تعتبر عملية التجسس وجمع المعلومات هي حاليا القاعدة الرئيسية والعمود الفقري لأي حرب حديثة.
وتطور نظم التجسس وجمع المعلومات قد أثر على طرق جمع المعلومات وبالتالي في إجراءات القتال ومنع العدو من الرصد وجمع المعلومات في الإتجاه والإتجاه المعاكس بين تطور نظم كالطائرات الإنذارية والتجسسية والأقمار الصناعية وبين تطور نظم الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية وطائرات الحرب الإليكترونية.
وقد بدأت نظم (الإعاقة) الحماية ضد التجسس وجمع المعلومات منذ الحرب العالمية الثانية باتباع وسائل التموية والشراك الخداعية وذلك مع نشأة الرادار ومن ثم انتقلت التطويرات لتشمل نظم ضرب الرادارات والطائرات الإستطلاعية وطائرات الحرب الأليكترونية.
وقديما النظم التي دخلت في أعمال التجسس ورصد العدو كالرادارات والطائرات صارت حاليا هي جزء من نظم القتال ضد وسائل تجسس العدو وجمع المعلوممات.
وتشمل نظم جمع المعلومات والتجسس الرادارات و النظم البصرية (كطائرات الإستطلاع) والنظم الإليكترونية السلبية و يتم استخدام الطائرات النفاثة و طائرات فئة الكارجو والأقمار الصناعية والطائرات غير المأهولة .
لذا صارت نظم جمع المعلومات بتعريف بسيط هي عبارة عن منظومة تحتوي على نظام استخبارات وجمع معلومات مأهولة أو غير مأهولة داخل أو خارج الغلاف الجوي للأرض.
لذا تعتمد عملية تصميم أي نظم لقتال منظومات التجسس على :
*ضرب منظومة التجسس نفسها (كالقمر الصناعي مثلا).
*أو ضرب المعدة المحمل عليها منظومة التجسس (كالطائرات مثلا).
نظم القتل السهل ضد منظومات التجسس تعتمد على إخفاء الأهداف الحساسة أو التشتيت الإيجابي والتعمية لنظم التجسس .
أما نظم القتل الصعب فهي تعتمد على استخدام السلاح لضرب منظومة التجسس .
نظم القتال الصعب ضد منظومات التجسس
إذا وجهت نظم القتال نحو منظومة التجسس نفسها كالقمر الصناعي نفسه فإنه دائما ما تكون مكلفة ولكنها تبقى الطريقة الأقوى لتحييد نظم التجسس والإستطلاع للعدو وينطبق ذلك على مثال اّخر وهو استهداف طائرة تجسس فإنك تسقط الطائرة ومن ثم ماتحمله من نظم تجسس أو جمع معلومات.
باستثناء نظم التخفي فإن نظم التجسس وجمع المعلومات تعتبر الأكثر كلفة في المجال العسكري وذلك بأنه يتكلف رادار طائرة واحدة مبالغ من 2.5 الى 12 مليون دولار أمريكي للقطعة.
التصوير الحراري ونظم التهديف الليزري 3.5 مليون دولار للقطعة.
ونظم الرادار السلبي متعدد الموجات يتكلف عشرات الملايين للقطعة.
لذا في الطائرات الحديثة فإن النظم الأليكترونية تتكلف من 60-70% من ثمن الطائرة.
وتتزايد قيمة النظم الإليكترونية وتقل تبعا لحجم الطائرات والنظم المجهزة بالطبع فيها.
بالنسبة للطرف المهاجم فإن تدمير نظم التجسس والإستطلاع لديه قد تسبب له نوعان من الخسارة:
*خسارة وقتية بفقده القدرة على استخدام نظمه الحديثة لمجابهة العدو وكذلك فقد نظم إنذاره المبكر . فمثلا ضرب نظم كال AWACS/AEW&C تفقد العدو الإنذار الراداري والسلبي للتحذير وضرب نظام كال ELINT/SIGINT يحرم العدو من الترددات الصوتية وضرب نظام كال JSTARS/GMTI يفقد العدو القدرة على متابعة تحركات قواته والقوات المعادية له.
