دومًا في المقدّمة
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
يعتمد النسيج الرقمي للقرآن على الأعداد الأوّليّة ويعالجها من خلال قواعد الحساب الكلاسيكية، من جمع وطرح وقسمة وضرب، كما يقوم على نظام صفّ الأرقام بعضها مع بعض، وعلى نظام حساب الجمّل، وهو نظام قديم استخدمه البشر قبل نزول الوحي، ويقوم أيضًا على نظام استبدال الترتيب الهجائي للحروف بها.
وهناك أنظمة أخرى خاصة بالأعداد الأوّليّة يتجلّى لنا بصيص من ملامحها العامة، من خلال هذا النسيج الرقمي القرآني، ويبدو أنها هي التي تخفي وراءها سر الأعداد الأوّليّة، وهذه الأنظمة لا تزال حتى الآن غير معروفة لدينا، لأننا لا نزال نجهل طبيعة هذه الأعداد، وهذه الأنظمة تعتمد على طريقة صف الأرقام، وهي الطريقة التي لم تنل حظها من الاهتمام لفهم سلوك الأعداد الأوّليّة!
لقد أنفق العقل البشري عشرات القرون، وهو يفكّر في فهم سلوك الأعداد الأوّليّة، من خلال العمليات الرياضية الكلاسيكية، ولم يصل إلى نتيجة ملموسة بعد، في حين أن النسيج الرقمي القرآني يعالج هذه الأعداد تارة، من خلال صفّها مع ترتيبها، وتارة أخرى يعالجها من خلال استخدام الرقم 6، وهو من غير جنسها!
ولذلك علينا أن نتَّبع مسارات النظام الإحصائي للقرآن العظيم ونذهب معه أينما ذهب، ولا نحاول أن نقيّد التفكير فيه من خلال معطيات محددَّة مسبقًا، وعند دراستنا للمنظومة الإحصائية القرآنية علينا أن نتحسّس المسار الذي اختطّه القرآن لنفسه ونتبعه، ولا نحاول أن نرسم مسارًا لنؤطر فيه القرآن، أو نضع قيودًا نكبّل بها عقولنا، فالقرآن العظيم يعلو ولا يُعلى عليه، ضعه أمامك دائمًا، فهو كتاب عزيز، لا يقبل غير أن يكون في المقدّمة والقمّة دائمًا، فإن وضعته أمامك هداك وأنار لك الطريق، وأخرج لك كنوزه وعجائبه.
صفّ الأرقام
في هذا المنعطف سوف أعرض عليك مثالًا واحدًا لكيفية استخدام القرآن طريقة صفّ الأرقام، وهي الطريقة التي يتوقَّع أن يعتمد عليها علم العدد في المستقبل، والعجيب أن بعضهم يعترض عليها من دون مبرّر!
معلوم أن عدد آيات سورة الفاتحة 7 آيات، وعدد كلماتها 29 كلمة.
يمكنك صفّ عدد آيات سورة الفاتحة، وعدد كلماتها بطريقتين مختلفتين.
إما أن تضع عدد الآيات أولًا ومن بعدها عدد الكلمات وإما العكس.
وفي الحالتين سوف تحصل على عددين هما: 297 أو 729
فالعدد الأوّل 297 يساوي 33 × 3 × 3
والعدد الثاني 729 يساوي 3 × 3 × 3 × 3 × 3 × 3
الآن أجمع العددين 297 + 729 والنتيجة هي 1026، وهذا العدد يساوي 114 × 3 × 3
تأمّل العدد الأوّل مرّة أخرى 297 إنه يساوي 99 × 3
إلى ماذا يشير ذلك؟!
عدد أسماء اللَّه الحسنى 99 اسمًا، وورد منها 3 في سورة الفاتحة { اللَّه ـ الرَّحْمَن ـ الرَّحِيْم } !
وهذه هي أوّل ثلاثة من أسماء اللَّه الحسنى وردت في المصحف!
وهي تتشكّل من 8 أحرف هجائية متكرّرة في الأسماء الثلاثة 16 مرّة أي 8 + 8
تأمّل هويّة الحروف الثمانية التي تتشكَّل منها الأسماء الثلاثة: ا- ل- هـ- ر- ح- م- ن- ي
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الحروف الثمانية 143، وهذا هو عدد حروف سورة الفاتحة!
تأمّل أوّل 7 أحرف من هذه الأحرف الثمانية: أ- ل- هـ- ر- ح- م- ن
هذه الأحرف السبعة هي أحرف أوّل اسمين من أسماء اللَّه الحسنى: { اللَّه ـ الرَّحْمَن }.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف السبعة = 115
ماذا يعني ذلك؟ الاسم الثالث هو { الرَّحِيْم }، وقد تكرّر في القرآن 115 مرّة!
عندما لم نتعرّض للاسم الثالث من أسماء اللَّه الحسنى { الرَّحِيْم } أفصح عنه البناء الرقمي للاسمين الآخرين!
وهذه قاعدة عامّة أشرنا إليها أكثر من مرّة، وهي أنه عندما يغيب اللفظ القرآني يأتي الرقم ليعبِّر عنه!
الكلمة الأولى
لغير المقتنع بعلاقة البناء الرقمي للقرآن بالترتيب الهجائي للحروف، إليك مثالًا آخر.. تأمّله..
إنه أوّل كلمة في سورة الفاتحة وهي كلمة { بِسْمِ }:
الترتيب الهجائي لهذه الحروف هو على التوالي : 2 ، 12 ، 24
اقرأ الترتيب الهجائي لهذه الأحرف باعتباره عددًا واحدًا: 24122، وهو يساوي 7 × 2 × 1723
نكتب حروف الكلمات، وننطقها من اليمين إلى الشمال، ولكننا نكتب ونقرأ الأرقام من الشمال إلى اليمين!
قد يقول قائل: لماذا لا نضع ترتيب أحرف أوّل كلمة من الشمال إلى اليمين في اتجاه قراءة الأرقام؟
الآن.. اقرأ الترتيب الهجائي لهذه الأحرف باعتباره عددًا واحدًا: 21224، وهو يساوي 7 × 2 × 1516
وفي الحالتين يتجلّى لكم النمط نفسه 7 × 2، وهو واحد من أشكال إيقاع (السبع المثاني)!
محددات متدرجة
تأمّل محددات سورة الفاتحة الرئيسة:
ترتيب السورة : 1 ، عدد آياتها : 7 ، عدد كلماتها : 29
جاءت هذه المحددات متدرجة منطقيًّا: ترتيب السورة، ثم عدد آياتها، ثم عدد كلماتها.
نقرأ هذه الأعداد باعتبارها عددًا واحدًا هكذا: 1 7 29
هذا العدد 2971 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 429
وهذا العدد = 143 + 143 + 143
أليس هذا هو عدد حروف سورة الفاتحة! ما رأيك في ذلك؟
أرأيت كيف حدث هذا! نتج من صف ترتيب سورة الفاتحة وعدد آياتها وعدد كلماتها عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة من مضاعفات عدد حروف سورة الفاتحة ثلاث مرّات.. بعدد المتغيّرات نفسها!
لكل من أراد الإبحار في علم العدد القرآني عليه ألَّا يفرض منهجًا محددًا يهتدي به، وليس من حق أحد أن يفرض على القرآن طريقة دون أخرى، فالقرآن هو الذي يفرض علينا منهج التعامل معه، وليس العكس.
انظر إلى العدد 429 من زاوية أخرى، فهو يساوي أيضًا 114 + 29 + 286
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
29 هو عدد السور التي تبدأ بالحروف المقطّعة، وأولى هذه السور هي البقرة!
286 هو عدد آيات سورة البقرة السورة التالية للفاتحة!
وبالعكس أيضًا! : نصف هذه المحدّدات الثلاثة بطريقة عكسية
نتأمّل عدد كلمات سورة الفاتحة 29، وعدد آياتها 7 ، وترتيبها في المصحف 1:
نقرأ هذه الأعداد باعتبارها واحدًا هكذا: 29 7 1
هذا العدد 1729 = 114 × 7 × 2 + 19 × 7
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
النمط (7 × 2) يشير إلى "السبع المثاني" وهي سورة الفاتحة!
19 هو عدد حروف أوّل آية في سورة الفاتحة!
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة!
وبطريقة ثالثة دعنا نصف هذه المحدّدات الثلاثة بطريقة مختلفة:
عدد كلمات سورة الفاتحة 29 ، ترتيب السورة 1 ، عدد آياتها 7
وبالطريقة السابقة نفسها نقرأ هذه الأعداد باعتبارها عددًا واحدًا هكذا: 29 1 7
هذا العدد 7129 = 6555 + 41 × 7 × 2
وكذلك 7129 = 6236 + 47 × 19
6555 هو مجموع تراتيب سور القرآن الكريم (1 + 2 + 3 + .. + 114)!
العدد 41 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } ضمن الحروف المقطّعة!
النمط (7 × 2) يشير إلى "السبع المثاني" وهي سورة الفاتحة!
العدد 6236 هو مجموع آيات سور القرآن الكريم!
واحتفظوا بالنمط (47 × 19) لنرى بعد قليل إلى ماذا يشير!
من سورة "الفاتحة" إلى سورة "هود"
لنتأمّل هذه الآية من سورة هود:
{ قَالَ يَا نُوْحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُوْنَ مِنَ الْجَاهِلِيْنَ (46)}
تأمّل..
الكلمة التي تأتي بعد 14 كلمة (أي 7 × 2) من بداية هذه الآية هي كلمة { لَيْسَ }.
ترتيب هذه الكلمة من بداية سورة هود = 777
ترتيب هذه الكلمة من بداية المصحف = 29029، وهذا العدد = 1 × 7 × 29 × 143
1 هو ترتيب سورة الفاتحة!
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة!
29 هو عدد كلمات سورة الفاتحة!
143 هو عدد حروف سورة الفاتحة!
الآية رقم 46 من سورة هود ترتيبها من بداية المصحف رقم 1519، وهذا العدد = 7 × 7 × 31
تأمّل..
كيف تجمَّعت هذه المحدّدات في نقطة واحدة فقط؟! إن لم يكن هناك تدبير محكم يتجاوز قدرات العقل البشري بكثير، فكيف تجتمع جميع متغيّرات سورة الفاتحة (السبع المثاني) في كلمة واحدة، وهذه الكلمة نفسها ترتيبها من بداية السورة رقم 777، وترتيب الآية التي تضمَّنتها هو 7 × 7 × 31؟!
47 × 19
نعود إلى هذا النمط الذي ذكرناه سابقًا
تأمّل العدد الذي جاء نتيجة صفّ عدد كلمات سورة الفاتحة وترتيبها، وعدد آياتها:
العدد 7129 = 6236 + 47 × 19
6236 هو عدد آيات سور القرآن الكريم!
سورة هود التي وردت فيها الآية السابقة عدد كلماتها 1947 كلمة!
الآن تأمّل التشابه بين النمط 47 × 19 والعدد 1947
أحرف كلمة { لَيْسَ }
تأمّل أحرف كلمة (لَيْسَ) في آية سورة هود!
{ قَالَ يَا نُوْحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُوْنَ مِنَ الْجَاهِلِيْنَ (46)}
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 1519
كلمة { لَيْسَ } هي الكلمة رقم 15 من بداية الآية!
العدد الأوّليّ الذي ترتيبه رقم 15 في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 47
الآية التالية لهذه الآية رقمها 47 عدد كلماتها 19 كلمة!
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِيْ بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ (47)}
عدد حروف الآية 63 حرفًا!
إلى ماذا يشير العدد 63؟
نعود إلى الكلمة المحورية في الآية السابقة { لَيْسَ } فنلاحظ الآتي:
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { لَيْسَ } = 63
63 هو أيضًا عدد أعوام عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
هل رأيتم أعجب من ذلك!
أرأيتم كم المتغيّرات والمدلولات التي يتحمّلها الرقم الواحد والكلمة الواحدة!
