مشاهدة المرفق 732622
الإلحاد في المفهوم المعاصر يعني
تعطيل الخالق بالإطلاق ، وإنكار وجوده ، وعدم الاعتراف به سبحانه وتعالى
وإنما العالم وما فيه قد جاء ـ على حسب زعمهم ـ بمحض الصدفة
وهو مذهب غريب مناف للفطرة والعقل والمنطق السليم ، ومناقض لبدهيات العقل ومسلَّمات الفكر
أما الشرك فهو يتضمن الإيمان بالله عز وجل والإقرار به
ولكن يشمل أيضا الإيمان بشريك لله في خلقه ، يخلق ، أو يرزق ، أو ينفع ، أو يضر ، وهذا شرك الربوبية
أو بشريكٍ يُصرَف له شيء من العبادة محبة وتعظيما ، كما تصرف لله سبحانه وتعالى ، وهذا شرك العبادة
وبالتأمل في هذين الانحرافين
نجد أنَّ في كلٍّ منهما مِن الإثم والسوء ما يدلنا على سوء حالهم
وكيف أن الله جل جلاله وصفهم بأنهم كالبهائم :
يقول الله تعالى :
( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا . أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )
وقال سبحانه :
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
مشاهدة المرفق 732623
ان من ينكر وجود الله
ويقول :
ليس هناك إله والحياة مادة
هؤلاء هم أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركاً وضلالاً
نسأل الله العافية
الآية تقول يلحدون في آياتنا وليس فينا
وهذا شرك الربوبية
يقع شرك الربوبية بسبب تنوع اسماءه وصفاته سبحانه وتعالى ومن بداية الخليقة كان هناك آله للمطر وآله للرعد وآله للجمال ادونيس وآله للحرب ، والسبب ان كل صفة صنفوها كـألاه في البداية وهذا طبيعي فمن اسماءه المعطي والمانع والمتكبر والمذل وكل ما تراه في صفات مسرح الوجود تعود له سبحانه وتعالى اما 99 فقط هي امهات الاسماء وتأتي تحتها صفات واسماء لا حصر لها
مع الوقت اعتقدت الناس ان آله الحرب مستقل عن آله الجمال وآله الجمال مستقل عن آله النار ... وهكذا وهنا دخل الشرك ان تريد ان تسميه شركا الى البشر
فالتوحيد هو جمع كل الاسماء والصفات في ذات واحدة من كلمة وحّد اي جمع اما الشرك او اضافة صفة مستقلة من ذات اخرى مع الله
ومن بقي في مقام الربوبية الغالب عليهم
ظاهرياً هو الشرك لانه عند ادراكك للتوحيد تنتفي الربوبية وتبقى الالوهية فقط فلا يعرف الاين من البين ولا انا من أنت فكله بحر واحد لا ساحل له يسقى بماء واحد
اما انكار الذات تأتي بوجهين اما جهل بالله سبحانه وتعالى وهذا طبيعي
او مقام التفرد حيث يدرك ذاته وانه لا احد غيره في مسرح الوجود
وهو مذهب غريب مناف للفطرة والعقل والمنطق السليم ، ومناقض لبدهيات العقل ومسلَّمات الفكر
حقيقة سر خلق الانسان هو ادراك نفسه في مرآته وفي صورته التي كون نفسه بها ، فلم يدرك نفسه الا بخلق الانسان واقصد نفسه بصورة الانسان ولذلك لو أتيت بأولاد وعزلتهم عن العالم كما تقول عن الفطرة والمنطق السليم لن يأتي لك شخص ويقول هناك اله مختلف ومن خارج فقاعتنا وعالمنا او مسيطر عليه بطريقة ما ، فالتوحيد اتى ليس بالعقل ابداً بل بوحي خاص للكشف سبحانه وتعالى وليس بالتفكير والعقل ابداً
اخيراً 99.9999% من الناس في زماننا هذا مشركين حسب منطقك في قولك يعتقدون بشريك ينفع ويضر ويرزق مع الله لان اغلب الناس مثلاًَ تعتقد ان السيارة تقلني وليس الله وان الدجاج يشبعني وليس الله ، ولو نظرت من التوحيد كله هو الله ولكن بصور واسماء مختلفة وبالتالي يعبد الله في صور مختلفة لا حصر لها ولا شرك اصلاً ولكن يعبد في صورة اخرى غير ما ألفها ولذلك في التجلي الاخروي يتجلى الله لكل انسان حسب ما كان يتخيله في دار الدنيا ، ولو ادركت ما اقول لعرفت ان العالم كامل لا شرك فيه ابداً والكل يعبد الله في صور مختلفة لا حصر لها تجلى هو بها وهو قضاء ازلي مبرم قال تعالى ( وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه ) فمهما عبد الناس فلن يعبدو الا الله بتجلي مختلف على التحقيق
ولذلك من يقول الله رزقني والله اطعمني والله نصرني والله رفعني يحتمل معنيين اما انه موحد وشهد الله في كل صوره المتنوعة او انه ببغاء يقلد ما قاله له رجال الدين والعارفين من قبله والله اعلم