وبالتالي فالضربات المتبادلة بين الجيوش لنظم التجسس والحرب الأليكترونية للجيوش الأخرى إنما هي تعجل بهزيمة الطرف الذي يخسر أكثر من قدراته الأليكترونية فتدمير نظم ال AWACS/AEW&C في المعارك الجوية أو نظم ال JSTARS/GMTI في المعارك البرية تتسارى كلها في النهاية وتصب في ناحية واحدة وهي خسارة محدقة وذلك لفقد القدرة الأليكترونية للتحكم والسيطرة في القتال خصوصا لو كان للعدو قرات أليكترونية على الناحية الأخرى.
*الخسارة البعيدة وهي خسارة إقتصادية وعسكرية أخرى فتعويض النقص في نظم الحرب الأليكترونية هو شيئ صعب ومكلف للغاية ويحتاج وقتا ومجهودا كبيرين بالطبع خصوصا وأن النظم التي تدخل كتعويض قد تتعرض هي الأخرى للفقد.
تعتمد تكتيكات الحرب ضد النظم الأليكترونية على النظام الأليكتروني التجسسي نفسه فالقتال ضد قمر صناعي يختلف عن الطائرة بالطبع.
صورة لتجربة صينية لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية مشتق من النظام الصاروخي JL-1/DF-21
قمة التطور في نظم المراقبة والتجسس والإتصالات تكمن في الأقمار الصناعية والتي من الممكن أن تكون بصرية أو تحت حمراء أو أقمار ذات تصوير راداري أو أقمار سلبية . وتتكلف هذه النظم ملايين الدولارات وتدور دائما في المدارات الأقرب للأرض .
النظم المضادة للأقمار الصناعية تنقسم الى ثلاثة أنواع:
*نظم إطلاق صواريخ من قواعد أرضية
*نظم أقمار صناعية تطلق لنفس المدارات لضرب الأقمار المعادية(الأقمار القاتلة)
*الصواريخ متعددة المراحل التي تطلق من ارتفاعات عالية بواسطة الطائرات وباستخام باحث للوصول للهدف
النوع الرابع وهو أسلحة الطاقة الموجهة المباشرة مثل الليزر عالي الطاقة والذي يستهدف التدمير الحراري لخلايا الوقود المزودة بالطاقة للقمر الصناعي أو التدمير المباشر للقمر أو المركبات الحاملة للقمر.
النظم المحمولة جوا:
تعتبر نظم الطائرات غير المأهولة والطائرات الجبارة المحملة بالمنظومات الأليكترونية هي العنصر الثاني الأهم في منظومات جمع المعلومات والحرب الأليكترونية بعد الأقمار الصناعية وقد تتخطى تكلفة بعض هذه النظم تكلفة القمر الصناعي ذاته وكذلك قد تتخطاه في الفائدة أثناء العمليات العسكرية نفسها وعلى عكس الأقمار التجسسية التي تحلق في مدارات قريبة فإن نظم الطائرات والحرب الأليكترونية المحمولة جوا تتمتع ببقائية أكبر.
وتتواجد ثلاثة إستراتيجيات لتدمير النظم الإليكترونية المحمولة جوا وتشمل استخدام نظم محمولة جوا لضرب الطائرات الحاملة للنظم الأليكترونية وجمع المعلومات.
السوفيتية Foxbat F وهي المقابل الروسي للأمريكية Wild Weasel F-4G وال Foxbat F هي طائرة Foxbat D مزودة بنظام توجيه راداري يسمح لها بحمل أربعة صواريخ AS-11 Kilter .
ويعتبر ال AS-11 Kilter هو المقابل السوفيتي لل هارم HARM الأمريكي في الحجم والأداء لكن الكيلتر يفتقد للحداثة والتطور في الباحث على عكس الهارم .
ولكن مع السرعة العالية للفوكس بات Foxbat F واختراقها لحاجز الصوت تستطيع ضرب صواريخها قبل أن تدخل الطائرات الدفاعية المعركة وقد ظهرت الطائرة جليا فوق المسرح الأوروبي في الثمانينات.