وهذا من عظمة القرآن العظيم؛ إذ إن بناءه الرقمي يقوم على أنظمة حسابية ورياضية متعدِّدة ومتنوِّعة في آن، وأن الرقم أو العدد الواحد يكاد يتفجَّر من كثرة ما يحمله النظام الرقمي القرآني من مدلولات!
------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
وهناك أنظمة أخرى خاصة بالأعداد الأوّليّة يتجلّى لنا بصيص من ملامحها العامة، من خلال هذا النسيج الرقمي القرآني، ويبدو أنها هي التي تخفي وراءها سر الأعداد الأوّليّة، وهذه الأنظمة لا تزال حتى الآن غير معروفة لدينا، لأننا لا نزال نجهل طبيعة هذه الأعداد، وهذه الأنظمة تعتمد على طريقة صف الأرقام، وهي الطريقة التي لم تنل حظها من الاهتمام لفهم سلوك الأعداد الأوّليّة!
لقد أنفق العقل البشري عشرات القرون، وهو يفكّر في فهم سلوك الأعداد الأوّليّة، من خلال العمليات الرياضية الكلاسيكية، ولم يصل إلى نتيجة ملموسة بعد، في حين أن النسيج الرقمي القرآني يعالج هذه الأعداد تارة، من خلال صفّها مع ترتيبها، وتارة أخرى يعالجها من خلال استخدام الرقم 6، وهو من غير جنسها!
ولذلك علينا أن نتَّبع مسارات النظام الإحصائي للقرآن العظيم ونذهب معه أينما ذهب، ولا نحاول أن نقيّد التفكير فيه من خلال معطيات محددَّة مسبقًا، وعند دراستنا للمنظومة الإحصائية القرآنية علينا أن نتحسّس المسار الذي اختطّه القرآن لنفسه ونتبعه، ولا نحاول أن نرسم مسارًا لنؤطر فيه القرآن، أو نضع قيودًا نكبّل بها عقولنا، فالقرآن العظيم يعلو ولا يُعلى عليه، ضعه أمامك دائمًا، فهو كتاب عزيز، لا يقبل غير أن يكون في المقدّمة والقمّة دائمًا، فإن وضعته أمامك هداك وأنار لك الطريق، وأخرج لك كنوزه وعجائبه.
صفّ الأرقام
في هذا المنعطف سوف أعرض عليك مثالًا واحدًا لكيفية استخدام القرآن طريقة صفّ الأرقام، وهي الطريقة التي يتوقَّع أن يعتمد عليها علم العدد في المستقبل، والعجيب أن بعضهم يعترض عليها من دون مبرّر!
معلوم أن عدد آيات سورة الفاتحة 7 آيات، وعدد كلماتها 29 كلمة.
يمكنك صفّ عدد آيات سورة الفاتحة، وعدد كلماتها بطريقتين مختلفتين.
إما أن تضع عدد الآيات أولًا ومن بعدها عدد الكلمات وإما العكس.
وفي الحالتين سوف تحصل على عددين هما: 297 أو 729
فالعدد الأوّل 297 يساوي 33 × 3 × 3
والعدد الثاني 729 يساوي 3 × 3 × 3 × 3 × 3 × 3
الآن أجمع العددين 297 + 729 والنتيجة هي 1026، وهذا العدد يساوي 114 × 3 × 3
تأمّل العدد الأوّل مرّة أخرى 297 إنه يساوي 99 × 3
إلى ماذا يشير ذلك؟!
عدد أسماء اللَّه الحسنى 99 اسمًا، وورد منها 3 في سورة الفاتحة { اللَّه ـ الرَّحْمَن ـ الرَّحِيْم } !
وهذه هي أوّل ثلاثة من أسماء اللَّه الحسنى وردت في المصحف!
وهي تتشكّل من 8 أحرف هجائية متكرّرة في الأسماء الثلاثة 16 مرّة أي 8 + 8
تأمّل هويّة الحروف الثمانية التي تتشكَّل منها الأسماء الثلاثة: ا- ل- هـ- ر- ح- م- ن- ي
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الحروف الثمانية 143، وهذا هو عدد حروف سورة الفاتحة!
