من عجائب سورة المدثّر *
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إن ترتيب سور القرآن الكريم مسألة توقيفيّة أُخذت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-.
وكما كان ضبط السور بعدد آياتها توقيفيًّا، كذلك كان وضعها في مواضعها توقيفيًّا.
وكما كان حفظ الله عزّ وجلّ لهذا القرآن في لفظه ومعناه، كذلك كان حفظه في نظمه وترتيبه.
وبذلك، فإن انتظام سور القرآن الكريم كانتظام آياته وكلماته وحروفه، ومَن أخَّر سورة مقدَّمة، أو قدّم أُخرى مؤخَّرة، فقد أفسد نظم السور والآيات وغيَّر تناسق الحروف والكلمات، وطمس وجهًا من وجوه الإعجاز القرآني. وإن كل سورة من سور القرآن الكريم لها خصائصها التي تتفرَّد بها، وكما أن كل سورة تختلف في مضمونها وموضوعها، فإنها تختلف كذلك في نظمها وبنائها الإحصائي، فمواقع الآيات والكلمات والحروف والنقط وعلامات التشكيل في كل سورة، تشكّل منظومة إحصائية خاصة بها، كما يتّصل النظام الإحصائي لكل سورة من السور في كليّاته وجزئيّاته مع الأنظمة الفرعية للسور الأخرى وعلى جميع المستويات، وبحسب المعنى والمضمون، وبدرجة عالية جدًّا من التشابك يستحيل الإحاطة بكل أبعادها.
سوف نقف في هذا المشهد على ملامح من نظم حروف سورة المدثّر وكلماتها.
فتأمّل هاتين الآيتين من سورة المُدَّثِّر:
{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
الآية الأولى تشير إلى العدد { تِسْعَةَ عَشَرَ }، وتتكوّن من 3 كلمات.
والآية التالية تأتي شرحًا لها وتتكوّن من 57 كلمة، وهذا العدد = 3 × 19
الآية الثانية رقمها 31، وتنقسم إلى شقين رئيسين:
الأول يبدأ ببداية الآية وينتهي عند قوله تعالى: { مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا } وعندها ينتهي الحديث عن حكمة تخصيص العدد { تِسْعَةَ عَشَرَ } ليكون عدّة أصحاب النار من الملائكة، أي خزنتها.
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 38 كلمة، أي 19 + 19
أما الثاني، فهو تعقيب على الشق الأوّل، ويبدأ بقوله تعالى: { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } .
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 19 كلمة!
قوله تعالى في الآية نفسها: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } عدد حروفه 19 حرفًا!
تكرّرت أحرف كلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } في الآية رقم 31 من سورة المدثّر 31 مرة وهو رقم الآية نفسها!
عدد أحرف كلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } هو سبعة أحرف يتوسطها شكل من خارج الحروف الهجائية.( ت ، س ، ع ، ة ، ع ، ش ،ر )
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف = 74، وهذا هو ترتيب سورة المُدَّثِّر في المصحف!
مجموع تكرار هذه الأحرف في الآية = 31، وهذا هو رقم الآية نفسها!
هذه الآية تبدأ بحرف الواو وتنتهي بحرف الراء وهذه حقيقة واضحة تلاحظها من الوهلة الأولى، ولكنك إذا تفحَّصت تكرار هذين الحرفين ضمن الآية نفسها تجد أن حرف الواو تكرّر 22 مرّة وحرف الراء تكرّر 9 مرّات ومجموعهما = 31، وهو رقم الآية نفسها!
الآية 31 تنتهي بحرف الراء والآيات التي انتهت بحرف الراء في سورة المُدَّثِّر عددها 31 آية!
إذا أحصيت كلمات سورة المُدَّثِّر من بدايتها، فسوف تجد أن الكلمة التي ترتيبها رقم 105 هي كلمة { عدتهم }، أي عدّة أصحاب النار وهم تسعة عشر، والعدد 105 = 31 + 74 (رقم الآية + رقم ترتيب السورة)!
توجد كلمتان فقط تبدآن بحرف الراء، الكلمة الأولى هي كلمة { رَبِكَ } في الآية 31، والكلمة الثانية هي كلمة { رَهِيْنَة } في الآية 38، وإذا بدأت عدّ الكلمات المحصورة بين هاتين الكلمتين تجدها 31 كلمة!
