المعضلة السعودية مع ايران انحسار وتمدد ايران خطر !

إنضم
26 مارس 2022
المشاركات
6,083
التفاعل
9,550 245 3
الدولة
Saudi Arabia
مع تراجع النفوذ الإيراني وتفكك محوره الإقليمي (بغداد - دمشق - بيروت - صنعاء - غزة)، برزت معضلة جديدة قد لا تقل خطورة، وهي الفراغ الذي قد تملؤه إسرائيل، مستغلة حالة “اللا دولة” التي تعيشها العواصم العربية كسوريا ولبنان، وبتحالف استراتيجي مع ابوظبي .





في مفارقة لافتة، يبدو أن “عدو الأمس” بات “صديق اليوم” وهو الحل إذ كشفت إحدى الصحف الأمريكية عن مذكرة دبلوماسية منسوبة لسفير بريطانيا، تشير إلى أن السعودية اشترت أسلحة إيرانية لدعم الجيش السوداني في مواجهة قوات “الدعم السريع” بقيادة حميدتي، مما ساهم في استعادة الخرطوم وتأمينها. هذا التنسيق بين طهران والرياض في السودان يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في علاقاتهما.





لكن في المقابل، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا التحول، فالهدف الاستراتيجي لها، كما بات واضحاً، هو تفكيك الدول الكبرى إلى كيانات دينية وإثنية متناحرة، وهو ما يدرك صانع القرار السعودي خطورته جيداً، لا سيما بعد الانهيار التدريجي لمشروع إيران في المنطقة.





اليمن: المحطة التالية لتل أبيب





في اليمن، وعلى غرار التجربة الإيرانية في دعم ميليشيا الحوثي، تحاول إسرائيل خلق موطئ قدم لها من خلال دعم قوى موازية مثل قوات طارق صالح والمجلس الانتقالي، التي تسيطر حالياً على عدن ونصف الساحل اليمني. ومع تنامي السخط الشعبي تجاه الحوثيين بسبب الانهيار الاقتصادي، قد ترى تل أبيب الفرصة مواتية لتوسيع نفوذها، من خلال استثمار هذا الغضب الشعبي، ودعم قوى محلية مسلحة.





لكن السؤال المطروح: كما كان الحوثي معضلة في السابق، فهل يصبح اليوم، بتحالف مع الرياض وطهران، جزءاً من الحل في مواجهة النفوذ الإسرائيلي الزاحف؟





الواضح أن إعادة هندسة التوازنات في المنطقة أصبحت أكثر تعقيداً، والمفاجآت لم تعد استثناءً، بل باتت قاعدة جديدة للعبة الإقليمية
 

مقال جميل لعلي العريشي

تتزامن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى إيران مع تطورات دقيقة في المسرح الإقليمي، حيث يجري تكثيف المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تتركز على البرنامج النووي الإيراني، ودور طهران الإقليمي، وإعادة ضبط قواعد الاشتباك في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وفي وقت تتصاعد فيه لهجة التهديد الأمريكية – الإسرائيلية ضد طهران، والتي وصلت إلى حد التلويح بعمل عسكري مباشر يستهدف المنشآت النووية الإيرانية تحت ذريعة اقتراب طهران من “العتبة النووية"، فيما تستمر الولايات المتحدة المتحدة الامريكية في تزويد إسرائيل بأسلحة نوعية متقدمة، بما فيها قنابل خارقة للتحصينات وطائرات فائقة التطور، ودعم سياسي ودبلوماسي غير محدود.
‏يحدث ذلك، في ظل حالة انهيار إقليمي في مراكز القوة العربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن)، ما يجعل إسرائيل وإيران القوتين الإقليميتين الأكثر تأثيراً، مع فارق جوهري أن إسرائيل تحظى برعاية غربية تضمن لها النفوذ المطلق، فيما تواجه إيران حصاراً واستنزافاً.

‏الضغط الامريكي على إيران لا يقتصر على منع طهران من امتلاك سلاح نووي، بل يتجاوزه إلى إعادة صياغة أدوار اللاعبين الإقليميين، بما يُخرج إيران من معادلة “الردع المتبادل”، ويحوّلها إلى لاعب دفاعي مُحاصر، ما يؤدي الى تصفير التهديدات الاستراتيجية ضد إسرائيل، سواء من الجنوب (غزة)، أو الشمال (لبنان)، أو الشرق (إيران)، ويخلق بيئة شرق أوسطية ضعيفة، تُدار عبر ثنائية “إسرائيل – واشنطن”، دون قوى موازنة حقيقية، خصوصاً بعد انسحاب واشنطن المتدرج من الملفات العسكرية المباشرة في المنطقة.

‏السعودية بصفتها الدولة المحورية في الخليج والعالم العربي، تجد نفسها أمام مفارقة دقيقة ومعضلة استراتيجية تتمثل في أن إيران القوية والمتمددة تشكل تهديداً مباشراً لها ولمحيطها الخليجي، لكن إيران الضعيفة والمُحطمة تفتح الباب أمام هيمنة إسرائيلية غير قابلة للتوازن، وهو ما يشكل خطراً طويل المدى على النظام الإقليمي العربي بأكمله، ومن هذا المنطلق، فإن السعودية تدرك أن المطلوب ليس إسقاط إيران، بل احتواؤها ضمن توازن إقليمي يحول دون هيمنة أحد الأطراف.
‏لذلك، يبدو بقاء إيران ضمن قدرات ردع “مضبوطة” ضرورياً لمنع تفرد إسرائيل في القرار الإقليمي، خاصة وأن إسرائيل أصبحت الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك سلاحاً نووياً فعلياً، وتُمنح هامشاً مفتوحاً من قبل واشنطن لضرب ما تشاء، ومتى تشاء، دون مساءلة دولية.

‏وباعتقادي، التحرك السعودي نحو طهران لا يعني دعم إيران، بل الحفاظ على الحد الأدنى من موانع الانفجار الشامل، وبناء خطوط أمنية تحول دون الانجراف نحو حرب استنزافية تخدم إسرائيل وحدها. ومع ضعف المحاور العربية (القاهرة – دمشق – بغداد – بيروت)، وخفوت النفوذ التركي، تتقدم إسرائيل لملء فراغ القوة.
‏وتأتي زيارة سمو الامير خالد بن سلمان لكسر هذه الديناميكية عبر إعادة تأطير العلاقة مع طهران ضمن منطق إدارة النفوذ لا كسره، وعبر إعادة ضبط الأولويات من المواجهة مع إيران إلى توازن يمنع انهيار معادلة الردع الاقليمي.
‏كما تبعث في الوقت نفسه برسالة لواشنطن و تل أبيب أن السعودية لن تكون جزءاً من محور “عزل إيران” بدون ضمانات لاستقرار المنطقة، وأنها ترفض أن تتحول واشنطن إلى رافعة إسرائيلية خالصة في النظام الإقليمي، متمسكةً في الوقت نفسه بخيار الشراكة المتعددة، لا التبعية الأحادية.

‏في رأيي، زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران ليست مناورة رمزية، بل تحرك استراتيجي محسوب لمواجهة اختلال خطير في موازين القوى، ناتج عن تقاطع الضغوط على إيران، والدعم غير المشروط لإسرائيل، وغياب الكتلة العربية المتماسكة.
‏السعودية، عبر هذه الزيارة، تؤكد أنها ترفض نظاماً إقليمياً يُدار من عاصمة واحدة، وتحاول تثبيت دورها كموازن عقلاني إقليمي في زمن استقطاب خطير.
 
تصوير ايران كقوة ردع ضد اسرائيل عبارة عن Oxymoron تناقض غبي فمغامرات طهران الغير محسوبة هي سبب تمدد اسرائيل
اما التعويل على دولة خسرت الرهان الاقليمي لتحجيم دولة نووية متطورة هو رهان على حصان خاسر
 
فكرة ثوريه, مجرد اقتراح.

ليش ما نشجع الدول الفاشله تتحمل مسؤولياتها و يصيروا اوادم بدل مطايا لهذا او ذاك؟ جربنا الارتهان و العماله و اورثت الدمار و الحطام, ليش ما نجرب نتعامل زي بقية الكوكب العاقل؟
 
مع تراجع النفوذ الإيراني وتفكك محوره الإقليمي (بغداد - دمشق - بيروت - صنعاء - غزة)، برزت معضلة جديدة قد لا تقل خطورة، وهي الفراغ الذي قد تملؤه إسرائيل، مستغلة حالة “اللا دولة” التي تعيشها العواصم العربية كسوريا ولبنان، وبتحالف استراتيجي مع ابوظبي .





في مفارقة لافتة، يبدو أن “عدو الأمس” بات “صديق اليوم” وهو الحل إذ كشفت إحدى الصحف الأمريكية عن مذكرة دبلوماسية منسوبة لسفير بريطانيا، تشير إلى أن السعودية اشترت أسلحة إيرانية لدعم الجيش السوداني في مواجهة قوات “الدعم السريع” بقيادة حميدتي، مما ساهم في استعادة الخرطوم وتأمينها. هذا التنسيق بين طهران والرياض في السودان يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في علاقاتهما.





لكن في المقابل، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا التحول، فالهدف الاستراتيجي لها، كما بات واضحاً، هو تفكيك الدول الكبرى إلى كيانات دينية وإثنية متناحرة، وهو ما يدرك صانع القرار السعودي خطورته جيداً، لا سيما بعد الانهيار التدريجي لمشروع إيران في المنطقة.





اليمن: المحطة التالية لتل أبيب





في اليمن، وعلى غرار التجربة الإيرانية في دعم ميليشيا الحوثي، تحاول إسرائيل خلق موطئ قدم لها من خلال دعم قوى موازية مثل قوات طارق صالح والمجلس الانتقالي، التي تسيطر حالياً على عدن ونصف الساحل اليمني. ومع تنامي السخط الشعبي تجاه الحوثيين بسبب الانهيار الاقتصادي، قد ترى تل أبيب الفرصة مواتية لتوسيع نفوذها، من خلال استثمار هذا الغضب الشعبي، ودعم قوى محلية مسلحة.





لكن السؤال المطروح: كما كان الحوثي معضلة في السابق، فهل يصبح اليوم، بتحالف مع الرياض وطهران، جزءاً من الحل في مواجهة النفوذ الإسرائيلي الزاحف؟





الواضح أن إعادة هندسة التوازنات في المنطقة أصبحت أكثر تعقيداً، والمفاجآت لم تعد استثناءً، بل باتت قاعدة جديدة للعبة الإقليمية

ما فهمت
ما علاقة الامارات بالموضوع
وتتحالف استراتيجيا مع من بهذا الخصوص؟
 
عودة
أعلى