تونس تسعى لتطوير قدراتها العسكرية في ظل التطورات الإقليمية والدولية

Armata

عضو
إنضم
23 مارس 2018
المشاركات
2,589
التفاعل
6,475 74 18
الدولة
Tunisia
قيس سعيد راهن على المؤسسة العسكرية بكونها أكثر المؤسسات نظاما وجاهزية.
السبت 2025/01/04
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
n55.jpg

جاهزية عالية
تونس - تولي السلطة التونسية وخصوصا بعد تثبيت مسار 25 يوليو 2021، اهتماما متزايدا بواقع المؤسسة العسكرية وتطوير قدرات الجيش، وهو ما يؤكده الرئيس قيس سعيد من مناسبة إلى أخرى في علاقة خصوصا بالتطورات الإقليمية والدولية.
ويقول متابعون للشأن التونسي، إن قيس سعيد راهن على المؤسسة العسكرية بكونها أكثر المؤسسات نظاما وجاهزية وتم الالتجاء إلى الجيش وخصوصا الهندسة العسكرية في الكثير من المناسبات للاضطلاع بمهام عجزت بعض الأطراف في إنجازها.
ويضيفون أن، تونس شأنها شأن بقية البلدان الأفريقية، تواجه تهديدات أمنية، وهو ما يستدعي تقوية ترسانتها العسكرية للمحافظة على أمنها واستقرارها، من خلال تدعيم القدرات الذاتية لجميع الجيوش والقوات الجوية.
وأكّد قيس سعيّد عزمه على “تطوير قدرات جيشنا الوطني.”
وجاء ذلك خلال لقائه، مساء الخميس بقصر قرطاج، وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي.
بلاغ لرئاسة الجمهورية التونسية، أن قيس سعيد أثنى على ”ما تقوم به القوات المسلحة العسكرية التونسية في الذود عن حمى الوطن، فضلا عن إشرافها على العديد المشاريع في أوقات قياسية ومعاضدتها لمجهودات الدولة في كافة المجالات كالانتخابات والامتحانات الوطنية والإنقاذ والصحة وغيرها.”
ومنح التعويل على المؤسسة العسكرية في تونس، نتائج سريعة وفعّالة في بناء عدد من المشاريع كان قد أذن الرئيس سعيد الإدارة العامة للهندسة العسكرية بالإشراف عليها، وآخرها مستشفى ميداني بمدينة بئر علي بن خليفة من محافظة صفاقس (شرق) البلاد.
وتقول أوساط سياسية، إن الاعتماد على الهندسة العسكرية ومن ورائها وزارة الدفاع، مكّن السلطة من بناء بعض المشاريع في وقت وجيز مع توفر عاملي الانضباط وجودة العمل المقدّم، بعيدا عن الروتين البيروقراطي وممارسات الفساد التي كانت تنخر مختلف المؤسسات وتحول دون سيرورة المشاريع واستكمال إنجازها.

باسل الترجمان: كل التطورات الإقليمية لها انعكاس مباشر على تونس
باسل الترجمان: كل التطورات الإقليمية لها انعكاس مباشر على تونس

وقال الكاتب والمحلل السياسي باسل الترجمان، إن “المؤسسة العسكرية في تونس على امتداد تاريخها تعمل على حماية الدولة من التهديدات والمخاطر الأمنية، ومنذ انتشار ظاهرة الإرهاب بعد 2011 في المنطقة، قام الجيش التونسي بجهود كبيرة في التصدي لذلك.”
وأكد في تصريح لـ”العرب”، “دائما ما يتم دعم إمكانات الجيش التونسي الذي يتمتع بتأهيل جيّد، وهنالك رغبة عسكرية في دعم قدرة الجيش على حماية الأمن الوطني في ظلّ تزايد التحديات.”
وأضاف الترجمان ” الجيش التونسي يعتبر مفخرة لأنه دائما ما يكون في خدمة الشعب، وكل التطورات الإقليمية لها انعكاس مباشر، وبالتالي تونس ليست بمعزل عن ذلك.”
وأكدت تونس في وقت سابق، عزمها على فتح مدارسها العسكرية ومراكز تكوين جيش الطيران أمام الجيوش الصديقة للتعريف بالتجربة التونسية في المجال وتبادل الخبرات مع بقية الجيوش الأفريقية.
وتحرص تونس على تحييد الجيش عن الحياة المدنية، لكنه يمتلك خبرات كبيرة في العمل المدني، سواء في مرحلة حكم قيس سعيد أو قبل الثورة، حيث كانت الدولة توكل إليه مهام مختلفة مستفيدة من سرعة أداء المؤسسة العسكرية والتزامها بالمواعيد مثل التدخل أثناء الفيضانات أو تساقط الثلوج بكثافة أو نشوب حرائق الغابات أو بناء الجسور، فضلا عن لعب دور أمني فعال مثلما حصل بعد ثورة 2011، حيث حمت المؤسسة الأرواح والممتلكات وحالت دون اتساع دائرة الفوضى.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مراد علاّلة، “هذا الموقف الرئاسي يأتي في سياق تطورات إقليمية ودولية، والرئيس سعيد راهن على الجيش في إنجاز بعض المشاريع مثل المستشفيات وكذلك المسبح الأولمبي بالمنزه.”

مراد علالة: المؤسسة العسكرية تدعم مجهود المؤسسات المدنية
مراد علالة:المؤسسة العسكرية تدعم مجهود المؤسسات المدنية

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “هذه المؤسسة لها جاهزية في دعم مجهود المؤسسات المدنية، والرئيس تحدث عن مزيد تطويرها في ظل الحديث عن مخاطر قد تبرز في الجوار والمنطقة.”
وتولي تونس اهتماما متزايدا بمجال التدريب العسكري سواء بإحداث مراكز تدريب جديدة أو تحديث المراكز الموجودة، في خطوة تهدف حسب مسؤولين إلى جعل البلاد وجهة إقليمية للتدريب في أفريقيا.
وحظيت القوات المسلحة التونسية بمكانة بارزة خلال العام الجاري، إذ استضاف اتحاد القوات الجوية الأفريقية ندوة قادة القوات الجوية الأفريقية لعام 2024 في تونس العاصمة، وقد بدأت فعاليات تلك الندوة في أواخر فبراير الماضي.
وقام قادة القوات الجوية أثناء الندوة بجولة في بعض مرافق التدريب التونسية، كالقواعد الجوية في العوينة وصفاقس وقابس. وقاموا بجولة في ميدان الرماية والتدريب في بن غيلوف أثناء زيارة قابس.
وفي مايو الماضي، أطلقت القيادة العسكرية الأميركية لقارة أفريقيا أكبر تمرين عسكري مشترك تجريه، وهو تمرين “الأسد الأفريقي”، في تونس، وشارك فيه 8 آلاف فرد من أكثر من 27 دولة، وتضمن تدريبات في كل من غانا والمغرب والسنغال وتونس.
ولا يملك الجيش في تونس دورا مؤثرا في الحياة السياسية، بل على العكس يعد أكثر المؤسسات استحواذا على ثقة التونسيين كما تبين ذلك نتائج استطلاعات الرأي، لكونه حافظ على دوره الحيادي طيلة فترة الانتقال الديمقراطي منذ عام 2011.
وخلال ما يعرف بثورات الربيع العربي في عام 2011 التزم الجيش التونسي بعقيدته المزروعة فيه منذ انبعاثه في عام 1956، وهي حماية المؤسسات وليس الأشخاص، وتمسك بانسجامه مع مبادئ ومقوّمات الدولة المدنية.
وفي جائحة كورونا استعان الرئيس سعيد بالجيش لمواجهة تفشي الوباء وإيصال الأمصال إلى مختلف مناطق البلاد بالطائرات العسكرية وشاحنات الجيش مع تدخل مباشر من الطب العسكري، وهو ما مكّن من تقليل الخسائر البشرية وتجاوز حالة الإرباك التي سيطرت على عمل الحكومة.

 
تونس لديها قوات خاصة جيدة وقوات أمنية كذلك لكن ينقصها دفاع جوي محترم وطائرات جاس جريبين رغم عدم وجود تحديد حقيقي لكن تحتاج تمويل
 
عودة
أعلى