نظم المدافع البحرية
في عصر الصواريخ الموجهة بدقة وما يدعى بالأسلحة الذكية الأخرى، يبدو للكثيرين ان المدافع البحرية تتنافى مع ظروف القتال الراهنة، ومع ذلك لا تزال المدافع تقدم، بالنسبة للبحريات في جميع انحاء العالم، قدرات ممتازة للعمليات الدفاعية والهجومية القريبة.
تستعمل المدافع والرشاشات من العيار الخفيف بكثافة للدفاع القريب عن السفن الحربية ضد الاهداف المحمولة جواً والاهداف السطحية، وفائدتها على الصواريخ تكمن في انها تطلق النيران بمعدلات سريعة ويمكن الاعتماد عليها، وباقامة جدار من النيران والرصاص، تستطيع هذه الاسلحة تأمين طريقة زهيدة التكلفة وفعالة لتدمير الطائرات والصواريخ على مسافة قريبة. وتستعمل معظم البحريات المدافع الرشاشة كخط دفاع اخير اذا فشلت النظم الصاروخية في اعتراض التهديدات وتدميرها على مسافة بعيدة. وان المدافع من العيار الخفيف، المستعملة ضد الاهداف السطحية، لا سيما القوارب الصغيرة، هي مفيدة لانها يمكن ان تتابع هذه الأهداف يدوياً، ولا تتطلب هذه القوارب كميات كبيرة من المتفجرات لتدميرها. هذا ولا تزال المدافع من العيار الكبير جذابة للبحريات لأنها لا تزال تشكل طريقة منخفضة التكلفة لاطلاق متفجرات عالية القوة التدميرية ضد الاهداف الارضية. وهذه هي الحال بنوع خاص عندما تدعو الحاجة الى نار قمع مستدامة أمام انزال برمائي، على سبيل المثال، تستطيع المدافع مواصلة اطلاق النار على فترات طويلة وارغام المدافعين على البقاء تحت غطاء او الهرب من منطقة الهدف. ولتحقيق ذلك بالصواريخ، قد يتطلب الأمر اطلاق مئات الصواريخ الباهظة التكاليف.
الأسلحة الدفاعية
ان نشأة مهنة الانتحار بالتفجير الذاتي، المعروفة اجمالاً اكثر بأدوات التفجير المرتجلة المحمولة فوق الماء (WBIEDs) باتت تشكل قلقاً كبيراً لبحريات عديدة تعمل في مياه الشرق الأوسط. وقد تكون اداة التفجير المرتجلة فوق الماء قارباً سريعاً محمّلاً بالمتفجرات، او متفجرات محشوة في هيكل سفينة او في قارب قابل للنفخ مع قنبلة مصنوعة محلياً على متن القارب تنفجر الى جانب الهدف.
يشكل هذا النوع الجديد من التهديد السطحي واحداً من التهديدات التي اكتشفت بحريات كثيرة نفسها انها غير مهيأة لها. وكان رد العديد من البحريات زيادة عدد الأسلحة على متون سفنها الحربية الرئيسة ابان نشرها في مناطق عالية التهديد. لذلك، زادت البحرية الملكية البريطانية، على سبيل المثال، عدد الرشاشات للأغراض العامة (GPMG) من فئة (L7A1) عيار ٦٢، ٧ ملم المركّبة على مركباتها المنشورة في مناطق العمليات واضافت منذ العام ٢٠٠٤ قدرة جديدة بشكل مدفع من نوع (Mk 44 Minigun) وهو التحديد الذي اطلق على مدفع (M323 Gatling) عيار ٦٢، ٧ ملم. والمدفع(Mk44) يعمل كهربائياً ومجهز بست مواسير، وقادر على اطلاق ٣٠٠٠ طلقة بالدقيقة.
تستعمل البحرية الاميركية ايضا المدفع(Mk 44 Minigun) ، باعتباره تدبيراً لرد سريع بعد حادث المدمرة الاميركية (Cole) الذي وقع في اليمن في تشرين الاول"اكتوبر عام ٢٠٠٠. ومع ذلك، تود البحرية الاميركية استبدال المدفع (Mk 44) بالمدفع الرشاش (Twin M240) الاكثر قدرة الذي يطلق ذخيرة عيار ٦٢،٧ ملم بمعدل ١٥٠٠ الى ١٩٠٠ قذيفة بالدقيقة.
وفي حين اختارت بعض البحريات الاحتفاظ باسلحة مجهزة بطاقم خدمة لتحقيق مطلب حماية قوتها، يبحث البعض الآخر عن نظم ذات عيار خفيف ثابتة تشغّل من بعيد. وتستغل هذه النظم اداء اجهزة المراقبة والمتابعة والتحكم بالنار التي تمنحها المستشعرات البصرية - الالكترونية (EO) واجهزة فيديو المتابعة والتنبؤ بالمعطيات البالستية، فتحمي في الوقت نفسه الطاقم من تأثيرات النار المعادية. وتستعير هذه النظم في حالات عديدة تكنولوجيا مجربة في مجال المركبات المدرعة. المثال النموذجي على ذلك هو جهاز (Sea Protector) الذي طورته شركة (Kongsberg Def.) و(Aerospace) لتطرحاه في سوق نظم الحماية البحرية القريبة وذلك باستغلال النجاح العالمي لمجموعة محطات الاسلحة المشغلة من بعيد (Protector) والمستخدمة في قطاع مركبات القتال المدرعة. ويشاطر النظام المحول بحرا، المطور من المدفع (M151A2) المنشور حاليا على متون المركبات المدرعة (Stryker) في الجيش الاميركي، يشاطر في الانشاء الاساسي للنظام السابق القائم على الارض، انما يدخل تغييرات على مكونات منتخبة لأقلمة النظام للعمل في البيئة البحرية ونظام تثبيت معزز واداة ترش الماء على عدسات النظم.
يتضمن نظام الحماية البحرية (Sea Protector) فوق متن السفينة منصة ثابتة مجهزة بمستشعرات تعمل بالاشعة تحت الحمراء وبمستشعرات تلفزيونية تزود ادراكا وضعيا ممتازا وتمكّن من معرفة وتقدير التهديدات المحتملة بصريا. وقد زود النظام ايضا بكاشف مدى ليزري.
اما من ناحية الاسلحة، فتوضح شركة (Kongsberg) ان نظام الحماية (Sea Protector) يمكن ان يصمم لاستيعاب سلسلة مدافع من العيار الخفيف، بما فيها مدفع (M2HB) عيار ٥٠،٠ ملم ومدفع (M240) عيار ٦٢،٧ ملم ومدفع (M249) عيار ٥٦،٥ ملم. يضاف الى ذلك ان برمجية فريدة سوف تتعرف اوتوماتيكيا على السلاح المركب المنوي استخدامه وتمنع استعمال الذخيرة العاطلة لذلك النظام المحدد.
يتضمن نظام الحماية البحري (Sea Protector) متابعة اوتوماتيكية للهدف وتحكم بالنار ومحور مؤازرة منفصل يمكّن المستشعرات من متابعة الهدف فيما يجري تصحيح السلاح للبالستيات. وتوضح شركة (Kongsberg) ان قدرات الاصابة الدقيقة في النظم تساعد على الاقتصاد في الذخيرة وتقليص خطر الحاق اضرار هامشية. وتضمن القطاعات المبرمجة مسبقا التي تكبح اطلاق النار الا يصيب السلاح مجموعة المنشآت العلوية في السفينة او المنشآت الاخرى في خط النار.
الشركة الاخرى التي كيّفت محطة سلاح تشغل من بعيد مطورة اصلا لمركبة مدرعة لدور حماية القوة البحرية هي شركة (RDL Technologies) في جنوب افريقيا، وهي فرع من شركة (Reunert Ltd.). وقد عدلت محطة السلاح (Rogue) التي يتم التحكم بها من بعيد لاستعمالها بحريا. وهي تسوّق حاليا بالاشتراك مع شركة (EADS) لالكترونيات الدفاع، نظام الحماية البحري (Sea Rogue) الذي انتجتاه معا. وقد صمم النظام ليحمل رشاشا عيار ٦٢،٧ ملم ورشاشا عيار ٧،١٢ ملم، او قاذفة رمانات اوتوماتيكية عيار ٤٠ ملم. وتجمع كلها، مع الرشاش الثقيل عيار ٧،١٢ ملم و ٢٠٠ قذيفة على منصة تزن اقل من ٢٠٠ كلغ.
