إِيرَانُ وَالـمُوسَادُ، قِصَّةٌ قَدِيمَةٌ…
إِنَّ الحَرْبَ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَإِيرَانَ هِيَ حَرْبٌ بَيْنَ ثِيُوقْرَاطِيَّتَيْنِ عَلَى السَّيْطَرَةِ السِّيَاسِيَّةِ لِلْمِنْطَقَةِ بِثَرَوَاتِهَا الطَّاقَوِيَّةِ، وَمَمَرَّاتِهَا البَحْرِيَّةِ، وَتَرْكِيبَتِهَا الثَّقَافِيَّةِ المُتَنَوِّعَةِ.
جَمِيعُ الدِّيَانَاتِ ظهرت هُنَاكَ (آلِهَةُ السُّومِرِيِّينَ، اليَهُودِيَّةُ، المَزْدَيَةُ، المَسِيحِيَّةُ، الإِسْلَامُ السُّنِّيُّ، وَالشِّيْعة).
إِذَا سَعَتْ إِيرَانُ لِحِيَازَةِ القُنْبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ، فَلَمْ تَكُنْ أبدا لِتَسْتَعْمِلَهَا ضِدَّ إِسْرَائِيلَ الَّتِي تَمْلِكُ المِئَاتٍ مِنْهَا جَاهِزَةً لِلِاسْتِخْدَامِ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ.
فَلِمَاذَا تُهَدِّدُهُ إِذَنْ بِالتدمير بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ؟
لِكَيْ تَكْسَبَ تَعَاطُفَ الرَّأْيِ العَرَبِيِّ وَالإِسْلَامِيِّ لِمَشْرُوعِهَا فِي القِيَادَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَهُوَ مَشْرُوعٌ لَا يَنْحَصِرُ فِي القَضِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، الَّتِي تَبْقَى رغم ذَلِكَ المِفْتَاحَ السِّحْرِيَّ الَّذِي يَفْتَحُ كُلَّ أَبْوَابِ الخَيَالِ العَرَبِيِّ وَالإِسْلَامِيِّ.
وَفِي هَذَا المَشْرُوعِ، تُنَافِسُهَا بِنَفْسِ الْحمَاسِ كُلٌّ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَتُرْكِيَا، وَدُوَلِ الخَلِيجِ، وَمِصْرَ.
السِّمَةُ الثِيُوقْرَاطِيَّةُ لإِيرَانَ ظَاهِرَةٌ، فَالسُّلْطَةُ السِّيَاسِيَّةُ وَالدِّينِيَّةُ منصهرة فِي كَيَانٍ وَاحِدٍ. بَيْنَمَا تَبْدُو هَذِهِ السِّمَةُ أَقَلَّ بروزًا فِي إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ القَادَةَ السِّيَاسِيِّينَ لَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَحِلُّوا مَحَلَّ الحاخامات. وَمَعَ ذَلِكَ، فَهُمْ يَضَعُونَ القُبَّعَةَ الدِّينِيَّةَ (الكِيبَّا) وَيَنْظُرُونَ إِلَى السِّيَاسَةِ كَأَدَاةٍ لِتَحْقِيقِ الدَّوْلَةِ اليَهُودِيَّةِ.
وَإِلَيْكَ هَذَا المِثَالَ ذو الدَّلَالَةِ البَالِغَة:
فِي مَارْس 2012، إلتَقى الرَّئِيسُ الأَمْرِيكِيُّ أُوبَامَا رَئِيسَ الوُزَرَاءِ الإِسْرَائِيلِيَّ بِنْيَامِين نِتَانْيَاهُو. وَقَدْ جَاءَ يَطْلُبُ طَائِرَاتٍ لِلتَّزْوِيدِ بِالوَقُودِ فِي الجَوِّ وَذَخَائِرَ خَاصَّةً فِي سِيَاقِ الإِعْدَادِ لِهُجُومٍ عَلَى إِيرَانَ.
وَعِنْدَ نِهَايَةِ اللِّقَاءِ، قَدَّمَ لَهُ هَدِيَّةً رَمْزِيَّةً، كِتَابًا يَحْمِلُ عُنْوَانَ «سِفْرُ أَسْتِير». وَقَالَ لَهُ وَهُوَ يُسَلِّمُهُ إِيَّاهُ بِصَوْتٍ خَافِتٍ:
«هُوَ أَيْضًا أَرَادَ إِبَادَتَنَا».
وَبَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ البَيْتِ الأَبْيَضِ، ذَهَبَ نِتَانْيَاهُو إِلَى اجْتِمَاعٍ اللُّوبِي الإِسْرَائِيلِيِّ فِي أَمْرِيكَا، "الإِيبَاكْ"، وَصَرَّحَ أَمَامَ الحُضُورِ:
«قَدْ أَعْطَيْنَا فُرْصَةً لِلدِّبْلُومَاسِيَّةِ، وَقَدْ أَعْطَيْنَا فُرْصَةً لِلْعُقُوبَاتِ. لَا يُمْكِنُنَا الِانْتِظَارُ أَكْثَرَ... لَنْ أَتْرُكَ شَعْبِي يَعِيشُ تَحْتَ تَهْدِيدِ الإِبَادَةِ».
العَالَمُ لَا يَزَالُ مُنْدَهِشًا مِنْ قُدْرَاتِ المُوسَادِ. فَهُوَ يَتَمَكَّنُ مِنَ التَّسَلُّلِ إِلَى أَعْدَائِهِ بِسُهُولَةٍ مُذْهِلَةٍ، مِنْ غُرَفِ نَوْمِهِمْ إِلَى أَعْمَقِ أَسْرَارِ قِيَادَاتِهِمْ المَدَنِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ.
وَفِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ، وَصَلَتْ إِنْجَازَاتُهُ فِي إِيرَانَ إِلَى ذُرْوَتِهَا. وَلَا أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ قَدْ نَسُوهَا لِأَحْتَاجَ لِلتذكير بها.
وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُضِيفَ شيئًا: الأَمْرُ لَيْسَ جَدِيدًا.
فَأَوَّلُ مَرَّةٍ نَجَحَ فِيهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي زَرْعِ عَمِيلٍ لَهُمْ فِي قَلْبِ السُّلْطَةِ الإِيرَانِيَّةِ تَعُودُ إِلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ قَرْنًا. كَانَتْ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين تُدْعَى أَسْتِير، وَقَدْ أَثَّرَتْ قِصَّتُهَا فِي الخَيَالِ اليَهُودِيِّ حَتَّى خصصتِ التَّوْرَاةُ كِتَابًا بِاسْمِهَا، «سِفْرُ أَسْتِير».
وَفِي تِلْكَ الفترة، كَانَتْ إِيرَانُ تُعْرَفُ بِاسْمِ بلاد الفرس، وَكَانَ رَئِيسُ ٱلـمُوسَادِ قَبْلَ أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا ٱلإِسْمِ هُوَ «مَرْدُخَاي» وَكَانَتِ المُهِمَّةُ المُسْتَحِيلَةُ الَّتِي أُسْنِدَتْ لِأَسْتِير هِيَ إِبَادَةُ قَبِيلَةٍ فَارِسِيَّةٍ يُشْتَبَهُ فِي أَنَّهَا تُضْمِرُ شَرًّا لِلْيَهُودِ.
فَاخْتَرَعَ مَرْدُخَاي حِيلَةً: أَنْ يُدْخِلَ أَسْتِير إِلَى حَرِيمِ أَوزيريس، دُونَ أَنْ يَعْرف دِيَانَتَهَا، عَلى أمل أَنْ تُصْبِحَ مَلِكَةَ فَارِسَ.
فَنَجَحَتِ الخُطَّةُ، وَتَحَقَّقَتِ الآمَالُ. وَبِفِعْلِ تَأْثِيرِ أَسْتِير، أَصْدَرَ المَلِكُ قَانُونًا:
«يُسْمَحُ لِلْيَهُودِ، أَيْنَمَا كَانُوا، بِالتَّجَمُّعِ وَالدِّفَاعِ عَنْ نُفُوسِهِمْ، بِإِبَادَةِ، وَقَتْلِ، وَإِفْنَاءِ كُلِّ مَنْ يَعْتَدِي عَلَيْهِمْ، مِنْ أَيِّ قَوْمٍ أَوْ إِقْلِيمٍ، بِمَا فِيهِ الأَطْفَالُ وَالنِّسَاءُ، وَمُصَادَرَةِ أَمْوَالِهِمْ».
وَيُوَاصِلُ سِفْرُ أَسْتِير:
«وَكَثِيرٌ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ أعتنقوا اليهودية، لِأَنَّهُم خَافُوا مِنَ اليَهُودِ… وَأَصْبَحَ اليَهُودُ هُمُ السَّادَةَ عَلَى من يُبْغِضُونَهُمْ… وَلَمْ يُقَاوِمْهُمْ أَحَدٌ، لِأَنَّ الشُّعُوبَ كَانَتْ خَائِفَةً مِنْهُمْ…"
وَقَالَ المَلِكُ لِلمَلِكَةِ أَسْتِير: “فِي شُوشَن، العَاصِمَةِ، قَتَلَ اليَهُودُ وَقضوا على خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ، دُونَ أَنْ نَحْسِبَ أَبْنَاءَ هَامَانَ العَشَرَةِ… فَمَاذَا تُرِيدِينَ بَعْدُ؟”
فَأَجَابَتْ أَسْتِير:
«يَجِبُ السَّمَاحُ لِلْيَهُودِ فِي شُوشَن بِشَنْقِ أَجْسَادِ أَبْنَاءِ هَامَانَ العَشَرَةِ عَلَى المِشْنَقَةِ». فَأَمَرَ المَلِكُ بِذَلِكَ."
هَامَانُ، هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ نِتَانْيَاهُو يُلَمِّحُ إِلَيْهِ عِنْدَمَا قَدَّمَ كِتَابَ «سِفْرُ أَسْتِير» لِأُوبَامَا. كَانَ وَزِيرًا أَوَّلَ فِي عَهْدِ المَلِكِ.
كُلُّ ذَلِكَ، كُلُّ تِلْكَ المَجَازِرِ، وَكُلُّ هَذِهِ القِصَّةِ، مِنْ أَجْلِ تَهْدِيدٍ لَمْ يُنَفَّذْ. مثلها مثل الهَوَاجِسُ المُعَاصِرَةُ بِشَأْنِ «البَرْنَامَجِ النَّوَوِيِّ الإِيرَانِيِّ».
و مثلها مثل الإِبَادَةُ الجَارِيَةُ فِي غَزَّةَ تَحْتَ أَنْظَارِ العَالَمِ مُنْذُ 7 أُكْتُوبْر 2023…
«بِمَا فِيهِا إبادة الأَطْفَالُ…» كَمَا أَصَرَّ «سِفْرُ أَسْتِير».
إِنَّ الحَرْبَ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَإِيرَانَ هِيَ حَرْبٌ بَيْنَ ثِيُوقْرَاطِيَّتَيْنِ عَلَى السَّيْطَرَةِ السِّيَاسِيَّةِ لِلْمِنْطَقَةِ بِثَرَوَاتِهَا الطَّاقَوِيَّةِ، وَمَمَرَّاتِهَا البَحْرِيَّةِ، وَتَرْكِيبَتِهَا الثَّقَافِيَّةِ المُتَنَوِّعَةِ.
جَمِيعُ الدِّيَانَاتِ ظهرت هُنَاكَ (آلِهَةُ السُّومِرِيِّينَ، اليَهُودِيَّةُ، المَزْدَيَةُ، المَسِيحِيَّةُ، الإِسْلَامُ السُّنِّيُّ، وَالشِّيْعة).
إِذَا سَعَتْ إِيرَانُ لِحِيَازَةِ القُنْبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ، فَلَمْ تَكُنْ أبدا لِتَسْتَعْمِلَهَا ضِدَّ إِسْرَائِيلَ الَّتِي تَمْلِكُ المِئَاتٍ مِنْهَا جَاهِزَةً لِلِاسْتِخْدَامِ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ.
فَلِمَاذَا تُهَدِّدُهُ إِذَنْ بِالتدمير بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ؟
لِكَيْ تَكْسَبَ تَعَاطُفَ الرَّأْيِ العَرَبِيِّ وَالإِسْلَامِيِّ لِمَشْرُوعِهَا فِي القِيَادَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَهُوَ مَشْرُوعٌ لَا يَنْحَصِرُ فِي القَضِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، الَّتِي تَبْقَى رغم ذَلِكَ المِفْتَاحَ السِّحْرِيَّ الَّذِي يَفْتَحُ كُلَّ أَبْوَابِ الخَيَالِ العَرَبِيِّ وَالإِسْلَامِيِّ.
وَفِي هَذَا المَشْرُوعِ، تُنَافِسُهَا بِنَفْسِ الْحمَاسِ كُلٌّ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَتُرْكِيَا، وَدُوَلِ الخَلِيجِ، وَمِصْرَ.
