السياسة الأمريكية تجاه الخليج في عهد ترامب: صعوبة إدارة التوازن بين الثوابت والتحديات
دونالد ترامب
على مدى عقود ظلت السياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي ثابتة في أولوياتها الاستراتيجية، من أمن الطاقة إلى توازن القوى الإقليمي.
هكذا يرى الباحث د. أشرف كشك في مقال له، نشره مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة؛ لتقديم تحليل شامل للسياسة الأمريكية في عهد الفترة الثانية للرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى ضرورة إعادة صياغة هذه السياسة؛ لتواكب التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.
* التحديات التي تواجه السياسة الأمريكية
xبحسب ما يوضحه المقال، فإن السياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي استمرت في التركيز على أولوياتها التقليدية، وأبرزها:- أمن الطاقة: حماية ناقلات النفط خلال الحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينيات.
- توازن القوى الإقليمي: قيادة تحالف لتحرير الكويت في التسعينيات أعادت رسم خريطة الاستقرار في الخليج.
- الشراكات الأمنية: دعم الشراكات طويلة الأمد مع دول الخليج، مثل اتفاقيات الأمن والتعاون الدفاعي.
ويشير المقال إلى أن هذه الأولويات ظلت حجر الأساس للسياسات الأمريكية بغض النظر عن الحزب الحاكم؛ ما يعكس التزام واشنطن بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
* التحديات التي تواجه السياسة الأمريكية
وفي مقاله يشير الدكتور كشك إلى ثلاثة تحديات رئيسية، تهدد مكانة الولايات المتحدة في الخليج، هي:1- تصاعُد الأزمات الإقليمية: استمرار الصراع في اليمن، وتأثيره على الملاحة البحرية والاستقرار الإقليمي.
2- تراجُع الانخراط الأمريكي: توجُّه بعض الإدارات لتقليل الانخراط العسكري المباشر في الشرق الأوسط؛ ما يفتح المجال أمام قوى دولية أخرى.
3- المنافسة الاقتصادية الدولية: محاولات مجموعة "بريكس" استقطاب دول خليجية تُضعف النفوذ الاقتصادي الأمريكي.
* السياسة الأمنية.. دعوة للتجديد
ويدعو الباحث إلى ضرورة تجديد السياسة الأمنية الأمريكية تجاه الخليج، مقترحًا إجراءات عدة لتعزيز الاستقرار والشراكات، من خلال:- تطوير القدرات الدفاعية لدول الخليج عبر التعاون العسكري ونقل التكنولوجيا.
- دعم الصناعات العسكرية المحلية لدول المنطقة، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الخارج.
- تعزيز الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول الخليج؛ لتحديد الأولويات الأمنية، ومواجهة التحديات المشتركة.
* رؤية تحليلية.. بين النجاحات والتحديات
ويلفت المقال إلى أن السياسة الأمريكية، بالرغم من نجاحاتها في بعض الملفات، تواجه فجوة متزايدة في التعامل مع التغيرات الإقليمية والدولية.ويشير الدكتور كشك إلى أهمية تبنِّي نهج أكثر شمولية ومرونة، يتماشى مع طبيعة التحديات الحالية، مثل التوترات الإقليمية والصراعات العالمية.
ويختم الباحث بضرورة استشراف المستقبل من خلال مزيد من الوضوح في السياسات الأمريكية تجاه الخليج، مؤكدًا أن الحفاظ على أمن المنطقة يُمثِّل أولوية استراتيجية لواشنطن.
فتعزيز الشراكات الأمنية، دعم الاستقلال الدفاعي لدول الخليج وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات المتصاعدة، هي خطوات ضرورية لضمان استمرار الدور الأمريكي الفاعل في المنطقة.