صورة دعائية تبرز ستالين وهو يقود الإتحاد السوفيتي
الإتحاد السوفيتي اعتمد بشكل كبير على مصانع خاركيف لإنتاج الدبابات خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها
خلال الحقبة السوفيتية، شهدت مدينة خاركيف الأوكرانية ظهور العديد من المصانع التي جعلت منها قطبا صناعيا هاما صلب الاتحاد السوفيتي. فعلى الرغم من معاناتها من ويلات المجاعة الأوكرانية خلال الثلاثينيات، عرفت المنطقة نقلة صناعية خلال برنامج الخمس سنوات الذي أقره جوزيف ستالين بداية من العام 1928. وفي الأثناء، يصنف مصنع الجرارات بخاركيف، الذي دمر بسبب عمليات القصف سنة 2022، كأحد أهم المصانع التي ظهرت بخاركيف والاتحاد السوفيتي حيث وفر الأخير كميات هائلة من الجرارات وقطع الدبابات.
صورة دعائية لستالين
مصنع الجرارات بخاركيف
رفقة كل من مصانع ستالينغراد وتشيليابينسك (Chelyabinsk)، يعد مصنع الجرارات بخاركيف واحدا من أهم مصانع الجرارات بالاتحاد السوفيتي. وفي الأثناء، سجّل هذا المصنع بخاركيف ظهوره سنة 1930 خلال برنامج الخمس سنوات الذي أقره ستالين. وحسب التوجهات السوفيتية، مثلت الجرارات بتلك الفترة أداة رئيسية لتحسين الإنتاج الزراعي وتوفير الغذاء لكامل سكان البلاد.ولبناء مصنع الجرارات بخاركيف، اعتمد الاتحاد السوفيتي على التصاميم السابقة التي وضعها المهندس الأميركي ألبرت كان (Albert Kahn)، المقرب من هنري فورد، لمصنع ستالينغراد. وقد انطلقت عمليات تشييد مصنع خاركيف خلال شهر نيسان/أبريل 1930، خلف محطة لوسيفو (Losevo)، بمنطقة واقعة على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة خاركيف. وحسب التقارير السوفيتية، تطلب تشييد هذا المصنع 10 آلاف عامل وألفي حصان إضافة لنحو 100 ألف طن من الحديد.
صورة لجرارات أنتجت بمصنع الجرارات بخاركيف
إلى ذلك، باشر مصنع الجرارات بخاركيف العمل خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1931. وخلال عامه الأول، أنتج هذا المصنع 17374 جرارا. وما بين عامي 1931 و1936، حقق هذا المصنع رقما قياسيا بنجاحه في إنتاج 150 ألف جرار. وكتكريم على هذه الإنجازات، نال المصنع وسام لينين. وخلال الثمانينيات، بلغ إنتاج مصنع الجرارات بخاركيف أقصاه حيث أنتج الأخير سنويا 80 ألف جرار.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عمدت القوات السوفيتية لنقل المعدات الصناعية بمصنع خاركيف للجرارات نحو سيبيريا قبيل قدوم الألمان. وتزامنا مع تحرير خاركيف سنة 1943، باشر السوفييت على الفور بإعادة تهيئة مصنع الجرارات بخاركيف الذي عاد للإنتاج بداية من العام التالي.
صورة للمهندس المعماري الأميركي ألبرت كان
مصنع ماليشيف
من ناحية أخرى، شهدت خاركيف تقدما صناعيا هاما منذ فترة الإمبراطورية الروسية بفضل مصنع ماليشيف (Malyshev) الذي عرف سابقا بمصنع العربات القاطرة بخاركيف. فأثناء فترة القياصرة، وفر هذا المصنع 20 بالمائة من العربات القاطرة التي استخدمتها الإمبراطورية الروسية. وعقب الثورة البلشفية، عمل مصنع العربات القاطرة بخاركيف على إنتاج الجرارات قبل أن يتحول بداية من العام 1927 لإنتاج الدبابات بفضل الإصلاحات التي أحدثت عليه عقب اتفاقية رابالو (Rapallo) الموقعة مع الألمان.وخلال العام 1928، أنشأ المسؤولون السوفييت بمصنع العربات القاطرة بخاركيف مكتب تصميم دبابات. وما بين أواخر العشرينيات والثلاثينيات، عمل هذا المصنع على إنتاج عدد هام من دبابات تي 24 وتي 35 وبي تي.
صورة لدبابة تي 55
صورة لدبابة تي 64
صورة لدبابة تي 80
وقبيل بداية الغزو الألماني، عمل مصنع ماليشيف على إنتاج عدد كبير من دبابات تي 34 التي سرعان ما تحولت لأكثر دبابة صنّعت بالحرب العالمية الثانية. وفي الأثناء، وبالتزامن مع اقتراب الألمان من خاركيف، نقل السوفييت معدات هذا المصنع نحو جبال الأورال لمواصلة انتاج الدبابات.
ومع رحيل الألمان، عاد مصنع ماليشيف للعمل مجددا وأنتج دبابات تي 44 وتي 54. وبداية من العام 1967، باشر هذا المصنع بإنتاج دبابات تي 64. وخلال الثمانينيات، اعتمدت السلطات السوفيتية على مصنع ماليشيف لإنتاج دبابات تي 80.
وخلال الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة، استهدف مصنع ماليشيف بأكثر من مناسبة بصواريخ روسية أدت لتدمير قسم هام منه.