بل إذا تأمّلت مجموع كلمات الآيتين 31 و 38 تجدها 62 كلمة، وهذا العدد = 31 + 31
تأمل:
تكرّرت الأحرف الأربعة لكلمة { مُدَّثِّر } في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
تكرّرت الأحرف الستة لكلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
ننتقل إلى الكلمة التي ترتيبها رقم 175 من بداية سورة المُدَّثِّر وهي كلمة { نَفْس } في هذه الآية:
{ كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38)}
ن ، ف ، س هي أحرف كلمة { نَفْس }..
مجموع ترتيبها الهجائي 57، وهذا العدد = 19 × 3
مجموع تكرارها في سورة المُدَّثِّر هو 133، وهذا العدد = 19 × 7
كلمة { نَفْس } وردت في الآية رقم 38، وهذا العدد = 19 × 2
ترتيب هذه الآية نفسها هو رقم 19 من نهاية سورة المُدَّثِّر!
{ كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ }
تأمّل الآية مرة أخرى:
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38)} [المُدَّثِّر]
هذه الآية واحدة من 4 آيات في القرآن الكريم تبدأ بكلمتي { كلُّ نَفْسٍ } وهي:
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوْكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (35)} [الأنبياء]
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (57)} [العنكبوت]
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38)} [المُدَّثِّر]
مع أن الآيات الأربع بدأت بكلمتي { كلُّ نَفْسٍ }، فإن آية سورة المُدَّثِّر اختلفت عن الآيات الأخرى!
باستثناء آية المدثر، فإن جميع الآيات بدأت بالكلمات نفسها: { كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }!
لماذا اشتركت آية المدثر مع هذه الآيات في أوّل كلمتين فقط؟!
ولماذا لا يوجد في آية المُدَّثِّر الإشارة إلى لفظ { الْمَوْت }؟!
مجموع أرقام هذه الآيات الأربع 315، وهذا العدد يساوي 63 × 5
63 هو عدد أعوام عمر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-!
5 هو عدد أركان الإسلام كما أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- ورد اسمه في القرآن الكريم 5 مرّات (محمد 4 مرات وأحمد مرة واحدة)!
وهذا يفسّر لماذا بدأت ثلاث من الآيات الأربع بالإشارة إلى الأجل المحتوم لكل النفوس!
وهذا يفسِّر أيضًا لماذا لم تشر آية المدثِّر إلى لفظ { الْمَوْت }، لأن المدثِّر هو النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
والمدثِّر أصله المتدثر أدغمت التاء في الدال، أي المتلفف أو المتغطي بثيابه عند نزول الوحي عليه.
تأمل آية سورة المدثِّر:
{ كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38)}
هذه الآية رقمها 38، وهذا هو عدد آيات سورة مُحمَّد!
هذه الآية عدد حروفها 17 حرفًا وقد ورد اسم { مُحمَّد } في ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحمَّد!
أعزَّ النفوس على الله
توقَّف كثيرًا عند قوله تعالى:{ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }!
حتى لو كانت هذه النفس هي أعز نفس على الله، وأكرمها نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
وما من شكّ في أن القرآن الكريم يرمي إلى هذا المعنى الدقيق ويقصده!
سأتوقف مليًّا عند أوّلى الآيات الأربع:
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوُرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنُ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
وردت هذه الآية في سورة آل عمران، وهي السورة التي ورد فيها اسم { مُحمَّد } للمرّة الأولى في المصحف في هذه الآية:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144)} [آل عمران]
قارن بين الآيتين..
كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة الثانية في الآية الأولى، واسم { مُحمَّد } هو الكلمة الثانية أيضًا في الآية الثانية!
الآية الأولى عدد كلماتها 23 كلمة، وجاء بعد قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } حتى نهاية الآية الثانية 23 كلمة!
23 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-، وهو نبي، أي عدد أعوام الوحي!
لاحظ الفرق بين أرقام الآيتين 185 – 144 يساوي 41
وهذا هو مجموع تكرار أحرف { مُحمَّد } ضمن الحروف المقطّعة!
نقرأ الآية مرّة أخرى:
{ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
تكرّرت الأحرف الثلاثة لكلمة { نَفْسٍ } في الآية 14 مرّة.
