«عودة الأبطال».. رحلة رفات الجنود الصينيين إلى وطنهم
في مهمة وصفها الصينيون بالـ "جليلة" حلقت طائرة عسكرية صينية الى قاعدة إنشيون الجوية في كوريا الجنوبية، لتحمل على متنها رفات بشرية لجنود صينيين قتلوا في أثناء الحرب الكورية، حاملة معها ذكريات الحرب، وآلام الفقد، وحنينا يمتد 7 عقود.
داخل التوابيت المزينة بالأعلام الصينية، كانت عظام 43 جنديًا صينيًا قتلوا خلال الحرب الكورية (1950-1953) في معركة بعيدة عن وطنهم، هذا المشهد كان جزءًا من مراسم رسمية تحمل طابعا مهيبا ويمثل محطة جديدة في التعاون الإنساني بين كوريا الجنوبية والصين.
بحسب صحيفة ساوث اتشينا مورنينج بوست في تقرير لها نشر الأربعاء 27 نوفمبر 2024، فقد بدأت القصة منذ سبعين عامًا، حينما انخرط الجيش الصيني الشعبي في الحرب الكورية دعمًا لكوريا الشمالية ضد التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، هؤلاء الجنود، الذين عُرفوا بـ "متطوعي الشعب الصيني" ، قاتلوا في واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن العشرين، حيث حصدت الحرب أرواح الملايين من الجانبين. اين شارك في الحرب، التي استمرت قرابة ثلاث سنوات، ما مجموعه 2.9 مليون جندي من متطوعي الشعب الصيني.
إلا أن مصير العديد منهم بقي مجهولًا، وظلت عائلاتهم تنتظر، تحمل الأمل وتتمسك بوعد العودة، لكن الانتظار الطويل انتهى، بفضل اتفاق بين سيول وبكين يقضي بإعادة رفات الجنود الصينيين الذين تم العثور عليهم خلال أعمال التنقيب في مناطق القتال السابقة،
وكانت جمهورية كوريا قد سلمت رفات الشهداء ومقتنياتهم للصين في إنتشون، أين تم لاحقا مرافقة الطائرة بمقاتلتي جيان 20 بعد دخولها الأجواء الصينية.
حيث نظمت الصين مراسم تأبين في. وخلال المراسم، عُزف النشيد الوطني الصيني، وكُسي كل نعش بالعلم الوطني. وانحنى الحضور ثلاث للشهداء قبل وضع رفاتهم على متن الشاحنات.
ليتم نقلهم في موكب عسكري الى مقبرة للشهداء في مدينة شنيانغ.
ومنذ عام 2014 وحتى 2023، أكملت الصين وجمهورية كوريا بنجاح 10 عمليات تسليم متتالية لرفات 938 من شهداء متطوعي الشعب الصيني في جمهورية كوريا، إلى جانب متعلقات أثرية ذات صلة، وذلك وفقا للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.