مايكروسوفت" تُغلق "سكايب" بعد 14 عامًا.. وداعًا لعصر الاتصالات الشهير!
"مايكروسوفت" أغلقت التطبيق بعد 14 عاماً من الاستحواذ على الشركة مقابل 8.5 مليار دولاروداعاً "سكايب".. خدمة الاتصالات تنهزم رسمياً أمام زووم وتيمز
ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (يمين)، وتوني بيتس، الرئيس التنفيذي لشركة سكايب تكنولوجيز، يعلنان عن استحواذ مايكروسوفت على سكايب في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 10 مايو 2011. وقد وافقت مايكروسوفت على شراء سكايب مقابل 8.5 مليار دولار - بلومبرغ
أعلنت شركة "مايكروسوفت" عن إنهاء خدمة "سكايب"، منصة الاتصالات الشهيرة التي استحوذت عليها قبل ما يقرب من 14 عاماً، مما يشير إلى نهاية عصر التطبيق الرائد في المكالمات والدردشة عبر الإنترنت.
من خطف عرش "سكايب"؟
كان "سكايب" في السابق الاسم الأبرز في المكالمات الرقمية التي ألغت رسوم الاتصالات الدولية، لكنه تراجع في السنوات الأخيرة أمام تطبيقات الاتصال المدمجة في الهواتف الذكية وخدمات الفيديو مثل "زووم".
وعندما حاولت "مايكروسوفت" توسيع علامة "سكايب" التجارية إلى بيئة العمل، واجهت منافسة شديدة من شركة "سلاك تكنولوجيز".
ردت "مايكروسوفت" على هذا التراجع من خلال تطوير تطبيق "تيمز" (Teams) من الصفر، وهو تطبيق للمحادثات والمكالمات الصوتية والفيديو مخصص لبيئة العمل، ونجح التطبيق بالفعل في تحقيق انتشار واسع بفضل دمجه مع حزمة برامج الشركة.
ومن المقرر أن توفر "مايكروسوفت" لمستخدمي سكايب خيار الانتقال إلى "تيمز" قبل أن يتم إغلاق الخدمة نهائياً في مايو المقبل.
"سكايب" رحلة صعود وهبوط
قال جيف تيبر، رئيس قسم الاتصالات وأدوات التعاون في "مايكروسوفت": "عملت في الشركة لأكثر من 30 عاماً، وهناك العديد من البرمجيات التي كانت ذات قيمة هائلة في عصرها، ثم جاء العصر التالي واعتمدت عليها كأساس له".
وفي عام 2016، أعلنت "مايكروسوفت" أن عدد مستخدمي "سكايب" الشهري تجاوز 300 مليون مستخدم، لكن هذا العدد تراجع بشكل حاد ليصل إلى 36 مليون مستخدم يومياً بحلول 2023. بالمقارنة، ارتفع عدد مستخدمي "تيمز" إلى 320 مليون مستخدم شهرياً.
تأسس "سكايب" عام 2003 على يد مجموعة من رواد الأعمال في شمال أوروبا، وامتلكته لاحقاً شركة "إي باي" (eBay). قبل أن يشتريه تحالف استثماري بقيادة شركات خاصة.
في ذلك الوقت، قرر الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" آنذاك، ستيف بالمر، أن يراهن بقوة على سوق المكالمات عبر الإنترنت، فاستحوذ على سكايب في مايو 2011 مقابل 8.5 مليار دولار، وهو مبلغ يمثل 40% أكثر من التقييم الداخلي للشركة. ليصبح الاستحواذ الأكبر لـ"مايكروسوفت" حينها، وكان يُنظر إلى "سكايب" في ذلك الوقت باعتباره جزءاً محورياً من استراتيجيتة "مايكروسوفت" لعصر الهواتف المحمولة.
لكن الأمور لم تسر كما خطط لها بالمر، إذ تفوقت تطبيقات ناشئة مثل "تيليغرام"، و"سناب تشات"، و"وي تشات"، و"واتساب" في تقديم مزايا لم يتمكن "سكايب" من مجاراتها. كما أن انحياز "مايكروسوفت" إلى سوق البرمجيات المؤسسية أدى إلى دمج "سكايب" داخل مجموعة "أوفيس"، ما جعله يتحول إلى أداة موجهة لقطاع الأعمال وحسب بدلاً من التركيز على المستخدمين الأفراد.
بحلول الوقت الذي ظهر فيه تطبيق "سلاك"، كان مستخدمو "سكايب" يشتكون من مشكلات متزايدة، مثل المكالمات الفائتة، والأعطال المفاجئة، وصعوبة المزامنة بين الأجهزة المختلفة. ورغم محاولات "مايكروسوفت" لتحسين موثوقية الخدمة، إلا أن التحديثات المتكررة وإعادة التصميم غير المحببة أدت إلى نفور الكثير من المستخدمين، ومن ضمنها محاولة فاشلة لتعديل "سكايب" على نمط "سناب شات".
"تيمز" الابن المدلل الجديد لـ"مايكروسوفت"
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية "مايكروسوفت" للتركيز على تطوير ميزات جديدة في "تيمز"، خاصة أدوات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لتصريحات جيف تيبر. وتسعى الشركة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، مع تقليل الإنفاق على المشاريع التي لا تتماشى مع هذه الرؤية. كما أكد تيبر أنه لن يتم تسريح أي موظفين ممن كانوا يعملون على سكايب، بل سيتم نقلهم إلى مشاريع أخرى داخل الشركة.
في وقت من الأوقات، كان "سكايب" يمثل منصة رائدة لتجارب الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت"، حيث استُخدم لإطلاق أول عرض للترجمة الفورية في الوقت الفعلي. ودفع الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا الفريق البحثي حينها لإطلاق هذه التقنية بسرعة، واصفاً إياها بأنها "سحرية" خلال عرض تقديمي عام 2014.
واختتم تيبر حديثه قائلاً: "تطبيق (تيمز) ناجح بشدة، وهذه خطوة لتعزيز مكانته. أردنا الإبقاء على (سكايب) حتى نتأكد تماماً من أن إصدار (تيمز) المخصص للأفراد أصبح جاهزاً بالكامل. إنه المنتج الأكثر نجاحاً في المجال الآن وبفارق كبير".
المصدر:بلومبرغ"مايكروسوفت" أغلقت التطبيق بعد 14 عاماً من الاستحواذ على الشركة مقابل 8.5 مليار دولاروداعاً "سكايب".. خدمة الاتصالات تنهزم رسمياً أمام زووم وتيمز
ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (يمين)، وتوني بيتس، الرئيس التنفيذي لشركة سكايب تكنولوجيز، يعلنان عن استحواذ مايكروسوفت على سكايب في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 10 مايو 2011. وقد وافقت مايكروسوفت على شراء سكايب مقابل 8.5 مليار دولار - بلومبرغ
أعلنت شركة "مايكروسوفت" عن إنهاء خدمة "سكايب"، منصة الاتصالات الشهيرة التي استحوذت عليها قبل ما يقرب من 14 عاماً، مما يشير إلى نهاية عصر التطبيق الرائد في المكالمات والدردشة عبر الإنترنت.
من خطف عرش "سكايب"؟
كان "سكايب" في السابق الاسم الأبرز في المكالمات الرقمية التي ألغت رسوم الاتصالات الدولية، لكنه تراجع في السنوات الأخيرة أمام تطبيقات الاتصال المدمجة في الهواتف الذكية وخدمات الفيديو مثل "زووم".
وعندما حاولت "مايكروسوفت" توسيع علامة "سكايب" التجارية إلى بيئة العمل، واجهت منافسة شديدة من شركة "سلاك تكنولوجيز".
ردت "مايكروسوفت" على هذا التراجع من خلال تطوير تطبيق "تيمز" (Teams) من الصفر، وهو تطبيق للمحادثات والمكالمات الصوتية والفيديو مخصص لبيئة العمل، ونجح التطبيق بالفعل في تحقيق انتشار واسع بفضل دمجه مع حزمة برامج الشركة.
ومن المقرر أن توفر "مايكروسوفت" لمستخدمي سكايب خيار الانتقال إلى "تيمز" قبل أن يتم إغلاق الخدمة نهائياً في مايو المقبل.
"سكايب" رحلة صعود وهبوط
قال جيف تيبر، رئيس قسم الاتصالات وأدوات التعاون في "مايكروسوفت": "عملت في الشركة لأكثر من 30 عاماً، وهناك العديد من البرمجيات التي كانت ذات قيمة هائلة في عصرها، ثم جاء العصر التالي واعتمدت عليها كأساس له".
وفي عام 2016، أعلنت "مايكروسوفت" أن عدد مستخدمي "سكايب" الشهري تجاوز 300 مليون مستخدم، لكن هذا العدد تراجع بشكل حاد ليصل إلى 36 مليون مستخدم يومياً بحلول 2023. بالمقارنة، ارتفع عدد مستخدمي "تيمز" إلى 320 مليون مستخدم شهرياً.
تأسس "سكايب" عام 2003 على يد مجموعة من رواد الأعمال في شمال أوروبا، وامتلكته لاحقاً شركة "إي باي" (eBay). قبل أن يشتريه تحالف استثماري بقيادة شركات خاصة.
في ذلك الوقت، قرر الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" آنذاك، ستيف بالمر، أن يراهن بقوة على سوق المكالمات عبر الإنترنت، فاستحوذ على سكايب في مايو 2011 مقابل 8.5 مليار دولار، وهو مبلغ يمثل 40% أكثر من التقييم الداخلي للشركة. ليصبح الاستحواذ الأكبر لـ"مايكروسوفت" حينها، وكان يُنظر إلى "سكايب" في ذلك الوقت باعتباره جزءاً محورياً من استراتيجيتة "مايكروسوفت" لعصر الهواتف المحمولة.
لكن الأمور لم تسر كما خطط لها بالمر، إذ تفوقت تطبيقات ناشئة مثل "تيليغرام"، و"سناب تشات"، و"وي تشات"، و"واتساب" في تقديم مزايا لم يتمكن "سكايب" من مجاراتها. كما أن انحياز "مايكروسوفت" إلى سوق البرمجيات المؤسسية أدى إلى دمج "سكايب" داخل مجموعة "أوفيس"، ما جعله يتحول إلى أداة موجهة لقطاع الأعمال وحسب بدلاً من التركيز على المستخدمين الأفراد.
بحلول الوقت الذي ظهر فيه تطبيق "سلاك"، كان مستخدمو "سكايب" يشتكون من مشكلات متزايدة، مثل المكالمات الفائتة، والأعطال المفاجئة، وصعوبة المزامنة بين الأجهزة المختلفة. ورغم محاولات "مايكروسوفت" لتحسين موثوقية الخدمة، إلا أن التحديثات المتكررة وإعادة التصميم غير المحببة أدت إلى نفور الكثير من المستخدمين، ومن ضمنها محاولة فاشلة لتعديل "سكايب" على نمط "سناب شات".
"تيمز" الابن المدلل الجديد لـ"مايكروسوفت"
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية "مايكروسوفت" للتركيز على تطوير ميزات جديدة في "تيمز"، خاصة أدوات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لتصريحات جيف تيبر. وتسعى الشركة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، مع تقليل الإنفاق على المشاريع التي لا تتماشى مع هذه الرؤية. كما أكد تيبر أنه لن يتم تسريح أي موظفين ممن كانوا يعملون على سكايب، بل سيتم نقلهم إلى مشاريع أخرى داخل الشركة.
في وقت من الأوقات، كان "سكايب" يمثل منصة رائدة لتجارب الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت"، حيث استُخدم لإطلاق أول عرض للترجمة الفورية في الوقت الفعلي. ودفع الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا الفريق البحثي حينها لإطلاق هذه التقنية بسرعة، واصفاً إياها بأنها "سحرية" خلال عرض تقديمي عام 2014.
واختتم تيبر حديثه قائلاً: "تطبيق (تيمز) ناجح بشدة، وهذه خطوة لتعزيز مكانته. أردنا الإبقاء على (سكايب) حتى نتأكد تماماً من أن إصدار (تيمز) المخصص للأفراد أصبح جاهزاً بالكامل. إنه المنتج الأكثر نجاحاً في المجال الآن وبفارق كبير".