السِّمَةُ الثِيُوقْرَاطِيَّةُ لإِيرَانَ ظَاهِرَةٌ، فَالسُّلْطَةُ السِّيَاسِيَّةُ وَالدِّينِيَّةُ منصهرة فِي كَيَانٍ وَاحِدٍ. بَيْنَمَا تَبْدُو هَذِهِ السِّمَةُ أَقَلَّ بروزًا فِي إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ القَادَةَ السِّيَاسِيِّينَ لَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَحِلُّوا مَحَلَّ الحاخامات. وَمَعَ ذَلِكَ، فَهُمْ يَضَعُونَ القُبَّعَةَ الدِّينِيَّةَ (الكِيبَّا) وَيَنْظُرُونَ إِلَى السِّيَاسَةِ كَأَدَاةٍ لِتَحْقِيقِ الدَّوْلَةِ اليَهُودِيَّةِ.
وَإِلَيْكَ هَذَا المِثَالَ ذو الدَّلَالَةِ البَالِغَة:
فِي مَارْس 2012، إلتَقى الرَّئِيسُ الأَمْرِيكِيُّ أُوبَامَا رَئِيسَ الوُزَرَاءِ الإِسْرَائِيلِيَّ بِنْيَامِين نِتَانْيَاهُو. وَقَدْ جَاءَ يَطْلُبُ طَائِرَاتٍ لِلتَّزْوِيدِ بِالوَقُودِ فِي الجَوِّ وَذَخَائِرَ خَاصَّةً فِي سِيَاقِ الإِعْدَادِ لِهُجُومٍ عَلَى إِيرَانَ.
وَعِنْدَ نِهَايَةِ اللِّقَاءِ، قَدَّمَ لَهُ هَدِيَّةً رَمْزِيَّةً، كِتَابًا يَحْمِلُ عُنْوَانَ «سِفْرُ أَسْتِير». وَقَالَ لَهُ وَهُوَ يُسَلِّمُهُ إِيَّاهُ بِصَوْتٍ خَافِتٍ:
«هُوَ أَيْضًا أَرَادَ إِبَادَتَنَا».
وَبَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ البَيْتِ الأَبْيَضِ، ذَهَبَ نِتَانْيَاهُو إِلَى اجْتِمَاعٍ اللُّوبِي الإِسْرَائِيلِيِّ فِي أَمْرِيكَا، "الإِيبَاكْ"، وَصَرَّحَ أَمَامَ الحُضُورِ:
«قَدْ أَعْطَيْنَا فُرْصَةً لِلدِّبْلُومَاسِيَّةِ، وَقَدْ أَعْطَيْنَا فُرْصَةً لِلْعُقُوبَاتِ. لَا يُمْكِنُنَا الِانْتِظَارُ أَكْثَرَ... لَنْ أَتْرُكَ شَعْبِي يَعِيشُ تَحْتَ تَهْدِيدِ الإِبَادَةِ».
العَالَمُ لَا يَزَالُ مُنْدَهِشًا مِنْ قُدْرَاتِ المُوسَادِ. فَهُوَ يَتَمَكَّنُ مِنَ التَّسَلُّلِ إِلَى أَعْدَائِهِ بِسُهُولَةٍ مُذْهِلَةٍ، مِنْ غُرَفِ نَوْمِهِمْ إِلَى أَعْمَقِ أَسْرَارِ قِيَادَاتِهِمْ المَدَنِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ.
وَفِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ، وَصَلَتْ إِنْجَازَاتُهُ فِي إِيرَانَ إِلَى ذُرْوَتِهَا. وَلَا أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ قَدْ نَسُوهَا لِأَحْتَاجَ لِلتذكير بها.
وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُضِيفَ شيئًا: الأَمْرُ لَيْسَ جَدِيدًا.
فَأَوَّلُ مَرَّةٍ نَجَحَ فِيهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي زَرْعِ عَمِيلٍ لَهُمْ فِي قَلْبِ السُّلْطَةِ الإِيرَانِيَّةِ تَعُودُ إِلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ قَرْنًا. كَانَتْ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين تُدْعَى أَسْتِير، وَقَدْ أَثَّرَتْ قِصَّتُهَا فِي الخَيَالِ اليَهُودِيِّ حَتَّى خصصتِ التَّوْرَاةُ كِتَابًا بِاسْمِهَا، «سِفْرُ أَسْتِير».
