لماذا لم تَقُلْ قريش لا إله إلا الله ؟ وهي كلمة سهلة !!
النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يطلب من قريش مالًا فتنقص اموالهم
ولم يطلب منهم ملكا حتى ينزع ملكهم
ولم يطلب منهم سلطة حتى يكون ملكا عليهم أو رئيسا يتحكم فيهم
إذا كان محمدٌ لم يطلب شيئا من هذا كله ؟
فلماذا لم ينطقوها كلمة سهلة على اللسان لا إله إلا الله
إن قريش لم تفهم كلمة لا إله إلا الله على أنها مجرد كلمة ينطق بها اللسان وكفى
وانما فهمت الفهم الحقيقي لكلمة لا إله إلا الله بمعناها الحقيقي
على أنها ليست كلمة تُقال باللسان دون أن يكون لها مدلول مستقر في أعماق النفس وفي واقع الحياة
فهمت قريش ان كلمة لا إله إلا ليست مجموعة من العبادات يتم تأديتها بمعزل عن السلوك العملي
وان كلمة ” لا إله إلا الله لا يكون الانسان فيها مخلصا لله أثناء العبادة
ثم يتجه لغير الله ويتوسل ياصجاب القبوروالاولياء والانبياء او الملائكة في باقي الامور في الحياة
لقد فهمت قريش والعرب اجمع ان
لا إله إلا الله معناها الحقيقي إسلام النفس كلها لله
لا إله إلا الله هو ان يكون الانسان المؤمن بها متوجها بشكل كامل الى الله
فتكون كل افكاره ومشاعره وتصوراته وسلوكه العملي كله محكوم بالدستور
الذي أنزله الله وأقره لهم في الحياة حتى يكونوا مؤمنين.
فهموا أن الله هو خالق الحياة
وهو واهب الحياة ، ومقدر الموت ، وانه مالك الملك أي المالك الوحيد لهذا الكون
وهو مدبر كل شئ في ذلك الكون وان ما يقع فيه بعلمه وتدبيره .
واذا كان هو سبحانه مالك الملك وواهب الحياة ومقدر الموت
فإن الخوف من غيره نوع أو لون من ألوان الشرك به ويجب الاستعادة به منه سبحانه .
واذا كان هو سبحانه مالك الملك وواهب الحياة ومدبر الكون
ولا يستطيع احد مهما بلغت قوته أن يدبر شيئا بغير إرادته
فإن هذا يعني أنه لا يحق لأحد ان يحكم في ملكه سبحانه إلا هو
يحكم بما يريد
ويشرع لعباده لما يصلح احوالهم .
انه يملك و يحكم
هو وحده صاحب الحق الوحيد في أن يشرع للبشر ويضع لهم الدستور لحياتهم
ويشرع لهم القوانين التي تحكم تصرفاتهم .وليس لأحد غيره ان يحكم بغير حكمه ، ولا يشرع بغير شريعته
دستور شامل يحكم الحياة البشرية
ادركت قريش ان كلمة لا إله إلا الله هي دستور شامل يحكم الحياة البشرية كلها
يحكمها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
يحكمها ماديا وروحيا
ويحكم افكارها ومشاري عها وتصورتها
لم يكن هذا الفهم جديدا ايام قريش
وانما هو قديم منذ خلق الله ادم ، ومنذ هبوطه الى الارض :
لهذا كله خشي زعماء قريش على مكانتهم وسلطانهم في التحكم في العباد
وخاف طغاة قريش على ان يؤول الحكم الى الله ، ويزول تشريعهم الذي يتحكمون به في العباد بأهوائهم ولمصالحهم الشخصية .
ومختصر هذا كله ان شهادة لا إله إلا الله عندما تستقر في ضمير الانسان الى الطريق الى الله
وأن النية وحدها مالم تتحقق في أعمال الانسان المحسوسة في الواقع العملي
فهي لا تساوي شيئا في ميزان الاسلام العملي ، وفي ميزان الله ..
كما فَهِمَتْ قريش والعرب اجمعين أن شهادة محمد رسول الله
تعني انه هو الرسول المرسل من ربه والمُبلغ عن رسالته والمطلوب طاعته فيما جاء به من ربه :
واذا كانت قريش في جاهليتها قد فهمت شهادة التوحيد بمعناها الحقيقي ومدلولها الواقعي
فإن واقع الامة الحالي يشبه الجاهلية الاولى التي جاء الاسلام الى تغييرها
وان تلك الجاهلية التي تعيشها الامة يستحيل ان يتحقق لها النصر
هي لاتمتلك عناصر القوة الايمانية التي ورد ذكرها في القرأن الكريم