وتكرّرت الأحرف الثلاثة لاسم { مُحمَّد } في الآية 14 مرّة أيضًا!
تأمّل مطلع الآية الأولى: { كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }.
تأمّل مطلع الآية الثانية: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ }.
كل مطلع من المطلعين عدد كلماته 4 كلمات، بعدد تكرار اسم { مُحَمَّدٌ } في القرآن!
مجموع حروف المطلعين 29 حرفًا. فإلى ماذا يشير هذا العدد؟
اسم { مُحَمَّدٌ } هو الكلمة رقم 2368 من بداية سورة آل عمران.
كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة رقم 3208 من بداية سورة آل عمران.
إذا بدأت العدّ من اسم { مُحَمَّدٌ }، فإن كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة رقم 841، وهذا العدد = 29 × 29
مجموع أرقام الآيتين 144 + 185 هو 329، وهذا العدد = 47 × 7
مجموع أرقام الآيات من 144 حتى 185 هو 6909، وهذا العدد = 47 × 147
وفي جميع الأحوال، فإن العدد 47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
تأمّل أوّل آية يرد فيها اسم { مُحمَّد } وهي في سورة آل عمران:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144)}
ترتيب هذه الآية هو رقم 437 من بداية المصحف،
الآيات الأربع التي بدأت بكلمتي { كل نفس } جاءت في أربع سور هي: (آل عمران ، الأنبياء ، العنكبوت ، المدثر) وترتيبها على التوالي : (3 ، 21 ، 29 ، 74)
مجموع آيات السور الأربع يساوي 437
437 هو نفسه ترتيب أوّل آية يرد فيها اسم { مُحمَّد } من بداية المصحف!
مجموع ترتيب هذه السور الأربع وآياتها 564، وهذا العدد = 47 × 4 × 3
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
4 هو تكرار اسم { مُحمَّد } في القرآن الكريم!
3 هو ترتيب سورة آل عمران، حيث ورد اسم { مُحمَّد } لأوّل مرّة!
السورة رقم 63
ننتقل إلى أول آية في السورة رقم 63 (سورة المنافقون) في ترتيب المصحف.
{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُوَنَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُوَلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُوْنَ (1)}
لاحظ كم هي عزيزة نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- على الله عزّ وجلّ!
لقد نسب رسوله إليه مرّتين في آية واحدة، وفي هذا قمَّة التشريف لنفسه الطاهرة النبيلة -صلى الله عليه وسلّم-!
وانتبه كيف اختتمت هذه السورة نفسها، وهي السورة التي ترتيبها رقم 63 في المصحف:
{ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ (11)}
إنها تتحدَّث عن الأجل المحتوم لكل النفوس حتى لو كانت النفس التي وُصفت في مطلع السورة نفسها!
63 هو أجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وهذه معانٍ عميقة جدًّا لمقاصد القرآن الكريم غابت عن علماء التفسير، لأنه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال دراسة النسيج الرقمي القرآني وتحليله، حيث لم يكن ذلك متاحًا لأحد من قبل!
تأمّل تجلّيات العدد 19
العدد 19 لم يرد ذكره في القرآن إلا مرّة واحدة فقط، وجاء في سورة المدثّر.
العدد 19 هو أوّل عدد يرد ذكره في القرآن بحسب تسلسل النزول!
ولذلك جاء عدد آيات أوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلق 19 آية!
وجاء عدد حروف أوّل آية في ترتيب المصحف (البسملة) من 19 حرفًا!
فهذه ملامح عامة عن نظام رقمي عجيب لسورة المدثّر.
ومثل هذه الحقائق الرقمية مقنعة لكل ذي عقل وبصيرة.
إلا من تدثَّر بدثار الكبر، وأغلق عقله في وجه أيِّ منطق.
وهذا مهما عرض عليه من أدلّة فلن تزيده إلا كبراً وغروراً.
والسؤال الذي يفرض نفسه، من يحتاج إلى هذه الأدلّة:
العبد الذي تبحث نفسه عن النجاة رغم أنف كبره، أم الله خالق كلِّ شيء ومانح النجاة؟!
--------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
* العنوان الأصلي للمقالة من عجائب المدثّر
بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن
وكما كان ضبط السور بعدد آياتها توقيفيًّا، كذلك كان وضعها في مواضعها توقيفيًّا.
وكما كان حفظ الله عزّ وجلّ لهذا القرآن في لفظه ومعناه، كذلك كان حفظه في نظمه وترتيبه.
وبذلك، فإن انتظام سور القرآن الكريم كانتظام آياته وكلماته وحروفه، ومَن أخَّر سورة مقدَّمة، أو قدّم أُخرى مؤخَّرة، فقد أفسد نظم السور والآيات وغيَّر تناسق الحروف والكلمات، وطمس وجهًا من وجوه الإعجاز القرآني. وإن كل سورة من سور القرآن الكريم لها خصائصها التي تتفرَّد بها، وكما أن كل سورة تختلف في مضمونها وموضوعها، فإنها تختلف كذلك في نظمها وبنائها الإحصائي، فمواقع الآيات والكلمات والحروف والنقط وعلامات التشكيل في كل سورة، تشكّل منظومة إحصائية خاصة بها، كما يتّصل النظام الإحصائي لكل سورة من السور في كليّاته وجزئيّاته مع الأنظمة الفرعية للسور الأخرى وعلى جميع المستويات، وبحسب المعنى والمضمون، وبدرجة عالية جدًّا من التشابك يستحيل الإحاطة بكل أبعادها.
سوف نقف في هذا المشهد على ملامح من نظم حروف سورة المدثّر وكلماتها.
فتأمّل هاتين الآيتين من سورة المُدَّثِّر:
{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
الآية الأولى تشير إلى العدد { تِسْعَةَ عَشَرَ }، وتتكوّن من 3 كلمات.
والآية التالية تأتي شرحًا لها وتتكوّن من 57 كلمة، وهذا العدد = 3 × 19
الآية الثانية رقمها 31، وتنقسم إلى شقين رئيسين:
الأول يبدأ ببداية الآية وينتهي عند قوله تعالى: { مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا } وعندها ينتهي الحديث عن حكمة تخصيص العدد { تِسْعَةَ عَشَرَ } ليكون عدّة أصحاب النار من الملائكة، أي خزنتها.
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 38 كلمة، أي 19 + 19
أما الثاني، فهو تعقيب على الشق الأوّل، ويبدأ بقوله تعالى: { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } .
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 19 كلمة!
قوله تعالى في الآية نفسها: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } عدد حروفه 19 حرفًا!
تكرّرت أحرف كلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } في الآية رقم 31 من سورة المدثّر 31 مرة وهو رقم الآية نفسها!
عدد أحرف كلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } هو سبعة أحرف يتوسطها شكل من خارج الحروف الهجائية.( ت ، س ، ع ، ة ، ع ، ش ،ر )
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف = 74، وهذا هو ترتيب سورة المُدَّثِّر في المصحف!
مجموع تكرار هذه الأحرف في الآية = 31، وهذا هو رقم الآية نفسها!
هذه الآية تبدأ بحرف الواو وتنتهي بحرف الراء وهذه حقيقة واضحة تلاحظها من الوهلة الأولى، ولكنك إذا تفحَّصت تكرار هذين الحرفين ضمن الآية نفسها تجد أن حرف الواو تكرّر 22 مرّة وحرف الراء تكرّر 9 مرّات ومجموعهما = 31، وهو رقم الآية نفسها!
الآية 31 تنتهي بحرف الراء والآيات التي انتهت بحرف الراء في سورة المُدَّثِّر عددها 31 آية!
إذا أحصيت كلمات سورة المُدَّثِّر من بدايتها، فسوف تجد أن الكلمة التي ترتيبها رقم 105 هي كلمة { عدتهم }، أي عدّة أصحاب النار وهم تسعة عشر، والعدد 105 = 31 + 74 (رقم الآية + رقم ترتيب السورة)!
توجد كلمتان فقط تبدآن بحرف الراء، الكلمة الأولى هي كلمة { رَبِكَ } في الآية 31، والكلمة الثانية هي كلمة { رَهِيْنَة } في الآية 38، وإذا بدأت عدّ الكلمات المحصورة بين هاتين الكلمتين تجدها 31 كلمة!
بل إذا تأمّلت مجموع كلمات الآيتين 31 و 38 تجدها 62 كلمة، وهذا العدد = 31 + 31
تأمل:
تكرّرت الأحرف الأربعة لكلمة { مُدَّثِّر } في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
تكرّرت الأحرف الستة لكلمتي { تِسْعَةَ عَشَرَ } في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
ننتقل إلى الكلمة التي ترتيبها رقم 175 من بداية سورة المُدَّثِّر وهي كلمة { نَفْس } في هذه الآية:
{ كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38)}
ن ، ف ، س هي أحرف كلمة { نَفْس }..
مجموع ترتيبها الهجائي 57، وهذا العدد = 19 × 3
مجموع تكرارها في سورة المُدَّثِّر هو 133، وهذا العدد = 19 × 7
كلمة { نَفْس } وردت في الآية رقم 38، وهذا العدد = 19 × 2
ترتيب هذه الآية نفسها هو رقم 19 من نهاية سورة المُدَّثِّر!
{ كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ }
تأمّل الآية مرة أخرى:
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38)} [المُدَّثِّر]
هذه الآية واحدة من 4 آيات في القرآن الكريم تبدأ بكلمتي { كلُّ نَفْسٍ } وهي:
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوْكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (35)} [الأنبياء]
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (57)} [العنكبوت]
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38)} [المُدَّثِّر]
مع أن الآيات الأربع بدأت بكلمتي { كلُّ نَفْسٍ }، فإن آية سورة المُدَّثِّر اختلفت عن الآيات الأخرى!
باستثناء آية المدثر، فإن جميع الآيات بدأت بالكلمات نفسها: { كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }!
لماذا اشتركت آية المدثر مع هذه الآيات في أوّل كلمتين فقط؟!
ولماذا لا يوجد في آية المُدَّثِّر الإشارة إلى لفظ { الْمَوْت }؟!
مجموع أرقام هذه الآيات الأربع 315، وهذا العدد يساوي 63 × 5
63 هو عدد أعوام عمر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-!
5 هو عدد أركان الإسلام كما أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- ورد اسمه في القرآن الكريم 5 مرّات (محمد 4 مرات وأحمد مرة واحدة)!
وهذا يفسّر لماذا بدأت ثلاث من الآيات الأربع بالإشارة إلى الأجل المحتوم لكل النفوس!
وهذا يفسِّر أيضًا لماذا لم تشر آية المدثِّر إلى لفظ { الْمَوْت }، لأن المدثِّر هو النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
والمدثِّر أصله المتدثر أدغمت التاء في الدال، أي المتلفف أو المتغطي بثيابه عند نزول الوحي عليه.
تأمل آية سورة المدثِّر:
{ كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38)}
هذه الآية رقمها 38، وهذا هو عدد آيات سورة مُحمَّد!
هذه الآية عدد حروفها 17 حرفًا وقد ورد اسم { مُحمَّد } في ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحمَّد!
أعزَّ النفوس على الله
توقَّف كثيرًا عند قوله تعالى:{ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }!
حتى لو كانت هذه النفس هي أعز نفس على الله، وأكرمها نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
وما من شكّ في أن القرآن الكريم يرمي إلى هذا المعنى الدقيق ويقصده!
سأتوقف مليًّا عند أوّلى الآيات الأربع:
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوُرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنُ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
وردت هذه الآية في سورة آل عمران، وهي السورة التي ورد فيها اسم { مُحمَّد } للمرّة الأولى في المصحف في هذه الآية:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144)} [آل عمران]
قارن بين الآيتين..
كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة الثانية في الآية الأولى، واسم { مُحمَّد } هو الكلمة الثانية أيضًا في الآية الثانية!
الآية الأولى عدد كلماتها 23 كلمة، وجاء بعد قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } حتى نهاية الآية الثانية 23 كلمة!
23 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-، وهو نبي، أي عدد أعوام الوحي!
لاحظ الفرق بين أرقام الآيتين 185 – 144 يساوي 41
وهذا هو مجموع تكرار أحرف { مُحمَّد } ضمن الحروف المقطّعة!
نقرأ الآية مرّة أخرى:
{ كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185)} [آل عمران]
تكرّرت الأحرف الثلاثة لكلمة { نَفْسٍ } في الآية 14 مرّة.