يتم التحكم بالنظام بواسطة شاشة عرض ملونة متعددة الوظائف وعصا مركبة عادة في غرفة العمليات في السفينة. ويتضمن عمل شاشة العرض اسلوبا لاختيار العرض وعرضه وطول العرض واختيار مداه والعرض الآمن"لمهمة السلاح وعرض عدد القذائف والرسائل الخطأ.
يتحرك نظام (Sea Rogue) في دائرة كاملة ٣٦٠ درجة، ويتحرك سمتيا من - ٤٠ درجة وصولا الى اكثر من ٦٠ درجة. وقد طورت شركة (Oto Melara)، التي هي فرع من مجموعة (Finmeccanica)، برج مدفع ثابتا تدعمه الطاقة، عيار ٧،١٢ ملم، (Hitrole NT) من ابراج (Hitrole) لمحطات الاسلحة القريبة. ويزن الحامل ٢٠٠ كلغ ويشغّل كهربائيا، ويتطلب امدادا قياسيا من التيار المستمر (24 V DC). ويجري التصويب والمتابعة فيه باستعمال كاميرا تلفزيونية دقيقة التصوير مدمجة في حاوية على الحامل لا ينفذ اليها الماء. ويمكن ايضا تركيب كاميرا ذات ضوء خفيف او كاميرا تعمل بالاشعة تحت الحمراء لالتقاط صور في الليل او في احوال جوية سيئة. ويتيح مؤشر موضعي ليزري، ظاهر في النهار والليل، للمشغل التدقيق في التصويب على مسافة قريبة. ويتميز البرج الثابت تماما، الذي يستطيع اطلاق ٤٥٠ الى ٥٥٠ قذيفة في الدقيقة، بمجموعة مستشعرات بصرية الكترونية على الحامل تمنح مدى فعالا يبلغ نحو ١٥٠٠ متر.
المدافع الكبيرة
استعملت البحريات حول العالم للهجوم البري منذ عقود مدافع ذات عيار كبير. وهذه التكنولوجيا لم تتغير كثيرا على مدى ال ٥٠ السنة الماضية، ولا تزال بحريات عديدة تستعمل المدافع ذات المواسير والقنابل المصممة خلال الحرب العالمية الثانية. وتعمل بحريات وشركات دفاع متعددة على مشاريع متقدمة لاستبدال هذه الاسلحة القديمة بنظم القرن الحادي والعشرين. وقد تعاقدت البحرية الاميركية مع شركة (Raytheon) لتطوير ذخيرة موجهة لمسافة بعيدة (ERGM)، وتعمل شركة (Alliant Techsystems) على قاذفة بالستية بذخيرة بعيدة المدى (BTERM). وتهدف هذه الشركات الى استخدام التوجيه بنظام (GPS) لتجعل الاسلحة الجديدة موجهة بدقة. ومن المتوقع ان تنشرها شركة (United Defense) حاليا BAE Systems كنظام المدافع المتقدمة (AGS)، المقرر ان تستعمله المدمرة الجديدة من فئة (Zumwalt) في البحرية الاميركية (DDG 1000)، اضافة الى المدافع الرئيسية من فئة (Mk 45) طراز (Mod 4) المستعملة في السفن الحربية الاميركية الحالية. وتطور شركة (BAE Systems) ايضا قذيفة هجومية برية بعيدة المدى (LRLAP) لاستعمالها في هذا السلاح.
على عكس الشكل الانزلاقي المعزز للذخيرة الموجهة بعيدة المدى (ERGM)، فان القاذفة البالستية بذخيرة بعيدة المدى (BTERM) هي قذيفة بالستية تدور على محورها ابان الطيران وتزعم شركة (ATK) بانها تمنح اوقات تحليق اقصر. وان المدى الاساسي الذي تطلبه البحرية الاميركية هو ٤١ ميلا بحريا مبني على اساس ٢٥ ميلا بحريا من الشاطئ و١٦ ميلا بحريا في البر لبلوغ المسافة نفسها الذي يحققها مدفع عيار ١٥٥ ملم قائما على الشاطئ ولكن بهدف ابعد وهو تحقيق ٦٣ ميلا بحريا. وقد ادى الاداء السيىء ابان التجارب التي اجريت في عام ٢٠٠٨ الى ان تتوقف البحرية الاميركية عن تطوير الذخيرة الموجهة البعيدة المدى (ERGM). هذا، وتحرز المملكة المتحدة تقدما الى الامام بخططها لاثبات جدوى نقل تكنولوجيا المدافع البرية عيار ١٥٥ ملم والذخيرة الى البيئة البحرية بدمج المدفع (AS90) المستخدم على البر الذاتي الدفع مع النظام حامل المدفع (Mk8) طراز (Mod1) عيار ١١٤ ملم في البحرية الملكية ونظام تلقيمه.
لذلك، فان مركز تكنولوجيا الدفاع والابتكار (DTIC) في وزارة الدفاع البريطانية، "مركز البحث والتحليل الدفاعي العملاني" (CORDA)، وهي الذراع الاستشارية في شركة (BAE Systems)، الذي يعمل بموجب برنامج بحث التأثيرات السطحية البحرية (MSE)، حصل على عقد لاجراء تجربة على معدات على مستوى المصنع لنظام مدفع بحري رئيسي للمستقبل بتكلفة معقولة، على ان تتبعه تجارب على الارض في عام ٢٠٠٩.
يفترض بالسلاح الجديد ان يتمتع بقدرة فائقة على الفتك بالقذائف الاكبر وان تكون متوفرة له ذخيرة خاصة عيار ١٥٥ ملم، بدلا من الاعتماد على قذيفة نوعية ذات انفجار مرتفع عيار ٥،٤ بوصة فقط. وقد يمنح نظام المدفع الجديد عيار ١٥٥ ملم، اضافة لذلك، بروز امكانية مشتركة لاستخدامه من قبل الجيش البريطاني مما يولد توفيراً بالتكاليف طوال الحياة العملية ويفتح الطريق امام البحرية الملكية لاستغلال جيل جديد من الذخيرة الموجهة بدقة على مسافة بعيدة قيد التطوير كجزء من برنامج هجوم دقيق بالنار غير المباشرة لحساب الجيش البريطاني.
استمرار المدافع
توحي سلسلة المنتجات الواسعة التي تضعها الشركات الدولية ان المدافع البحرية لا تزال مطلوبة بقوة. وتظهر المنتجات المتقدمة جنبا الى جنب مع الاسلحة المجربة ان المدافع البحرية لم تحد من اهميتها الصواريخ لغاية الان.
في عصر الصواريخ الموجهة بدقة وما يدعى بالأسلحة الذكية الأخرى، يبدو للكثيرين ان المدافع البحرية تتنافى مع ظروف القتال الراهنة، ومع ذلك لا تزال المدافع تقدم، بالنسبة للبحريات في جميع انحاء العالم، قدرات ممتازة للعمليات الدفاعية والهجومية القريبة.
تستعمل المدافع والرشاشات من العيار الخفيف بكثافة للدفاع القريب عن السفن الحربية ضد الاهداف المحمولة جواً والاهداف السطحية، وفائدتها على الصواريخ تكمن في انها تطلق النيران بمعدلات سريعة ويمكن الاعتماد عليها، وباقامة جدار من النيران والرصاص، تستطيع هذه الاسلحة تأمين طريقة زهيدة التكلفة وفعالة لتدمير الطائرات والصواريخ على مسافة قريبة. وتستعمل معظم البحريات المدافع الرشاشة كخط دفاع اخير اذا فشلت النظم الصاروخية في اعتراض التهديدات وتدميرها على مسافة بعيدة. وان المدافع من العيار الخفيف، المستعملة ضد الاهداف السطحية، لا سيما القوارب الصغيرة، هي مفيدة لانها يمكن ان تتابع هذه الأهداف يدوياً، ولا تتطلب هذه القوارب كميات كبيرة من المتفجرات لتدميرها. هذا ولا تزال المدافع من العيار الكبير جذابة للبحريات لأنها لا تزال تشكل طريقة منخفضة التكلفة لاطلاق متفجرات عالية القوة التدميرية ضد الاهداف الارضية. وهذه هي الحال بنوع خاص عندما تدعو الحاجة الى نار قمع مستدامة أمام انزال برمائي، على سبيل المثال، تستطيع المدافع مواصلة اطلاق النار على فترات طويلة وارغام المدافعين على البقاء تحت غطاء او الهرب من منطقة الهدف. ولتحقيق ذلك بالصواريخ، قد يتطلب الأمر اطلاق مئات الصواريخ الباهظة التكاليف.
الأسلحة الدفاعية
ان نشأة مهنة الانتحار بالتفجير الذاتي، المعروفة اجمالاً اكثر بأدوات التفجير المرتجلة المحمولة فوق الماء (WBIEDs) باتت تشكل قلقاً كبيراً لبحريات عديدة تعمل في مياه الشرق الأوسط. وقد تكون اداة التفجير المرتجلة فوق الماء قارباً سريعاً محمّلاً بالمتفجرات، او متفجرات محشوة في هيكل سفينة او في قارب قابل للنفخ مع قنبلة مصنوعة محلياً على متن القارب تنفجر الى جانب الهدف.
يشكل هذا النوع الجديد من التهديد السطحي واحداً من التهديدات التي اكتشفت بحريات كثيرة نفسها انها غير مهيأة لها. وكان رد العديد من البحريات زيادة عدد الأسلحة على متون سفنها الحربية الرئيسة ابان نشرها في مناطق عالية التهديد. لذلك، زادت البحرية الملكية البريطانية، على سبيل المثال، عدد الرشاشات للأغراض العامة (GPMG) من فئة (L7A1) عيار ٦٢، ٧ ملم المركّبة على مركباتها المنشورة في مناطق العمليات واضافت منذ العام ٢٠٠٤ قدرة جديدة بشكل مدفع من نوع (Mk 44 Minigun) وهو التحديد الذي اطلق على مدفع (M323 Gatling) عيار ٦٢، ٧ ملم. والمدفع(Mk44) يعمل كهربائياً ومجهز بست مواسير، وقادر على اطلاق ٣٠٠٠ طلقة بالدقيقة.
تستعمل البحرية الاميركية ايضا المدفع(Mk 44 Minigun) ، باعتباره تدبيراً لرد سريع بعد حادث المدمرة الاميركية (Cole) الذي وقع في اليمن في تشرين الاول"اكتوبر عام ٢٠٠٠. ومع ذلك، تود البحرية الاميركية استبدال المدفع (Mk 44) بالمدفع الرشاش (Twin M240) الاكثر قدرة الذي يطلق ذخيرة عيار ٦٢،٧ ملم بمعدل ١٥٠٠ الى ١٩٠٠ قذيفة بالدقيقة.
وفي حين اختارت بعض البحريات الاحتفاظ باسلحة مجهزة بطاقم خدمة لتحقيق مطلب حماية قوتها، يبحث البعض الآخر عن نظم ذات عيار خفيف ثابتة تشغّل من بعيد. وتستغل هذه النظم اداء اجهزة المراقبة والمتابعة والتحكم بالنار التي تمنحها المستشعرات البصرية - الالكترونية (EO) واجهزة فيديو المتابعة والتنبؤ بالمعطيات البالستية، فتحمي في الوقت نفسه الطاقم من تأثيرات النار المعادية. وتستعير هذه النظم في حالات عديدة تكنولوجيا مجربة في مجال المركبات المدرعة. المثال النموذجي على ذلك هو جهاز (Sea Protector) الذي طورته شركة (Kongsberg Def.) و(Aerospace) لتطرحاه في سوق نظم الحماية البحرية القريبة وذلك باستغلال النجاح العالمي لمجموعة محطات الاسلحة المشغلة من بعيد (Protector) والمستخدمة في قطاع مركبات القتال المدرعة. ويشاطر النظام المحول بحرا، المطور من المدفع (M151A2) المنشور حاليا على متون المركبات المدرعة (Stryker) في الجيش الاميركي، يشاطر في الانشاء الاساسي للنظام السابق القائم على الارض، انما يدخل تغييرات على مكونات منتخبة لأقلمة النظام للعمل في البيئة البحرية ونظام تثبيت معزز واداة ترش الماء على عدسات النظم.
يتضمن نظام الحماية البحرية (Sea Protector) فوق متن السفينة منصة ثابتة مجهزة بمستشعرات تعمل بالاشعة تحت الحمراء وبمستشعرات تلفزيونية تزود ادراكا وضعيا ممتازا وتمكّن من معرفة وتقدير التهديدات المحتملة بصريا. وقد زود النظام ايضا بكاشف مدى ليزري.
اما من ناحية الاسلحة، فتوضح شركة (Kongsberg) ان نظام الحماية (Sea Protector) يمكن ان يصمم لاستيعاب سلسلة مدافع من العيار الخفيف، بما فيها مدفع (M2HB) عيار ٥٠،٠ ملم ومدفع (M240) عيار ٦٢،٧ ملم ومدفع (M249) عيار ٥٦،٥ ملم. يضاف الى ذلك ان برمجية فريدة سوف تتعرف اوتوماتيكيا على السلاح المركب المنوي استخدامه وتمنع استعمال الذخيرة العاطلة لذلك النظام المحدد.
يتضمن نظام الحماية البحري (Sea Protector) متابعة اوتوماتيكية للهدف وتحكم بالنار ومحور مؤازرة منفصل يمكّن المستشعرات من متابعة الهدف فيما يجري تصحيح السلاح للبالستيات. وتوضح شركة (Kongsberg) ان قدرات الاصابة الدقيقة في النظم تساعد على الاقتصاد في الذخيرة وتقليص خطر الحاق اضرار هامشية. وتضمن القطاعات المبرمجة مسبقا التي تكبح اطلاق النار الا يصيب السلاح مجموعة المنشآت العلوية في السفينة او المنشآت الاخرى في خط النار.
الشركة الاخرى التي كيّفت محطة سلاح تشغل من بعيد مطورة اصلا لمركبة مدرعة لدور حماية القوة البحرية هي شركة (RDL Technologies) في جنوب افريقيا، وهي فرع من شركة (Reunert Ltd.). وقد عدلت محطة السلاح (Rogue) التي يتم التحكم بها من بعيد لاستعمالها بحريا. وهي تسوّق حاليا بالاشتراك مع شركة (EADS) لالكترونيات الدفاع، نظام الحماية البحري (Sea Rogue) الذي انتجتاه معا. وقد صمم النظام ليحمل رشاشا عيار ٦٢،٧ ملم ورشاشا عيار ٧،١٢ ملم، او قاذفة رمانات اوتوماتيكية عيار ٤٠ ملم. وتجمع كلها، مع الرشاش الثقيل عيار ٧،١٢ ملم و ٢٠٠ قذيفة على منصة تزن اقل من ٢٠٠ كلغ.
يتم التحكم بالنظام بواسطة شاشة عرض ملونة متعددة الوظائف وعصا مركبة عادة في غرفة العمليات في السفينة. ويتضمن عمل شاشة العرض اسلوبا لاختيار العرض وعرضه وطول العرض واختيار مداه والعرض الآمن"لمهمة السلاح وعرض عدد القذائف والرسائل الخطأ.
يتحرك نظام (Sea Rogue) في دائرة كاملة ٣٦٠ درجة، ويتحرك سمتيا من - ٤٠ درجة وصولا الى اكثر من ٦٠ درجة. وقد طورت شركة (Oto Melara)، التي هي فرع من مجموعة (Finmeccanica)، برج مدفع ثابتا تدعمه الطاقة، عيار ٧،١٢ ملم، (Hitrole NT) من ابراج (Hitrole) لمحطات الاسلحة القريبة. ويزن الحامل ٢٠٠ كلغ ويشغّل كهربائيا، ويتطلب امدادا قياسيا من التيار المستمر (24 V DC). ويجري التصويب والمتابعة فيه باستعمال كاميرا تلفزيونية دقيقة التصوير مدمجة في حاوية على الحامل لا ينفذ اليها الماء. ويمكن ايضا تركيب كاميرا ذات ضوء خفيف او كاميرا تعمل بالاشعة تحت الحمراء لالتقاط صور في الليل او في احوال جوية سيئة. ويتيح مؤشر موضعي ليزري، ظاهر في النهار والليل، للمشغل التدقيق في التصويب على مسافة قريبة. ويتميز البرج الثابت تماما، الذي يستطيع اطلاق ٤٥٠ الى ٥٥٠ قذيفة في الدقيقة، بمجموعة مستشعرات بصرية الكترونية على الحامل تمنح مدى فعالا يبلغ نحو ١٥٠٠ متر.
المدافع الكبيرة
استعملت البحريات حول العالم للهجوم البري منذ عقود مدافع ذات عيار كبير. وهذه التكنولوجيا لم تتغير كثيرا على مدى ال ٥٠ السنة الماضية، ولا تزال بحريات عديدة تستعمل المدافع ذات المواسير والقنابل المصممة خلال الحرب العالمية الثانية. وتعمل بحريات وشركات دفاع متعددة على مشاريع متقدمة لاستبدال هذه الاسلحة القديمة بنظم القرن الحادي والعشرين. وقد تعاقدت البحرية الاميركية مع شركة (Raytheon) لتطوير ذخيرة موجهة لمسافة بعيدة (ERGM)، وتعمل شركة (Alliant Techsystems) على قاذفة بالستية بذخيرة بعيدة المدى (BTERM). وتهدف هذه الشركات الى استخدام التوجيه بنظام (GPS) لتجعل الاسلحة الجديدة موجهة بدقة. ومن المتوقع ان تنشرها شركة (United Defense) حاليا BAE Systems كنظام المدافع المتقدمة (AGS)، المقرر ان تستعمله المدمرة الجديدة من فئة (Zumwalt) في البحرية الاميركية (DDG 1000)، اضافة الى المدافع الرئيسية من فئة (Mk 45) طراز (Mod 4) المستعملة في السفن الحربية الاميركية الحالية. وتطور شركة (BAE Systems) ايضا قذيفة هجومية برية بعيدة المدى (LRLAP) لاستعمالها في هذا السلاح.
على عكس الشكل الانزلاقي المعزز للذخيرة الموجهة بعيدة المدى (ERGM)، فان القاذفة البالستية بذخيرة بعيدة المدى (BTERM) هي قذيفة بالستية تدور على محورها ابان الطيران وتزعم شركة (ATK) بانها تمنح اوقات تحليق اقصر. وان المدى الاساسي الذي تطلبه البحرية الاميركية هو ٤١ ميلا بحريا مبني على اساس ٢٥ ميلا بحريا من الشاطئ و١٦ ميلا بحريا في البر لبلوغ المسافة نفسها الذي يحققها مدفع عيار ١٥٥ ملم قائما على الشاطئ ولكن بهدف ابعد وهو تحقيق ٦٣ ميلا بحريا. وقد ادى الاداء السيىء ابان التجارب التي اجريت في عام ٢٠٠٨ الى ان تتوقف البحرية الاميركية عن تطوير الذخيرة الموجهة البعيدة المدى (ERGM). هذا، وتحرز المملكة المتحدة تقدما الى الامام بخططها لاثبات جدوى نقل تكنولوجيا المدافع البرية عيار ١٥٥ ملم والذخيرة الى البيئة البحرية بدمج المدفع (AS90) المستخدم على البر الذاتي الدفع مع النظام حامل المدفع (Mk8) طراز (Mod1) عيار ١١٤ ملم في البحرية الملكية ونظام تلقيمه.
لذلك، فان مركز تكنولوجيا الدفاع والابتكار (DTIC) في وزارة الدفاع البريطانية، "مركز البحث والتحليل الدفاعي العملاني" (CORDA)، وهي الذراع الاستشارية في شركة (BAE Systems)، الذي يعمل بموجب برنامج بحث التأثيرات السطحية البحرية (MSE)، حصل على عقد لاجراء تجربة على معدات على مستوى المصنع لنظام مدفع بحري رئيسي للمستقبل بتكلفة معقولة، على ان تتبعه تجارب على الارض في عام ٢٠٠٩.
يفترض بالسلاح الجديد ان يتمتع بقدرة فائقة على الفتك بالقذائف الاكبر وان تكون متوفرة له ذخيرة خاصة عيار ١٥٥ ملم، بدلا من الاعتماد على قذيفة نوعية ذات انفجار مرتفع عيار ٥،٤ بوصة فقط. وقد يمنح نظام المدفع الجديد عيار ١٥٥ ملم، اضافة لذلك، بروز امكانية مشتركة لاستخدامه من قبل الجيش البريطاني مما يولد توفيراً بالتكاليف طوال الحياة العملية ويفتح الطريق امام البحرية الملكية لاستغلال جيل جديد من الذخيرة الموجهة بدقة على مسافة بعيدة قيد التطوير كجزء من برنامج هجوم دقيق بالنار غير المباشرة لحساب الجيش البريطاني.
استمرار المدافع
توحي سلسلة المنتجات الواسعة التي تضعها الشركات الدولية ان المدافع البحرية لا تزال مطلوبة بقوة. وتظهر المنتجات المتقدمة جنبا الى جنب مع الاسلحة المجربة ان المدافع البحرية لم تحد من اهميتها الصواريخ لغاية الان.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: