مدفعية جديدة خفيفة الوزن
لا تزال المدفعية تشكل مكونا رئيسيا في مخزون نظم الاسلحة في كل جيش حديث. وان انتهاء الحرب الباردة والنزعة نحو الرد السريع والعمليات الخاطفة لم تخمد الحماسة على المدفعية بين الجيوش حول العالم.
حتى عندما تنشر في مهام للحفاظ على السلام او دعمه، فلا تنشر مدفعية قليلة من دون ان تؤمن غطاء دعم للنار في الحالات الطارئة. وتشكل المدفعية وسيلة لاطلاق قوة نار سريعة بدقة وفتك كبيرين. وكان الموضوع بالنسبة لجيوش عديدة هو في كيفية نقل نظم مدفعية كبيرة وذخيرتها بسرعة حول الكرة الارضية الى مناطق الازمات في اوضاع تكون فيها خطوط الامداد اللوجستية عرضة للخطر او معدومة. وقد ادى هذا الى ابتعاد جيوش كبيرة عن نظم المدفعية ذاتية الدفع الثقيلة والمركبة على شاسيات مجنزرة. والتشديد هو حاليا على النظم المقطورة التي يمكن نقلها تحت الطوافات او في طائرات من طراز (C-031) وعلى النظم المدولبة ذاتية الدفع التي يمكن نقلها بسرعة ايضا في طائرات نقل عسكرية الى مناطق تكون فيها بدائية.
مدافع عيار ١٠٥ ملم
كان الجواب الواضح على هذه المتطلبات حتى مؤخرا هو الاسلحة عيار ١٠٥ ملم. فقد لبت بسهولة مطلب الحجم والوزن للنقل السريع. وكان كثير من نظم المدفعية عيار ١٠٥ ملم في الخدمة مسبقا، ويمكن ان تنقلها وحدات الرد السريع لاستعمالها بسهولة. وقد بدأ منتجو هذه النظم ايضا في برامج تحسين لادخال مدى موسعا ونظم تحكم بالنار الرقمية.
النظام الاكثر استعمالا على نطاق واسع حاليا، عيار ١٠٥ ملم، هو نظام المدفع الخفيف (Royal Ordnance L 811)، وهو قيد الخدمة في اكثر من ٢٠ جيشا حول العالم تنتجه حاليا شركة (BAE Systems). ويمكن قطر هذا المدفع الخفيف الوزن وراء سيارة (Land Rover) او شاحنة من فئة (HMMWV)، ويمكن تعليقه تحت طوافة من فئة (UH-06) او من فئة (Puma). ويمكن القاؤه ايضا بمظلة من طائرة نقل (C-031) او (C-71). وقد اطلقت الجيوش الاميركية والبريطانية ايضا مشاريع تحديث لدمج نظم التحكم الرقمية بالنار في السلاح.
اما مدفع (LG1)، فهو مدفع هويتزر مقطور، عيار ١٠٥"٣٠ ملم، صممته وانتجته شركة (GIAT) الفرنسية حاليا Nexter، وهو قيد الخدمة حاليا في ٧ جيوش. وقد صمم المدفع خصيصا لتستعمله قوات الانتشار السريع، وهو يتميز بصلابته وسهولة استعماله ووزنه المنخفض. ويستطيع اطلاق كل ذخيرة حلف (NATO) القياسية، عيار ١٠٥ ملم، على مسافة ٥،١٨ - ٥،١٩ كلم باستعمال قذائف (HE-ER G2) والقذائف الاميركية (M319). وقد وجد المدفع سبيله للخدمة في الجيش البلجيكي والكندي والاندونيسي والسنغافوري وكذلك الجيش الملكي التايلاندي. وان المدفع (LG1 Mk II)، عيار ١٠٥ ملم، هو نموذج معزز ينسجم مع سلسلة واسعة من نظم التحكم بالنار ومع نظم (C3I).
ان احدث مدفع انتج عيار ١٠٥ ودخل السوق هو مدفع هويتزر (Howitzer) الاختباري الخفيف الوزن (LEO) عيار ١٠٥ ملم، الذي طورته شركة(Denel) في جنوب افريقيا. وهو مدفع تستطيع طوافة نقله بسهولة ويمكن ان تقطره مركبة ٤ ٤. ويتميز بمكوناته الخفيفة الوزن وذخيرته المتقدمة. ويستكمل بمدفع هويتزر (Howitzer) ذاتي الدفع (SP) عيار ١٠٥ وعلى شاسي مركبة (LAV III) من شركة (General Dynamics)، على رغم ان برج (T7) مصمم ليركب على شاسيات مختلفة. ويمكن ان يُحمَل هذا النموذج في طائرة (C-031).
تعرض شركة (NORINCO) الصينية نموذجا من شركة (Oto Melara) الايطالية، عيار ١٠٥ ملم، طراز (Model 65 Pack Howitzer) مع طائفة الذخيرة المتعلقة به. ويمكن تفكيكه بسرعة الى ١١ قطعة لنقله على البغال او حمله من قبل الجنود فوق ارض وعرة. ويمكن نشره بشكل مرتفع كمدفع هويتزر عادي، او بشكل منخفض في دور مضاد للدبابات بارتفاع محدود انما بخط عرضي اضافي.
مدافع عيار ١٥٥ ملم
مكّن التقدم الحديث في تطوير المواد الخفيفة الوزن، الاسلحة عيار ١٥٥ ملم من تلبية العديد من متطلبات النقل التي لم يكن ممكنا تلبيتها سابقا الا باسلحة عيار ١٠٥ ملم. وقد عززت هذه الاسلحة المدى وقوة الفتك كثيرا مقارنة بالنظم عيار ١٠٥ ملم.
وتستعمل الولايات المتحدة وكندا مدفع هويتزر (M777) الخفيف جدا من شركة (BAE Systems) الذي يستعمل مواد التيتانيوم لخفض وزنه الى ٨٢٥٠ رطلا ١،٤ طن، وهو نصف وزن المدفع الاميركي (M891) عيار ١٥٥ ملم، ونقله بسهولة بطوافة من فئة (CH-74) وبطوافة متوسطة مثل طوافة (EH101). وان مدافع (M777) ليست مدافع ذاتية الدفع عموما، مع ان احدها ركبته شركة (BAE Systems) على مركبة مجنزرة كنظام قتال للمستقبل ابعد من خط الرؤية، وهو مدفع تجربة. وتسوّق شركة (NORINCO) الصينية حاليا نظامين لمدفعية مقطورة عيار ١٥٥"٤٥ ملم، وهما مدفع (AH1) مجهز بوحدة دفع اضافية والمدفع المقطور القياسي (PLL10) قيد الخدمة منذ سنين عديدة في جيش التحرير الشعبي، وعادة ما تقطره شاحنات ٦٦. وتمكّن وحدة طاقة الدفع الاضافية التي تعمل على الديزل بقوة ١١٠ احصنة والمركبة على مدفع (AH1)، تمكّن النظام من السير بقوته الذاتية بسرعة قصوى تبلغ ٢٠ كلم بالساعة على مسافة تجوال قصوى تبلغ ١٠٠ كلم. وقد بدأت شركة (NORINCO) مؤخرا بتسويق نظام عيار ١٥٥"٥٢ ملم اطلقت عليه اسم (AH2) يتمتع بقدرات مدى لحركة تلقائية مماثلة لمدفع (AH1).
النظم ذاتية الدفع
يركب عدد من الشركات حاليا اسلحة خفيفة الوزن عيار ١٥٥ ملم على مركبات لزيادة حركيتها التكتيكية والعملانية. وتمنح نظم الدفع الذاتي المدولبة عددا مهما من الفوائد لبعض زبائن التصدير المحتملين، مثل حركة استراتيجية اكبر وتكاليف ادنى للدورة الحياتية. وهي اسهل عادة ايضا لتشغيلها وصيانتها من النظم المجنزرة.
