدد 34 مكرّرًا (34 + 34)!

مزيد من التأكيد..
تأمّلوا آية الإفك الأولى من سورة النور..

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)}

هذه الآية عدد حروفها 102 حرفًا، وهذا العدد = 34 × 3
تكرّرت الأحرف الأربعة لاسم { مَرْيَم } مع تكرار الميم في آية الإفك 34 مرّة!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن!
أوّل كلمة في هذه الآية هي الكلمة رقم 139 من بداية سورة النور!
139 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34
النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها!

{ الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ }
أفكٌ مُبين وبهتان عظيم عاش معه المصطفى صلى الله عليه شهرًا من المعاناة، تجرّع منه الأسى ومُصابرة الابتلاء، وشاطرته الضيم والألم، زوجته الطاهرة المطهّرة العفيفة الصدّيقة بنت الصدّيق، أحبّ الناس إلى قلبه، وأبوها أقرب الناس مودّة وأعظم الرجال وفاءً وحبًّا له صلى الله عليه. طال الانتظار، وطال انقطاع الوحي، فبدأ النبيُّ صلى الله عليه يسأل خاصَّته، ويستطلع آراءهم، ومنهم الرجل الزاهد التقي النقي العادل الملهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما رأيك فيما يقوله الناس؟ واجهه بسؤال آخر: من زوّجك إيّاها يا رسول اللَّه؟ قال (زوّجني إيّاها ربّي)! قال أتظنّ أن ربّك يُدلّس عليك؟! أتظنّ أن ربّك يُدلّس عليك؟!
يا اللَّه.. ما أجمل هذا الرّد! وما أعمق هذه الرؤية العمرية!
أُعجب النبي صلى الله عليه بردّه هذا فقال له (إذهب أخبر الناس)! تفكّروا في هذا يا أولي الألباب!
انطلق من هذه الرؤية العمرية العميقة، وتأمّل هذه الآيات من سورة النور:

{ إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيْهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُوْنَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيْهِمُ اللَّهُ دِيْنَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُوْنَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِيْنُ (25) الْخَبِيْثَاتُ لِلْخَبِيْثِيْنَ وَالْخَبِيْثُوْنَ لِلْخَبِيْثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِيْنَ وَالطَّيِّبُوْنَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُوْنَ مِمَّا يَقُوْلُوْنَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيْمٌ (26)}

مجموع كلمات هذه الآيات 49 كلمة، وهذا العدد يساوي 7 × 7
مجموع أرقام هذه الآيات 98، وهذا العدد يساوي 7 × 7 + 7 × 7
تأمّل كلمة { الطَّيِّبَاتُ } تتشكَّل من 7 أحرف!
وتأمّل كلمة { لِلطَّيِّبِينَ } تتشكَّل من 7 أحرف أيضًا!
كلمتي { الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ } تتشكَّلان معًا من 7 أحرف من الحروف الهجائية! ومجموع الترتيب الهجائي للأحرف يساوي 98، وهو مجموع أرقام الآيات الأربع
فتأمّل كيف يأخذ القرآن ترتيب الحروف الهجائية ضمن نظمه الرقمي المعجز!
هذا الترتيب الذي لم يعرفه العرب إلا بعد عقود من انقضاء الوحي!
وهذا من أبلغ الأدلّة وأثبت الحجج وأوضح البراهين على أن الذي نظم هذا القرآن هو عالم الغيب سبحانه!

أحبّ الناس إلى الحبيب..
روى البخاري ومسلم أن عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه: "أيُّ الناس أحبّ إليك يا رسول اللَّه؟"، قال: (عائشة)، قال: "فمن الرجال؟"، قال: (أبوها).
قال الحافظ الذهبي: "وهذا خبرٌ ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه الصلاة والسلام ليحبّ إلا طيبًا، وقد قال: (لو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكرٍ خليلًا، ولكن أخوة الإسلام أفضل)، فأحبّ أفضل رجلٍ من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبيْ رسول صلى الله عليه فهو حريٌّ أن يكون بغيضًا إلى اللَّه ورسوله".
وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (يا عائشُ هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام)، قالت: "وعليه السلام ورحمة اللَّه، ترى ما لا أرى يا رسول اللَّه". وعن عائشة -رضي الله عنها- أن جبريل جاء بصورتها في خرقةٍ من حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه فقال: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". أورده ابن حبان في صحيحه، والترمذي وحسنه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
ولا خلاف بين علماء الأمّة الراسخين المعتبرين على أن أكثر نساء العالمين لهن فضل على الدين الإسلامي هن السيدة خديجة والسيدة عائشة، رضي اللَّه عنهن. فالسيدة خديجة كانت في بداية عهد النبي صلى الله عليه وهي أوّل من آمن به، وعزره ونصره وواسته بمالها، والسيدة عائشة في آخر عهده وبعد مماته، نقلت لنا شرائع من الدين ما كنا سنعلمها، وروت لنا في صحيح البخاري وحده أكثر من 450 حديثًا عن النبي صلى الله عليه، وكانت رضي اللَّه عنها أفقه نساء الأمة، وأعلمهن على الإطلاق، وكانت مرجعًا لأصحاب النبي صلى الله عليه إذا استعصى عليهم الأمر.
ما أشرفك وأكرمك وأفقهك أيتها العفيفة الحميراء، حبيبة حبيبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم. إن كان قد أصابك من الروافض والمنافقين ما أصابك، فنعم العزاء في أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ قد خصَّك بآيات قرآنية كريمة تُتلى أبد الدهر.. فيا لها من مواساة حينما تُتلى العفّة في كتاب اللَّه رقمًا وحرفًا.. عددًا وكلمة! وهذه هي الأعداد الأوّليّة الصماء، التي لا تزال لُغزًا يحيّر العقل البشري ويتحدّاه، تتجمّل بطهرك، وتتزيّن بعفتك، رغم أنوف الروافض والمنافقين في كل زمان ومكان!
------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى