العراق يقتني أفضل منظومة دفاع جوي من كوريا الجنوبية بـ2.8 مليار دولار

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,203
التفاعل
1,928 70 6
الدولة
Tunisia
phx8wmfkhygc1-780x470.jpeg
العراق يحصل على منظومة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية "تشونغونغ-2"
أكدت وزارة الدفاع العراقية قُرب وصول منظومة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية المتقدمة “تشونغونغ-2” (Cheongung-II)، المعروفة أيضًا باسم KM-SAM Block II، وذلك في إطار صفقة ضخمة مع شركة “LIG Nex1” بقيمة 2.8 مليار دولار تم توقيعها في سبتمبر 2024.



العراق يعزز دفاعاته الجوية بمنظومة كوريا الجنوبية المتطورة​

وأوضح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أن عمليات التسليم ستجري وفق جدول زمني تم تنسيقه بما يتوافق مع أولويات العراق الأمنية والعملياتية.
وتشمل الصفقة 8 بطاريات من المنظومة، في خطوة تمثل تحولًا ملحوظًا نحو تنويع مصادر التسليح بعيدًا عن الموردين الروس، خاصة بعد التحديات التي طرأت على سلسلة الإمداد الروسية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وصرَّح اللواء تحسين الخفاجي، مدير الإعلام والتوجيه العسكري ونائب رئيس خلية الإعلام الأمني، بأن عملية التسليم تسير بسلاسة، مشددًا على أن تحديث الدفاع الجوي يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الأمن الوطني.

تقنية متقدمة لاعتراض الصواريخ الباليستية​

تم تصميم منظومة KM-SAM Block II لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية متوسطة المدى، حيث تحتوي كل بطارية على 4 إلى 6 قواذف متنقلة، كل منها مزود بـ8 صواريخ، إضافة إلى رادار ثلاثي الأبعاد يعمل بتقنية PESA، وعربة قيادة وسيطرة.
ويستند الرادار إلى تكنولوجيا مشتقة من نظام S-400 الروسي، ويغطي مدى كشف يصل إلى 100 كم، مع قدرة تتبع حتى 40 هدفًا في آن واحد.
الصواريخ الموجهة تعتمد على الملاحة بالقصور الذاتي، وتحديثات عبر وصلة بيانات، مع نظام توجيه نهائي نشط. وتبلغ سرعتها القصوى ماخ 5، ويمكنها الوصول إلى ارتفاع 20 كيلومترًا، ومدى 50 كيلومترًا.
وقد تم تطوير النظام على مراحل، بدءًا من عام 2001، وصولًا إلى النسخة الثالثة (Block III) التي بدأت كوريا الجنوبية تطويرها عام 2024 برادار AESA ومدى موسع.
km-sam-770x385@2x.jpg
منظومة الدفاع الجوي “تشونغونغ-2” الكورية الجنوبية

ثالث دولة في المنطقة تحصل على النظام بعد الإمارات والسعودية​

يُعد العراق ثالث دولة في الشرق الأوسط تتسلم منظومة KM-SAM بعد الإمارات (2022) والسعودية (2024)، مما يعكس توجهًا إقليميًا نحو التعاون الدفاعي مع كوريا الجنوبية.
ويشارك في إنتاج النظام شركتا LIG Nex1 (الصواريخ) وHanwha Group (المنصات والرادارات والمركبات)، وقد شهدت المفاوضات بينهما بعض الخلافات في توقيت التسليم، حُسمت لاحقًا بعد اجتماعات مكثفة في سيؤول.
وتشمل الصفقة أيضًا برامج تدريب وبنية تحتية لوجستية متكاملة، ضمن خطة وزارة الدفاع العراقية لبناء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات.
اقرأ أيضًا: حاملة طائرات صينية تهدد التفوق البحري الأمريكي.. لماذا تسعى واشنطن لإيقافها؟

تحول استراتيجي في سياسة التسليح العراقي​

يمثل شراء منظومة تشونغونغ-2 أبرز خطوة في برنامج تحديث الدفاع الجوي العراقي منذ إعادة بناء الجيش بعد 2003، ويأتي في سياق تحرك أوسع لتقليل الاعتماد على الأنظمة الروسية التي تواجه تحديات فنية وعقوبات محتملة بموجب قانون “كاتسا” الأمريكي.
وكان العراق قد حصل على منظومات Pantsir-S1 الروسية في 2014، ودرس شراء S-300 وS-400 لاحقًا، لكنه تراجع عن هذه الخطط. كما بدأ في استبدال مروحيات Mi-17 الروسية بـ12 مروحية H225M Caracal الفرنسية، ضمن سياسة تنويع الموردين التي شملت أيضًا الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي أبريل 2024، وقّع العراق عقودًا مع واشنطن لتوريد معدات دفاع جوي وطيران عسكري بقيمة تقارب نصف مليار دولار، خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن.

دمج متعدد الطبقات وتحسين بنية الدفاع الجوي​

من المقرر دمج منظومات KM-SAM ضمن شبكة الدفاع الجوي العراقية، إلى جانب 24 وحدة Pantsir-S1، ونحو 100 نظام أمريكي من طراز Avenger، بالإضافة إلى صواريخ Igla-S المحمولة من الحقبة السوفيتية. وتستخدم وحدات الدفاع الجوي المدفعي أنظمة قديمة مثل ZU-23-2 وS-60.
أما على صعيد الرصد، فقد تم تعزيز القدرات الرادارية بإدخال أنظمة فرنسية من طراز GM403، وأخرى أمريكية من نوع TPS-77 من إنتاج “لوكهيد مارتن”. ووقّعت وزارة الدفاع اتفاقيات للحصول على رادارات كورية جديدة لدعم التغطية الجوية على مختلف الارتفاعات، ما سيساهم في تعزيز قدرة العراق على مراقبة واعتراض التهديدات الجوية بكفاءة أكبر.

التهديدات الإقليمية تدفع لتسريع التحديث​

وجاء هذا التحديث في ظل تزايد التهديدات الإقليمية، من بينها الضربات الصاروخية الإيرانية في كردستان يناير 2024، وحشد دبابات “كرار” الإيرانية قرب الحدود، والغارات الجوية التركية المتكررة في شمال العراق.
كما تعرضت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا لأكثر من 20 هجومًا بالطائرات المسيّرة والصواريخ منذ أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط ضحايا.
وترى الحكومة العراقية أن تعزيز الدفاع الجوي خطوة حيوية لحماية السيادة الوطنية، وتقليل الاعتماد على القوات الأجنبية في ضمان الأمن الجوي.

دعم إقليمي وتعاون مستقبلي مع الإمارات والسعودية​

تحظى جهود العراق بتحديث منظومته الدفاعية بدعم غير مباشر من دول الجوار مثل الإمارات والسعودية، اللتين ترتبطان بشراكات دفاعية مع كوريا الجنوبية. وقد اشترت السعودية 10 بطاريات من KM-SAM بقيمة 3.2 مليار دولار، بينما نفذت الإمارات برامج تدريب مع الشركات الكورية.
ويرى مراقبون أن اقتناء العراق لنفس النظام قد يمهد لتعاون إقليمي في مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، والدعم اللوجستي، خاصة مع مساعي السعودية والإمارات لتطوير قدراتهما التصنيعية الدفاعية ضمن “رؤية السعودية 2030” وخطط التوطين.

 
عودة
أعلى