حادثة غريبة دفعت اليابان لإنهاء عزلة كوريا

الهيلا

عضو جديد
إنضم
6 أغسطس 2024
المشاركات
111
التفاعل
309 103 0
الدولة
Saudi Arabia
cb501828-a072-4877-b729-5388667a5d4d_16x9_1200x676.jpeg

صورة لسفن حربية يابانية عند اقترابها من السواحل الكورية عام 1876

خلال العام 1871، حاولت الولايات المتحدة الأميركية إجبار مملكة جوسون، التي تواجدت بشبه الجزيرة الكورية حاليا، على قبول معاهدة تهدف لفتح موانئها أمام السفن التجارية تزامنا مع إنشاء علاقات دبلوماسية معها. وعلى إثر الفشل الأميركي الذي تجسد بانسحاب قواتها من غانغوا (Ganghwa) وتقهقر سياسة مدافع الأسطول، حاولت اليابان بعد بضع سنوات إجبار الكوريين على إنهاء سياسة العزلة، التي استمرت لسنوات طويلة، والقبول بالانفتاح على التجارة العالمية.
8c2c7e1b-d76d-427b-b736-787ecbf747f2.jpg

صورة للدبلوماسي الياباني كورودا كيوتاكا

تغيرات هامة باليابان​

أثناء فترة حكم هنغسون دايوونغن (Heungseon Daewongun)، كوصي على العرش، ما بين عامي 1864 و1873، مارست مملكة جوسون سياسة انعزالية انعزلت خلالها عن العالم. وأثناء تلك الفترة، صمدت مملكة جوسون أمام تدخلات عدة قادها كل من الروس والفرنسيين والأميركيين.


من جانبها، مارست اليابان سياسة انعزالية مشابهة لفترة قاربت 220 عاما قبل أن تضطر لفتح موانئها خوفا من تدخل أميركي محتمل في خضم واقعة بعثة بيري (Perry Expedition) ما بين عامي 1853 و1854. وبناء على ذلك، قبلت اليابان أواخر شهر آذار/مارس 1854 بإبرام معاهدة كاناغاوا (Kanagawa) مع الجانب الأميركي واضعة بذلك حدا لعزلتها التي استمرت لقرون. وبالسنوات التالية، انهارت شوغونية توكوغاوا لتدخل اليابان فترة ميجي (Meiji) التي تميزت بإصلاحات عديدة سرعان ما ساهمت في جعلها قوة إقليمية هامة.
b06b7959-dec0-4773-8d08-abe6554b25e0.jpg

صورة لهنغسون دايوونغن

اتفاقية يابانية كورية​

مع بداية سبعينيات القرن التاسع عشر، حاولت اليابان الانفتاح على شبه الجزيرة الكورية أملا في إنهاء سياسة العزلة التي عاشت على وقعها مملكة جوسون. وانطلاقا من ذلك، سعت اليابان للحصول على امتيازات بالموانئ الكورية تزامنا مع إنشاء علاقات دبلوماسية مع هذا البلد.

وعقب فشل الدبلوماسيين اليابانيين بسبب طردهم من قبل الكوريين، اتجهت اليابان في حدود العام 1875 لإرسال العديد من سفنها الحربية لمراقبة السواحل الكورية وفرض حصار عليها.

يوم 20 أيلول/سبتمبر 1875، حاولت قوة يابانية بقيادة الأميرال إينو يوشيكا (Inoue Yoshika) الاقتراب بشكل كبير من سواحل جزيرة غانغوا (Ganghwa) الكورية أملا في الحصول على بعض الماء الصالح للشراب. ومع تعرضها لنيران المدافع الكورية، انسحبت هذه القوة اليابانية لتعود أدراجها نحو أرخبيل اليابان.
9b38fbce-3f4b-4b79-acfa-30eb427470ab.jpg

صورة للأميرال الياباني إينو يوشيكا
5eacb831-05bf-49be-9275-d3594f3be390.jpg

رسم تخيلي يجسد المفاوضات اليابانية الكورية عام 1876
9bf74434-9470-46c7-bbf7-f359ab05209a.jpg

رسم تخيلي يجسد صداما بين القوات اليابانية ونظيرتها الكورية

كرد على الحادثة، أرسلت اليابان عددا من المفاوضين، بقيادة الدبلوماسي كورودا كيوتاكا (Kuroda Kiyotaka)، مرفقين بأسطول حربي نحو السواحل الكورية. وللضغط على مملكة جوسون وإجبارها على الاعتذار، عزز هذا الأسطول الياباني الحصار البحري المفروض على شبه الجزيرة الكورية.

مع تكرر حوادث الاعتداء عليها من قبل القوى الأجنبية، أبرمت مملكة جوسون يوم 26 شباط/فبراير 1876 اتفاقية غانغوا مع اليابانيين أملا في استيراد سلع وأسلحة متقدمة للدفاع عن نفسها مستقبلا.


اعتراف اليابان​

وبموجب هذه الاتفاقية، اعترفت اليابان بسيادة كوريا وقبلت بمبدأ تبادل البعثات الدبلوماسية معها. فضلا عن ذلك، وافق المسؤولون بمملكة جوسون على فتح ثلاثة من موانئهم أمام المبادلات التجارية مع اليابان وسمحوا في الآن ذاته للسفن اليابانية بالإبحار بحرية على طول السواحل الكورية ضمن مهام مراقبة ورسم خرائط. أيضا، سمح للتجار اليابانيين بالاستقرار بالبنايات القريبة من الموانئ الثلاثة المفتوحة كما حصلوا على معاملة خاصة نالوا على إثرها الحصانة من الملاحقات الأمنية عند تواجدهم على الأراضي الكورية.
 
عودة
أعلى