وَفِي تِلْكَ الفترة، كَانَتْ إِيرَانُ تُعْرَفُ بِاسْمِ بلاد الفرس، وَكَانَ رَئِيسُ ٱلـمُوسَادِ قَبْلَ أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا ٱلإِسْمِ هُوَ «مَرْدُخَاي» وَكَانَتِ المُهِمَّةُ المُسْتَحِيلَةُ الَّتِي أُسْنِدَتْ لِأَسْتِير هِيَ إِبَادَةُ قَبِيلَةٍ فَارِسِيَّةٍ يُشْتَبَهُ فِي أَنَّهَا تُضْمِرُ شَرًّا لِلْيَهُودِ.
فَاخْتَرَعَ مَرْدُخَاي حِيلَةً: أَنْ يُدْخِلَ أَسْتِير إِلَى حَرِيمِ أَوزيريس، دُونَ أَنْ يَعْرف دِيَانَتَهَا، عَلى أمل أَنْ تُصْبِحَ مَلِكَةَ فَارِسَ.
فَنَجَحَتِ الخُطَّةُ، وَتَحَقَّقَتِ الآمَالُ. وَبِفِعْلِ تَأْثِيرِ أَسْتِير، أَصْدَرَ المَلِكُ قَانُونًا:
«يُسْمَحُ لِلْيَهُودِ، أَيْنَمَا كَانُوا، بِالتَّجَمُّعِ وَالدِّفَاعِ عَنْ نُفُوسِهِمْ، بِإِبَادَةِ، وَقَتْلِ، وَإِفْنَاءِ كُلِّ مَنْ يَعْتَدِي عَلَيْهِمْ، مِنْ أَيِّ قَوْمٍ أَوْ إِقْلِيمٍ، بِمَا فِيهِ الأَطْفَالُ وَالنِّسَاءُ، وَمُصَادَرَةِ أَمْوَالِهِمْ».
وَيُوَاصِلُ سِفْرُ أَسْتِير:
«وَكَثِيرٌ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ أعتنقوا اليهودية، لِأَنَّهُم خَافُوا مِنَ اليَهُودِ… وَأَصْبَحَ اليَهُودُ هُمُ السَّادَةَ عَلَى من يُبْغِضُونَهُمْ… وَلَمْ يُقَاوِمْهُمْ أَحَدٌ، لِأَنَّ الشُّعُوبَ كَانَتْ خَائِفَةً مِنْهُمْ…"
وَقَالَ المَلِكُ لِلمَلِكَةِ أَسْتِير: “فِي شُوشَن، العَاصِمَةِ، قَتَلَ اليَهُودُ وَقضوا على خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ، دُونَ أَنْ نَحْسِبَ أَبْنَاءَ هَامَانَ العَشَرَةِ… فَمَاذَا تُرِيدِينَ بَعْدُ؟”
فَأَجَابَتْ أَسْتِير:
«يَجِبُ السَّمَاحُ لِلْيَهُودِ فِي شُوشَن بِشَنْقِ أَجْسَادِ أَبْنَاءِ هَامَانَ العَشَرَةِ عَلَى المِشْنَقَةِ». فَأَمَرَ المَلِكُ بِذَلِكَ."
هَامَانُ، هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ نِتَانْيَاهُو يُلَمِّحُ إِلَيْهِ عِنْدَمَا قَدَّمَ كِتَابَ «سِفْرُ أَسْتِير» لِأُوبَامَا. كَانَ وَزِيرًا أَوَّلَ فِي عَهْدِ المَلِكِ.
كُلُّ ذَلِكَ، كُلُّ تِلْكَ المَجَازِرِ، وَكُلُّ هَذِهِ القِصَّةِ، مِنْ أَجْلِ تَهْدِيدٍ لَمْ يُنَفَّذْ. مثلها مثل الهَوَاجِسُ المُعَاصِرَةُ بِشَأْنِ «البَرْنَامَجِ النَّوَوِيِّ الإِيرَانِيِّ».
و مثلها مثل الإِبَادَةُ الجَارِيَةُ فِي غَزَّةَ تَحْتَ أَنْظَارِ العَالَمِ مُنْذُ 7 أُكْتُوبْر 2023…
«بِمَا فِيهِا إبادة الأَطْفَالُ…» كَمَا أَصَرَّ «سِفْرُ أَسْتِير».