الخطوة التالية للفوكس بات ميج 25 وهي الفوكس هاوند (صائدة الثعالب) Foxhound بمصفوفة رادارية محدثة وقادرة على الإشتباك . وسميت الطائرة ب MiG-31F demonstrator وحملت بالسهم R-37 / AA-13 Arrow.
والإستراتيجية الأولى للقتال بالصواريخ المحمولة جوا ضد النظم الأليكترونية هي الهجوم الجوي التقليدي بالطائرات باستخدام طائرات ذات قدرة عالية وصواريخ تقليدية جو-جو. وطور السوفيت بصفتهم رواد هذا المجال طائراتهم ال MiG-25BM Foxbat و MiG-31 Foxhound في الثمانينات وهذه الطائرات ذات السرعات فوق الصوتية وذلك لمهاجمة طائرات ال AWACS و ال JSTARS التابعة للناتو ويتم الهجوم حتى إذا توافرت قوات جوية تابعة للناتو لحماية طائرات الأواكس فالإعتماد السوفيتي كان رهانا على سرعة وكفاءة الطائرات الميج في تأدية المهمة حتى لو كلفتها خسائر في عدد من طائرات الميج وتعتبر ضريبة عادلة للهجوم على الأواكس.
ومع ذلك لم يكن الخبراء السوفيت سعيدين بالتضحية بطائرات ال Foxbats و ال Foxhounds الثمينة لضرب الطائرات ال E-3 و E-8 و RC-135V/W الأثمن التابعة للناتو و بدأت مكاتب التصميمات السوفيتية العمل على تطوير صواريخ جو-جو طويلة المدى لضرب طائرات الناتو الأليكترونية وطائرا التزود بالوقود من خارج المدى بدون الحاجة لتضحيات في صفوف طائرات الميج.
السهم Vympel R-37 / AA-13 هو أول صاروخ جو-جو طويل المدى مضاد للطائرات وزود الصاروخ بباحث راداري إيجابي Agat 9B-1388 و النسخ الأحدث من الصاروخ يتوقع أن تشمل بواحث ARGS-PD.
لذا ظهر ال Vympel R-37 (AA-X-13 Arrow) missile كتطوير للنظام Vympel R-33 (AA-9 Amos) missile الشبيه بال AIM-54 Phoenix الأمريكي .
وتكمن قدرة ال R-37 في قدرته على ضرب الهدف من مسافة 160 ميل بحري أو 300 كلم محلقا صعودا وهبوطا في الإرتفاعات العالية وبسرعة قصوى 6 ماخ ويشمل جسم الصاروخ جنيحات كبير للمساعة على الحركة صعودا ونزولا.
وزدود ال R-37 بالباحث الراداري الإيجابي Agat 9B-1388RS بتوجيه داخلي أثناء التحليق وداتا لينك و توجيه راداري شبه إيجابي و يتميز بنظام ربط معلوماتي داتا لينك بمدى 100 كلم ويستطيع الباحث كشف هدف 5 متر مربع من مسافة 21.5 ميل بحري ويتراوح المدى من 80 ميل بحري للضرب المباشر إلى 215 ميل بحري كحد أقصى كصاروخ جوال وفي سنة 1994 ضرب الصاروخ هدفا على مسافة 162 ميل بحري أثناء التجارب وهو رقم قياسي لصاروخ يضرب خارج مدى الرؤية.
وصمم ال R-37 للعمل على طائرات Su-27/30/35 و MiG-29 و MiG-31 وتم تجربته على MiG-31M Super Foxhound في التسعينات وتقول تقارير بتصدير الصاروخ R-37 لسوريا للعمل على طائرات MiG-31E (BM) Foxhound وهذا يدل على استمرار انتاج الصاروخ وعرضه للبيع.
ولا تتحدث أي تقارير عن دمج الصاروخ على طائرات السوخي أو الفلانكرز لكن مع رادارات Tikhomirov NIIP الجديدة لن تكون هناك مصاعب كبرى تذكر.
