في صباح يوم الاثنين 5 أبريل 1949، كانت شوارع وهران الجزائرية هادئة كالمعتاد، لكن داخل البريد المركزي، كان الموظفون يستعدون لبدء يوم عمل عادي... لم يعلموا أن مجموعة من الشبان الجزائريين المقاومين للاستعمار الفرنسي كانوا يحضرون لأجرأ عملية سطو في تاريخ المدينة!
سبب العملية :
كانت الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي منذ 1830، وبعد مجازر رهيبة ضد الشعب الجزائري في 8 مايو 1945، قررت مجموعة من الشباب المنتمين لـ "المنظمة الخاصة" (جناح سري مسلح) أن الوقت حان للتحضير لثورة كبرى. لكن المشكلة كانت: كيف يمولون شراء الأسلحة؟
الحل جاء جريئًا: سرقة البريد المركزي لوهران، حيث يجمع كل يوم اثنين أموال الضرائب والتحويلات!
الخطة: دقة عسكرية + تمثيلية سينمائية!
قبل شهر من التنفيذ، تسلل بختي نميش – وهو موظف جزائري يعمل في البريد – ليقدم معلومات سرية عن حراسة المبنى وموعد وجود أكبر كمية من المال.
وفي يوم التنفيذ:
ارتدى المنفذون أقنعة وقفازات، وتنكروا في ملابس أوروبية (كي لا يشك الفرنسيون في هويتهم).
استخدموا لهجة باريسية أثناء الحديث! (مثل عصابة "بيرو لوفو" الشهيرة بفرنسا!).
كان محمد خيضر – نائب جزائري في البرلمان الفرنسي – جالسًا في سيارة جاهز للهروب، مستغلًا حصانته البرلمانية!
المواجهة داخل البريد
عندما دخل المنفذون، حاول موظف فرنسي مقاومتهم، فاضطروا إلى الهرب بسرعة بعد الحصول على 3 ملايين فرنك فقط (بدلًا من 33 مليونًا كانوا يأملونها!). لكن المبلغ كان كافيًا لشراء أول أسلحة الثورة!
مصير الأموال والأبطال :
أخفى الثوار الأموال في مزرعة سرية بقمبيطا.
نجحوا في شراء أسلحة ساهمت لاحقًا في ثورة نوفمبر 1954 التي حررت الجزائر بعد 8 سنوات!