مع وصول الإسلامين لسدة الحكم في دمشق برز تساؤل واضح هل ستقبل بهم الدول كحكومة امر واقع؟
وشيئا فشيئا بدأنا نرى توافد الوفود الرسمية على العاصمة دمشق بمختلف مستوياتها الدبلوماسية والتي كانت في عديد منها على مستوى وزراء الخارجية، فيما يمثل سابقة جديدة لم نعهدها من المجتمع الدولي مع الإسلامين الذين يصلون للسلطة عن طريق السلاح، ففي العادة تكون هناك العزلة السياسية والدبلوماسية ويصاحبها العقوبات الاقتصادية كما حدث لطالبان عندما وصلت لسدة الحكم عام 1996،حيث لم تعترف بها سوى 4 دول!
لكن يبدو أن العالم اليوم بات اكثر تقبلا للاسلام الجهادي اذا التزم بأرضه ولم تكن عنده توجهات لتصدير الجهاد والمجاهدين للدول المحيطة، ففي خطوة جريئة اعادت السعودية فتح سفارتها في أفغانستان او الإمارة الإسلامية في أفغانستان كما يسميها الحكام الجدد لكابول، جاءت الخطوة السعودية بعد وصول الإسلامين لسدة الحكم في دمشق، والتي يبدو أن الرياض تدعم هذه الحكومة الجديدة ولا تتحفظ على العلاقات معها كمصر مثلا التي اكتفت حتى الان بمكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري و نظيره السوري، الرياض ارسلت الوفود الدبلوماسية إلى دمشق ثم وصلت وفود دمشق الدبلوماسية للرياض في موقف يبدو متقدما امام الموقف المصري الذي يبدو انه ما يزال متوجسا ومتحفظا على هذه الوجوه الجديدة التي اعتلت سدة الحكم في دمشق، وفي خضم هذا التبدل الاستراتيجي في المنطقة نرى السعودية تعيد فتح سفارتها في كابول بعد 3 سنوات من وصول طالبان للحكم، قد يبدو ان المشهدين منفصلان وكل دولة لها وضعها وحسبتها السياسية، لكن من وجهة نظر بعض المحللين يبدو ان هناك ترابطا لهذين المشهدين وأن فتح السفارة الآن في كابول لم يأتِ اعتباطا، في مشهد يبدو أنه انفتاح سياسي وبداية تطبيع مشروط من دول العالم مع الإسلام الجهادي، وتدعم هذه النظرية ما نشرته بعض وسائل الاعلام من أن
طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة
مثل هذه التصريحات من طالبان لا بد ان يكون لها مقدمات من مباحثات بعيدة عن الاعلام تحدث مع اطراف وسيطة وربما محادثات مباشرة بين الطرفين، ثم تبرز للعلن بمثل هذه التصريحات من المسؤولين الدبلوماسيين، هل للسعودية دور في تقريب وجهات النظر بين طالبان واميركا؟
قد يكون هذا صحيحا لأن هذه التصريحات من طالبان جاءت بعد اقل من شهر على فتح السفارة السعودية في كابول، ولا بد لخطوة فتح السفارة أن تكون قد مرت على واشنطن وأعطيت الضوء الأخضر أو على أقل تقدير لم تمانع واشنطن او تتحفظ على هذه الخطوة، وإذا ما ربطنا هذه الاحداث من دمشق الى كابول يبدو أننا أمام تحول استراتيجي في كيفية تعاطي الدول سياسيا مع سلطات الإسلام الجهادي، ويبدو أن السعودية هي من تقود قطار تطبيع الدول التي كانت تعادي الاسلام الجهادي او تتحفظ على التعاطي معه.
لماذا هذا الانفتاح على الإسلام الجهادي؟
من وجهة نظر بعض المحللين، أن أميركا -وهي زعيمة المعاديين لهذا الفكر- رأت أن وصول طالبان للحكم في افغانستان قد أرسى الامان في هذه الدولة للتي لم تعرف الأمان منذ عقود، والتزمت طالبان بمنع تصدير الجهاد من اراضيها لدول الجوار او دول ما وراء البحار، وبتقييم هذه التجربة بدأت أميركا اعادة النطر بالتعاطي مع الاسلام الجهادي الذي يلتزم بحدود دولته ولا يتعداها، فهذا الفكر قادر على بسط السيطرة ونشر الامن في الدول التي يسيطر عليها ويلتزم بوعوده من منع تصدير الجهاد والمجاهدين للدول الأخرى، وهذا يتوافق مع رؤية اميركا الاستراتيجية التي تريد ان تصب كامل تركيزها على الصين ودول شرق اسيا وبحر الصين الجنوبي، فهناك ستكون ام المعارك للامبراطورية الامريكية التي ستحدد وجه العالم الجديد لعقود قادمة، لذلك لا تريد أميركا أن تظل عالقة في حرب مع الاسلام الجهادي وتريد ان تنتهي من صداع تلك الدول وحروبها التي لا تنتهي مع هذا الفكر، فهي الان اقرب لاعطاء فرصة لهم طالما انهم قادرون على بسط حكمهم في دولهم وإنهاء الحروب الأهلية وحمامات الدم هناك، لكن هذا الانفتاح لم يأت الا بعد تحول وتطور كبير في فكر الإسلام الجهادي و تعاطيه السياسي و تقبله للاخر، فمن كان يظن يوما أن تحمي طالبان مزار تمثال بوذا الذي فجرته قبل عقدين!
ومن كان يظن أن أحمد الشرع أبو محمد الجولاني الذي كان يعتنق فكر القاعدة ان يقول أنه لن يفرض الحجاب على نساء سوريا بعد ان وصل للحكم!
هذه المؤشرات تدل على تغيير عميق في فكر الاسلاميين الجهاديين وأنهم باتوا يتعلمون من تحاربهم السياسية و يتطورون ويصبحون اكثر براغماتية، هذا بالطبع مع وجود أهم تغيير وهو التزامهم بحدود دولهم وعدم التعدي على دول الجوار ودول غير الجوار، ويبدو مع هذه الانفتاحات والاختراقات السياسية والفكرية أننا بصدد انفتاح دبلوماسي سياسي مع حكومات الاسلام الجهادي!
وشيئا فشيئا بدأنا نرى توافد الوفود الرسمية على العاصمة دمشق بمختلف مستوياتها الدبلوماسية والتي كانت في عديد منها على مستوى وزراء الخارجية، فيما يمثل سابقة جديدة لم نعهدها من المجتمع الدولي مع الإسلامين الذين يصلون للسلطة عن طريق السلاح، ففي العادة تكون هناك العزلة السياسية والدبلوماسية ويصاحبها العقوبات الاقتصادية كما حدث لطالبان عندما وصلت لسدة الحكم عام 1996،حيث لم تعترف بها سوى 4 دول!
لكن يبدو أن العالم اليوم بات اكثر تقبلا للاسلام الجهادي اذا التزم بأرضه ولم تكن عنده توجهات لتصدير الجهاد والمجاهدين للدول المحيطة، ففي خطوة جريئة اعادت السعودية فتح سفارتها في أفغانستان او الإمارة الإسلامية في أفغانستان كما يسميها الحكام الجدد لكابول، جاءت الخطوة السعودية بعد وصول الإسلامين لسدة الحكم في دمشق، والتي يبدو أن الرياض تدعم هذه الحكومة الجديدة ولا تتحفظ على العلاقات معها كمصر مثلا التي اكتفت حتى الان بمكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري و نظيره السوري، الرياض ارسلت الوفود الدبلوماسية إلى دمشق ثم وصلت وفود دمشق الدبلوماسية للرياض في موقف يبدو متقدما امام الموقف المصري الذي يبدو انه ما يزال متوجسا ومتحفظا على هذه الوجوه الجديدة التي اعتلت سدة الحكم في دمشق، وفي خضم هذا التبدل الاستراتيجي في المنطقة نرى السعودية تعيد فتح سفارتها في كابول بعد 3 سنوات من وصول طالبان للحكم، قد يبدو ان المشهدين منفصلان وكل دولة لها وضعها وحسبتها السياسية، لكن من وجهة نظر بعض المحللين يبدو ان هناك ترابطا لهذين المشهدين وأن فتح السفارة الآن في كابول لم يأتِ اعتباطا، في مشهد يبدو أنه انفتاح سياسي وبداية تطبيع مشروط من دول العالم مع الإسلام الجهادي، وتدعم هذه النظرية ما نشرته بعض وسائل الاعلام من أن
طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة
مثل هذه التصريحات من طالبان لا بد ان يكون لها مقدمات من مباحثات بعيدة عن الاعلام تحدث مع اطراف وسيطة وربما محادثات مباشرة بين الطرفين، ثم تبرز للعلن بمثل هذه التصريحات من المسؤولين الدبلوماسيين، هل للسعودية دور في تقريب وجهات النظر بين طالبان واميركا؟
قد يكون هذا صحيحا لأن هذه التصريحات من طالبان جاءت بعد اقل من شهر على فتح السفارة السعودية في كابول، ولا بد لخطوة فتح السفارة أن تكون قد مرت على واشنطن وأعطيت الضوء الأخضر أو على أقل تقدير لم تمانع واشنطن او تتحفظ على هذه الخطوة، وإذا ما ربطنا هذه الاحداث من دمشق الى كابول يبدو أننا أمام تحول استراتيجي في كيفية تعاطي الدول سياسيا مع سلطات الإسلام الجهادي، ويبدو أن السعودية هي من تقود قطار تطبيع الدول التي كانت تعادي الاسلام الجهادي او تتحفظ على التعاطي معه.
لماذا هذا الانفتاح على الإسلام الجهادي؟
من وجهة نظر بعض المحللين، أن أميركا -وهي زعيمة المعاديين لهذا الفكر- رأت أن وصول طالبان للحكم في افغانستان قد أرسى الامان في هذه الدولة للتي لم تعرف الأمان منذ عقود، والتزمت طالبان بمنع تصدير الجهاد من اراضيها لدول الجوار او دول ما وراء البحار، وبتقييم هذه التجربة بدأت أميركا اعادة النطر بالتعاطي مع الاسلام الجهادي الذي يلتزم بحدود دولته ولا يتعداها، فهذا الفكر قادر على بسط السيطرة ونشر الامن في الدول التي يسيطر عليها ويلتزم بوعوده من منع تصدير الجهاد والمجاهدين للدول الأخرى، وهذا يتوافق مع رؤية اميركا الاستراتيجية التي تريد ان تصب كامل تركيزها على الصين ودول شرق اسيا وبحر الصين الجنوبي، فهناك ستكون ام المعارك للامبراطورية الامريكية التي ستحدد وجه العالم الجديد لعقود قادمة، لذلك لا تريد أميركا أن تظل عالقة في حرب مع الاسلام الجهادي وتريد ان تنتهي من صداع تلك الدول وحروبها التي لا تنتهي مع هذا الفكر، فهي الان اقرب لاعطاء فرصة لهم طالما انهم قادرون على بسط حكمهم في دولهم وإنهاء الحروب الأهلية وحمامات الدم هناك، لكن هذا الانفتاح لم يأت الا بعد تحول وتطور كبير في فكر الإسلام الجهادي و تعاطيه السياسي و تقبله للاخر، فمن كان يظن يوما أن تحمي طالبان مزار تمثال بوذا الذي فجرته قبل عقدين!
ومن كان يظن أن أحمد الشرع أبو محمد الجولاني الذي كان يعتنق فكر القاعدة ان يقول أنه لن يفرض الحجاب على نساء سوريا بعد ان وصل للحكم!
هذه المؤشرات تدل على تغيير عميق في فكر الاسلاميين الجهاديين وأنهم باتوا يتعلمون من تحاربهم السياسية و يتطورون ويصبحون اكثر براغماتية، هذا بالطبع مع وجود أهم تغيير وهو التزامهم بحدود دولهم وعدم التعدي على دول الجوار ودول غير الجوار، ويبدو مع هذه الانفتاحات والاختراقات السياسية والفكرية أننا بصدد انفتاح دبلوماسي سياسي مع حكومات الاسلام الجهادي!