مكتب تصميمات نوفاتور Novator bureau والذي اشتهر بنظم S-300V/SA-12 Gladiator/Giant للدفاع الجوي طويل المدى و نظام 3M-54/SS-N-27 Sizzler قاتل السفن الكبيرة وحاملات الطائرات بدأ هذا المكتب في تطوير نظام R-172 أو KS-172 سابقا وهو صاروخ طويل المدى .
ومثل ال R-37 فإن ال R-172 طور لقتال الطائرات الكبيرة ويعتمد على توجيه باحث راداري إيجابي مع توجيه داخلي أثناء التحليق . ونوعين من التطويرات دخلت على الصاروخ وهما بإدخال أو بدون حارق لاحق booster وبواسطة الحارق الإضافي يحقق الصاروخ مدى 215 ميل بحري وبدونه 160 ميل بحري والباحث نفسه هو المستخدم على ال R-37.
الصاروخ K-100/R-100 أو Novator's R-172 AAM-L خليفة الصاروخ R-37
صورة عامة للصواريخ الروسية مقارنة للمقطع الراداري للطائرات المعادية:
وبرغم كون الR-172 مازال في حيز التطوير مقارنة بR-37 إلا أن الهند ممثلة ب India's Defence Research and Development Organisation تتفاوض على تمويل وشراء رخصة إنتاج الصاروخ
مثل قصة الياخونت و انتاجه مع الهند في صورة صاروخ براهموس.
وستحمل الهند الصاروخ R-172 على طائراتها Su-30MKI لتحقيق تهديد مباشر للطائرات الباكستانية المستقبلية Erieye AEW&C.
وفي ناحية أخرى ستقتني الصين ال R-37 لمجابهة ال R-172 الهندي .
في عام 2003 أعلنت شركة Agat تطوير باحث بديل للفئة 9B-1388 وهو ال ARGS-PD ذا ال 11 بوصة قطرا وبقدرة على الإطباق على الهدف من 44 ميل بحري وبوزن أخف وقدرات أعلى.
هناك وجهة نظر تدعي بأن هذه الصواريخ الروسية تغدو عقيمة عند إستخدام نظم التشويش أو نظم إعاقة وتشتيت .
وليست الأمور بهذه البساطة فإنه منذ ظهور الصاروخ 9M9 فالمصممين الروس إستخدموا نظم مقاومة للشوشرة والتشتيت باستخدام رادارات نبضية أحادية وبفحص الصور للهوائي الخاص بالباحث 9B-1388 وجد وجود أربعة مغذيات عمودية على هوائي الصاروخ والتي تعني أنه رادار أحادي النبض والبواحث الحالية من إنتاج شركة (أجات) تستخدم حاليا شرائح Texas Instruments TMS320 family digital signal processor chips والتي يتأكد وجوده في الإصدارات الحديثة من بواحث الصواريخ لذا يتضح بسهولة أن فكرة تشتيت هذا الصاروخ العملاق ليس بالأمر الهين بل على العكس فالصاروخ بالذكاء الكافي لتخطي وسائل الإعاقة الحديثة وله القدرة الكافية لإختراق نظم التشتيت.
إعتبار اّخر وهو القدرة على تحديث بواحث الصاروخ الروسي بل إضافة بواحث متعددة الأنماط .
وهذا هو سلوك روسي يمتد لعقود ماضية وهناك تقارير عن حدوث نعديلات جديدة مثل تلك المجسات السلبية لدى صواريخ Avtomatika L-111E Kh-31P المضادة للرادارات وكذلك مجسات أو بواحث Agat 9B-1032 في صواريخ R-27P/R-77PE RVV-PE وكذلك الباحث الرقمي بالأشعة تحت الحمراء MK-80ME في صواريخ R-74 و R-77TE RVV-TE واستخدام البواحث السلبية يقلل زمن التحذير للطائرات المعادية .
وسيتم الاّن شرح الوقت مابين كشف الطائرة الهدف للصاروخ المهاجم ومابين إصابة الصاروخ للطائرة.
في السيناريوهات التقليدية فإن الطائرة المهاجمة الحاملة للصاروخ تطير في مستوى أفقي أسفل التغطية الرادارية الأفقية للطائرة الهدف وتستخدم رادارا ومستقبلا لمتابعة وتعقب باطن الطائرة التجسسية الهدف وحينما يصبح المدى ملائما تفتح الطائرة المهاجمة بسرعتها فوق الصوتية في اتجاه الهدف وتتسلق إرتفاعا بسرعة عالية لتعطي الصاروخ قوة دافعة أكبر حين الإطلاق ليكون المدى مثلا في حدود 200 ميل بحري وستكون حينها الطائرة المهاجمة على أطراف التغطية الرادارية للطائرة الأواكس المعادية وبعد إطلاقها للصاروخ ستخفض الطائرة المهاجمة من إرتفاعها بسرعة عالية لتعود لمستوى منخفض عن التغطية الرادارية الأفقسة للطائرة المعادية وحينها سيكون الصاروخ في طريقه.
الصاروخ يتميز بمقطع راداري صغير وسيتجه صوب الطائرة الهدف حتى يبدأ محركه في الإحتراق ويعدل من وضعية تحليقه وعند مسافة 25-40 ميل من الهدف ينشط باحث الصاروخ الراداري ليلتقط الطائرة أو موجات راداراتها ويتجه بسرعة تفوق الصوت إلى الهدف .
بالنسبة للطائرة الهدف فلن يكون لها الوقت الكافي للهرب من الموقف وسيكون أفضل أحوالها هو كشف الصاروخ حينما ينشط باحثه الراداري وهذا فقط إن كان الصاروخ بباحث راداري ويكون هذا في فاصل زمني 30-40 دقيقة قبل التصادم أو أقل لو تم إطلاق الصاروخ من مسافة أقل .
بعض الطائرات الأواكس يكون لها مدى تحذيري زمني أكبر لكن مع صغر المقطع الراداري للصواريخ تصبح الأمور أصعب ولا تفيد حينها أية مناورات أو إجراءات دفاعية ضد الصاروخ.
بالنسبة لتحديد الهدف بالنسبة للصواريخ لا يكون صعبا فهو يتم عبر الإشارات الرادارية أو إشارات داتالينك مع طائرات توجيه أخرى أو الطائرة المطلقة للصاروخ وفي هذه الحالة تكون الأمور أكثر سهولة وسرعة بالنسبة للطرف المهاجم.
ويتضح هذا في نظم الرادار التوجيهي Avtomatika SPO-32/L-150 بالنسبة للصواريخ والذي يتواءم مع الرادار المتعدد الأنماط مثل فئة N-011 في الطرازات الأخيرة من عائلة سوخوي وفي الفترة القادمة سنرى بودز توجيه روسية سلبية جديدة تشبه إلى حد ما نظام AN/ASQ-213 للتوجيه على متن صواريخ هارم الأمريكية .
وتكمن صعوبة ما في الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى وذلك للمسافات الكبيرة والقدرة العالية للمناورة للطائرات الهدف (وهذا ماتتيحه المسافات البعيدة)
وبالرغم من ذلك فطائرة حديثة كال JSF لا تستطيع فعل شيئ حيال نظم الصواريخ بعيدة المدى ولكن على العكس تمتلك هذه الخاصية بالطبع الطائرة F-22A Raptor لأنها غالبا ستحدد الطائرة المهاجمة وتستطيع المناورة بسرعة وضرب الطائرة المهاجمة قبل أن تطلق الصاروخ حتى.
وتعامل الولايات المتحدة ملخصة في جيشها مع ماتمثله الصواريخ الروسية من خطورة على طائراتها للإستطلاع والتجسس يكمن في إستخدام الطائرات F-22A Raptor في محيط وأطراف التغطية الرادارية للطائرات الأواكس لإجهاض أي محاولة لضرب الطائرة الأواكس ولهذا السبب أرادت الولايات المتحدة عدد طائرات F-22A Raptor بحد أدنى 400 طائرة (قبل التخلي عن المضي قدما في المشروع)
نظم الدفاع أرض -جو الصاروخية ضد طائرات الحرب الأليكترونية والتجسس
SAMs vs Airborne ISR Systems
كان التوجه السوفيتي إبان الحرب الباردة لتهديد نظم الحرب الإليكترونية الجوية للناتو عبر صواريخ جو-جو طويلة المدى ومع هذا ظهرت أفكار لإستخدام نظم طويلة المدى من صواريخ أرض-جو لتدمير طائرات الناتو كال E-3 و E-8 و RC-135V/W أو على الأقل جعلها تعمل في مناطق أبعد تجعل المناطق والقوات السوفيتية خارج القدرة الرادارية لطائرات الناتو.
النظام السوفيتي Antey S-300V / SA-12 كان النظام المتحرك الأول من نظم الدفاع الجوي الصاروخي لمجابهة طائرات الحرب الأليكترونية ويزود هذا النظام بالصاروخ العملاق 9M82M والذي يستطيع الإشتباك مع الأهداف حتى مدى 110 ميل بحري.
الصاروخ العملاق 9M82 Giant SAM
وكان النظام المتحرك الأول هو Antey S-300V مسلحا بالصاروخ 9M82/SA-12A Giant long range SAM الفوق صوتي والذي يستطيع الإشتباك مع الصواريخ الباليستية والطائرات مباشرة ومدى مؤثر من 7-54 ميل بحري وزود النظام برادارين مصفوفتين للإشتباك X-band وكلها على عربة متحركة MT-LB.
وفي التسعينات تم تحسين أداء الصاروخ 9M82 إلى 9M82M كجزء من النظام S-300VM وتم تسويقه تحت إسم Antey 2500 ويستطيع هذا الصاروخ الإشتباك حتى مدى 110 ميل بحري.
النظام 5V28E / SA-5 Gammon أو S-200 Gammon مستخدما الصاروخ 5V28 SAM والرادار N62 Square Pair radar يستطيع الإشتباك حتى مدى 160 ميل بحري وهو النظام الأول الذي توكل له مهمة تهديد طائرات الحرب الإليكترونية.
صورة للرادار 5N62 Square Pair
ظهرت نظم أخرى كال S-200 Volga بالصاروخ طويل المدى 5V21V (5V28)/SA-5 Gammon missile في الستينات.مدعوما برادار S-band 5N62V Square Pair للإشتباك والموديل الأخير منه وهو S-200D يستطيع الإشتباك حتى 160 ميل بحري.
النظام S-400 Triumf بمدى 215 ميل بحري بصاروخه 48N6DM SAM هو الإصدار الأحدث من النظم الروسية الصاروخية مدعوما بعربة رادار S-400 TEL, 30N6E3 للإشتباك والقيادة.
صورة للرادار 64N6E
مع تطور التحديث وتبديل نظم S-200D بالنظم الأحدث Almaz S-300PMU-1/2 / SA-10 Grumble في التسعينات و نظام S-400 Triumf / SA-20 Gargoyle حاليا طور الروس صواريخ دفاعية فئة 48N6 طويلة المدى .
والصاروخ 48N6DM بمدى 215 ميل بحري ضد أهداف تحلق على إرتفاعات عالية ويطلق بواسطة النظم الأحدث مثل S-300PMU-2 و S-400 و يتم دعم هذه المنظومات برادارات حديثة مثل 30N6E2 Flap Lid X-band للإشتباك ورادار C-band 64N6E2 Big Bird للتتبع وهما مصفوفتان راداريتان ويقترب عمل الرادار 64N6E2 Big Bird من منظومة SPY-2 Aegis radar وتبقى الصين هي المستورد الرئيسي لعائلة S-300PMU .
تكمن أهمية الصواريخ الطويلة المدى في الدفاع سواء أرضية أو جوية الإطلاق في كونها أهم التطويرات التقنية في العقود الأخيرة وتطهر هذه النظم المجال الجوي من الأعمال الإلكترونية والتجسسية للعدو سواء كانت مأهولة كال AWACS/AEW&C أو JSTARS أو ELINT/SIGINT أو غير مأهولة كال RQ-4 Global Hawk ومن مدى يصل ل 200 ميل بحري.