بقلم الاخ و الصديق الامام جمال غول :
قافلة الصمود البرية؛ الانطلاق... وتونس المحطة الأولى
انطلقت قافلة الصمود لكسر الحصار، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك الموافق ليوم 08 جوان 2025 لتكون الوجهة من الجزائر العاصمة إلى تونس أولا ثم ليبيا ثم مصر لتصل إلى الغاية المأمولة في معبر رفح بنية المشاركة في كسر الحصار الظالم عن غزة الجريحة بإذن الله تعالى، لتنضم إلى القوافل الجوية والبحرية التي تصل إلى مصر يوم 12 جوان 2025 بحول الله.
ضمّت القافلة شبابا ورجالا ونساء من مختلف ولايات الوطن، أئمة ومرشدات مع محارمهن، طلبة جامعيين، أساتذة في مختلف الأطوار، وأطباء ورؤساء نقابات وجمعيات ومنظمات وغيرهم.
وصلت القافلة بحافلاتها الثلاث مع سيارتين نفعيتين بترقيم العاصمة وترقيم سيدي بلعباس إلى الحدود التونسية بعد صلاة المغرب في الساعة 21:00 ليلا، وذلك بعد توقفها في محطتي عين زادة بولاية البرج، وهيبون بولاية عنابة. وقد حدث عطل يسير بسبب البنزين قبل الوصول إلى عنابة،
ورغم التسهيلات الموفرة من الجانبين لم تخرج القافلة من المعبر التونسي إلا في حدود الساعة 02:00 صباحا لتصل الى مدينة باجة في الساعة 5:00 صباحا لأداء صلاة الصبح وتناول وجبة الفطور.
واصلت القافلة سيرها الى العاصمة تونس وحطت الرحال مرة أخرى بالقرب من شارع بورقببة في 08:30 حيث كانت الوفود المشاركة من الجانب التونسي في الانتظار على متن الحافلات.
ولوقوع مناوشة مع سائق إحدى الحافلات تأخر الانطلاق نحو محطة صفاقس إلى غاية 10:15.
في محطة صفاقس ومع زوال اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك، جاءت جموع غفيرة ملأت فضاء رحبا واسعا؛ تكاد أعلام فلسطين والجزائر وتونس أن تغطيه، ازدحمت فيه الحافلات بلا عدً، والسيارات بلوحات ترقيم دولية ( الجزائر، تونس، ليبيا) و دراجات نارية بمختلف الأشكال، دوّت سماء المحطة شعارات قوية صدحت بها حناجر المشاركين في قافلة الصمود من الجنسيتين الجزائرية والتونسية، كان طبيعيا أن يكون التونسيون أكثر عددا، حيث خرج شبابها قبل شيوخها ونساؤها مع رجالهم، من كل ولايات تونس، ومعهم المشاركون من الجزائر، وبعض المستقبلين من ليبيا.
في مشهد أقرب إلى مشهد يوم عرفة في عرفات، اجتمعوا فيه لهدف واحد هو دعم القضية وكسر الحصار ورفع المحنة، مثل ما يقف الحجاج لهدف واحد هو طلب العتق من النيران والمغفرة ممّن وسعت رحمته كل شيء.
كانت صلاتا الظهر والعصر تؤدى زرافات وجماعات في مصلى المحطة المكيّف، وفي ساحاتها وعشبها وعلى أرصفتها.
وقد نُصبت منصة للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه الصمت الدولي عن جرائم العدو الوحشي. وكان التعبير عن العزم المشترك مع أبناء وأحفاد شهداء الجزائر على عدم الرجوع إلى الوراء،
وقد تطوع لخدمة القافلة فتية من الكشفية التونسية والجمعيات الأهلية على تنوع مشاربها، بالإضافة إلى عمال المحطة خاصة المنظفين منهم الذين كانوا على قدم وساق.
تم توزيع الوجبات الجاهزة، والمياه بكميات كبيرة جدا وبسلاسة لا يجد المشاركون معها أدنى مشقة ولا يحتاجون إلى تلك الطوابير المعهودة.
تجمّع ذابت فيه كل التنوّعات حتى لا أقول الاختلافات بين الأمّتين التونسية والجزائرية، التقى الأشقاء فيه على قلب رجل واحد لخدمة قضية كانت ولا تزال وستبقى مدرسة للنضال والثباث والإيمان واليقين جامعة لما فرقته أيدي القوى الكافرة والمتصهينة.
كان لقاء لارتسام البسمة على المُحيّا والنضارة على الوجه في ظلال الاستبشار بهذا التحرك على بساطته ولكنه ذو معنى عميق ، لم يكن بذلك التخطيط الاستراتيجي الدقيق، ولم يكن يخطر على البال ولكنها تلقائية الرغبة في الاجتماع على الحصار الجائر لكسره وفي ذلك ألف مغزى.
وفي مدينة قابس عصرا ( منطقة االمدو)، خرجت ساكنتها عن بكرة أبيها لاستقبال القافلة رافعة يافطة سوداء علّقت على الجسر فوق الطريق السريع كتب عليها بالأبيض: ( سلام على قافلة الصمود سلام على كاسري المعابر والحدود)
عائلات بأكملها على طول الطريق السريع المحاذي لمدينتهم،
مهللين مكبرين خاصة منهم الشباب الذين ظهروا منظمين تحت قائد ملثم رافعين شعارا بصوت واحد يا الدولة يا الدولة واش ديرو بينا ...... ادونا لفسطين نجاهدو الصهاينة.
والأمّهات على طرفي الطريق يدعين ربي معكم وربي يسلمكم.
لتنطلق القافلة في 18:30 نحو محطة أخرى قبل الحدود الليبية في مدينة بن قردان
وعلى طول الطريق الممتد على مسافة 177 كلم الذي يمر على أرياف تونس، وعلى كل جسر وقفت العائلات للتحية والدعوات باستبشار كبير في استقبال عجيب لم يكن متوقعا بل كان مدهشا إلى درجة الاستحياء من حرارة تفاعلهم، وهذا يدل على أن تونس كلها كانت على علم بالقافلة ومسيرها وتتابع أخبارها كل لحظة، فقد
سبقنا القافلة ودخلنا مدينة قابس من أجل التزود بالوقود واحتجنا الى الصراف فوجدناه في متابعة دقيقة للقافلة حتى إنه أخبرنا بأنهم الآن على مشارف قابس (حوالي ربع ساعة).
وفي بن قردان أغلقت المدينة عن آخرها لحضور وقفة القافلة التي تنوعت فيها الكلمات والتصريحات إلى غاية منتصف الليل، بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء في مسجد التوحيد لتصطف العائلات - رغم تأخر الوقت- على طول طريق المدينة المؤدي إلى الحدود الليبية عبر معبر راس جدير، ملقية التحية والدعوات، بعلو محيّاها أمل كبير جدا ، وبمرافقة متميّزة من أصحاب السيارات والدراحات النارية التي أحاطت بالحافلات إحاطة السوار بالمعصم ، وما تخللها من إشعال الشماريخ والألعاب النارية، لتحط القافلة رحالها عند المعبر الحدودي في 00:30 من أجل اجراءات الخروج من تونس والدخول إلى ليبيا وهي الإجراءات التي دامت إلى 04:30 صباحا.
لتكون المحطة الأولى تونس محطة الاستقبال الشعبي والجماهيري التاريخي
قافلة الصمود البرية؛ الانطلاق... وتونس المحطة الأولى
انطلقت قافلة الصمود لكسر الحصار، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك الموافق ليوم 08 جوان 2025 لتكون الوجهة من الجزائر العاصمة إلى تونس أولا ثم ليبيا ثم مصر لتصل إلى الغاية المأمولة في معبر رفح بنية المشاركة في كسر الحصار الظالم عن غزة الجريحة بإذن الله تعالى، لتنضم إلى القوافل الجوية والبحرية التي تصل إلى مصر يوم 12 جوان 2025 بحول الله.
ضمّت القافلة شبابا ورجالا ونساء من مختلف ولايات الوطن، أئمة ومرشدات مع محارمهن، طلبة جامعيين، أساتذة في مختلف الأطوار، وأطباء ورؤساء نقابات وجمعيات ومنظمات وغيرهم.
وصلت القافلة بحافلاتها الثلاث مع سيارتين نفعيتين بترقيم العاصمة وترقيم سيدي بلعباس إلى الحدود التونسية بعد صلاة المغرب في الساعة 21:00 ليلا، وذلك بعد توقفها في محطتي عين زادة بولاية البرج، وهيبون بولاية عنابة. وقد حدث عطل يسير بسبب البنزين قبل الوصول إلى عنابة،
ورغم التسهيلات الموفرة من الجانبين لم تخرج القافلة من المعبر التونسي إلا في حدود الساعة 02:00 صباحا لتصل الى مدينة باجة في الساعة 5:00 صباحا لأداء صلاة الصبح وتناول وجبة الفطور.
واصلت القافلة سيرها الى العاصمة تونس وحطت الرحال مرة أخرى بالقرب من شارع بورقببة في 08:30 حيث كانت الوفود المشاركة من الجانب التونسي في الانتظار على متن الحافلات.
ولوقوع مناوشة مع سائق إحدى الحافلات تأخر الانطلاق نحو محطة صفاقس إلى غاية 10:15.
في محطة صفاقس ومع زوال اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك، جاءت جموع غفيرة ملأت فضاء رحبا واسعا؛ تكاد أعلام فلسطين والجزائر وتونس أن تغطيه، ازدحمت فيه الحافلات بلا عدً، والسيارات بلوحات ترقيم دولية ( الجزائر، تونس، ليبيا) و دراجات نارية بمختلف الأشكال، دوّت سماء المحطة شعارات قوية صدحت بها حناجر المشاركين في قافلة الصمود من الجنسيتين الجزائرية والتونسية، كان طبيعيا أن يكون التونسيون أكثر عددا، حيث خرج شبابها قبل شيوخها ونساؤها مع رجالهم، من كل ولايات تونس، ومعهم المشاركون من الجزائر، وبعض المستقبلين من ليبيا.
في مشهد أقرب إلى مشهد يوم عرفة في عرفات، اجتمعوا فيه لهدف واحد هو دعم القضية وكسر الحصار ورفع المحنة، مثل ما يقف الحجاج لهدف واحد هو طلب العتق من النيران والمغفرة ممّن وسعت رحمته كل شيء.
كانت صلاتا الظهر والعصر تؤدى زرافات وجماعات في مصلى المحطة المكيّف، وفي ساحاتها وعشبها وعلى أرصفتها.
وقد نُصبت منصة للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه الصمت الدولي عن جرائم العدو الوحشي. وكان التعبير عن العزم المشترك مع أبناء وأحفاد شهداء الجزائر على عدم الرجوع إلى الوراء،
وقد تطوع لخدمة القافلة فتية من الكشفية التونسية والجمعيات الأهلية على تنوع مشاربها، بالإضافة إلى عمال المحطة خاصة المنظفين منهم الذين كانوا على قدم وساق.
تم توزيع الوجبات الجاهزة، والمياه بكميات كبيرة جدا وبسلاسة لا يجد المشاركون معها أدنى مشقة ولا يحتاجون إلى تلك الطوابير المعهودة.
تجمّع ذابت فيه كل التنوّعات حتى لا أقول الاختلافات بين الأمّتين التونسية والجزائرية، التقى الأشقاء فيه على قلب رجل واحد لخدمة قضية كانت ولا تزال وستبقى مدرسة للنضال والثباث والإيمان واليقين جامعة لما فرقته أيدي القوى الكافرة والمتصهينة.
كان لقاء لارتسام البسمة على المُحيّا والنضارة على الوجه في ظلال الاستبشار بهذا التحرك على بساطته ولكنه ذو معنى عميق ، لم يكن بذلك التخطيط الاستراتيجي الدقيق، ولم يكن يخطر على البال ولكنها تلقائية الرغبة في الاجتماع على الحصار الجائر لكسره وفي ذلك ألف مغزى.
وفي مدينة قابس عصرا ( منطقة االمدو)، خرجت ساكنتها عن بكرة أبيها لاستقبال القافلة رافعة يافطة سوداء علّقت على الجسر فوق الطريق السريع كتب عليها بالأبيض: ( سلام على قافلة الصمود سلام على كاسري المعابر والحدود)
عائلات بأكملها على طول الطريق السريع المحاذي لمدينتهم،
مهللين مكبرين خاصة منهم الشباب الذين ظهروا منظمين تحت قائد ملثم رافعين شعارا بصوت واحد يا الدولة يا الدولة واش ديرو بينا ...... ادونا لفسطين نجاهدو الصهاينة.
والأمّهات على طرفي الطريق يدعين ربي معكم وربي يسلمكم.
لتنطلق القافلة في 18:30 نحو محطة أخرى قبل الحدود الليبية في مدينة بن قردان
وعلى طول الطريق الممتد على مسافة 177 كلم الذي يمر على أرياف تونس، وعلى كل جسر وقفت العائلات للتحية والدعوات باستبشار كبير في استقبال عجيب لم يكن متوقعا بل كان مدهشا إلى درجة الاستحياء من حرارة تفاعلهم، وهذا يدل على أن تونس كلها كانت على علم بالقافلة ومسيرها وتتابع أخبارها كل لحظة، فقد
سبقنا القافلة ودخلنا مدينة قابس من أجل التزود بالوقود واحتجنا الى الصراف فوجدناه في متابعة دقيقة للقافلة حتى إنه أخبرنا بأنهم الآن على مشارف قابس (حوالي ربع ساعة).
وفي بن قردان أغلقت المدينة عن آخرها لحضور وقفة القافلة التي تنوعت فيها الكلمات والتصريحات إلى غاية منتصف الليل، بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء في مسجد التوحيد لتصطف العائلات - رغم تأخر الوقت- على طول طريق المدينة المؤدي إلى الحدود الليبية عبر معبر راس جدير، ملقية التحية والدعوات، بعلو محيّاها أمل كبير جدا ، وبمرافقة متميّزة من أصحاب السيارات والدراحات النارية التي أحاطت بالحافلات إحاطة السوار بالمعصم ، وما تخللها من إشعال الشماريخ والألعاب النارية، لتحط القافلة رحالها عند المعبر الحدودي في 00:30 من أجل اجراءات الخروج من تونس والدخول إلى ليبيا وهي الإجراءات التي دامت إلى 04:30 صباحا.
لتكون المحطة الأولى تونس محطة الاستقبال الشعبي والجماهيري التاريخي