- إنضم
- 23 مارس 2018
- المشاركات
- 2,589
- التفاعل
- الدولة
المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين ديناميكية ملحوظة في العديد من القطاعات الإستراتيجية، منها قطاع صناعة الطيران أحد مكامن قوة المملكة.
الثلاثاء 2024/12/31
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
ريادة مغربية في قطاع استراتيجي
الرباط – حقق المغرب نقلة نوعية في قطاع الطيران خلال العقدين الأخيرين، وبات أكبر مصدّر للمعدات الجوية في القارة الأفريقية، وهو ما يعزز طموحه إلى تجميع طائرة كاملة داخل حدوده، مستندا إلى قدرته الحالية على تصنيع أكثر من 40 مكونا رئيسيا للطائرات، بما في ذلك أجزاء حساسة لا تُصنع إلا في خمس دول عالمية.
وعبّرت مديرة الصناعات الجوية والسكك الحديد والطاقات المتجددة في وزارة الصناعة والتجارة عفاف السعيدي عن طموح بلادها إلى التمكن من تجميع أجزاء طائرة كاملة داخل مصانع في المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة.
ووفق ما كشفته السعيدي حقق القطاع نموّا تجاوز 3.8 في المئة خلال عام 2023، فيما بلغت قيمة صادراته 21.864 مليار درهم (الدولار = 10 دراهم) حتى أكتوبر الماضي، بزيادة سنوية بلغت 17.3 في المئة، ويوفر القطاع اليوم أكثر من 23 ألف وظيفة مع نسبة إدماج محلي تصل إلى 42 في المئة، وهو النجاح الذي تحقق بالرغم من التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم خلال الأعوام الأخيرة.
إدريس الفينة:الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة تراكمات
واستقطب المغرب شركات عالمية مثل بوينغ وأيرباص وبومباردييه، أسست مصانع ومراكز هندسية داخل البلاد، وهو ما يعكس ثقة هذه الشركات بالبيئة الاستثمارية المغربية، بينما تركز الرباط الآن على مواكبة التحولات التقنية من خلال تبني دعم التوطين الصناعي وتطوير البحث والابتكار، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتعزيز التنافسية الدولية.
وفي أكتوبر الماضي افتتحت مجموعة أسيتوري الإسبانية، المتخصصة في هياكل الطيران وتصنيع أجزاء المحركات، موقعها الجديد للإنتاج في المنطقة الصناعية “ميدبارك” بالنواصر، باستثمار فاق 30 مليون درهم، من أجل إحداث منشأة متخصصة في تصنيع شفرات المحركات.
كما افتتحت وحدة إنتاج محركات الطائرات وأجزاء مثل الأجنحة التابعة لمجموعة “سافران” في الدار البيضاء، وهو مشروع بقيمة 300 مليون دولار ويمثل نقطة تحول إستراتيجية للصناعة المحلية.
وأكد إدريس الفينة، الخبير الاقتصادي المغربي، لـ”العرب” أن “المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين ديناميكية ملحوظة في العديد من القطاعات الإستراتيجية، منها قطاع صناعة الطيران أحد مكامن قوة المغرب، والذي لم يكن له وجود فعلي قبل 2010، وبات اليوم ثاني أكبر مصدر للعملة الصعبة في البلاد، و يجذب أكثر من 140 شركة دولية تعمل في هذا القطاع، مساهما بما يقارب 2.5 مليار درهم سنويا في الناتج الداخلي الخام.”
وشدد الفينة على أن هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة تراكمات في البنية التحتية واستمرار جهود تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز تنافسية القطاع.
وتمكن المغرب من بناء قاعدة صناعية متطورة تشمل تصنيع أجزاء المحركات والمواد المركبة وتوصيلات الأسلاك، وصولاً إلى تركيب أجزاء من هياكل الطائرات. كما تلعب معاهد التكوين، مثل المعهد المتخصص في مهن معدات الطائرات ولوجستيك المطارات في النواصر، دورا محوريا في إعداد الكفاءات المحلية وفقا للمعايير الدولية، وهو ما يعزز جاذبية المغرب كوجهة استثمارية مفضلة.
وبلغت قيمة صادرات القطاع 10.7 مليار درهم خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، بنمو نسبته 18 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، فيما يواصل القطاع مساره التصاعدي مدعومًا بشراكات إستراتيجية مع شركات عالمية، مثل “سابكا المغرب” التي افتتحت مصنعًا جديدًا لتجميع هياكل الطائرات، و”غال إيروسبيس” التي تعمل على تطوير مكونات مقصورات الطائرات.
وأكدت عفاف السعيدي أن المغرب يتطلع إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في تصنيع طائرة متكاملة بحلول عام 2030، من خلال تنويع أنشطة القطاع، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تقلل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فيما يرى خبراء أن هذا النجاح يعكس قدرة المغرب على استغلال الفرص الاستثمارية واستحداث منظومات صناعية متطورة.
وبالرغم من أن صادرات القطاع مازالت تشكل نسبة صغيرة مقارنة بصناعات كبرى، مثل السيارات، يؤشّر النمو المطرد على ديناميكية واعدة تجعل المغرب مرشحًا للمزيد من التألق في صناعة الطيران، وربما الفضاء في المستقبل.
https://alarab.co.uk/المغرب-يتصدر-أفريقيا-في-صناعة-الطيران-وعينه-على-تجميع-أجزاء-طائرة-كاملة
الثلاثاء 2024/12/31
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
ريادة مغربية في قطاع استراتيجي
الرباط – حقق المغرب نقلة نوعية في قطاع الطيران خلال العقدين الأخيرين، وبات أكبر مصدّر للمعدات الجوية في القارة الأفريقية، وهو ما يعزز طموحه إلى تجميع طائرة كاملة داخل حدوده، مستندا إلى قدرته الحالية على تصنيع أكثر من 40 مكونا رئيسيا للطائرات، بما في ذلك أجزاء حساسة لا تُصنع إلا في خمس دول عالمية.
وعبّرت مديرة الصناعات الجوية والسكك الحديد والطاقات المتجددة في وزارة الصناعة والتجارة عفاف السعيدي عن طموح بلادها إلى التمكن من تجميع أجزاء طائرة كاملة داخل مصانع في المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة.
ووفق ما كشفته السعيدي حقق القطاع نموّا تجاوز 3.8 في المئة خلال عام 2023، فيما بلغت قيمة صادراته 21.864 مليار درهم (الدولار = 10 دراهم) حتى أكتوبر الماضي، بزيادة سنوية بلغت 17.3 في المئة، ويوفر القطاع اليوم أكثر من 23 ألف وظيفة مع نسبة إدماج محلي تصل إلى 42 في المئة، وهو النجاح الذي تحقق بالرغم من التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم خلال الأعوام الأخيرة.
واستقطب المغرب شركات عالمية مثل بوينغ وأيرباص وبومباردييه، أسست مصانع ومراكز هندسية داخل البلاد، وهو ما يعكس ثقة هذه الشركات بالبيئة الاستثمارية المغربية، بينما تركز الرباط الآن على مواكبة التحولات التقنية من خلال تبني دعم التوطين الصناعي وتطوير البحث والابتكار، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتعزيز التنافسية الدولية.
وفي أكتوبر الماضي افتتحت مجموعة أسيتوري الإسبانية، المتخصصة في هياكل الطيران وتصنيع أجزاء المحركات، موقعها الجديد للإنتاج في المنطقة الصناعية “ميدبارك” بالنواصر، باستثمار فاق 30 مليون درهم، من أجل إحداث منشأة متخصصة في تصنيع شفرات المحركات.
كما افتتحت وحدة إنتاج محركات الطائرات وأجزاء مثل الأجنحة التابعة لمجموعة “سافران” في الدار البيضاء، وهو مشروع بقيمة 300 مليون دولار ويمثل نقطة تحول إستراتيجية للصناعة المحلية.
وأكد إدريس الفينة، الخبير الاقتصادي المغربي، لـ”العرب” أن “المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين ديناميكية ملحوظة في العديد من القطاعات الإستراتيجية، منها قطاع صناعة الطيران أحد مكامن قوة المغرب، والذي لم يكن له وجود فعلي قبل 2010، وبات اليوم ثاني أكبر مصدر للعملة الصعبة في البلاد، و يجذب أكثر من 140 شركة دولية تعمل في هذا القطاع، مساهما بما يقارب 2.5 مليار درهم سنويا في الناتج الداخلي الخام.”
وشدد الفينة على أن هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة تراكمات في البنية التحتية واستمرار جهود تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز تنافسية القطاع.
وتمكن المغرب من بناء قاعدة صناعية متطورة تشمل تصنيع أجزاء المحركات والمواد المركبة وتوصيلات الأسلاك، وصولاً إلى تركيب أجزاء من هياكل الطائرات. كما تلعب معاهد التكوين، مثل المعهد المتخصص في مهن معدات الطائرات ولوجستيك المطارات في النواصر، دورا محوريا في إعداد الكفاءات المحلية وفقا للمعايير الدولية، وهو ما يعزز جاذبية المغرب كوجهة استثمارية مفضلة.
وبلغت قيمة صادرات القطاع 10.7 مليار درهم خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، بنمو نسبته 18 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، فيما يواصل القطاع مساره التصاعدي مدعومًا بشراكات إستراتيجية مع شركات عالمية، مثل “سابكا المغرب” التي افتتحت مصنعًا جديدًا لتجميع هياكل الطائرات، و”غال إيروسبيس” التي تعمل على تطوير مكونات مقصورات الطائرات.
وأكدت عفاف السعيدي أن المغرب يتطلع إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في تصنيع طائرة متكاملة بحلول عام 2030، من خلال تنويع أنشطة القطاع، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تقلل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فيما يرى خبراء أن هذا النجاح يعكس قدرة المغرب على استغلال الفرص الاستثمارية واستحداث منظومات صناعية متطورة.
وبالرغم من أن صادرات القطاع مازالت تشكل نسبة صغيرة مقارنة بصناعات كبرى، مثل السيارات، يؤشّر النمو المطرد على ديناميكية واعدة تجعل المغرب مرشحًا للمزيد من التألق في صناعة الطيران، وربما الفضاء في المستقبل.
https://alarab.co.uk/المغرب-يتصدر-أفريقيا-في-صناعة-الطيران-وعينه-على-تجميع-أجزاء-طائرة-كاملة