وتكرّرت الأحرف الثلاثة لاسم { مُحمَّد } في الآية 14 مرّة أيضًا!
تأمّل مطلع الآية الأولى: { كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }.
تأمّل مطلع الآية الثانية: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ }.
كل مطلع من المطلعين عدد كلماته 4 كلمات، بعدد تكرار اسم { مُحَمَّدٌ } في القرآن!
مجموع حروف المطلعين 29 حرفًا. فإلى ماذا يشير هذا العدد؟
اسم { مُحَمَّدٌ } هو الكلمة رقم 2368 من بداية سورة آل عمران.
كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة رقم 3208 من بداية سورة آل عمران.
إذا بدأت العدّ من اسم { مُحَمَّدٌ }، فإن كلمة { نَفْسٍ } هي الكلمة رقم 841، وهذا العدد = 29 × 29
مجموع أرقام الآيتين 144 + 185 هو 329، وهذا العدد = 47 × 7
مجموع أرقام الآيات من 144 حتى 185 هو 6909، وهذا العدد = 47 × 147
وفي جميع الأحوال، فإن العدد 47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
تأمّل أوّل آية يرد فيها اسم { مُحمَّد } وهي في سورة آل عمران:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144)}
ترتيب هذه الآية هو رقم 437 من بداية المصحف،
الآيات الأربع التي بدأت بكلمتي { كل نفس } جاءت في أربع سور هي: (آل عمران ، الأنبياء ، العنكبوت ، المدثر) وترتيبها على التوالي : (3 ، 21 ، 29 ، 74)
مجموع آيات السور الأربع يساوي 437
437 هو نفسه ترتيب أوّل آية يرد فيها اسم { مُحمَّد } من بداية المصحف!
مجموع ترتيب هذه السور الأربع وآياتها 564، وهذا العدد = 47 × 4 × 3
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
4 هو تكرار اسم { مُحمَّد } في القرآن الكريم!
3 هو ترتيب سورة آل عمران، حيث ورد اسم { مُحمَّد } لأوّل مرّة!
السورة رقم 63
ننتقل إلى أول آية في السورة رقم 63 (سورة المنافقون) في ترتيب المصحف.
{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُوَنَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُوَلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُوْنَ (1)}
لاحظ كم هي عزيزة نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- على الله عزّ وجلّ!
لقد نسب رسوله إليه مرّتين في آية واحدة، وفي هذا قمَّة التشريف لنفسه الطاهرة النبيلة -صلى الله عليه وسلّم-!
وانتبه كيف اختتمت هذه السورة نفسها، وهي السورة التي ترتيبها رقم 63 في المصحف:
{ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ (11)}
إنها تتحدَّث عن الأجل المحتوم لكل النفوس حتى لو كانت النفس التي وُصفت في مطلع السورة نفسها!
63 هو أجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وهذه معانٍ عميقة جدًّا لمقاصد القرآن الكريم غابت عن علماء التفسير، لأنه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال دراسة النسيج الرقمي القرآني وتحليله، حيث لم يكن ذلك متاحًا لأحد من قبل!
تأمّل تجلّيات العدد 19
العدد 19 لم يرد ذكره في القرآن إلا مرّة واحدة فقط، وجاء في سورة المدثّر.
العدد 19 هو أوّل عدد يرد ذكره في القرآن بحسب تسلسل النزول!
ولذلك جاء عدد آيات أوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلق 19 آية!
وجاء عدد حروف أوّل آية في ترتيب المصحف (البسملة) من 19 حرفًا!
فهذه ملامح عامة عن نظام رقمي عجيب لسورة المدثّر.
ومثل هذه الحقائق الرقمية مقنعة لكل ذي عقل وبصيرة.
إلا من تدثَّر بدثار الكبر، وأغلق عقله في وجه أيِّ منطق.
وهذا مهما عرض عليه من أدلّة فلن تزيده إلا كبراً وغروراً.
والسؤال الذي يفرض نفسه، من يحتاج إلى هذه الأدلّة:
العبد الذي تبحث نفسه عن النجاة رغم أنف كبره، أم الله خالق كلِّ شيء ومانح النجاة؟!
--------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
* العنوان الأصلي للمقالة من عجائب المدثّر
بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن