مرشد «الحركة الإسلامية في كردستان» يدعو الحكومة العراقية لأن «تخاف على نفسها»
منذ 15 ساعةمشرق ريسان
حجم الخط
0
بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن مرشد «الحركة الإسلامية في كردستان» عرفان عبد العزيز، من إعادة افتتاح مكتب الحركة في دمشق، فيما دعا الحكومة العراقية لأن «تخاف على نفسها» مشيرا إلى أن «الأنظمة التي لا تتغير، يغيرها الشعب».
وتحدّث في مؤتمر صحافي عن التطورات السورية عقب الإطاحة بنظام الأسد، قائلاً: «الوضع في سوريا سيؤثر على دول أخرى أيضاً» لافتاً إلى إنه «عندما تحدث ثورة في بلد ما، تصاب حكومات الدول الأخرى التي لا تحظى بقبول الشعب، بالخوف والقلق».
مرشد الحركة الإسلامية في كردستان لا يرى أن حكومة العراق «مقبولة شعبياً» مضيفاً: «إنهم قبل أن تصل الثورة إلى دمشق، كانوا يقولون هنا إنهم لن يسمحوا بسقوط بغداد. هذا يبيّن أنهم غير مقبولين شعبياً ويخشون أن تصل هذه الثورة إلى العراق أيضاً، لأنهم لم يكونوا حكاماً جيدين طوال 24 عاماً».
وأوضح أن «التغييرات في سوريا ستشمل جميع دول الشرق الأوسط. ستشمل الأنظمة التي ركدت ووصلت إلى طريق مسدود».
وأكد أن «العراق يمتلك حضارة عمرها ستة آلاف عام، وليس مقبولاً أن يتم اعتقال الناس وقتلهم وسجنهم بهذه الطريقة» حاثّاً على وجوب أن «تخاف الحكومة على نفسها، لأنهم لم يعملوا بشكل جيد وهم يعرفون كيف تصرفوا، والأنظمة التي لا تتغير، يغيرها الشعب».
ورأى أن الشرق الأوسط يمرّ بـ«وضع معقدّ، وهناك ربيع إسلامي آخر قادم في سوريا، يدرك الواقع أفضل من سلطة طالبان في أفغانستان ويحمي الحريات وحقوق الأقليات بشكل جيد».
عن السلطة الجديدة الحالية في سوريا، قال: «إنهم يتعاملون مع قضية المرأة بالطريقة الجميلة التي يريدها الإسلام، ولا يريدون فرض أمور بالقوة».
ووصف سقوط نظام بشار الأسد أنه «نموذج جميل للحركات الإسلامية» مشيراً إلى أن «السلطة الجديدة في سوريا يمكنها التكيف مع النظام الدولي، وهي أكثر قبولاً عند الناس».
وفيما يتعلق بالقضية الكردية في سوريا، بين أنهم استخدموا علاقاتهم لحل هذه القضية، مستدركاً: «سعينا لحلها بشكل مناسب من خلال الدستور، لكي تنتهي المشاكل تماماً».
وأكد أن «القيادة الإسلامية في كردستان أعادت فتح مكتبها في دمشق بعد إغلاقه في عام 2011 بسبب الأوضاع الأمنية».
وتابع: «كان لدينا مكتب في دمشق منذ عام 1989 حتى 2011، والآن أعدنا فتح المكتب وأرسلنا ممثلين عنه لإجراء حوارات تهدف إلى إيجاد حلول أفضل للقضايا التي تواجه إخوتنا الكرد».
كما أشار إلى أن «التصريحات الصادرة عن أحمد الشرع ومظلوم عبدي تسعى نحو التوصل إلى تسوية شاملة تخدم الشعب السوري عامة والكرد في روجآفا خاصة» في إشارة إلى منطقة الإدارة الذاتية في الشمال السوري.قال إن التغييرات في سوريا ستشمل جميع دول الشرق الأوسط
وكشف عن العمل على «إجراء حوارات مثمرة من أجل تحقيق مكاسب للشعب السوري وحل أزمات روجآفا، ولن نسمح بتحول النزاع إلى مزيد من إراقة الدماء».
وفي 8 كانون الاول/ديسمبر، تمكنت «هيئة تحرير الشام» برئاسة أحمد الشرع من إنهاء حقبة بشار الأسد في سوريا، وأعلنت تشكيل إدارة انتقالية تستمر حتى الأول من مارس 2025.
وفي 24 كانون الأول/ديسمبر، أفادت الحكومة الجديدة أنها توصلت إلى اتفاق مع جميع الأطراف المسلحة لتوحيدها تحت مظلة وزارة الدفاع، لك يشمل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الكرد.
ورغم التعاطي الحذّر للحكومة العراقية مع تطورات التغيير في سوريا، غير أنها بادرت في أول خطوات التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، بإرسال رئيس جهاز المخابرات الوطني، حميد الشطري، إلى العاصمة دمشق، للقاء الشرع.
واعتبر مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي، أن حكمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني منعت دخول العراق في حرب مفتوحة نتيجة التطورات الإقليمية، ورؤية الحكومة تدعم استقرار سوريا وديمقراطيتها الناشئة.
المستشار الحكومي ذكر للمحطّة الرسمية، إن «رؤية الحكومة تسير في اتجاه دعم الاستقرار في سوريا والديمقراطية الناشئة فيها والتحول الديمقراطي والعملية الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوري ونقله نحو دولة كريمة تمثل جميع المكونات».
وأضاف أن «حكمة رئيس الوزراء منعت دخول العراق في حرب مفتوحة بعد التطورات الإقليمية، وهذا صب في مصلحة الحفاظ على الدولة العراقية ومكتسباتها على مدى عقدين».
ولفت إلى أن «رئيس الوزراء نجح بسياسته في الحفاظ على الأمن القومي والسيادة العراقية، وكذلك أسهمت قراراته في تعزيز أمن الحدود حيث نجحت القوات المسلحة في إدارة الحدود، وأيضاً أسهمت زيارات رئيس الوزراء الخارجية ومن بينها ذهابه مؤخراً إلى الأردن والسعودية ولقاءاته بتعزيز دور العراق الداعي للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وأكدت على دعم الاستقرار في سوريا».
وأشار إلى أن «هنالك نقاطا مهمة مع سوريا تتعلق بأمن الحدود ومحاربة الإرهاب، ورئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري أشار خلال زيارته إلى دمشق ولقائه الإدارة السورية الجديدة إلى قضية الأمن والحدود ومتابعة السجون التي يتواجد فيها تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك تحركات التنظيم في البادية السورية وقرب نهر الفرات، حيث استطاع السيطرة على أسلحة للجيش السوري وبالتالي هنالك خطورة».
وتابع: «أيضاً التحالف الدولي استشعر الخطر ونفذ ضربات ضد التنظيم أسهمت إحداها عن قتل قائد التنظيم في سوريا، وعناصره ما زالوا يحاولون الحركة، وهنالك مراقبة من قواتنا المسلحة على الحدود وأيضاً التحالف الدولي».
ووفق علاوي فإن «الدبلوماسية العراقية نجحت خلال عامين من عمر الحكومة في تحقيق متبنيات المنهاج الحكومي من خلال المساهمة بجذب الاستثمارات الخارجية، وكذلك استدامة العلاقات الدفاعية مع دول التحالف الدولي بعد إنهاء المهام ووضع جدول زمني للانسحاب».