ملخص - متوسع - لتطورات أزمة قناة السويس حتى بدأ العدوان الأنجلوفرنسى -1

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
ملخص "متوسع" لتطورات أزمة قناة السويس حتى بدأ العدوان الأنجلوفرنسى على
بورسعيد 1956 ....!!!!

سأبدأ سلسلة من الأشتراكات ، أنسخها من كتابى "الوجه الآخر للميداية" لتدوين أسرار المقاومة السرية المسلحة ، ضد القوات الأنجلوفرنسية فى بورسعيد سنة 1956 ، التى كان لى شرف قيادة مجموعاتها المقاتلة ، تحت قيادة المخابرات العامة المصرية وإشراف رئاسة الجمهورية ....
وسأوالى نشر وثائق "سرية" تنشر لأول مرة ، حتى نؤرخ ، هذه الأيام الخالدة

د. يحى الشاعر
".............

ملخص لتطورات أزمة قناة السويس والعدوان الأنجلوفرنسى على بورسعيد 1956
مرت القناة مع عجلة الزمن فى أطوار مختلفة كان للدول الأخرى الدور الكبيرفى خلقها والسيطرة عليها ، ولم يصب مصر سوى الغرم وتحمل الإيذاءات والشرور ، فلقد كانت القناة مصدر رفاهية وغنى للعالم أجمع ما عدا مصر

نظرة للخلف فى منطقة القناة

ساعد على تفاقم أزمة النظام السياسى فى مصر ، عجزه عن التعامل مع بريطانيا لتعديل معاهدة 1936 ، وكانت بريطانيا قد قررت منذ نهاية عام 1948 ـ وقد اشتدت حدة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى ـ عدم التخلى عن مراكزها فى الشرق الأوسط ، وقواعدها الجوية فيه وبخاصة بعد انسحابها من فلسطين ولكن مصر لم تكن على استعداد لقبول بقاء قاعدة السويس فى اطار التحالف مع بريطانيا

الكواليس التاريخية للعدوان الثلاثى:

ولا بد من تحليل الحوادث التى جرت فى المنطقة على مدى عام 1954 ومحاولات سحب مصر وجرها للإنضمام إلى الأحلاف التى كانت تراعى فى النهاية هدفا واحدا وهو حماية المصالح الإقتصادية البترولية والاستراتيجية العسكرية لتحويط الإتحاد السوفيتى ودول التحالف الشرقى بإطار كامل من القواعد العسكرية فى الدول المجاورة محافظة على مصادر البترول التى كانت تكتشف باستمرار ولاعتماد الدول الغربية وأوربا على مصادر وطرق نقل البترول التى يشاء القدر أن تقع كلها فى المنطقة العربية، وكان المظهر هو منع تقدم الشيوعية، أما الواقع فكان تأمين المصالح المالية الإستعمارية والاحتكار على مصادر الطاقة وآبار البترول فى المنطقةوتؤدى مراقبة تطور الحوادث السياسية والعسكرية فى هذه المنطقة خلال عام 1955 والاستفزازات التى كان الجيش المصرى والقيادة الشابة الجديدة يواجهانها بشكل دائم، وخاصة بعد أن قامت مصر بتأييد الحركة التحريرية الجزائرية بشكل قوى، الى التنبؤ بأن المنطقة سوف تشهد قريبا أو بعيدا دورة عسكرية حتمية، تؤدى فى النهاية إلى هز الأوضاع لمصلحة إنجلترا وفرنسا وأيضا أمريكا، - التى كانت تحاول أن تملأ الفضاء فى المنطقة بعد توقيع اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن قواعد منطقة القناة- ويزيد فى هذا التوقع أن قيادة الثورة لم تخضع رغم محاولات الضغط الغربى المستمر أو محاولات الإغراء والتفرقة أو محاولات هز الحكم الثورى المعروفة بأحداث مارس 1954 فى مصر, زيادة على موضوع
استقلال السودان

فرنسا يؤرقها مساعدة مصر للثوار فى الجزائر

بعد أن أعلنت ساعة الصفر لثورى الجزائر فى أول نوفمبر 1954 من إذاعة صوت العرب فى القاهرة " ...التى كانت تبث فى البداية من جهاز اذاعة محطة سرية لغرض بث واذاعة برامج لتدعيم الثورة الجزائرية وبدء القلق والغضب يؤرق فرنسا لمساعدة مصر للثوار فى الجزائر اذ لم تكتفى تلك المساعدة على الدعم المعنوى فقط، بل شمل التدعيم المالى وتعداها الى التدعيم بالأسلحة والتدريبالعسكرى فى معسكرات مصر وكلياتها الحربية بالأضافة الى استضافة وتأمين وضمان اللجوء السياسى لثوار المقاومة الجزائرية وكانت فرنسا تتصور أنها تستطيع أن تخمد ثورة الجزائر بضرب مصر على أساس أنها كانت تقدم للجزائر المدد والعون