تأمّل أوّل 7 أحرف من هذه الأحرف الثمانية: أ- ل- هـ- ر- ح- م- ن
هذه الأحرف السبعة هي أحرف أوّل اسمين من أسماء اللَّه الحسنى: { اللَّه ـ الرَّحْمَن }.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف السبعة = 115
ماذا يعني ذلك؟ الاسم الثالث هو { الرَّحِيْم }، وقد تكرّر في القرآن 115 مرّة!
عندما لم نتعرّض للاسم الثالث من أسماء اللَّه الحسنى { الرَّحِيْم } أفصح عنه البناء الرقمي للاسمين الآخرين!
وهذه قاعدة عامّة أشرنا إليها أكثر من مرّة، وهي أنه عندما يغيب اللفظ القرآني يأتي الرقم ليعبِّر عنه!
الكلمة الأولى
لغير المقتنع بعلاقة البناء الرقمي للقرآن بالترتيب الهجائي للحروف، إليك مثالًا آخر.. تأمّله..
إنه أوّل كلمة في سورة الفاتحة وهي كلمة { بِسْمِ }:
الترتيب الهجائي لهذه الحروف هو على التوالي : 2 ، 12 ، 24
اقرأ الترتيب الهجائي لهذه الأحرف باعتباره عددًا واحدًا: 24122، وهو يساوي 7 × 2 × 1723
نكتب حروف الكلمات، وننطقها من اليمين إلى الشمال، ولكننا نكتب ونقرأ الأرقام من الشمال إلى اليمين!
قد يقول قائل: لماذا لا نضع ترتيب أحرف أوّل كلمة من الشمال إلى اليمين في اتجاه قراءة الأرقام؟
الآن.. اقرأ الترتيب الهجائي لهذه الأحرف باعتباره عددًا واحدًا: 21224، وهو يساوي 7 × 2 × 1516
وفي الحالتين يتجلّى لكم النمط نفسه 7 × 2، وهو واحد من أشكال إيقاع (السبع المثاني)!
محددات متدرجة
تأمّل محددات سورة الفاتحة الرئيسة:
ترتيب السورة : 1 ، عدد آياتها : 7 ، عدد كلماتها : 29
جاءت هذه المحددات متدرجة منطقيًّا: ترتيب السورة، ثم عدد آياتها، ثم عدد كلماتها.
نقرأ هذه الأعداد باعتبارها عددًا واحدًا هكذا: 1 7 29
هذا العدد 2971 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 429
وهذا العدد = 143 + 143 + 143
أليس هذا هو عدد حروف سورة الفاتحة! ما رأيك في ذلك؟
أرأيت كيف حدث هذا! نتج من صف ترتيب سورة الفاتحة وعدد آياتها وعدد كلماتها عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة من مضاعفات عدد حروف سورة الفاتحة ثلاث مرّات.. بعدد المتغيّرات نفسها!
لكل من أراد الإبحار في علم العدد القرآني عليه ألَّا يفرض منهجًا محددًا يهتدي به، وليس من حق أحد أن يفرض على القرآن طريقة دون أخرى، فالقرآن هو الذي يفرض علينا منهج التعامل معه، وليس العكس.
انظر إلى العدد 429 من زاوية أخرى، فهو يساوي أيضًا 114 + 29 + 286
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
29 هو عدد السور التي تبدأ بالحروف المقطّعة، وأولى هذه السور هي البقرة!
286 هو عدد آيات سورة البقرة السورة التالية للفاتحة!
وبالعكس أيضًا! : نصف هذه المحدّدات الثلاثة بطريقة عكسية
نتأمّل عدد كلمات سورة الفاتحة 29، وعدد آياتها 7 ، وترتيبها في المصحف 1:
نقرأ هذه الأعداد باعتبارها واحدًا هكذا: 29 7 1
هذا العدد 1729 = 114 × 7 × 2 + 19 × 7
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
النمط (7 × 2) يشير إلى "السبع المثاني" وهي سورة الفاتحة!
19 هو عدد حروف أوّل آية في سورة الفاتحة!
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة!
