معركة كورسك وأهدافها الظاهرة والخفية في ظل القبضة الروسية القوية

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,060
التفاعل
4,159 20 0
معركة كورسك وأهدافها الظاهرة والخفية في ظل القبضة الروسية القوية



كورسك الإقليم الروسي الذي كانت معركته الأمل النازي الألماني لعودة الهيمنة والمبادرة لجيش هتلر، بعد إخفاقات متتالية لذلك الجيش أمام الجيش الأحمر السوفيتي الذي بدء يتحول شيئا فشيئا للوضع الهجومي، فكانت معركة كورسك بداية نهاية القوى النازية في الحرب العالمية، فهل التاريخ يعيد نفسه من جديد؟!

الحقيقة ورغم تغيير موقف الداعم لروسيا من دعم روسيا في معركة كورسك في الحرب العالمية الثانية، إلى دعم أوكرانيا، فقد تكون نتائج المعركة لصالح روسيا، لا أقول ذلك تحيزا لروسيا، ولكن لأن الروس في هذه المعركة أخذوا الموقف الدفاعي الذي اشتهروا به، لأن كورسك أرض روسية.

وكما كان الداعم له دور مفصلي وأعني بريطانيا في معركة كورسك بالحرب العالمية الثانية بفك تشفير إنيجما الذي كشف كافة المخططات والأوامر النازية التكتيكية، فإن له دور مفصلي في النجاح الاختراقي الأوكراني في الأراضي الروسية!

وسوف نوضح ذلك إن شاء الله عندما نتكلم عن أهداف هذه العملية.

أهداف معركة كورسك:

هناك أهداف ظاهرية وباطنية لهذه العملية، فتعالوا نتناول هذه الأهداف:

الهدف الأول: وهو سياسي متمثل بإحراج روسيا ودفعها للتفاوض كورقة ضغط لتسريع التفاوض مع الروس بطريقة إيجابية.

الهدف الثاني: هو جر الجدار المنيع والقبضة الروسية حول الأقاليم الأوكرانية إلى كورسك مع غياب وجود دفاعات قوية ومناسبة وجدية.

الهدف الثالث: وهو يعتبر خفي، وهو تجربة التكتيك البريطاني الأمريكي الميداني الجديد! والذي يعتبر رسالة مبطنة عن مغبات التصعيد الروسي الموصل لحرب مباشرة مع قوات الناتو.

في هذه المعركة على ما يبدو أن الروس كانوا على دراية بالتجمعات المتفرقة الأوكرانية! لكنهم على ما يبدو لم يتوقعوا أن تتجرأ أوكرانيا على إخراق الحدود والولوج بالأراض الروسية، لأن الغرب لن يغامر بمثل هذا التصعيد القتالي، ولأن الروس على ما يبدو لم يكنوا يستوعبوا أن هيبتهم سقطت على أسوار كييف! في بداية هذه الحرب.

ويبدو أنهم عهدوا لحرس الحدود أن لا يشتبكوا مع القوات المهاجمة المشتركة من النخبة المتعددة الجنسيات العالية الحرفية والتجهيز القتالي، والاكتفاء بأن يكونوا قوات انذار متقدم تستثير قوات روسية متأخرة أكثر حرفية، فماذا حدث؟

قبل أن نخوض بالتفاصيل هذا الهجوم علينا أن نعرف أن هذا الهجوم لم يبدأ انتحاري وإنما منظم جداً وقوي!

فهجوم كورسك بدء على ما يبدو بعملية شبه تسللية نفذها نحو 300 عنصر كوماندوس من قوات متعددة الجنسيات لأكثرها جورجية وبولندية إضافة للنخبة الأوكرانية، بقيادة ميدانية أنجلو أمريكية، والذي جريء هذه القوة المنتخبة على تنفيذ هذا الهجوم أن قوات الدفاع الروسية كانت محصورة بالخط الأول بقوات حرس الحدود الروسية، المنخفضة التدريب والخفيفة التسليح مقارنة مع القوات المهاجمة الأوكرانية!

يضاف لذلك وفق الادعاءات الغربية أنه تم التشويش على اتصالات حرس الحدود الذي شل قدرتها القتالية والتحذيرية، وأيضاً كثافة استخدام الدرونات المروحية الفردية FPV الخاصة بالمراقبة والاستطلاع والكشف مع الوسائل الفضائية الغربية، والدرونات المجهزة بالأعمال القتالية! وما تبع ذلك من عملية اختراق مدرع رفع عدد المهاجمين إلى عشرة أضعاف، وهو ما أدى إلى انهيار دفاعات حرس الحدود ومكن المهاجمين من السيطرة على 28 بلدة مساحة 45 كم مربع، واستمر تدفق القوات المهاجمة حتى بلغ مساحة 1250 كم مربع! حيث بلغ عدد المهاجمين نحو 12000 محارب أي ثلاثة ألوية قتالية من أصل 14 لواء من الاحتياطيات الأوكرانية المعدة للهجوم المضاد الجديد، ويتم احتوائها اليوم أو تجميد هذا الهجوم بعدد مضاعف من قوات أخمت الشيشانية ومشاة البحرية الروسية والنخبة المظلية الروسية.

والنقطة المفصلية الخفية بهذه المعركة بتقديري هي أن هذه القوات المهاجمة لم تعتمد على التماس المباشر القتالي وإنما بإدارة نيران المدفعية الصاروخية، والتي في مقدمتها راجمة هيمارس الأمريكية وراجمة ميلرس البريطانية المضاعفة القدرة النارية الموجهة للقذاف العالية الدقة المعروفة ببندقية القناص (جملرس) حتى مدى 80 كم بسرعة فوق صوتية مع قوة نارية تأثيرية كبيرة، مما دفع الروس مع فشل هجومهم المضاد إلى التحول إلى نيران القوة الجوية التي ضربت عناصر الهجوم الأوكراني ودفعهم إلى إعادة الانتشار بطريقة انتشار النمل، إلا أن القوة الجوية الروسية بضرباتها المتتابعة التكتيكي، أوقفت التقدم الأوكراني لأنها ضربت الدعم المدفعي والدفاع الجوي الحامي لهذا الدعم، وضرب مراكز الدعم اللوجستي ومراكز القيادة والسيطرة بمجموعة متنوعة من القنابل الانزلاقية.

والحقيقة أن الأوكران بمساعد أنجلو أمريكية نجحوا ببداية هذه المعركة بخلق صدمة للروس بالمقاييس العسكرية، إلا أن روسيا لم تسحب أي قوات من قواتها داخل أوكرانية، لأن سحب هذه القوات قد يحدث ضعف القبضة الروسية في أوكرانية، إنما استعانت بقوتها الحيوية الجوية والمجوقلة المظلية المتاحة بالأراضي الروسية وكذلك القوات الخاصة الشيشانية ومن ثم القوات الخاصة الكورية الشمالية، وقامت باستثمار هذه المعركة للاستنزاف قوات النخبة المهاجمة الأوكرانية مما سرع تقدمها داخل الأراضي الأوكرانية.
 
عودة
أعلى