هل كانت هزيمة امريكا فى العراق ممكنه كنت اتعجب من الرئيس العراقى صدام حسين وهو يجتمع بقادته العسكريين قبل ايام من العدوان الاخير وكان الرجل يبدو فى اجتماعاته واثقا جدا من نفسه ومن قدرة العراق على مقارعة الامريكان وكان الرجل يتعمد ان يطلق ضحكاته بين الفينة والاخرى فمن الناحية العسكرية وموازين القوى ليس هناك اى مجال للمقارنه بين القوتين فالجيش العراقى الذى كان يمتلك اكثر من مليون جندى تحت السلاح واكثر من 75 فرقه عسكريه اوائل التسعينات من القرن الماضى هذا الجيش فرض عليه معركه غير متكافئه مع قوات اكثر من ثلاثين دوله بعد اجتياحه الكويت وبعد نحو 40 يوما من القصف الجوى الاشد فى تاريخ الحروب قال شوارسكوف قائد قوات التحالف فى تلك الحرب ان الجيش العراقى عمليا قد تم تدميره ودخلت قوات التخالف جنوب العراق وتوغلت حتى الناصريه ولكن بوش الاب امر فجاه بوقف العمليات ولم يستمع الى صقور الجيش الامريكى بالتقدم تجاه بغداد وكانت هناك اسباب عديده لقرار بوش الاب عدم تطوير الهجوم الى بغداد منها انه لم يكن هناك تاكيد قاطع ان الجيش العراقى تم تدميره بالكامل كما ان بوش الاب لم يشا التوغل والتورط بحرب مدن قد تطيح بالنصر الذى حققه بتحرير الكويت كما ان التعتيم الكامل الذى فرض على المعارك التى خاضتها فرق الحرس الجمهورى العراقى جنوب العراق ضد الفرق الامريكيه المتقدمه اثار تكهنات كثيره حول خسائر القوات الامريكيه وحول امكانية وجود فرق عراقيه اخرى جاهزه لملاقاة الفرق الامريكيه جنوب العراق ولكن فى العدوان الاخير كان الهدف واضح 00000 دخول بغداد ولذلك كانت الخطة العراقيه هى تفادى صدام تقليدى بين الفرق المدرعه العراقيه والقوات الجوبريه الامريكيه التى تمتلك قدرات هائله تتيح لها حسم المعارك التقليديه بسهوله ولذلك كان البديل هو حرب المدن وجر القوات الامريكيه الى مستنقع بشرى مسلح لاحداث اكبر خسائر ممكنه بها ولكن كانت المشكله للعراقيين بلغة العسكريين هى معرفة اتجاه المجهود الرئيسى للقوات الامريكيه هل ستتقدم من الجنوب للشمال ام ستتقدم من الغرب الى الشرق كما فعلت فى حرب 91 ويبدو ان القاده العراقيين رجحوا الفرضيه الثانيه بعد دخول قوات امريكيه الى الاردن وبعد رصد طلعات طائرت مروحيه تجوب غرب العراق اذا اتخذ العراقيون القرار بتامين بغداد من الاتجاه الغربى وهو الاتجاه الذى يضم مدن الرمادى والفلوجه وحديثه والقائم وابو غريب وهو الاتجاه الذى يؤدى ايضا الى مطار بغداد الدولى كما انها المنطقه التى تضم اغلبيه سنيه التى تمثل عماد الجيش العراقى والحرس الجمهورى والحرس الجمهورى الخاص ويحظى فيها صدام حسين بولاء قبلى وعشائى ايضا اذا فالامر بالنسبه للعراقيين لم يكن ما اذا كانت القوات الامريكيه ستجتاح العراق ام لا فهذا امر لا مفر منه ولكن كان التخطيط هو الثمن الذى ستدفعه تلك القوات داخل المدن العراقيه خاصة فى غرب العراق وبالفعل دخلت القوات الامريكيه بغداد وظن الجميع ان المعارك انتهت وظهر جورج بوش على حاملة طائرات امريكيه فى الخليج ليعلن)انتهاء المعارك)وانتصار قواته ولكن كان للعراقيين راى اخر بدات المقاومه واشتعلت خاصة فى مدن الغرب العراقى وبدا معها صدام حسين فى بث خطاباته من مخباه متوعدا بهزيمة امريكا وزاد عدد العمليات ضد الجيش الامريكى ولم يفلح نجاح الجيش الامريكى فى اعتقال صدام حسين فى وقفها بل ازدادت شراسه مع دخول مجموعات اسلاميه كانت لاتحبذ نسب عملياتها الى صدام حسين وبعد اعتقاله اصبحت تلك المجموعات هى العماد الرئيسى للمقاومه العراقيه وكان صيف 2004 هو الاشد سوادا على القوات الامريكيه فى العراق فاشتعال المعارك والعمليات غرب العراق رافقها اشتعال الجنوب الشيعى بقيادة مقتدى الصدر ولاول مره يظهر القادة الامريكيين وهم ينشرون الخرائط العسكريه امام الصحفيين ويعلن الجنرال (مارك كيمت(ان طريق يغداد ابو غريب وطريق ابو غريب المطار لم يعد خطا احمر بل اصبح خطا اسود للجيش الامريكى واطلق عليه طريق الموت للجيش الامريكى فالقوات الامريكيه فى قواعدها تتعرض يوميا لقصف صاروخى واذا خرجت تلك القوات من هذه القواعد يكون بانتطارها كمائن مسلحه وعبوات ناسفه(يستخدم العراقيون قذائف المدفعيه الثقيله كعبوات ناسفه)مما يجعل تلك العبوات اشد تاثيرا بالاليات والمدرعات الامريكيه ويضطر الجيش الامريكى الى التخلى عن الطرق البريه ويستخدم المروحيات فى نقل المؤن لقواته فى قواعدها وكانت معركة الفالوجه الاولى هى التى جعلت الجيش الامريكى يجزم بان تلك العمليات كان مخططا لها قبل الحرب ولم تكن عفويه فقد صرح احد قادة الجيش الامريكى بان الفالوجه كان بها كميات من الاسلحه تكفى لتسليح العراق كله اذا المعارك بالنسبه للعراقيين لم تبدا الا بعد دخول بغداد ولنا ان نتخيل لو ان مراجع الشيعه فى الجنوب اشعلوا المقاومه فى مدن الجنوب وتحالفوا مع الصدر مع تزامن المقاومه حول بغداد ماذا كان سيكون عليه مصير الجيش الامريكى باتاكيد كان الامر سيكون مخيف للجيش لامريكى اذا عرفنا الان سبب ثقة صدام حسين فالرجل اعد العدة لقتال طويل ووزع الاسلحه الثقيله والمتوسطه على العراقيين ولكن الخذلان الشيعى اضاع على العراق وربما الامه كلها فرصه نادره لمواجهة الجيش الامريكى واذاقته مرارة الهزيمه المحققه نعم لم تكن هزيمة امريكا فى العراق مستحيله الا فى مخيلة المرتجفين من الدعايه الامريكيه حول القوه الاسطوريه لقواتها فحرب المدن والشوارع تستعصى على الاباتشى والشبح وكروز ولا يربحها الا المدافعون فكل تجارب الحروب تدل على ذلك والان الاتحسون بالمراره من التخاذل الشيعى مع المحتلين الا تشعرون مثلى بانهم اضاعوا فرصة العمر لاعادة الامل لهذه الامه من جديد ولكن ربما يكون هناك حكمه من ذلك يعلمها الله.
منقوول
منقوول