احترام ذكرى الراحلين وحفظ كرامتهم
المقدمة:
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوَنا أيُّنا أحسن عملاً، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
إن من القيم العظيمة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي هي حفظ الكرامة الإنسانية في الحياة وبعد الوفاة. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غير مقبولة، تتمثل في نشر صور المتوفى وهو في حالة مرض وضعف، مما يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة. لذا، سيكون حديثنا اليوم عن هذه الظاهرة، وأثرها السلبي على المجتمع، والحل الأمثل لمعالجتها.
أولًا: حرمة الإنسان بعد وفاته
إن احترام الإنسان لا ينتهي بوفاته، بل يستمر حتى بعد رحيله. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "كسر عظم الميت ككسره حيًّا" (رواه أبو داود وابن ماجه)، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على حرمة الميت كما لو كان حيًا. فكيف بمن ينشر صورًا تُظهر ضعفه وتعبه، وهو الذي كان يتمنى أن يُذكر بأجمل ما كان عليه في حياته؟
ثانيًا: أثر نشر صور المرضى والمتوفين وهم في حالة ضعف
ثالثًا: كيف نحفظ كرامة المتوفى؟
الخاتمة:
أيها الأحبة، إن احترام الإنسان بعد وفاته واجب علينا جميعًا، وإن نشر صوره وهو في أضعف حالاته يتنافى مع الأخلاق الإسلامية والمروءة العربية. فلنحرص جميعًا على حفظ كرامة موتانا، ولنذكرهم بأجمل ما كان فيهم، ولنجعل ذكراهم طيبة بالدعاء والعمل الصالح.
نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يجعلنا ممن يُذكرون بالخير بعد رحيلهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم الاستاذ
محمد الخضيري الجميلي
المقدمة:
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوَنا أيُّنا أحسن عملاً، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
إن من القيم العظيمة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي هي حفظ الكرامة الإنسانية في الحياة وبعد الوفاة. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غير مقبولة، تتمثل في نشر صور المتوفى وهو في حالة مرض وضعف، مما يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة. لذا، سيكون حديثنا اليوم عن هذه الظاهرة، وأثرها السلبي على المجتمع، والحل الأمثل لمعالجتها.
أولًا: حرمة الإنسان بعد وفاته
إن احترام الإنسان لا ينتهي بوفاته، بل يستمر حتى بعد رحيله. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "كسر عظم الميت ككسره حيًّا" (رواه أبو داود وابن ماجه)، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على حرمة الميت كما لو كان حيًا. فكيف بمن ينشر صورًا تُظهر ضعفه وتعبه، وهو الذي كان يتمنى أن يُذكر بأجمل ما كان عليه في حياته؟
ثانيًا: أثر نشر صور المرضى والمتوفين وهم في حالة ضعف
- انتهاك الخصوصية: الصور التي تُلتقط أثناء المرض تكون غالبًا شخصية وخاصة، ولا يحق لأحد نشرها دون إذن من الشخص نفسه، فكيف إذا كان قد توفي ولا يستطيع الاعتراض؟
- ترك أثر نفسي سلبي على أهل المتوفى: لا شك أن أهل الفقيد يفضلون الاحتفاظ بصور أحبائهم في أفضل حالاتهم، وليس في لحظاتهم الصعبة. لذا، فإن نشر صورهم وهم يعانون يزيد من ألم الفقدان.
- تناقض مع أخلاقيات الإسلام: الإسلام يدعونا إلى ذكر محاسن موتانا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم وكُفّوا عن مساوئهم" (رواه الترمذي). فكيف بنا ننشر صورًا قد تُحزن أهل المتوفى بدلًا من تذكيرهم بجمال أخلاقه وسيرته الطيبة؟
ثالثًا: كيف نحفظ كرامة المتوفى؟
- التركيز على أجمل الذكريات والصور: عند وفاة شخص، يجب نشر أفضل الصور التي تُظهره في كامل هيئته ووقاره، مما يُحفّز الناس على الدعاء له بقلوب صادقة.
- الاكتفاء بالدعاء والصدقة الجارية: بدلاً من نشر الصور غير اللائقة، يمكننا أن نُحيي ذكرى الفقيد بالدعاء له ونشر الأعمال الخيرية باسمه.
- التوعية بأهمية احترام الراحلين: من واجبنا أن نُلفت انتباه المجتمع إلى هذه الظاهرة السلبية، وندعو إلى وقفها لما فيها من أذى نفسي ومعنوي.
الخاتمة:
أيها الأحبة، إن احترام الإنسان بعد وفاته واجب علينا جميعًا، وإن نشر صوره وهو في أضعف حالاته يتنافى مع الأخلاق الإسلامية والمروءة العربية. فلنحرص جميعًا على حفظ كرامة موتانا، ولنذكرهم بأجمل ما كان فيهم، ولنجعل ذكراهم طيبة بالدعاء والعمل الصالح.
نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يجعلنا ممن يُذكرون بالخير بعد رحيلهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم الاستاذ
محمد الخضيري الجميلي