ان مدفع هويتزر عيار ١٥٥ ملم ذاتي الدفع (Bofors FH77 - BW - L25 Archer) المدولب، من شركة (BAE)، مركب على شاسي شاحنة (Volvo A03D) معدلة مدرعة ٦٦. وله نظام اسلحة بعيدة ثانوية للدفاع عن قرب. كما ان الالكترونيات المتقدمة المدمجة في المدفع (Archer) تمنحه انسجاما تاما مع قذائف (Excalibur) الموجهة بنظام (GPS) وباستقلالية تامة في ساحة المعركة. وهو ليس مناسبا للنقل جوا بطائرات (C-031J)، ويقتضي، مع ذلك، طائرات (C-71) الاكبر لنقله جوا. وقد طلب النظام لغاية الآن السويد بكميات محدودة. وتنوي الشركة ايضا عرض نظام مدفعية مقطورة بعيدة المدى تعتمد على مدفع (FH-77B50) الذي يُجهز به نظام (Archer) المتكامل.
اما مدفع (Ceasar) من شركة (Nexter) فهو مدفع هويتزر عيار ١٥٥ ملم ذاتي الدفع مدولب، طورته صناعات (Giat) حاليا Nexter كمشروع خاص. وهو يعتمد على مدفع هويتزر خفيف عيار ١٥٥"٥٢ ملم مركب على شاسي شاحنة ٦٦ مجهز بمقصورة مدرعة. وهو نظام مدفعي عالي الاتمتة مثل نظام مدفع (Archer). ويمكن نصب المدفع (Caesar)، وسحبه من العمل في اقل من دقيقة واحدة. وخلافا لمدفع Archer فلم يؤهل مدفع (Caesar) لغاية الآن بذخيرة دقيقة موجهة بنظام (GPS) مثل قذيفة (M289 Excalibur) من شركة (Raytheons/BAE Bofors). ويمكن نقله بطائرة (C-031J) وهو صالح للنشر بسرعة، وقد بيع المدفع (Caesar) لفرنسا وتايلاند ويجري الاعداد لصفقة مع المملكة العربية السعودية.
طورت شركة (NORINCO) ايضا، التي تسوّق نظم مدفعية مجنزرة ذاتية الدفع، عددا من النظم المدولبة التي تعرض حاليا في سوق التصدير. وان اول نظام يدخل الانتاج بكميات هو نظام (SH1) المجهز بمدفع عيار ١٥٥"٥٢ ملم مركب على مؤخرة شاسي. والمركبة مجهزة بمقصورة لا يخترقها الرصاص والشظايا وبنظام ينظم ضغط الإطارات يديره السائق.
طورت شركة (NORINCO) أيضاً مدفع هويتزر (Howitzer SH2) عيار ١٢٢ ملم مركباً على شاحنة، يعتمد على شاسي قاعدة عجلات مطولة جديدة ٦ ٦. وقد زود بمحرك يعمل على الديزل، مبرد بالماء في المقدمة، وبمقصورة مقفلة تماماً بأربعة أبواب في وسط الشاحنة، أما المدفع عيار ١٢٢ ملم طراز (D - 03) فمركب في المؤخرة. وكشفت الشركة مؤخراً عن نموذج آخر من مدفع (SH2) هو مدفع (SH5) مماثلاً في مفهومه انما مجهز بسلاح عيار ١٠٥ ملم "٣٧ كاليبر و٤٠ قذيفة.
القذائف الصاروخية الذكية
العنصر الرئيسي الثاني الذي يجعل نظم المدفعية متحركة في معظمها، هو تسهيل عمل سلسلة الامداد اللوجستية الكبيرة المطلوبة لتزود وحدات النار بالذخيرة.
استخلصت جيوش عدة ان افضل طريقة لخفض الحاجة لذخيرة المدفعية - التي هي ثقيلة جداً وضخمة وتتطلب كميات كبيرة من المركبات والسفن والطائرات لنقلها الى اي مسافة - تكمن في تبني الذخيرة الموجهة بدقة التي تتيح تدمير الأهداف بقذيفة واحدة او قذيفتين فقط، والتي تخفض بدورها كثيراً من متطلبات اعادة امداد الذخيرة. وكسبا لمزيد من الدقة، تحولت الجيوش الى القذائف الصاروخية والقذائف الموجهة بالمدفعية الانبوبية.
يشكل نظام مدفعية (HIMARS) نظاماً صاروخياً مدفعياً ذا حركة عالية مركبا على شاسيات مدولبة طلبه الجيش الأميركي ومشاة البحرية الأميركية وجيش الامارات العربية المتحدة. وقد طورته شركة (Lockheed Martin) بموجب مفهوم متقدم لبرنامج تجربة تكنولوجية (ACTD) وضع في عام ١٩٩٦. وقد حمل هذا المفهوم قاذفة بأربعة انابيب تطلق قذائف صاروخية متعددة (MLRS) فوق مركبة منافع من نوع (HMMWV) تمنح القوات الخفيفة الوصول الى قوة نار دقيقة وبعيدة المدى متاحة فقط للقوات المدرعة الثقيلة. ويمكن تعليق نظام (HIMARS) تحت هيكل طوافة من فئة (CH - 74 Chinook) او في داخل طائرة نقل من فئة (C - 031 Hercules) وقد تم تأهيل النظام منذ ذلك الحين لاطلاق قذائف صاروخية موجهة متعددة (MLRS).
ان قذيفة المدفعية المحسنة (M289 Excalibur) من شركة (Raytheon) عيار ١٥٥ ملم، الموجهة بنظام GPS، منشورة حالياً مع الجيش الأميركي، وقد استعملت عملياً في العراق وافغانستان، ويبلغ مداها القصوي نحو ٢٤ كلم. وسوف يبلغ مدى النموذج المحسن ٤٠ كلم عندما يطلق من أنابيب عيار ٣٩ من فئة (M901A6 Paladin) ومن مدفع هويتزر (M777A2) وقد اطلقت شركة (NORINCO) أىضاً قذيفة مدفعية عيار ١٥٥ ملم موجهة ليزرياً من نوع (LGAP) مماثلة للقذيفة الروسية نوع (LGAP) التي صممها مكتب تصميم الأجهزة (KBP) الروسي. ويقال ان النموذج الصيني يبلغ مداه القصوي نحو ٢٠ كلم باصابة محتملة تبلغ نسبتها نحو ٩٠ في المائة.
نظم المستقبل
هناك حالياً سلسلة واسعة من نظم المدفعية الخفيفة الوزن في السوق لسد الحاجة لعمليات انتشار سريعة وحرب العمليات الخاطفة. وان سرعة التطور في هذا المجال المهم من التكنولوجيا العسكرية يتقدم بسرعة كبيرة
لا تزال المدفعية تشكل مكونا رئيسيا في مخزون نظم الاسلحة في كل جيش حديث. وان انتهاء الحرب الباردة والنزعة نحو الرد السريع والعمليات الخاطفة لم تخمد الحماسة على المدفعية بين الجيوش حول العالم.
حتى عندما تنشر في مهام للحفاظ على السلام او دعمه، فلا تنشر مدفعية قليلة من دون ان تؤمن غطاء دعم للنار في الحالات الطارئة. وتشكل المدفعية وسيلة لاطلاق قوة نار سريعة بدقة وفتك كبيرين. وكان الموضوع بالنسبة لجيوش عديدة هو في كيفية نقل نظم مدفعية كبيرة وذخيرتها بسرعة حول الكرة الارضية الى مناطق الازمات في اوضاع تكون فيها خطوط الامداد اللوجستية عرضة للخطر او معدومة. وقد ادى هذا الى ابتعاد جيوش كبيرة عن نظم المدفعية ذاتية الدفع الثقيلة والمركبة على شاسيات مجنزرة. والتشديد هو حاليا على النظم المقطورة التي يمكن نقلها تحت الطوافات او في طائرات من طراز (C-031) وعلى النظم المدولبة ذاتية الدفع التي يمكن نقلها بسرعة ايضا في طائرات نقل عسكرية الى مناطق تكون فيها بدائية.
مدافع عيار ١٠٥ ملم
كان الجواب الواضح على هذه المتطلبات حتى مؤخرا هو الاسلحة عيار ١٠٥ ملم. فقد لبت بسهولة مطلب الحجم والوزن للنقل السريع. وكان كثير من نظم المدفعية عيار ١٠٥ ملم في الخدمة مسبقا، ويمكن ان تنقلها وحدات الرد السريع لاستعمالها بسهولة. وقد بدأ منتجو هذه النظم ايضا في برامج تحسين لادخال مدى موسعا ونظم تحكم بالنار الرقمية.
النظام الاكثر استعمالا على نطاق واسع حاليا، عيار ١٠٥ ملم، هو نظام المدفع الخفيف (Royal Ordnance L 811)، وهو قيد الخدمة في اكثر من ٢٠ جيشا حول العالم تنتجه حاليا شركة (BAE Systems). ويمكن قطر هذا المدفع الخفيف الوزن وراء سيارة (Land Rover) او شاحنة من فئة (HMMWV)، ويمكن تعليقه تحت طوافة من فئة (UH-06) او من فئة (Puma). ويمكن القاؤه ايضا بمظلة من طائرة نقل (C-031) او (C-71). وقد اطلقت الجيوش الاميركية والبريطانية ايضا مشاريع تحديث لدمج نظم التحكم الرقمية بالنار في السلاح.
اما مدفع (LG1)، فهو مدفع هويتزر مقطور، عيار ١٠٥"٣٠ ملم، صممته وانتجته شركة (GIAT) الفرنسية حاليا Nexter، وهو قيد الخدمة حاليا في ٧ جيوش. وقد صمم المدفع خصيصا لتستعمله قوات الانتشار السريع، وهو يتميز بصلابته وسهولة استعماله ووزنه المنخفض. ويستطيع اطلاق كل ذخيرة حلف (NATO) القياسية، عيار ١٠٥ ملم، على مسافة ٥،١٨ - ٥،١٩ كلم باستعمال قذائف (HE-ER G2) والقذائف الاميركية (M319). وقد وجد المدفع سبيله للخدمة في الجيش البلجيكي والكندي والاندونيسي والسنغافوري وكذلك الجيش الملكي التايلاندي. وان المدفع (LG1 Mk II)، عيار ١٠٥ ملم، هو نموذج معزز ينسجم مع سلسلة واسعة من نظم التحكم بالنار ومع نظم (C3I).
ان احدث مدفع انتج عيار ١٠٥ ودخل السوق هو مدفع هويتزر (Howitzer) الاختباري الخفيف الوزن (LEO) عيار ١٠٥ ملم، الذي طورته شركة(Denel) في جنوب افريقيا. وهو مدفع تستطيع طوافة نقله بسهولة ويمكن ان تقطره مركبة ٤ ٤. ويتميز بمكوناته الخفيفة الوزن وذخيرته المتقدمة. ويستكمل بمدفع هويتزر (Howitzer) ذاتي الدفع (SP) عيار ١٠٥ وعلى شاسي مركبة (LAV III) من شركة (General Dynamics)، على رغم ان برج (T7) مصمم ليركب على شاسيات مختلفة. ويمكن ان يُحمَل هذا النموذج في طائرة (C-031).
تعرض شركة (NORINCO) الصينية نموذجا من شركة (Oto Melara) الايطالية، عيار ١٠٥ ملم، طراز (Model 65 Pack Howitzer) مع طائفة الذخيرة المتعلقة به. ويمكن تفكيكه بسرعة الى ١١ قطعة لنقله على البغال او حمله من قبل الجنود فوق ارض وعرة. ويمكن نشره بشكل مرتفع كمدفع هويتزر عادي، او بشكل منخفض في دور مضاد للدبابات بارتفاع محدود انما بخط عرضي اضافي.
مدافع عيار ١٥٥ ملم
مكّن التقدم الحديث في تطوير المواد الخفيفة الوزن، الاسلحة عيار ١٥٥ ملم من تلبية العديد من متطلبات النقل التي لم يكن ممكنا تلبيتها سابقا الا باسلحة عيار ١٠٥ ملم. وقد عززت هذه الاسلحة المدى وقوة الفتك كثيرا مقارنة بالنظم عيار ١٠٥ ملم.
وتستعمل الولايات المتحدة وكندا مدفع هويتزر (M777) الخفيف جدا من شركة (BAE Systems) الذي يستعمل مواد التيتانيوم لخفض وزنه الى ٨٢٥٠ رطلا ١،٤ طن، وهو نصف وزن المدفع الاميركي (M891) عيار ١٥٥ ملم، ونقله بسهولة بطوافة من فئة (CH-74) وبطوافة متوسطة مثل طوافة (EH101). وان مدافع (M777) ليست مدافع ذاتية الدفع عموما، مع ان احدها ركبته شركة (BAE Systems) على مركبة مجنزرة كنظام قتال للمستقبل ابعد من خط الرؤية، وهو مدفع تجربة. وتسوّق شركة (NORINCO) الصينية حاليا نظامين لمدفعية مقطورة عيار ١٥٥"٤٥ ملم، وهما مدفع (AH1) مجهز بوحدة دفع اضافية والمدفع المقطور القياسي (PLL10) قيد الخدمة منذ سنين عديدة في جيش التحرير الشعبي، وعادة ما تقطره شاحنات ٦٦. وتمكّن وحدة طاقة الدفع الاضافية التي تعمل على الديزل بقوة ١١٠ احصنة والمركبة على مدفع (AH1)، تمكّن النظام من السير بقوته الذاتية بسرعة قصوى تبلغ ٢٠ كلم بالساعة على مسافة تجوال قصوى تبلغ ١٠٠ كلم. وقد بدأت شركة (NORINCO) مؤخرا بتسويق نظام عيار ١٥٥"٥٢ ملم اطلقت عليه اسم (AH2) يتمتع بقدرات مدى لحركة تلقائية مماثلة لمدفع (AH1).
النظم ذاتية الدفع
يركب عدد من الشركات حاليا اسلحة خفيفة الوزن عيار ١٥٥ ملم على مركبات لزيادة حركيتها التكتيكية والعملانية. وتمنح نظم الدفع الذاتي المدولبة عددا مهما من الفوائد لبعض زبائن التصدير المحتملين، مثل حركة استراتيجية اكبر وتكاليف ادنى للدورة الحياتية. وهي اسهل عادة ايضا لتشغيلها وصيانتها من النظم المجنزرة.
ان مدفع هويتزر عيار ١٥٥ ملم ذاتي الدفع (Bofors FH77 - BW - L25 Archer) المدولب، من شركة (BAE)، مركب على شاسي شاحنة (Volvo A03D) معدلة مدرعة ٦٦. وله نظام اسلحة بعيدة ثانوية للدفاع عن قرب. كما ان الالكترونيات المتقدمة المدمجة في المدفع (Archer) تمنحه انسجاما تاما مع قذائف (Excalibur) الموجهة بنظام (GPS) وباستقلالية تامة في ساحة المعركة. وهو ليس مناسبا للنقل جوا بطائرات (C-031J)، ويقتضي، مع ذلك، طائرات (C-71) الاكبر لنقله جوا. وقد طلب النظام لغاية الآن السويد بكميات محدودة. وتنوي الشركة ايضا عرض نظام مدفعية مقطورة بعيدة المدى تعتمد على مدفع (FH-77B50) الذي يُجهز به نظام (Archer) المتكامل.
اما مدفع (Ceasar) من شركة (Nexter) فهو مدفع هويتزر عيار ١٥٥ ملم ذاتي الدفع مدولب، طورته صناعات (Giat) حاليا Nexter كمشروع خاص. وهو يعتمد على مدفع هويتزر خفيف عيار ١٥٥"٥٢ ملم مركب على شاسي شاحنة ٦٦ مجهز بمقصورة مدرعة. وهو نظام مدفعي عالي الاتمتة مثل نظام مدفع (Archer). ويمكن نصب المدفع (Caesar)، وسحبه من العمل في اقل من دقيقة واحدة. وخلافا لمدفع Archer فلم يؤهل مدفع (Caesar) لغاية الآن بذخيرة دقيقة موجهة بنظام (GPS) مثل قذيفة (M289 Excalibur) من شركة (Raytheons/BAE Bofors). ويمكن نقله بطائرة (C-031J) وهو صالح للنشر بسرعة، وقد بيع المدفع (Caesar) لفرنسا وتايلاند ويجري الاعداد لصفقة مع المملكة العربية السعودية.
طورت شركة (NORINCO) ايضا، التي تسوّق نظم مدفعية مجنزرة ذاتية الدفع، عددا من النظم المدولبة التي تعرض حاليا في سوق التصدير. وان اول نظام يدخل الانتاج بكميات هو نظام (SH1) المجهز بمدفع عيار ١٥٥"٥٢ ملم مركب على مؤخرة شاسي. والمركبة مجهزة بمقصورة لا يخترقها الرصاص والشظايا وبنظام ينظم ضغط الإطارات يديره السائق.
طورت شركة (NORINCO) أيضاً مدفع هويتزر (Howitzer SH2) عيار ١٢٢ ملم مركباً على شاحنة، يعتمد على شاسي قاعدة عجلات مطولة جديدة ٦ ٦. وقد زود بمحرك يعمل على الديزل، مبرد بالماء في المقدمة، وبمقصورة مقفلة تماماً بأربعة أبواب في وسط الشاحنة، أما المدفع عيار ١٢٢ ملم طراز (D - 03) فمركب في المؤخرة. وكشفت الشركة مؤخراً عن نموذج آخر من مدفع (SH2) هو مدفع (SH5) مماثلاً في مفهومه انما مجهز بسلاح عيار ١٠٥ ملم "٣٧ كاليبر و٤٠ قذيفة.
القذائف الصاروخية الذكية
العنصر الرئيسي الثاني الذي يجعل نظم المدفعية متحركة في معظمها، هو تسهيل عمل سلسلة الامداد اللوجستية الكبيرة المطلوبة لتزود وحدات النار بالذخيرة.
استخلصت جيوش عدة ان افضل طريقة لخفض الحاجة لذخيرة المدفعية - التي هي ثقيلة جداً وضخمة وتتطلب كميات كبيرة من المركبات والسفن والطائرات لنقلها الى اي مسافة - تكمن في تبني الذخيرة الموجهة بدقة التي تتيح تدمير الأهداف بقذيفة واحدة او قذيفتين فقط، والتي تخفض بدورها كثيراً من متطلبات اعادة امداد الذخيرة. وكسبا لمزيد من الدقة، تحولت الجيوش الى القذائف الصاروخية والقذائف الموجهة بالمدفعية الانبوبية.
يشكل نظام مدفعية (HIMARS) نظاماً صاروخياً مدفعياً ذا حركة عالية مركبا على شاسيات مدولبة طلبه الجيش الأميركي ومشاة البحرية الأميركية وجيش الامارات العربية المتحدة. وقد طورته شركة (Lockheed Martin) بموجب مفهوم متقدم لبرنامج تجربة تكنولوجية (ACTD) وضع في عام ١٩٩٦. وقد حمل هذا المفهوم قاذفة بأربعة انابيب تطلق قذائف صاروخية متعددة (MLRS) فوق مركبة منافع من نوع (HMMWV) تمنح القوات الخفيفة الوصول الى قوة نار دقيقة وبعيدة المدى متاحة فقط للقوات المدرعة الثقيلة. ويمكن تعليق نظام (HIMARS) تحت هيكل طوافة من فئة (CH - 74 Chinook) او في داخل طائرة نقل من فئة (C - 031 Hercules) وقد تم تأهيل النظام منذ ذلك الحين لاطلاق قذائف صاروخية موجهة متعددة (MLRS).
ان قذيفة المدفعية المحسنة (M289 Excalibur) من شركة (Raytheon) عيار ١٥٥ ملم، الموجهة بنظام GPS، منشورة حالياً مع الجيش الأميركي، وقد استعملت عملياً في العراق وافغانستان، ويبلغ مداها القصوي نحو ٢٤ كلم. وسوف يبلغ مدى النموذج المحسن ٤٠ كلم عندما يطلق من أنابيب عيار ٣٩ من فئة (M901A6 Paladin) ومن مدفع هويتزر (M777A2) وقد اطلقت شركة (NORINCO) أىضاً قذيفة مدفعية عيار ١٥٥ ملم موجهة ليزرياً من نوع (LGAP) مماثلة للقذيفة الروسية نوع (LGAP) التي صممها مكتب تصميم الأجهزة (KBP) الروسي. ويقال ان النموذج الصيني يبلغ مداه القصوي نحو ٢٠ كلم باصابة محتملة تبلغ نسبتها نحو ٩٠ في المائة.
نظم المستقبل
هناك حالياً سلسلة واسعة من نظم المدفعية الخفيفة الوزن في السوق لسد الحاجة لعمليات انتشار سريعة وحرب العمليات الخاطفة. وان سرعة التطور في هذا المجال المهم من التكنولوجيا العسكرية يتقدم بسرعة كبيرة