المؤامرات لإدخال الشقاق بين القيادة ومجموعات الجيش

ولقد وصلت المحاولات والمؤامرات إلى حد محاولة إدخال الشاق بين القيادة المسئولة ومجموعات الجيش، واستغلال وضعية اللواء محمد نجيب و مجلس قيادة الثورة بل ووصلت حتى إلى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر وتدل الحوادث والمشاغبات الاسرائيلية التالية على الحدود المصرية، والتى أدت فى النهاية إلى تطرف الموقف وتطوره إلى أن فكرة قيام معركة كبيرة وحرب القناة لم تكن بعيدة عن رؤوس السياسيين الغربيين ومناسبتها لاتجاه سياستهم الغربية ممثلة فى إنجلترا، فرنسا والولايات المتحدة
ومن المهم معرفة حقيقة هذه الأزمة والظروف التي لابستها والعناصر التي اشتركت فيها. فبعض الآراء تحاول إبراز أن هذه الأزمة كانت صراعا بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر على السلطة. وهذا في رأيه غير صحيح بالمرة. وإنما هي في حقيقتها صراع بين القديم والجديد وصراع بين الثورة والثورة المضادة في هذه المرحلة بالذات كانت ثورة يوليو 1952 تناضل في ثلاث جبهات في وقت واحد

• أولا: النضال ضد الوجود الاستعماري في منطقة القناة وكانت المعركة بين الفدائيين والقوات البريطانية قد وصلت إلى ذروتها منذ أوائل عام 1954
تدعيما لموقف المفاوض المصري في مباحثات الجلاء
• ثانيا: المعركة ضد الإقطاع وقواه المترسبة في الريف على إثر صدور قوانين الإصلاح الزراعي في سبتمبر 1952
• ثالثا: ظهور قوى الثورة المضادة التي بدأت تستعيد بعض قواها بعد الضربات التي لحقت بها من خلال التصفية الجارية لقوى الاستعمار والإقطاع والأحزاب الرجعية ومحاولاتها الالتفاف حول بعض عناصر الثورة لاحتوائها وكانت العناصر التي تشكل الأزمة ثلاثة
1. مجلس قيادة الثورة برئاسته الحقيقية المتمثلة في جمال عبد الناصر والذي يتولى تحقيق مبادئ الثورة الستة بمفهوم ثوري وتقدمي
2. اللواء أ ح محمد نجيب الذي كان يمثل دوراً ثانوياً في الثورة ولكنه في نفس الوقت كان رئيسًا للجمهورية ورئيسًا لمجلس الوزراء
3. القوى السياسية التي كانت قائمة قبل يوليو 1952 والتي اعتقدت أن المجالأصبح مفتوحًا أمامها لاستلام السلطة بعد طرد الملك والغاء النظام الملكي في يونيو عام 1952، وأن الثورة مجرد انقلاب هدفه تغيير الوجوه الحاكمة دون إحداث أي تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية في المجتمع

الغارات الاسرائيلية على الحدود المصرية

خلال عامى 1953 وعام 1954 اتجهت وزارة الدفاع الاسرائيلية نحو خلق جو من التوتر الشديد على طول الحدود ، فعلى الحدود المصرية ، أحكمت اسرائيل قبضتها على " العوجة " نقطة الوثوب الاستراتيجية إلى سيناء ، وفى صيف 1954 عملت على افساد علاقات مصر ببريطانيا وأمريكا بتنظيم أعمال العنف والتخريب لممتلكاتهما لإظهار ضعف حكومة مصر ، وفى نهاية سبتمبر 1954 بعثت بالسفينة الاسرائيلية " بيت جاليم " تحت العلم الإسرائيلي لعبور قناة السويس ولكن مصر استطاعت أن تفوت على اسرائيل تحديها لقرارها بمنع السفن والبضائع الاسرائيلية من المرور فى القناة


د. يحي الشاعر



(*) يمكن الرجوع الى الصفحة التالية ، للحصول على بعض المعلومات الفنية عن السد العالى وتطورات بنائه


المعلومات أعلاه ، ملخص مقتطف من كتاب " الـوجه الآخـر للميدالية ، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد" بقلم يحي الشاعر

الطبعة الثانية 2006

طبع فى مطابع دار الأخبار - 6 أكتوبر القاهرة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى Isbn 977 – 08 – 1245 - 5
حقوق الطبع والنشر © جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
 
يرفع بمناسبة بداية حرب ومؤامرة العدوان الثلاثي يوم 29 أكتوبر 1956



د. يحي الشاعر
 
عودة
أعلى