وبطريقة ثالثة دعنا نصف هذه المحدّدات الثلاثة بطريقة مختلفة:
عدد كلمات سورة الفاتحة 29 ، ترتيب السورة 1 ، عدد آياتها 7
وبالطريقة السابقة نفسها نقرأ هذه الأعداد باعتبارها عددًا واحدًا هكذا: 29 1 7
هذا العدد 7129 = 6555 + 41 × 7 × 2
وكذلك 7129 = 6236 + 47 × 19
6555 هو مجموع تراتيب سور القرآن الكريم (1 + 2 + 3 + .. + 114)!
العدد 41 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } ضمن الحروف المقطّعة!
النمط (7 × 2) يشير إلى "السبع المثاني" وهي سورة الفاتحة!
العدد 6236 هو مجموع آيات سور القرآن الكريم!
واحتفظوا بالنمط (47 × 19) لنرى بعد قليل إلى ماذا يشير!
من سورة "الفاتحة" إلى سورة "هود"
لنتأمّل هذه الآية من سورة هود:
{ قَالَ يَا نُوْحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُوْنَ مِنَ الْجَاهِلِيْنَ (46)}
تأمّل..
الكلمة التي تأتي بعد 14 كلمة (أي 7 × 2) من بداية هذه الآية هي كلمة { لَيْسَ }.
ترتيب هذه الكلمة من بداية سورة هود = 777
ترتيب هذه الكلمة من بداية المصحف = 29029، وهذا العدد = 1 × 7 × 29 × 143
1 هو ترتيب سورة الفاتحة!
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة!
29 هو عدد كلمات سورة الفاتحة!
143 هو عدد حروف سورة الفاتحة!
الآية رقم 46 من سورة هود ترتيبها من بداية المصحف رقم 1519، وهذا العدد = 7 × 7 × 31
تأمّل..
كيف تجمَّعت هذه المحدّدات في نقطة واحدة فقط؟! إن لم يكن هناك تدبير محكم يتجاوز قدرات العقل البشري بكثير، فكيف تجتمع جميع متغيّرات سورة الفاتحة (السبع المثاني) في كلمة واحدة، وهذه الكلمة نفسها ترتيبها من بداية السورة رقم 777، وترتيب الآية التي تضمَّنتها هو 7 × 7 × 31؟!
47 × 19
نعود إلى هذا النمط الذي ذكرناه سابقًا
تأمّل العدد الذي جاء نتيجة صفّ عدد كلمات سورة الفاتحة وترتيبها، وعدد آياتها:
العدد 7129 = 6236 + 47 × 19
6236 هو عدد آيات سور القرآن الكريم!
سورة هود التي وردت فيها الآية السابقة عدد كلماتها 1947 كلمة!
الآن تأمّل التشابه بين النمط 47 × 19 والعدد 1947
أحرف كلمة { لَيْسَ }
تأمّل أحرف كلمة (لَيْسَ) في آية سورة هود!
{ قَالَ يَا نُوْحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُوْنَ مِنَ الْجَاهِلِيْنَ (46)}
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 1519
كلمة { لَيْسَ } هي الكلمة رقم 15 من بداية الآية!
العدد الأوّليّ الذي ترتيبه رقم 15 في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 47
الآية التالية لهذه الآية رقمها 47 عدد كلماتها 19 كلمة!
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِيْ بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ (47)}
عدد حروف الآية 63 حرفًا!
إلى ماذا يشير العدد 63؟
نعود إلى الكلمة المحورية في الآية السابقة { لَيْسَ } فنلاحظ الآتي:
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { لَيْسَ } = 63
63 هو أيضًا عدد أعوام عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
هل رأيتم أعجب من ذلك!
أرأيتم كم المتغيّرات والمدلولات التي يتحمّلها الرقم الواحد والكلمة الواحدة!
وهذا من عظمة القرآن العظيم؛ إذ إن بناءه الرقمي يقوم على أنظمة حسابية ورياضية متعدِّدة ومتنوِّعة في آن، وأن الرقم أو العدد الواحد يكاد يتفجَّر من كثرة ما يحمله النظام الرقمي القرآني من مدلولات!
------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن