في هذا البوست أكتب بصراحة وبلغة بسيطة يفهمها الجميع، بعيدًا عن التعقيد أو التجميل، لأجيب على أسئلة حساسة طُرحت عليّ مؤخرًا، دون لف أو دوران.
قد لا يعجب كلامي البعض، وربما يُستخدم ضدي إعلاميًا، لكنني تعودت قول الحقيقة كما هي.
رسالتي موجهة إلى جماعة التقسيـ.ـم، والمحاكـ.ـم الدوليـ.ـة، و"خـ.ـرطات الفيسبوك"، وإلى كل من ينشر الفتـ.ـن أو يحاول صناعة أوهـ.ـام في عقول الناس لخدمة أجندات معروفة أو بهدف خلق الفوضى.
شو أوضاع إسـ.ـرائيل؟
لا شيء جديد، الأخبار أمامكم، والاتفاقات مستمرة في الخفاء.
هل مشكلة إسـ.ـرائيل مع أحمد الشرع؟
أبدًا، ليست معه شخصيًا، وقد شرحت ذلك سابقًا. من يتابعني جيدًا يعرف الأجوبة كلها ويعرف ما الذي تريده إسـ.ـرائيل.
الحكومة الحالية تقوم بهذا الدور منذ لحظة سقـ.ـوط الأسـ.ـد.
سؤال لك يا فيومي، وأعتقد أنك لن تجيب عليه: هل كانت إسـ.ـرائيل على علم بسقـ.ـوط الأسـ.ـد وقدوم الشرع؟
طبعًا كانت على علم، وتم أخذ رأيها تمامًا كما يُؤخذ رأي الولايات المتحدة. هي على اطلاع بكل التفاصيل، من المعارك إلى استلام المناطق، وطائراتها كانت تراقب كل شيء.
برأيك، هل يمكن للشرع أن يخرج عن الخط؟
لا، لن يخرج، وسيقول "نعم" لكل ما يُطلب منه، وهذا طبيعي، خصوصًا أن لديهم فرصة لن يضيعوها بمحاولة صناعة بطولات وهمية.
هل يمكن أن يقتـ.ـلوه أو ينقـ.ـلبوا عليه؟
لو أرادوا ذلك، لكانوا فعلوه منذ سنوات. ولو كانت هناك نية للانقـ.ـلاب عليه، لما ساعدوه في الوصول أصلًا.
هل الشرع خائف من شيء؟
أبدًا، هو مرتاح أكثر منكم، ويعيش بأريحية واضحة.
لاحظوا لقاءاته اليومية وظهوره الإعلامي المستمر، رغم القصـ.ـف الإسـ.ـرائيلي والمشاكل في السويداء وغيرها.
هو يعرف تمامًا تفاصيل الوضع، وهناك تطمينات وصلت إليه بوضوح. لا توجد مصلحة لأي طرف في قتـ.ـله أو إلحاق الأذى به في هذه المرحلة، بل بالعكس، الكل يعتبره جزءًا من التفاهمات المؤقتة.
هل كانت الحكومة الحالية على تواصل مع استخبارات غـ.ـربية خلال السنوات الماضية؟
نعم، ومؤكد، وبدعم من الحليف التـ.ـركي. كانوا يعملون تحت غطاء استخـ.ـباراتي، وخصوصًا التـ.ـركي.
كما أن هناك تنسيقًا مباشرًا لمحـ.ـاربة تنظيم داعـ.ـش وقياداته، وقد تكون أغلب عمليات اغتيـ.ـال قادة داعـ.ـش في الشمال السوري وغيره قد تمت بتنسيق استخـ.ـباراتي مشترك، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء ميدانيين.
هل هذا يعني أنهم عملاء؟
هذه هي السيـ.ـاسة، وهي تسير ضمن قواعد اللعبة. لا داعي لوصف أحد بالعـ.ـميل، ولو كنت مكانه لاتبعت نفس الخطة ونفس اللعبة.
لماذا اختاروا الشرع تحديدًا، ولم يختاروا شخصًا آخر؟
لأنهم يثقون به أكثر من أي شخص جديد. ولا تنسوا أن تـ.ـركيا تشرف على الجانب الاستخـ.ـباراتي، وكان أحد أبرز المرشحين.
وفي حال تم تعيين شخصية من خارج التيار الإسـ.ـلامي، فلن يمتلك الغطاء العسكري ولا القبول الكافي بين الكتائب والجماعات المسلحة، ولن يكون قادرًا على مقاومتهم أو السيـ.ـطرة عليهم. بل إن وضعه سيكون هشًا أمام نفوذ حز.ب الله والتواجد الإيـ.ـراني، ولن يستطيع مواجهتهم لا سياسيًا ولا عسكريًا.
في مرات سابقة، حين تم تهميش التيار الإسـ.ـلامي، قامت الكتائب بمحـ.ـاربة الحكومة وسيطرت على مناطق واسعة، ودخلنا في حالة فوضى استغلها تنظيم داعـ.ـش للتوسع.
لذلك، اختير الشرع باعتباره شخصية مقبولة نسبيًا في هذه المرحلة، ولأنه يدّعي القدرة على إدارة الفصائل واحتوائها، وقدّم وعودًا بإنهاء داعـ.ـش وتثبيت الاستقرار.
من المتوقع أن تبدأ معارك قريبة بين داعـ.ـش والحكومة، خصوصًا في مناطق قسـ.ـد التي يُرتب لتسليمها، فاستعدوا لمشهد جديد في هذا الملف.
هل الشرع موافق على السلام مع إسـ.ـرائيل؟
برأيي، جواب السؤال واضح لديكم. من يكون الشرع أمام إسـ.ـرائيل؟ إن تحدثنا بالعقل لا بالعاطفة:
لا يملك قوة عسكرية، ولا مال، ولا طيران، وتقولون "هل سيوافق؟"
الموضوع محسوم من طرفنا. إسـ.ـرائيل تراقب تنفيذ ما طُلب منه، وغير مبالية بالسلام أو غيره، لأنها لا ترى فينا أي خطر، بل هي مخترقة لنا سياسيًا، عسكريًا، واقتصاديًا.
برأيك، لو لم توافق إسـ.ـرائيل والغرب والولايات المتحدة، هل كان سيسقـ.ـط الأسـ.ـد؟ هل كنا سنصل إلى دمشق؟
سأجيبكم بصراحة: لماذا لم تحصل عمليات عسكرية حقيقية طوال السنوات الماضية، بينما الروس يقـ.ـصفون إدلب أسبوعيًا دون رد؟
لو لم يكن هناك تدخل تـ.ـركي وغـ.ـربي، واتفاقات سياسية، وتنسيق استخـ.ـباراتي، لما دخلنا حلـ.ـب حتى هذه اللحظة.
ما هي أهم العوامل التي أدت إلى التخلي عن الأسـ.ـد؟
سقـ.ـوط حز.ب اللـ.ـات، والانهيار الاقتصادي الكبير في سوريا، وحـ.ـرب أوكـ.ـرانيا التي أضعفت روسيا عسكريًا واقتصاديًا.
إضافة إلى ما جرى بين إسـ.ـرائيل ومحور المقاومـ.ـة خلال العامين الماضيين، وهو كافٍ لإنهاء حكم الأسـ.ـد.
لكن لماذا ترغب إسـ.ـرائيل بإنهاء الأسـ.ـد، وهو لم يُطلق رصـ.ـاصة واحدة عليها؟
لأن إسـ.ـرائيل تريد إزالة أي خطر على حدودها. وسوريا أصبحت مرتعًا للتهريب والسـ.ـلاح لحز.ب الله، ومركز نفوذ إيـ.ـراني، ومخبأ لقيادات فلسـ.ـطينية وغيرهم.
إسـ.ـرائيل تريد إنهاء هذا الملف في سوريا ولبنان، وقد رأيتم التغييرات في لبنان أيضًا.
حتى الشعارات التي تُقال ضدها بالكلام فقط، لم تعد تريد سماعها .
محبتي واحترامي ل الجميع .
خالد الفيومي
Khaled Alfaiomi
اختصار البوست :
البوست السابق فُهم غلط. ناس فسّرته وكأني عم اتهم الحكومة بالخـ.ـيانة أو العـ.ـمالة، وهذا غير صحيح.
كلامي كان موجّه لطمأنة الناس، خاصة ملايين السوريين اللي عم يتساءلوا: هل رح ترجع سوريا؟ هل رح تتقـ.ـسم؟ الغرب معنا أو ضدنا؟
الرسالة كانت واضحة: في خطة دولية قائمة لإصلاح الأوضاع، واللي عم يروّج لأوهام مـ.ـحـ.ـاكم دولـ.ـية أو دعم خارجي سحري هو عم يضلّل الناس ويعرّضهم للـ.ـخـ.ـطر.
أما المحـ.ـرّضين فهدفهم واحد: إسقـ.ـاط الحـ.ـكومة حتى بالكذب والخداع، ما عندهم لا مشروع وطني ولا إنساني.
ورغم كل الدمـ.ـاء اللي سالت، بقولها بثقة: الشرع باقي، والحكومة ماشية بمسار واضح، وما حدا رح يقدر يعزلها بهيك أساليب.
أما عن المجـ.ـازر، فالواقع بيقول إنو الشرع ما كان خلفها، ولا تركيا لها علاقة.
اللي صار كان انفـ.ـلات أمني وكـ.ـتائب خارجة عن السيطرة، وتم استغلاله سياسياً لتأخير ظهوره على الساحة الدولية.
وإيـ.ـه، في خداع كبير صار، ناس وُعدت بدعم روسـ.ـي أو إيـ.ـراني أو حتى من السـ.ـاحل، لكن الحقيقة إنهم تُركوا وحدهم.
المجزرة كانت حقيقية، ومؤلمة، ودم الأبرياء لا يُنسى... لكن ما كانت بقرار من الشرع، بل من واقع فلتان وصراعات متراكمة.
الشرع اليوم عم يمشي بنهج جديد، براغماتي وعقلاني... أقرب لما عمله أردوغـ.ـان لما انتقل من شعارات لـ سياسة واقعية.
وقـ.ـسـ.ـد، لو عندهم وعي، لازم يفهموا اللعبة انتهت، وأميركا نفسها مو مهتمة فيهم مثل قبل.
أما عن أداء الحكومة، فما بدي أقيّمه كأنني أعلى منها. الوضع صعب، والتحديات كبيرة، لكن الدعم الدولي والحلفاء حافظوا على الاستقرار.
وبدونه، كنا شفنا حـ.ـرب أهـ.ـلية وتقـ.ـسيم حقيقي من أول لحظة سقـ.ـط فيها النظام.
وبالنسبة للـ.ـدروز والـ.ـعلويين، فغالبيتهم إخوتنا، بدهم يعيشوا بأمان وينالوا حقوقهم.
اللي بيحاول يشوّه صورتهم أو يحكي باسمهم، خاصة من خارج سوريا، ما بيمثل غير نفسه.
وأختم: الشرع عارف شو بدّه، وبيعرف شو لازم يقدّم للغـ.ـرب.
هو لا عم يفاوض عشان "يبقى" فقط، بل ليستعيد شرعيته دولياً، ويحول سوريا لبلد استقرار واستثمار... والغرب بيحب هالشي.
النفـ.ـط والمشاريع ممكن تدار بأيدٍ غـ.ـربية، لكن العوائد رح ترجع لسوريا، لو صار في استقرار فعلي.
وساعتها، رح تكون سوريا واحدة من أهم الفرص الاقتصادية بالمنطقة.